التغذية والعقل| كيف يمكن للغذاء أن يؤثر على حالتك النفسية؟.. سر خفي
تاريخ النشر: 8th, February 2025 GMT
من المعروف أن النظام الغذائي له تأثير كبير على صحتنا الجسدية، ولكن ما قد لا يعلمه البعض هو أن التغذية السليمة يمكن أن تؤثر بشكل عميق على صحتنا النفسية أيضًا.
ويعاني العديد من الأفراد من مستويات متزايدة من التوتر، القلق، والاكتئاب، قد تكون الإجابة عن كيفية تحسين حالتنا النفسية في داخل طبق الطعام الذي نتناوله.
تعتبر العلاقة بين التغذية والصحة النفسية موضوعًا حديثًا نسبيًا في الأبحاث العلمية، ولكن الدراسات بدأت تشير إلى أن ما نأكله قد يؤثر على مزاجنا، سلوكنا، وطريقة تفكيرنا. قد تكون بعض الأطعمة بمثابة وقود للعقل، بينما قد تكون أخرى سببًا في تفاقم المشاعر السلبية.
سنتناول العلاقة بين التغذية والصحة النفسية، كيف يؤثر الطعام الذي نتناوله في مزاجنا ورفاهيتنا النفسية، وما هي الأطعمة التي يمكن أن تحسن صحتنا النفسية، حسب ما نشره موقع هيلثي.
1. العلاقة بين الأمعاء والعقل: كيف يؤثر جهازنا الهضمي في صحتنا النفسية؟
في السنوات الأخيرة، بدأ العلماء في اكتشاف الدور الحيوي الذي تلعبه الأمعاء في تنظيم المزاج والعقل. يُطلق على هذا الموضوع اسم "محور الأمعاء-الدماغ"، حيث يشير إلى العلاقة المتبادلة بين الجهاز الهضمي والدماغ. الأمعاء تحتوي على ما يُعرف بـ "الميكروبيوم" – وهي مجموعة من الميكروبات والبكتيريا التي تلعب دورًا رئيسيًا في هضم الطعام، وكذلك في التأثير على المزاج والصحة النفسية.
تُظهر الدراسات أن توازن الميكروبات في الأمعاء يمكن أن يؤثر على مستويات القلق والاكتئاب. على سبيل المثال، البروبيوتيك، وهي الكائنات الدقيقة المفيدة التي تتواجد في بعض الأطعمة مثل الزبادي والكفير، تساعد على تعزيز هذا التوازن. قد تكون الأطعمة التي تعزز صحة الأمعاء مفيدة في تقليل أعراض الاكتئاب، وتساهم في تحسين المزاج بشكل عام.
2. تأثير الأحماض الدهنية أوميغا-3 على الدماغ والمزاج
من أشهر المغذيات التي تؤثر على الصحة النفسية هي الأحماض الدهنية أوميغا-3. هذه الأحماض توجد بشكل رئيسي في الأسماك الدهنية مثل السلمون، الماكريل، والسردين، ولكن يمكن العثور عليها أيضًا في المكسرات، بذور الكتان، وزيت الكانولا.
تشير الدراسات إلى أن أوميغا-3 تلعب دورًا أساسيًا في تحسين الصحة النفسية، حيث أنها تساهم في تكوين أغشية الخلايا العصبية في الدماغ. كما تشير الأبحاث إلى أن نقص أحماض أوميغا-3 قد يكون مرتبطًا بزيادة معدلات الاكتئاب والقلق.
3. الفيتامينات والمعادن وأثرها على العقل
تلعب الفيتامينات والمعادن دورًا حيويًا في الحفاظ على صحة الدماغ والمزاج. على سبيل المثال:
فيتامين D: تشير الدراسات إلى أن نقص فيتامين D قد يرتبط بمشاكل نفسية مثل الاكتئاب. يمكن الحصول على فيتامين D من خلال التعرض للشمس وبعض الأطعمة مثل الأسماك الدهنية.
