الجزيرة:
2025-02-10@15:32:39 GMT

أبرز 19 سببا وراء الطلاق.. هل يمكن تجنّبها؟

تاريخ النشر: 9th, February 2025 GMT

أبرز 19 سببا وراء الطلاق.. هل يمكن تجنّبها؟

يرى كثير من خبراء علم الاجتماع أن العلاقة الزوجية تعد من أكثر الروابط الإنسانية تعقيدا، إذ تتأثر بعدد كبير من العوامل النفسية والاجتماعية والاقتصادية.

ورغم أن الزواج يُبنى على الحب والتفاهم، فإن العديد من الأزواج يواجهون تحديات قد تؤدي إلى الطلاق إذا لم يتم التعامل معها بحكمة.

فيما يلي نستعرض 20 سببا رئيسا وراء الطلاق، وفقا لأبحاث ودراسات حديثة، مع الوقوف على تأثير كل منها على العلاقة الزوجية، وطرق الوقاية منه للحفاظ على زواج صحي ومستقر.

1- ضعف الالتزام بالعلاقة

يعتبر موقع "سايك سنترال" الالتزام أحد الأسس الرئيسة للعلاقة الزوجية الناجحة. وعندما يشعر أحد الزوجين بأن الطرف الآخر لا يبذل الجهد الكافي لإنجاح العلاقة، يتولد شعور بالإحباط وعدم التقدير، وهذا قد يؤدي إلى الانفصال.

وللتغلب على هذه المشكلة، ينصح خبراء العلاقات بوضع أهداف مشتركة للعلاقة والعمل على تحقيقها، والتأكد من تخصيص وقت يومي للحديث والتواصل العاطفي، إلى جانب إظهار الاهتمام بالشريك من خلال الأفعال، لا الكلمات فحسب.

2- الغيرة المفرطة

يقول موقع "سايكولوجي توداي" إن الغيرة الزائدة تؤدي إلى خلق مناخ من الشك والضغط النفسي المستمر، وهذا يجعل العلاقة الزوجية غير مستقرة.

وقد تدفع الغيرة غير المبررة أحد الشريكين إلى الانسحاب من العلاقة. لذلك لا بد من تعزيز الثقة من خلال الشفافية والتواصل المستمر، ومعالجة أي مخاوف غير مبررة من خلال الحوار الصريح، وتجنب مراقبة الشريك أو التشكيك في نواياه من دون دافع حقيقي.

إعلان 3- الشجارات المستمرة من دون حلول

وفقا لموقع "سايكولوجي توداي"، فإن الأزواج الذين يتجادلون باستمرار من دون إيجاد حلول فعلية يميلون إلى الشعور بالإحباط وفقدان الأمل في العلاقة، ما يزيد من احتمالات الطلاق.

ولتجنب انتهاء العلاقة، ينصح الخبراء بممارسة "الاستماع الفعّال" ومحاولة فهم وجهة نظر الشريك، وتجنّب النقد اللاذع والتواصل بطريقة بنّاءة، واللجوء إلى مستشار زواجي عند تفاقم النزاعات.

4- الزواج في سن مبكرة

أظهرت دراسات نشرتها "سايك سنترال" أن الزواج في مرحلة عمرية مبكرة يزيد من احتمالات الطلاق، إذ قد لا يكون الشريكان قد اكتسبا النضج الكافي لمواجهة تحديات الحياة الزوجية.

وبحسب الموقع المتخصص في علم النفس والاجتماع، فإن التريث قبل اتخاذ قرار الزواج والتأكد من الجاهزية العاطفية والنفسية، وحضور دورات تأهيلية للزواج لفهم متطلباته والتحديات المحتملة قد تكون من الحلول الناجعة لتجاوز هذه العقبة.

5- التوقعات غير الواقعية

يضع العديد من الأزواج توقعات مثالية -قد تكون أقرب إلى كونها حالمة- عن الحياة الزوجية، ما يجعلهم يواجهون خيبة أمل عندما لا تتطابق توقعاتهم مع الواقع.

وبحسب موقع "ديفورس"، فإن على الشريكين التحدث بوضوح عن التوقعات منذ بداية علاقتهما، وقبول فكرة أن الزواج يتطلب جهدا وتضحية من الطرفين، إلى جانب الحرص على بناء علاقة قائمة على التفاهم وليس على المثالية.

