حرب بسمتي بين الهند وباكستان.. هل يختفي الأرز العطري للأبد؟
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
يتصاعد النزاع بين الهند وباكستان حول ملكية علامة "أرز بسمتي" في الأسواق العالمية، وبينما تسعى الهند للحصول على اعتراف دولي به كمنتج وطني تعارض باكستان ذلك بشدة باعتباره جزءًا من تراث مشترك، وفقًا لما ذكرته صحيفة واشنطن بوست.
وقال الكاتبان ريك نواك وكاريشما مهروترا، في التقرير الذي نشرته الصحيفة، إنه قبل زمن طويل من تحول هذه الأرض إلى حدود فاصلة بين الهند وباكستان كان المزارعون هنا يزرعون نوعًا ثمينًا من الأرز الطويل الحبة والذي كان مطلوبًا في جميع أنحاء العالم.
وأشار الكاتبان إلى أن الهند تسعى لمنح أرز بسمتي وضعية الحماية في الأسواق العالمية كمنتج هندي فريد، وهو ما يواجه معارضة شديدة من باكستان التي تعدّه جزءًا من التراث المشترك بين البلدين.
ولكن في المناطق التي تُعدّ القلب النابض لزراعة البسمتي، يرى كثيرون أن التهديد الحقيقي يتجاهله قادة البلدين، إذ إنه مع التوقعات بوصول الطلب العالمي على البسمتي إلى 27 مليار دولار بحلول عام 2032، يحذر المزارعون والخبراء من أن هذا النوع المميز من الأرز بات على شفا الانقراض.
ويقول ديبال ديب عالم البيئة الذي يعمل مع المزارعين الهنود للحفاظ على البذور المحلية إن "المزارعين الشباب فقدوا المعرفة التقليدية عن كيفية الحفاظ على نقاء الجينات"، مشيرًا إلى أن الجدل حول من يملك الأرز البسمتي هو "إهدار كامل للطاقة من كلا الجانبين".
وتابع الكاتبان أنه في الثمانينيات بدأ المزارعون في الهند وباكستان بزراعة أصناف تنضج في وقت أسرع وتنتج محاصيل أوفر، لكنها افتقرت إلى الغنى المميز لأرز البسمتي.
إعلانومع تحول المزارع الصغيرة إلى مشاريع زراعية ضخمة على مدى العقود التالية، أدت دورات الحصاد السريعة، وطرق المعالجة المختصرة، وتدهور التربة، الذي أسهم فيه تغير المناخ جزئيا، إلى إنتاج أرز أقل عطرية.
ويقول فيصل حسن، الذي أصبح والده بطلًا قوميا في باكستان عندما ساعد في تطوير صنف شهير من أرز البسمتي في الستينيات "لقد تنازلنا عن التعريف الحقيقي للبسمتي. هذا انتحار".
ازدهار البسمتي عالمياويؤكد الكاتبان أن أرز البسمتي يرتبط بعمق بمنطقة البنجاب التي تضم اليوم ولاية في الهند ومحافظة مجاورة في باكستان، حيث وجد علماء الآثار أن الأشكال المبكرة منه ربما زُرعت هناك منذ ألفي عام. كذلك ظهرت إشارات مكتوبة إليه منذ القرن 16، عندما كانت إمبراطورية المغول تحكم معظم شبه القارة الهندية.
ويقول رجا أرسلان الله خان أحد مصدري الأرز الباكستاني "لقد كان طعام الأباطرة والملوك".
ورغم ذلك، لم يحقق أرز البسمتي نجاحًا عالميًّا فوريًّا، فقد كان المستوردون الأوائل في الغالب من الشرق الأوسط، ثم تنامى الطلب على البرياني، إضافة إلى الجاليات الجنوب آسيوية في أوروبا والولايات المتحدة.
وأضاف الكاتبان أن الهند وباكستان تتنازعان حول من يملك أفضل أرز بسمتي، ومن له الحق في المطالبة باسمه، مشيران إلى أنه خلال حرب 1965 بين الهند وباكستان اتهم مزارعون باكستانيون الجنود الهنود بسرقة بذورهم، بينما اتهمت الهند لاحقًا جارتها بنسخ أكثر أصنافها تميزًا.
وأشار الكاتبان إلى أنه في العقود الأخيرة، كانت للهند اليد العليا في سباق الهيمنة العالمية على أرز بسمتي، إذ تفوقت إستراتيجياتها التسويقية وسياسات التصدير الناجحة على باكستان التي وصفها صبور أحمد، وهو مورد أرز في لاهور، بأنها "وصلت متأخرة إلى السوق".