فيتامين B: الفيتامينات من المجموعة B، مثل B12 وحمض الفوليك، مهمة لصحة الدماغ، حيث تساعد في إنتاج المواد الكيميائية اللازمة للمزاج، مثل السيروتونين. نقص فيتامين B يمكن أن يؤدي إلى مشاعر من الإرهاق، القلق، وحتى الاكتئاب.
المغنيسيوم: هذا المعدن له تأثير مهدئ على الجسم والعقل. تشير الدراسات إلى أن المغنيسيوم يمكن أن يساعد في تقليل مستويات القلق والتوتر، ويدعم وظائف الدماغ.
4. السكر وتأثيره السلبي على المزاج
السكر هو أحد المكونات الغذائية التي قد يكون لها تأثير سلبي على الصحة النفسية. رغم أن السكر يعطينا دفعة من الطاقة قصيرة الأمد، إلا أن استهلاكه المفرط يمكن أن يؤدي إلى تقلبات حادة في المزاج. عندما نأكل السكر، يرتفع مستوى الجلوكوز في الدم بسرعة، مما يؤدي إلى زيادة مفاجئة في مستويات الطاقة، ولكن سرعان ما يهبط مستوى الجلوكوز بعد فترة، مما يسبب شعورًا بالتعب والتهيج.
استهلاك السكر بشكل مفرط يمكن أن يؤدي إلى التهاب مزمن في الجسم، وهو ما يرتبط بالعديد من الاضطرابات النفسية مثل الاكتئاب والقلق.
5. كيف يمكن أن تؤثر الأطعمة على التوتر؟
بالإضافة إلى تأثير الأطعمة على المزاج بشكل عام، هناك أيضًا علاقة بين النظام الغذائي ومستويات التوتر. بعض الأطعمة قد تساعد في تخفيف التوتر، بينما قد تساهم بعض الأطعمة الأخرى في زيادته. على سبيل المثال، يمكن للأطعمة التي تحتوي على الفيتامينات B (مثل الحبوب الكاملة، اللحوم، والخضروات الورقية) أن تساعد في تقليل تأثيرات التوتر.
يمكن أن تؤدي الكافيين والشوكولاتة الداكنة إلى زيادة التوتر إذا تم تناولها بكميات كبيرة. الكافيين يمكن أن يزيد من مستويات القلق ويؤدي إلى تزايد ضربات القلب، بينما تحتوي الشوكولاتة الداكنة على مواد قد تحفز الأدرينالين في الجسم.
6. الأطعمة المريحة: الطعام كوسيلة لتحسين الحالة النفسية
بعيدًا عن الأطعمة الصحية التي تعزز الصحة النفسية، هناك أيضًا أطعمة يمكن أن تعمل كـ "أطعمة مريحة". هذه الأطعمة هي تلك التي تساعد في تحسين المزاج بشكل مؤقت من خلال توفير الشعور بالراحة. على سبيل المثال، الأطعمة الدافئة مثل الحساء أو الأطعمة المخبوزة قد تساهم في تخفيف مشاعر القلق.
يجب الحذر من أن الاعتماد المفرط على هذه الأطعمة قد يؤدي إلى سلوكيات غذائية غير صحية. قد يكون تناول الأطعمة المريحة بشكل مفرط، خصوصًا تلك الغنية بالسكر أو الدهون المشبعة، سببًا في زيادة الوزن، مما قد يؤدي إلى مشاعر من التوتر والقلق.
7. كيفية تحسين المزاج من خلال التغذية
إليك بعض النصائح التي يمكن أن تساعد في تحسين حالتك النفسية من خلال التغذية:
تناول أطعمة غنية بالبروبيوتيك مثل الزبادي، الكفير، أو الأطعمة المخمرة لتعزيز صحة الأمعاء.
أضف الأطعمة الغنية بأحماض أوميغا-3 مثل الأسماك الدهنية، المكسرات، وبذور الكتان لتحسين صحة الدماغ.
تناول أطعمة غنية بالفيتامينات والمعادن مثل الخضروات الورقية، الحبوب الكاملة، والفواكه لتعزيز الأداء العقلي والمزاج.