6- عدم المساواة بين الشريكين

عندما يشعر أحد الطرفين بأن العلاقة غير متوازنة، وأن أحد أطرافها يتحمل أعباء أكثر من الآخر، فإن ذلك قد يؤدي إلى الإحساس بالظلم والرغبة في الانفصال.

ولتجاوز هذه العقبة، لا بد من تقسيم المسؤوليات بطريقة عادلة، والتفاوض المستمر حول الأدوار داخل العلاقة، إلى جانب تقدير جهود الطرف الآخر وشكره عليها.

قد تضع الضغوط المتعلقة بالعمل والمشكلات الصحية أو المسؤوليات العائلية ضغطا هائلا على العلاقة الزوجية (غيتي) 7- عدم التحضير للزواج

في حالات كثيرة، يؤدي عدم الإلمام بمتطلبات الزواج وتحدياته، وعدم استعداد الطرفين لمواجهة مشكلاته، إلى زيادة احتمالية فشل العلاقة والوصول إلى طريق مسدود.

إعلان

ولتجنّب الطلاق، ينصح خبراء العلاقات بحضور الشريكين لدورات تأهيلية للزواج قبل الزفاف، والقراءة حول العلاقات الزوجية وتحدياتها المحتملة، مع ضرورة مناقشة القضايا الرئيسة مثل المال والأطفال والقيم قبل الزواج.

8- العنف المنزلي وسوء المعاملة

مما لا شك فيه، أن العنف الجسدي أو العاطفي يُعتبر من أخطر الأسباب المؤدية إلى الطلاق، خصوصا عندما يفقد الضحية الشعور بالأمان والاحترام داخل العلاقة.

ولتجنب الوقوع ضحية لهذا المصير، لا بد من الحرص على بناء بيئة قائمة على الاحترام والتفاهم، إلى جانب التعرف على علامات الإساءة مبكرا، وطلب المساعدة من مستشار نفسي أو قانوني عند الحاجة.

9- المشكلات المالية

يمكن أن يؤدي عدم التوافق في العادات المالية، أو سوء إدارة المال، أو تراكم الديون إلى توترات مستمرة بين الزوجين.

لكن يمكن تجاوز هذه العقبة من خلال التحدث بصراحة عن الأوضاع المالية، ووضع ميزانية مشتركة والالتزام بها، وربما طلب المشورة المالية عند الحاجة.

10- الخلافات حول الأعمال المنزلية

بحسب موقع "سايكولوجي توداي"، فإن الخلافات حول توزيع المهام المنزلية قد يؤدي إلى الشعور بعدم التقدير والاستياء بين الزوجين في بعض الأحيان.

ولتجنّب الانفصال لهذا السبب، ينصح الخبراء بوضع قائمة واضحة بالمسؤوليات المنزلية، مع ضرورة التعاون وتقسيم المهام بطريقة عادلة، إلى جانب أهمية تقدير جهود الطرف الآخر وشكره.

11- نقص الدعم العائلي

في بعض الحالات، يتسبب فقدان الزوجين لدعم العائلة أو الأصدقاء في شعورهم بالعزلة. مما يزيد الضغط على العلاقة الزوجية.

دراسة نشرتها "فوربس" توصلت إلى أن الأزواج الذين لديهم دعم اجتماعي قوي يكونون أقل عرضة للطلاق.

لكن ذلك لا يعني أن على الزوجين إقحام العائلة والأصدقاء في مشاكلهما، كل ما في الأمر أن شعورهما بوجود "ظهر" يلجؤون إليه عند الحاجة، يقلل من حدة الأزمات الزوجية التي قد يتعرضون لها.

ينصح الخبراء بالحرص على التواصل المنتظم مع العائلة والأصدقاء للحصول على المساندة العاطفية وبناء شبكة دعم قوية من الأصدقاء والعائلة، وربما الانضمام إلى مجموعات دعم للأزواج لمشاركة التحديات والحلول عند الحاجة.

عندما يشعر أحد الزوجين بأن الطرف الآخر لا يبذل الجهد الكافي لإنجاح العلاقة يتولد شعور بالإحباط قد يؤدي إلى الانفصال (غيتي) 12- الاختلافات القيمية

قد يؤدي التفاوت في القيم الأخلاقية -وربما الدينية- إلى صراعات زوجية مستمرة، خاصة في غياب التفاهم المسبق حول كيفية التعامل مع هذه الاختلافات.

