سورة تمنح الشفاعة والمغفرة لمن يلازم قراءتها
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
سورة يس، التي تُعرف بأنها قلب القرآن، تحظى بمكانة عظيمة بين سور الكتاب الكريم، وقد وردت أحاديث كثيرة تبين فضلها وأثرها في التحصين والشفاعة والمغفرة.
قال الدكتور مختار مرزوق العميد الأسبق لكلية أصول الدين جامعة الأزهر أن من هذه الأحاديث ما رواه السجزي في كتاب الإبانة، حيث نقل عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن في القرآن لسورة تدعى العظيمة عند الله، يدعى صاحبها الشريف عند الله، يشفع صاحبها يوم القيامة في أكثر من ربيعة ومضر، وهي سورة يس.
وقد أورد الإمام السيوطي هذا الحديث في كتابه الدر المنثور، وحسّنه السجزي، كما ذكره في كنز العمال برقم 2362، مما يدل على أن لهذا الحديث قبولًا عند المحدثين.
من هو "صاحب سورة يس" الذي ينال الشفاعة؟وتابع: يؤكد العلماء أن الشفاعة المذكورة في الحديث تعود لمن كان ملازمًا لتلاوة سورة يس بانتظام، ولو مرة واحدة يوميًا، حيث ينال هذا الشرف العظيم، ويشفع لعدد كبير من الناس يوم القيامة، يعادل قبيلتي ربيعة ومضر، وهما من أكبر قبائل العرب قديمًا.
أجر قراءة سورة يس يوميًا.. تجارة رابحة لا تبوروأضاف: يشير الحديث أيضًا إلى أن هذه الدرجة الرفيعة من الشفاعة هي أعلى من مغفرة الذنوب التي يحصل عليها من يقرأ يس في الليل ابتغاء وجه الله. فقراءة السورة كل ليلة ليست مجرد عمل عادي، بل هي باب عظيم لملايين الحسنات، استنادًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم:"من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول (الم) حرف، ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف." (رواه البخاري في تاريخه، والترمذي، والحاكم، وسنده صحيح).
بناءً على ذلك، فإن سورة يس تحتوي على 3000 حرف، وبالتالي فإن أجر قراءتها كالتالي:
3000 حرف × 10 حسنات = 30,000 حسنة في كل مرة تُتلى فيها السورة!
هذا يعني أن المسلم الذي يقرأ سورة يس يوميًا يجني ثلاثين ألف حسنة كل يوم، وهذه تجارة رابحة مع الله لا ينبغي تفويتها، كما قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ﴾ [فاطر: 29].
دعوة لنشر الخير والثواب المستمرواختتم حديثه، إن نشر فضل سورة يس وفوائدها بين الناس يُعد عملًا صالحًا يستمر أجره حتى بعد الموت، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من دل على خير فله مثل أجر فاعله." (رواه مسلم).
فلنحرص على تلاوة سورة يس يوميًا، ولنشارك هذه الفوائد عبر وسائل التواصل الاجتماعي، لعلها تكون سببًا في مضاعفة الأجر لنا جميعًا. وكما قال الله تعالى:﴿وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ﴾ [المطففين: 26].
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: سورة يس القرآن قلب القرآن نشر الخير الثواب سورة یس یومی ا
إقرأ أيضاً:
سنن يوم الجمعة في شعبان.. أعمال مستحبة لنيل البركة والثواب
يوم الجمعة هو خير يوم طلعت فيه الشمس، وقد خصّه الله بفضائل عظيمة، وجعل فيه ساعة يُستجاب فيها الدعاء، كما أنه يومٌ مشهودٌ تجتمع فيه الأمة لصلاة الجمعة التي تعد من أهم العبادات الجماعية.
وقد حثّ النبي ﷺ على اغتنامه بالطاعات والعبادات، وبيّن بعض السنن المستحبة التي يُستحب للمسلم القيام بها لنيل الأجر والثواب.
1- الاغتسال والتطيب ولبس أفضل الثياب
من سنن يوم الجمعة الاغتسال قبل الذهاب إلى الصلاة، فقد قال النبي ﷺ:
"غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ" (رواه البخاري ومسلم).
ويُستحب أيضًا التطيّب وارتداء أفضل الثياب، لما ورد عن النبي ﷺ أنه قال:
"على كل مسلم أن يغتسل يوم الجمعة، ويلبس من صالح ثيابه، فإن كان له طيب فليمس منه."
حثّ النبي ﷺ على التبكير إلى صلاة الجمعة، فقد قال:
"مَن اغتسل يوم الجمعة غُسْلَ الجنابة ثم راح في الساعة الأولى فكأنما قرّب بدنة، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرّب بقرة، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرّب كبشًا، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرّب دجاجة، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرّب بيضة، فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر." (رواه البخاري ومسلم).
لذلك، كلما كان الذهاب إلى المسجد مبكرًا، زاد الأجر والثواب.
يُستحب الإكثار من الصلاة على النبي ﷺ يوم الجمعة، حيث قال النبي ﷺ:
"إنَّ من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فأكثروا عليّ من الصلاة فيه، فإن صلاتكم معروضة عليّ." (رواه أبو داود).
من السنن المؤكدة يوم الجمعة قراءة سورة الكهف، فقد قال النبي ﷺ:
"من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة، أضاء له من النور ما بين الجمعتين." (رواه الحاكم والبيهقي).
يوم الجمعة فيه ساعة يُستجاب فيها الدعاء، وقد جاء في الحديث عن النبي ﷺ:
"فيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم، وهو قائم يصلي يسأل الله تعالى شيئًا، إلا أعطاه إياه." (رواه البخاري ومسلم).
وقد رجح العلماء أن هذه الساعة تكون بين العصر والمغرب.
يُستحب المشي إلى المسجد بسكينة ووقار، والجلوس حيث ينتهي بالمصلّي المكان، وعدم تخطّي رقاب الناس، فقد قال النبي ﷺ:
"اجلس، فقد آذيت." عندما رأى رجلًا يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة.
من الآداب المهمة في صلاة الجمعة الإنصات للخطبة وعدم التحدث أثناءها، فقد قال النبي ﷺ:
"إذا قلتَ لصاحبك يوم الجمعة أنصِت، والإمام يخطب، فقد لغوت." (رواه البخاري ومسلم).
بعد صلاة الجمعة، يُستحب أداء سنة الجمعة البعدية، وهي ركعتان أو أربع ركعات في المنزل أو المسجد، فقد قال النبي ﷺ:
"إذا صلى أحدكم الجمعة، فليصل بعدها أربعًا." (رواه مسلم).
يوم الجمعة يومٌ عظيمٌ اختصه الله بفضائل كثيرة، لذا يُستحب للمسلم اغتنامه بأداء السنن المذكورة، لينال البركة والثواب، ويقتدي بالنبي ﷺ. فالمداومة على هذه الأعمال تجعل يوم الجمعة فرصة للتقرب إلى الله، والتزود بالطاعات التي تنير القلب، وتحفظ الإنسان حتى الجمعة القادمة.