قلل من تناول السكر والمواد المصنعة التي يمكن أن تساهم في تقلبات المزاج وزيادة التوتر.
لا تنسى الماء: الجفاف يمكن أن يؤدي إلى الشعور بالتعب، الدوار، وحتى القلق. تأكد من شرب كميات كافية من الماء طوال اليوم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الصحة النفسية النظام الغذائي التغذية المزيد یمکن أن یؤدی إلى على سبیل المثال الصحة النفسیة بعض الأطعمة تساعد فی تساهم فی فی تحسین یؤثر على أومیغا 3 من خلال قد تکون إلى أن
إقرأ أيضاً:
هل تخزن طعامك بأمان؟ دليلك للوقاية من التسمم الغذائي
مع نمط الحياة السريع، أصبح الاعتماد على الأطعمة الجاهزة والمبردة أمرا شائعا فلم يعد هناك متسع للتسوق أو الطبخ بصورة يومية. ومع ذلك، فإن تخزين الطعام بطريقة صحيحة يظل ضروريا لتجنب الأمراض المنقولة بالغذاء والحفاظ على نضارة وجودة الأطعمة. وسواء تم حفظه في الثلاجة، أو الفريزر، أو الخزائن، يمكننا تقليل مخاطر التلوث وضمان سلامة الطعام من خلال اتباع ممارسات تخزين آمنة وبسيطة.
هل تخزّن الطعام بشكل آمن؟تخزين الطعام بطريقة صحيحة ليس مجرد خطوة إضافية في الروتين اليومي، بل هو أساس للحفاظ على صحة الأسرة والوقاية من الأمراض المنقولة بالغذاء. حيث إن سوء تخزين الأطعمة، خاصة القابلة للتلف، يعد أحد أبرز أسباب التسمم الغذائي، الذي قد يؤدي في بعض الحالات إلى مضاعفات خطيرة، خاصة لدى الأطفال وكبار السن وذوي المناعة الضعيفة.
أساسيات التخزين الآمن التبريد الفوريمن أساسيات تخزين الطعام الآمن، تبريد أو تجميد الأطعمة القابلة للتلف فورا مثل اللحوم، الدواجن، البيض، والمأكولات البحرية. ويجب عدم تركها خارج الثلاجة لأكثر من ساعتين، أو ساعة واحدة إذا تجاوزت الحرارة 32 درجة مئوية، إذ إن البكتيريا الضارة مثل السالمونيلا والليستيريا تنمو سريعا في درجات الحرارة المرتفعة، وهذا يزيد خطر التسمم الغذائي.
إعلان ضبط درجات حرارة الأجهزةالثلاجة والفريزر ليسا فقط لتبريد الطعام، بل لحمايتك من الأمراض. ولضمان سلامة الغذاء، اضبط حرارة الثلاجة عند 4 درجات مئوية أو أقل، والفريزر عند (-18). واستخدم مقياس حرارة داخلي وتحقق أسبوعيا من درجات الحرارة، خصوصا في الطقس الحار أو بعد انقطاع الكهرباء، لضمان بقاء الطعام في النطاق الآمن.
قراءة ملصقات الأطعمةيغفل الكثيرون أهمية المعلومات الموجودة على ملصقات المنتجات الغذائية. بعض الأطعمة التي لا تبدو قابلة للتلف، مثل أنواع معينة من الصلصات أو العصائر أو المخبوزات، قد تتطلب التبريد بعد الفتح. وتجاهل هذه التعليمات يمكن أن يؤدي إلى تلف الطعام من دون ملاحظة فورية، ما يسبب خطرا صحيا عند تناوله لاحقا.
سرعة استهلاك الأطعمة الجاهزةالأطعمة الجاهزة، مثل اللحوم الباردة أو السلطات المُعدّة مسبقا، أكثر عرضة لنمو بكتيريا خطيرة مثل الليستيريا، حتى في درجات التبريد. لذلك، يُوصى باستهلاك هذه الأطعمة في أقرب وقت ممكن بعد فتحها أو شرائها. كما يجب الانتباه إلى تاريخ انتهاء الصلاحية وعدم تجاوز فترة الاستخدام الموصى بها.