إعلان

وبحسب "سايك سنترال"، فإن المشاكل تتفاقم عند اتخاذ قرارات حياتية كبيرة، وتصبح أكثر حدة حين يتعلق الأمر بتربية الأطفال.

لذلك يُنصح بمناقشة القيم الدينية والاجتماعية قبل الزواج والتأكد من توافق الرؤى، وفي حال وجود خلافات، فلا بد من الاتفاق على كيفية التعامل معها والتفاهم حول تربية الأبناء بما يضمن احترام معتقدات الطرفين.

13- الخيانة الزوجية

لا شك بأن الخيانة -على اختلاف درجاتها وأشكالها- تعد من أكبر أسباب انهيار الزواج بحسب مجلة "فوربس"، إذ تتسبب في كسر الثقة بين الشريكين، ما يجعل الاستمرار في العلاقة أمرا بالغ الصعوبة.

وللتغلب على هذه المشكلة، ينصح الخبراء بتعزيز الشفافية والصدق بين الزوجين، من خلال الحديث عن الاحتياجات العاطفية والجسدية بصراحة، والعمل بجد على بناء الثقة من خلال أفعال تدل على الولاء.

14- المزاجية والتقلبات العاطفية

مما لا شك فيه أن التغيرات المزاجية المستمرة تجعل الحياة مع الشريك غير متوقعة وصعبة، خاصة إذا لم يكن هناك وعي بكيفية التعامل مع هذه الحالة.

وتشير الأبحاث إلى أن أحد الأسباب الشائعة للطلاق هو عدم استقرار المشاعر والتصرفات المفاجئة، لذلك يتوجب على الطرفين تطوير الوعي الذاتي وإدارة العواطف بشكل صحي، وطلب المساعدة النفسية عند الحاجة، خاصة إذا كانت التقلبات المزاجية مرتبطة بمشكلات صحية نفسية.

15- العادات المزعجة

قد تؤدي بعض السمات الشخصية -التي قد تبدو بسيطة- مثل الفوضوية، والتأخر الدائم، أو الانشغال الدائم بالهاتف إلى استياء الطرف الآخر بمرور الوقت.

وقد يتسبب تراكم هذه العادات المزعجة لشعور الشريك بعدم التقدير، لذلك لا بد من التحدث بصراحة عن العادات التي تزعج الطرف الآخر من دون انتقاد جارح، وربما العمل على تغيير العادات التي تؤثر سلبا على العلاقة.

في المقابل، من الضروري أيضا التسامح والتأقلم مع بعض العادات غير الضارة.

16- الافتقار إلى الاهتمامات المشتركة

يقول موقع "ديفورس" إن غياب الاهتمامات المشتركة للزوجين، قد يؤدي إلى الشعور بالملل أو التباعد العاطفي بمرور الوقت.

إعلان

ولتقوية العلاقة، يُنصح بالبحث عن هوايات أو أنشطة يمكن ممارستها معا، وخوض تجارب جديدة بانتظام، مثل السفر أو حضور دورات مشتركة.

يضع العديد من الأزواج توقعات مثالية عن الحياة الزوجية ما يجعلهم يواجهون خيبة أمل عندما لا تتطابق توقعاتهم مع الواقع (غيتي) 17- عدم التوافق الجنسي

يُعد التوافق الجنسي عاملا مهما في استقرار العلاقة الزوجية، وعندما يكون هناك اختلافات كبيرة في التوقعات أو الرغبات، فقد يؤدي ذلك إلى التوتر والبعد العاطفي.

لذلك، يُنصح بتعزيز الحميمية العاطفية لزيادة التقارب الجسدي، والتحدث عن التوقعات والاحتياجات الجنسية بصراحة، واستشارة متخصص في العلاقات الزوجية عند الحاجة.

18- الضغوط الخارجية

قد تضع الضغوط المتعلقة بالعمل، والمشكلات الصحية، أو المسؤوليات العائلية ضغطا هائلا على العلاقة الزوجية. ووفقا لـ"ديفورس"، فإن الأزواج الذين لا يجدون وقتا للاسترخاء معا يكونون أكثر عرضة للخلافات.