وأضاف الكاتبان أنه رغم التفوق الهندي، فإن محاولات نيودلهي لترسيخ ملكيتها لأرز البسمتي عالميًّا وجهودها القانونية في هذا الصدد لم تحرز تقدمًا كبيرًا، وبينما لا تزال هناك قضية هندية قيد النظر في الاتحاد الأوروبي رفضت كل من أستراليا ونيوزيلندا دعاوى قانونية مماثلة.
يؤكد الكاتبان أنه لا توجد أرقام دقيقة عن كمية أرز بسمتي التقليدي التي لا تزال تُزرع في باكستان، لكن المصدرين والخبراء يتفقون على أن أغلب الإنتاج الحالي يعتمد على الأصناف الأحدث وذات المحصول المرتفع.
إعلانوعلى الجانب الآخر من الحدود، شكّل صنف "بوسا بسمتي 1121" حوالي 70% من إجمالي زراعة بسمتي في ولاية البنجاب الهندية عام 2019.
وأشار الكاتبان إلى أنه من غير المرجح أن ينعكس هذا الاتجاه، فوفقًا لإحدى الدراسات حقق المزارعون أرباحًا بلغت في المتوسط 1400 دولار لكل هكتار من صنف 1121 PB، أي ما يعادل أكثر من ضعف العائد البالغ 650 دولارًا الذي حصلوا عليه من الأصناف القديمة.
ويؤكد الكاتبان أن الباكستانيين يرون أن أرز بسمتي سيظل حاضرًا على موائدهم، حتى لو لم يعد كما كان في الماضي. ومع ذلك، لجأ بعض المستهلكين إلى استبداله بأصناف أرخص.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات بین الهند وباکستان أرز البسمتی أرز بسمتی إلى أن
إقرأ أيضاً:
تصاعد التوتر بين الهند وباكستان يثير مخاوف من حرب نووية
عرضت قناة "القاهرة الإخبارية" تقريرا بعنوان "تصاعد التوتر بين الهند وباكستان يثير مخاوف من حرب نووية" في الفقرة الإخبارية مع الإعلامية بسنت أكرم.
وقال التقرير، إنه في تصعيد خطير يُنذر بانفجار وشيك على الحدود بين الهند وباكستان، منح رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الجيش الهندي "حرية التحرك" للرد على الهجوم الذي وقع مؤخرًا في إقليم كشمير المتنازع عليه، وأسفر عن مقتل 26 مدنيًا.
تصريحات مودي جاءت لتؤكد أن بلاده تعتزم توجيه "ضربة ساحقة" لما وصفه بـ"الإرهاب"، دون أن يُوضح طبيعة أو نطاق هذا الرد المحتمل.
وأضاف: " أثارت تصريحات مودي مخاوف متزايدة من احتمال تنفيذ ضربات تتجاوز الحدود الباكستانية، خصوصًا في ظل إصرار نيودلهي على تحميل إسلام آباد مسؤولية دعم الجماعات المسلحة في كشمير، وهو اتهام تنفيه باكستان بشكل قاطع.
ويُعيد هذا التوتر إلى الواجهة النزاع المزمن بين الجارتين النوويتين، الذي تعود جذوره إلى مرحلة ما بعد الاستقلال عام 1947".
وتابع التقرير أنه من جهتها، ردّت باكستان بتحذير شديد على لسان وزير دفاعها خواجه محمد آصف، الذي أكد أن التوغل العسكري الهندي بات "وشيكًا"، وأن القوات الباكستانية في "حالة تأهب قصوى".
كما شدد على أن بلاده لن تستخدم سلاحها النووي إلا في حال تعرّضها لتهديد وجودي مباشر.
وخلال الأيام الخمسة الماضية، شهد خط السيطرة في كشمير الذي يُعد الحدود الفعلية بين البلدين، تبادلاً لإطلاق النار بأسلحة خفيفة، ما يعكس هشاشة الوضع الأمني في المنطقة. ويمثل إقليم كشمير نقطة اشتعال مزمنة بين الدولتين، اللتين خاضتا ثلاث حروب من قبل بسبب هذا الإقليم.
وقد لجأ الطرفان إلى اتخاذ إجراءات دبلوماسية واقتصادية انتقامية بعد الهجوم، أبرزها تعليق الاتصالات الثنائية وخفض مستوى التمثيل الدبلوماسي، في تطور قد يدفع بالقارة الآسيوية إلى شفير مواجهة مفتوحة، تتجاوز حدود التهديدات الكلامية نحو نزاع قد يحمل طابعًا نوويًا غير مسبوق.