الرجل والناقة وإبليس والكيزان والسودان
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
بسم الله الرحمن الرحيم و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
و تحكي الرواية أن رجلاً إفتتن إفتناناً عظيماً بممارسة الجنس مع الأنعام ، و في إحدى جولاته التفقدية/الإستكشافية رأى الرجلُ ناقةً مليحةً أَسَرَّتهُ فشغف بها شغفاً كبيراً ، و قرر معاشرتها جنسياً مهما كلفه الأمر ، و قاد الشغفُ/الشبقُ الرجلَ إلى حيلةٍ فذةٍ إقتاد بها الناقةَ إلى جذعِ نخلةٍ ، و تقول الرواية أن الرجل أوثق الناقة إلى جذع النخلة و حتى يتمكن من وطأها تسلق الجذع إلى أعلى الشجرة و تعلق بالجريد مما أتاح له التأرجح ما بين الجذع و مؤخرة الناقة ، و ظل الرجل يتأرجح في الهوآء ما بين الموضعين حتى قضى وطره ، و من بعد الفراغ من المهمة المجهدة سقط/هوى الرجل من أعلى النخلة ، و عند إرتطامه بالأرض صاح قآئلاً:
الله يلعنك يا إبليس.
و قيل أن إبليس و جماعة من قبيله كانوا في تلك اللحظات يمرون في تلك النواحي و شاهدوا الواقعة/المواقعة بجميع تفاصيلها ، و قيل أن إبليس ، في باديء الأمر ، غضب غضباً عظيماً من لعن الرجل له ، لكنه و بعد أن هدأ روعه ضحك و اقترب من الرجل و خاطبه قآئلاً:
لكن عليك عليك جِنِس قوة عين... تَبهَتنِي... تعمل العَملَة الوسخة و ترمي اللوم علي و كمان تلعني!!!... و الله العظيم السَّوِيتُو ده في الناقة دي لا أنا ذاتي و لا جماعتي ديل ممكن نَسَوِّيهُو (نفعله)... و أنا أبداً ما فكرت في حاجة قِردِيَة ذي دي... بل أنها لم تطرأ على خلدي البتة...
و ما ساق صاحبنا إلى سرد هذه الرواية هو تشابه أحداثها (مجازياً) مع ما فعلته/أوقعته جماعة الكيزان المهووسة دينياً (رجل الرواية المهووس جنسياً) و صنآئعها من: مليشيات الجَنجَوِيد (الدعم السريع) و متأسلمي الجيش السوداني و الكتآئب الكيزانية في الشعوب السودانية و بلاد السودان و الدولة السودانية (الناقة في الرواية) من الحيل و التأرجحات الهوآئية و الأذى الجسيم نتيجة الإفتنان العظيم بالسلطة و هوس التشبث بها و شبق التعلق بملحقاتها من النفوذ و الجاه ، بل أن كثيرين يعتقدون أن ما فعلته الجماعة ، و صنآئعها ، يفوق و يبذ ما فعله الرجل في الناقة و إبليس و الشياطين في عباد الله...
و قد إبتدرت الجماعة حيلها التأريخية و تأرجحاتها بالمكآئد و الدسآئس التي أربكت المشهد السياسي السوداني في نوڨمبر ١٩٦٥ ميلادية عندما إستغلت (حادثة الإفك) في كلية المعلمين و نجحت في إصدار عدة قرارات و تعديلات دستورية حُلَّ بموجبها الحزب الشيوعي و طُرِدَ نوابه من البرلمان ، و كان من تبعات تلك الحيلة و ذلك التأرجح كارثة إنقلاب الخامس و العشرين (٢٥) من مايو ١٩٦٩ ميلادية و ما أدراك ما مايو و حكاياتها!!! ، و كان تحالف الجماعة مع النظام المايوي من أشهر تأرجحات الكيزان التي أفرخت قوانين سبتمبر ١٩٨٣ ميلادية التي أسأت كثيراً لدين الإسلام ، و بعد عقدين من الزمان تحايلت الجماعة و تنكرت للنظام الديمقراطي مرة أخرى و أقدمت على الإستيلآء على السلطة بقوة السلاح في الثلاثين (٣٠) من يونيو ١٩٨٩ ميلادية حتى تفشل المؤتمر الدستوري الجامع الذي خُطِطَ له لينهي الحرب الدآئرة آنذاك في جنوب السودان و يقرر في الكيفية التي تحكم بها بلاد السودان...
