دمشق-سانا

مئات الآلاف من طلاب وخريجي التعليم المهني في سوريا يشكلون ‏ثروة ‏بشرية هائلة كامنة لم يتم استثمار إلا بعضها، في وقت السوق متعطشة ‏ليد ‏عاملة تجمع بين التأهيل العملي والأكاديمي، القادر على تلبية ‏متطلبات ‏مرحلة استثنائية بحاجة لكل مخرجات التعليم، وبأقصى الحدود ‏الممكنة.‏

وزارة التربية والتعليم تسعى اليوم إلى الاستفادة ما أمكن من نحو 500 ‏ثانوية ‏مهنية، موزعة بمختلف المحافظات، تعلّم أكثر من 20 مهنة منها ‏الكهرباء، ‏وتقنيات الحاسوب والميكانيك والخياطة وتصميم الأزياء وغيرها، ‏لربط خطط ‏التعليم بخطط التنمية الاقتصادية، وخاصة في مرحلة إعادة ‏الإعمار.

مدير التعليم المهني والتقني في الوزارة المهندس عبد المجيد رنه، أوضح ‏أن ‏المدارس الصناعية والتجارية والنسوية تضم حالياً 83 ألف طالب ‏وطالبة، ‏إضافة إلى أعداد أخرى في المعاهد الصناعية، معتبراً أن لدينا ‏الكفاءات ‏والكوادر البشرية اللازمة للانطلاق بعجلة الإنتاج.‏

هذا التعليم، يعاني وفق رنه من عدم توافر الطاقة الكهربائية، ‏والمولدات، ‏والمحروقات اللازمة لتشغيل الأجهزة والمعدات، وضعف تزويد ‏المدارس ‏بالمواد التشغيلية، فضلاً عن الدمار الذي لحق بالبنى التحتية ‏للمنشآت ‏التعليمية، وخاصةً التعليم المهني.‏

المعهد الصناعي الأول، والثانوية الصناعية الأولى بدمشق يقدمان ‏للطلاب ‏المعارف والمهارات العملية التي يحتاجونها في سوق العمل، ‏باختصاصين ‏رئيسيين هما تقنيات الكهرباء والإلكترون، حسب مدير المعهد، ‏المهندس ‏خليل أسعد الذي أوضح، أن اختصاص تقنيات الكهرباء يضم أقسام ‏تعلم ‏التمديدات الكهربائية، ولف المحركات وأنواعها وصيانتها، ‏والطاقات ‏المتجددة لتعلم تركيب منظومة الطاقة البديلة وصيانتها، ‏وبرمجة ‏الإنفرترات الخاصة بها.‏

وأشار إلى اختصاص تقنيات الإلكترون، الذي يضم صيانة ‏الأجهزة ‏الإلكترونية كالترفيه المنزلي، بما في ذلك الشاشات، ‏والتلفزيونات، ‏وأجهزة الراديو، والأجهزة المنزلية الأخرى، وإلى تعليم ‏الطلاب كيفية ‏التحكم بالأقمار الصناعية والمحاكاة، إضافة إلى قسم التحكم ‏الآلي، الذي ‏يُشترك فيه بين كلا التخصصين، حيث يتعلم الطلاب كيفية ‏التحكم في ‏الآلات وبرمجتها.‏

مدرسة مادة (أسس الكهرباء) أولغا الشعار، رأت أن معلومات هذه المادة من ‏الأساسيات، ‏التي ينبغي على الطلاب تعلمها وإتقانها، حيث يتعلمون عناصر ‏الكهرباء ‏وأجهزتها ومقاييسها، وطريقة التوصيل في المنازل.‏

الطالب محمود المصري، من الصف الثالث الثانوي في اختصاص ‏الكهرباء، ‏قال: “أنا أتعلم الكثير عن الآلات الكهربائية والمحركات، وهذا ‏سيساعدني في ‏فهم كيفية عملها، وعندما أتخرج، سأكون قادراً على إجراء ‏صيانة شاملة ‏للمحركات، وهذا شيء مهم جداً في سوق العمل”.‏