استخدم حواسك لاكتشاف فساد الطعام: تغيّر اللون، اللزوجة، أو الروائح الكريهة كلها إشارات واضحة. الحليب المتخثر، العفن على الجبن أو الخبز، واللحوم ذات الرائحة أو الملمس الغريب تستدعي التخلص الفوري. والبيض الفاسد يطفو في الماء، والعلب المنتفخة أو التي تُصدر صوتا عند فتحها قد تعني تلوثا خطيرا.
في حال الشك.. تخلص من الطعام فورالا تعتمد على الشكل أو الطعم فقط، فبعض الأطعمة تفسد من دون علامات واضحة. القاعدة الذهبية: إذا شككت، تخلص منه. فالبكتيريا الضارة قد تكون غير مرئية لكنها خطيرة، خصوصا على الأطفال وكبار السن وذوي المناعة الضعيفة. سلامتك أهم من أي طعام.
إعلان التخزين السليم أكثر من مجرد تبريدتخزين الطعام لا يقتصر على وضعه في الثلاجة، بل يحتاج إلى خطوات مدروسة تضمن الحفاظ على جودته وسلامته لأطول مدة ممكنة وبأفضل شكل.
تنظيم الثلاجةتكديس الثلاجة يعيق توزيع الهواء البارد ويخلق مناطق دافئة. اترك فراغات بين الأطعمة، وتجنب التغليف المحكم. افصل اللحوم النيئة عن المطبوخة لتفادي انتقال البكتيريا.
قبل وضع الأطعمة في الثلاجة أو الفريزر، تأكد من أن عبواتها ليست تالفة أو منتفخة. الانتفاخ قد يكون دليلا على نشاط بكتيري داخل العبوة، وهو مؤشر على تلوث خطير. كما يجب استخدام حاويات صحية محكمة الإغلاق لحفظ الطعام وتجنب انتقال الروائح أو تسرب السوائل، خصوصا من اللحوم النيئة.
مدة صلاحية التخزينحتى عند التبريد أو التجميد، لا تدوم الأطعمة إلى الأبد. لكل نوع مدة تخزين آمنة تختلف حسب طبيعة المنتج ودرجة الحرارة. على سبيل المثال، يمكن تجميد اللحوم النيئة لمدة تتراوح من 4 إلى 12 شهرا حسب نوعها، بينما يُفضل استهلاك بقايا الطعام المطهو خلال 3 إلى 4 أيام من حفظها في الثلاجة.
نصائح إضافية لتخزين آمن:لا تُجمد الطعام مرتين: إعادة تجميد الطعام المذاب يزيد من خطر التلوث وفقدان الجودة.
برد الأطعمة الساخنة بسرعة: لا تضع الأطعمة الساخنة مباشرة في الثلاجة، ولكن لا تنتظر أيضا حتى تبرد تماما في درجة الغرفة. قم بتبريدها خلال ساعتين على الأكثر.
استخدم نظام "الأقدم أولا": رتب الأطعمة بحيث تُستخدم القديمة قبل الحديثة، لتجنب النسيان والهدر.
وضع العلامة والتاريخ: ضع علامة على الأطعمة مع تاريخ التحضير أو الشراء لتتبع نضارتها.
نظافة الثلاجة والمجمد: تنظيف الأجهزة بانتظام يمنع تراكم البكتيريا والروائح غير المرغوب فيها.
تخزين الطعام بشكل آمن ليس مهمة معقدة، بل هو سلسلة من العادات البسيطة التي تُحدث فرقا كبيرا في حماية صحتك وصحة من تحب. من خلال التبريد الفوري، ضبط درجات الحرارة، الالتزام بالتعليمات، والانتباه إلى التفاصيل الصغيرة، يمكنك تقليل خطر الأمراض المنقولة بالغذاء والاستمتاع بوجباتك براحة واطمئنان.
إعلان