الخبراء يلفتون إلى ضرورة إدارة الوقت بذكاء لضمان تخصيص وقت للعلاقة الزوجية، ودعم الشريك في الأوقات الصعبة والتعامل مع المشكلات كفريق واحد، إلى جانب البحث عن طرق لتخفيف الضغط مثل ممارسة الرياضة أو السفر.

19- ضعف مهارات التواصل

يعد التواصل الفعّال مفتاح نجاح أي علاقة، وعندما يكون هناك سوء فهم مستمر أو نقص في التعبير عن المشاعر، فقد يؤدي ذلك إلى الشعور بالإحباط والرغبة في الانفصال.

الأبحاث أظهرت أن ضعف التواصل يعد من الأسباب الرئيسة للطلاق، لذلك يُنصح بتعلم مهارات الاستماع الفعّال والتحدث بصراحة، واستخدام تقنيات التواصل الإيجابي بدلا من الهجوم أو النقد، بالإضافة إلى تخصيص وقت يومي للحديث عن الأمور الشخصية والمشاعر.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات على العلاقة الزوجیة ینصح الخبراء الطرف الآخر قد یؤدی إلى إلى الشعور عند الحاجة التعامل مع إلى جانب لا بد من من خلال من دون

إقرأ أيضاً:

هل يكون الذكاء الاصطناعي التوليدي سبباً في صعوبة العثور على وظائف جيدة؟

فبراير 8, 2025آخر تحديث: فبراير 8, 2025

يان ليو كريستين

خبيرة اقتصادية أولى في شؤون التحول الرقمي

جينواي تشيانغ

مديرة عامة لقطاع الممارسات العالمية للتحول الرقمي

يشكل انتشار البطالة والبطالة الجزئية بين صفوف الشباب تحدياً متزايداً في جميع أنحاء العالم، لا سيما بالنسبة لخريجي الجامعات. ولطالما استثمرت العائلات في إلحاق أبنائها بالتعليم العالي من أجل تحقيق طموحاتها بحصولهم على وظائف مرموقة تتطلب مهاراتٍ وخبراتٍ محددة في مجالات القانون والبنوك والهندسة والعمل الدبلوماسي. وارتفعت معدلات الالتحاق بالجامعات، حيث تضاعفت ثلاث مرات من 14% في عام 1990 إلى 42% في عام 2022. غير أن العديد من هذه الطموحات لم تتجسد على أرض الواقع. وفي عام 2023، كان واحد من بين كل خمسة شباب على مستوى العالم خارج دائرة العمل أو التعليم أو التدريب، وتشكل النساء ثلثي هذه المجموعة. وفي الولايات المتحدة، يعمل أكثر من نصف خريجي الجامعات الجدد في وظائف لا تتطلب شهادة جامعية.

ويُعد نقص الوظائف المكتبية المنتجة والمستقرة لأولئك الذين يحملون شهادات جامعية مشكلة حادة في الاقتصادات النامية بشكل خاص، حيث يتأخر توفير مثل هذه النوعية من الوظائف. وفي البلدان منخفضة الدخل والشريحة الدنيا من البلدان متوسطة الدخل، يعاني أكثر من خُمس الأشخاص ممن تقل أعمارهم عن 30 عاماً من الحاصلين على مؤهلات ما بعد المرحلة الثانوية من البطالة، وهي نسبة أعلى بكثير من الحاصلين على التعليم الأساسي. وفي أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، كان ما يقرب من ثلاثة من كل أربعة عمال شباب ممن تتراوح أعمارهم بين 25 و29 عاماً يعملون في وظائف غير مستقرة – مما يعني أنهم إما يعملون لحسابهم الخاص أو في وظائف مؤقتة. وفي الدول العربية وشمال أفريقيا، يعاني واحد من كل ثلاثة شباب في سن النشاط الاقتصادي من البطالة. كما شهدت الصين ارتفاعاً كبيراً في معدل البطالة الرسمي بين صفوف الشباب في السنوات الأخيرة، حيث تجاوز 20% في يونيو/حزيران 2023.