الطالب أحمد شويخ، من اختصاص الإلكترون، تحدث بخصوص ما ‏يتعلمه: ‌‏”نحن نتلقى دروساً تتعلق بالأجهزة وكيفية صيانتها، أشعر أنني ‏أكتسب ‏مهارات ستساعدني في حياتي العملية، ويمكنني الدخول إلى سوق ‏العمل ‏بشكل مباشر”.‏

في قسم التصنيع الميكانيكي بمدرسة الصناعة الثانية بدمشق، أكد ‏المدرس ‏أحمد بدران أهمية التطبيق العملي للطلاب على الآلات المتوافرة ‏بالثانوية ‏والمعهد، مبيناً أن هذا التدريب العملي يمكّنهم من الانخراط بسوق ‏العمل ‏بشكل مباشر.‏

التجربة المحلية وتلك التي في الدول المتقدمة صناعياً تؤكد أن التعليم ‏المهني ‏الصناعي ركيزة أساسية في بناء اقتصاد قوي، عبر جيل من ‏المهنيين ‏القادرين على المساهمة الفعالة في مختلف القطاعات، وأن دعم ‏هذا ‏القطاع يعد خطوة إستراتيجية نحو تحقيق التنمية المستدامة ‏وإعادة ‏الإعمار المنشود. ‏

المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء

كلمات دلالية: التعلیم المهنی

إقرأ أيضاً:

وزير التعليم العالي يشهد حفل الإفطار السنوي للطلاب الوافدين

شهد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، فعاليات حفل الإفطار السنوي للطلاب الوافدين، الذي تم تنظيمه بإشراف الدكتور أيمن فريد القائم بأعمال رئيس قطاع الشؤون الثقافية والبعثات، والدكتور أحمد عبد الغني رئيس الإدارة المركزية لشؤون الطلاب الوافدين، وبحضور عدد من رؤساء الجامعات وأمناء المجالس والسفراء والمستشارين والملحقين الثقافيين وقيادات الوزارة والإعلاميين والطلاب الوافدين.

وفي كلمته، أشار الدكتور أيمن عاشور إلى التطوير الكبير الذي قامت به الوزارة لتحسين منظومة الخدمات الخاصة بالطلاب الراغبين في الدراسة بالجامعات المصرية من كل الجنسيات، وتسهيل إجراءات التقديم والتسجيل عبر منصة "ادرس في مصر"، مؤكدًا الاستمرار في تقديم أفضل الفرص للطلاب الوافدين لتطوير مهاراتهم وإثراء مسيرتهم الأكاديمية، وتسيير كافة إجراءات التحاقهم، وحصولهم على خدمة تعليمية متميزة.

وأشار الوزير إلى أن ملف جذب الطلاب الوافدين يمثل أولوية في خطة عمل الوزارة، لتعزيز دور جمهورية مصر العربية كوجهة جاذبة للطلاب الراغبين في الدراسة بالجامعات المصرية، لافتًا إلى أن وزارة التعليم العالي تنفذ الخطة الطموحة التي وضعتها الدولة لجعل مصر قبلة تعليمية فريدة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، استثمارًا لما تتمتع به الجامعات المصرية من قدرات بشرية متميزة وخبرات أكاديمية وبحثية عريقة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي.

وسلط الدكتور أيمن عاشور الضوء على تنوع مؤسسات التعليم العالي في مصر وتقديم برامج دراسية بينية حديثة لتأهيل الطلاب ليكونوا قادرين على تلبية احتياجات سوق العمل، مشيرًا إلى توسع الجامعات المصرية في عقد شراكات مع جامعات دولية مرموقة، وكذلك منح شهادات مزدوجة في تخصصات علمية حديثة ومتميزة، فضلًا عن اهتمام الجامعات المصرية بالأنشطة الثقافية والرياضية والسياحية المتنوعة من أجل تهيئة بيئة تعليمية ثرية على كافة المستويات، مؤكدًا أن الطلاب الوافدين هم سفراء لبلادهم ويمثلون قوة مصر الناعمة.

ومن جانبه، أعرب الدكتور أيمن فريد عن سعادته بالمشاركة مع الطلاب الوافدين في حفل الإفطار السنوي، الذي يُعد فرصة لالتقاء الطلاب من مختلف الجنسيات ببعضهم البعض، مؤكدًا حرص قطاع الشؤون الثقافية والبعثات والإدارة المركزية لشؤون الطلاب الوافدين على توفير بيئة تعليمية متميزة وتقديم برامج دراسية حديثة تتماشى مع متطلبات سوق العمل المعاصر والمستقبلي.

وأوضح الدكتور أيمن فريد أن الزيادة الملحوظة في أعداد الطلاب المتقدمين للدراسة بالجامعات المصرية خلال السنوات الماضية، تعكس المزايا الكبيرة التي تقدمها منظومة التعليم العالي ومنها البرامج الدراسية التي يجرى تحديثها باستمرار لمتابعة التوجهات العالمية في إدخال التخصصات العلمية المُواكبة للعصر، بالإضافة إلى إنشاء الجامعات الجديدة، وتوفير اختيارات متعددة للدراسة ما بين (الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية والتكنولوجية وأفرع الجامعات الأجنبية)، وهو ما كان له أثر كبير على تنشيط السياحة التعليمية.

وحرص الدكتور أيمن عاشور على التقاط الصور التذكارية مع الطلاب الوافدين، وأجرى معهم حديثًا أبويًا، واطمئن على تقديم الجامعات لهم كافة التيسيرات اللازمة لتوفير بيئة تعليمية متميزة.

جدير بالذكر أن مبادرة "ادرس في مصر" تعمل من خلال محورين أساسيين هما، توفير التسهيلات اللازمة للطلاب الوافدين للتقديم، والتسويق لبرامج وكليات الجامعات المصرية والترويج للسياحة التعليمية بمصر من خلال التواصل المستمر مع المستشارين الثقافيين، والمشاركة في المعارض التعليمية داخل وخارج مصر، وعقد شراكات مع مختلف المؤسسات الدولية، وتنظيم لقاءات افتراضية مع المدارس الثانوية بالتعاون مع المكاتب الثقافية المصرية بالخارج للتعريف بالمبادرة والترويج للدراسة بالجامعات المصرية.

مقالات مشابهة

  • التعليم العالي: زيادة ملحوظة في أعداد الطلاب المتقدمين للدراسة بالجامعات المصرية
  • مكتب التنمية بإيبارشية الإسماعيلية ينظم ورشة فنية لأبناء التعليم المسيحي
  • قصر القطن بالإسكندرية.. فرصة استثمارية تنتظر القطاع الخاص | وجهة سياحية وتجارية
  • مجمع مراكز التدريب المهني بدمشق… رغم التحديات يرفد سوق العمل بمئات الخريجين في اختصاصات مهنية
  • استشهاد 3 من كوادر مديرية التعليم في غزة بسبب القصف الإسرائيلي
  • وزير التعليم العالي: تسهيل إجراءات التقديم والتسجيل عبر منصة "ادرس في مصر"
  • وزير التعليم العالي يشهد حفل الإفطار السنوي للطلاب الوافدين
  • تحقيق العدالة في الجامعات.. استيقاظ “التعليم العالي” ضرورة ملحة
  • غنام المزروعي يكتب: الشباب ثروة الحاضر وريادة المستقبل
  • ‏في تايلاند… رجال الشرطة يرتدون قميص ليفربول للقبض على أحد المجرمين الذي يرتدي قميص نيوكاسل