ومع تطور هذه الأزمة، شهد سوق العمل قدوم وافدٍ جديد، وهو  الذكاء الاصطناعي التوليدي. فهل سيكون هو الحل الذي كنا ننتظره، أم أنه سيؤدي إلى تفاقم الوضع المتردي بالفعل؟ وورقة العمل الأخيرة الخاصة بنا تبحث في الذكاء الاصطناعي التوليدي وكيفية تأثيره على الاقتصاد من حيث النمو والتغييرات في هيكل الصناعة وأنماط الإنتاج الدولية. وقد وجدنا ما يلي:

1- يسهم الذكاء الاصطناعي التوليدي في الغالب في تعزيز الإنتاجية في الخدمات عالية المهارة

من المتوقع أن يكون للذكاء الاصطناعي التوليدي تأثير كبير على الوظائف المكتبية في قطاعات الخدمات عالية المهارات، والتي عادة ما يشغلها الحاصلون على تعليم جامعي. وبخلاف الموجات السابقة من التكنولوجيا الرقمية، والتي قامت بتسريع وتيرة إنجاز المهام الروتينية بشكل رئيسي، أو تقديم التوقعات من خلال التعرف على أنماط البيانات، فإن قدرة الذكاء الاصطناعي التوليدي على تجميع وتوليد الأفكار والمحتوى تتقاطع مع نسبة مُعْتَبرة من المهام التي تتضمنها المهن والوظائف المكتبية. وتشير العديد من الدراسات باستمرار إلى أن الوظائف الأكثر تأثراً بالذكاء الاصطناعي التوليدي تتركز في الخدمات عالية المهارات (إلوندو وآخرون 2023؛ جميرك وبيرج وبيسكوند 2023؛ والمنتدى الاقتصادي العالمي 2023؛ وميلينا وآخرون 2024). وتكشف النتائج التي توصلنا إليها أن التمويل والتأمين وخدمات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات والخدمات المهنية – ثلاث صناعات عالية المهارة وذات دخل مرتفع ورقمية للغاية – هي الأكثر عرضة للتأثر بالذكاء الاصطناعي التوليدي.

السعي من أجل خلق فرص عمل جيدة في البلدان النامية

نظراً لأن الميكنة تجعل النمو الذي تقوده الصناعات التحويلية بعيد المنال على نحو متزايد، فإن العديد من البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل تعلق آمالها على الخدمات التي تتطلب مهارات عالية. ومع ذلك، تكافح هذه القطاعات لتوفير فرص عمل كثيفة للأعداد المتزايدة من سكانها الشباب. وفي حين شهد العديد من البلدان ارتفاعاً سريعاً في الخدمات عالية المهارات بسبب تسارع التحول الرقمي، تراجع هذا النمو أو دخل مرحلة الركود في العديد من البلدان، ومنها الولايات المتحدة التي تُعتبر أكبر مُصَدِّر للخدمات عالية المهارات.

وفي البلدان متوسطة ومنخفضة الدخل، توقفت أيضاً نسبة العمالة في الخدمات عالية المهارات في بعض البلدان مثل المكسيك وتركيا وبوليفيا والفلبين وفيتنام في السنوات الأخيرة. وتعمل نسبة تبلغ 13% إلى 20% من القوى العاملة في البلدان مرتفعة الدخل في خدمات عالية المهارات، ولكن هذه النسبة تنخفض بصورة كبيرة من 6% إلى 10% من الشريحة العليا من البلدان متوسطة الدخل وتنخفض أكثر في الشريحة الدنيا من البلدان متوسطة الدخل والبلدان منخفضة الدخل من صفر% إلى 4% فقط. ومن الجدير بالذكر أنه حتى في البلدان النامية المعروفة بصادراتها من الخدمات ذات المهارات العالية، مثل الهند والفلبين، يسهم هذا القطاع بنسبة متواضعة وغير متوقعة في إجمالي العمالة، حيث لا يمثل أكثر من 3% من الوظائف.

الذكاء الاصطناعي التوليدي: محرك للنمو أم نذير للتراجع المبكر عن الكفاءة المهنية؟

 

تحاكي ورقة العمل التي أنتجناها التأثيرَ المحتمل للذكاء الاصطناعي، حيث تظهر عمليات المحاكاة بعضَ النتائج المفاجئة والمثيرة للقلق كما يلي:

ما لم يتم اعتماد الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع في مختلف القطاعات ودفع الابتكارات التحويلية التي تعمل على تغيير تفضيلات المستهلكين بشكل دائم، فمن المرجح أن تكون فوائد النمو على المدى القصير مخيبة للآمال.

قد تتراجع أو تنخفض نسبة العمالة في الخدمات التي تتطلب مهاراتٍ عالية في نهاية المطاف، وفقاً لمنحنى يأخذ شكلاً محدباً يماثل الصناعات التحويلية. وفي حين أن الدخل المرتفع يزيد الطلب على الخدمات ذات المهارات العالية، فإن التقدم في الذكاء الاصطناعي يمكن أن يقلل من الحاجة إلى العاملين في المكاتب، مما يحول تركيز الوظائف نحو الخدمات منخفضة المهارة.

يمكن للذكاء الاصطناعي أن يزيد من تقييد إمكانية خلق وظائف جيدة في الخدمات التي تتطلب مهارات عالية، لا سيما في البلدان النامية. وعلى غرار التراجع المبكر عن التصنيع، قد يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى “التراجع المبكر عن الكفاءة المهنية”، حيث تبلغ نسبة العمالة في الخدمات التي تتطلب مهارات عالية ذروتها في مرحلة مبكرة وعند مستويات دخل أقل.

تواجه البلدان منخفضة ومتوسطة الدخل منعطفاً حرجاً مع اعتماد الذكاء الاصطناعي. ويهدد الإخفاق أو التأخير في اعتماد الذكاء الاصطناعي بتآكل المزايا النسبية القائمة في الخدمات والصناعات التحويلية التي تتطلب مهارات عالية، أو إعاقة تطوير هذه المزايا. ونتيجة لذلك، قد تجد هذه البلدان نفسها مقتصرة على تصدير السلع الأولية، حيث تتركز العمالة بشكل كبير في الزراعة والخدمات منخفضة المهارة. وعلى العكس من ذلك، يمكن للاعتماد الناجح ومحكم التوقيت للذكاء الاصطناعي أن يحفز تطوير ميزات تنافسية جديدة في قطاع الخدمات أو الصناعات التحويلية عالية المهارة.

المسار في المرحلة القادمة

تحتاج البلدان النامية بشكل عاجل إلى اعتماد الذكاء الاصطناعي لاكتساب ميزة في القطاعات الأكثر تعقيداً والمعززة للنمو. وفي الوقت الحالي، لا يزال الذكاء الاصطناعي في مراحله الأولى، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على وظائف الخدمات عالية المهارة، وهي فرصة سانحة لكنها لن تدوم إلى الأبد.

وتواجه البلدان النامية تحديات هائلة، وقد تعاني البلدان البطيئة منها في اعتماد الذكاء الاصطناعي صعوباتٍ أكبر في خلق وظائف جيدة، ما يؤدي إلى دخول شبابها في دورات من البطالة، والبطالة الجزئية، وركود مستويات المعيشة. وعلى مدى السنوات العشر المقبلة، سيصبح 1.2 مليار شاب في بدان الجنوب في سن العمل، وهو أمر لم يحدث من قبل. ويبقى مستقبل العمل، ومعه تطلعات المليارات، معلقاً في الميزان.

 

المصدر: البنك الدولي

مقالات مشابهة

  • زوج يلاحق زوجته بالنشوز: هجرت مسكن الزوجية وطالبتني بسداد 50 ألف نفقات
  • لماذا يجب الاغتسال بعد العلاقة الزوجية؟.. احذروا تأخيره لـ5 أسباب
  • صيغة كتابة قائمة المنقولات الزوجية كاملة.. في خطوات سهلة «اطبعها ومضى العريس»
  • في اليوم العالمي للزواج .. كيف تعيش حياة سعيدة مع النصف الآخر
  • «نورا» تطلب الطلاق للشقاق بعد 50 يوما من الزواج.. «الميراث هدم المنزل»
  • بوريطة: يمكن للعراق أن يكون منصة للقطاع الخاص المغربي وفي كل المنطقة المجاورة إليه
  • هل يكون الذكاء الاصطناعي التوليدي سبباً في صعوبة العثور على وظائف جيدة؟
  • بسمة بوسيل عن حياتها الزوجية: كنت أعيش سعادة مؤقتة
  • المحامي رفعت الشريف: الأزواج لا يعرفون السبب الحقيقي وراء طلب الزوجات للطلاق