و فور إستيلآءها على السلطة إنغمست الجماعة في الحيل و التأرجحات و القمع الوحشي للمعارضين ، و شرعت في تنفيذ مشروعها ”الحضاري الإسلامي“ الذي إحتوى على حزم من الحيل و التأرجحات: الصالح العام ، التمكين ، الجهاد ، الدفاع الشعبي ، التجنيد الإجباري ، الإكتفآء الذاتي ، البطاقة التموينية ، الإقتصاد الإسلامي ، الصحوة ، التأصيل ، أسلمة المعرفة ، نظام البكور ، النظام العام ، توطين العلاج بالداخل و... و... و...
و قد كلفت حيل و تأرجحات الجماعة و ضلالها بلاد السودان و الشعوب السودانية الكثير و أورثتها الأذى و التشظي و العنصرية/القبلية و التخلف و الفقر ، و لم تختصر حيل الجماعة و تأرجحاتها على بلاد السودان و الشعوب السودانية ، بل إمتد إلى تصدير ”المشروع“ الضلالي إلى ما ورآء الحدود تمويلاً و تدريباً للحركات التكفيرية الجهادية و تنفيذاً لمحاولات قتل رؤسآء الدول و تغيير الأنظمة عن طريق العنف...
ثم كانت خاتمة الحيل و التأرجحات الكيزانية: قمع و قتل و تصفية الثوار المتواصل بغرض إعاقة ثورة ديسمبر ٢٠١٨ ميلادية إنتهآءً بالحرب الحالية و الصراع الدامي بين كتآئب و مليشيات الجماعة حول السلطة و الذي أدى إلى موجات غير مسبوقة من إنتهاكات حقوق الإنسان و القتل و الإبادات الجماعية و الترويع و الإرهاب و الدمار و السلب و النهب و النزوح و اللجوء الجماعي و المجاعات...
و الشاهد هو أن جماعة الإخوان المتأسلمين (الكيزان) قد إفتتنت إفتناناً عظيماً بالسلطة فاق درجة الهوس و الوسواس ، و أصرت على الجلوس الدآئم على سدة الحكم و الهيمنة على كل مفاصل الدولة مهما كلف الأمر ، و في سبيل تحقيق ذلك تحايلت الجماعة و تاجرت بالدين و غيبت القانون و العدل و مارست التأرجحات الهوآئية: القمع و الكبت و التعذيب و الإغتصاب و القتل و الفساد و الإفساد و جميع أنواع البغي و الظلم مما أورث بلاد السودان و الشعوب السودانية الدمار و المذلة و الهوان و التخلف و الفقر...
و قد درجت الجماعة و عقب كل تأرجح و سقوط على صنع إبليس ترمي عليه اللوم و تلقي عليه اللعنات ، و قد ضمت اللآئحة الكيزانية ، الدآئمة التحور ، العديد من الأبالسة مثل: الشيوعية و العلمانية و اليمين المسيحي المتطرف و الصهيونية العالمية و الليبرالية و أمريكا و روسيا (اللذان دنا عذابهما) و مصر و ليبيا و أثيوبيا و يوغندا و دول في شبه الجزيرة الأعرابية و أخرى في ساحل عمان المطل على الخليج الفارسي ، و كانت قوى الحرية و التغيير (قحت) و تنسيقية القوى الديمقراطية و المدنية (تقدم) آخر الأبالسة ، فقد إدعت الجماعة أنهم هم من أشعل الحرب الحالية و السبب في كل ما أصاب بلاد السودان من فساد و مصآئب و فوضى و أزمات: سياسية و إقتصادية و إجتماعية و دينية و ثقافية و عسكرية و ما سوف يأتي به الغيب ، و فجرت في خصومتها معهم و نسبت إليهم كل مصآئبها/مساوئها/نقآئصها/دآءها ثم لعنتهم و انسلت...
و استغفر الله العظيم و أتوب إليه ، و الحمد لله رب العالمين و أفضل الصلاة و أتم التسليم على سيدنا محمد.
فيصل بسمة
fbasama@gmail.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الشعوب السودانیة بلاد السودان
إقرأ أيضاً:
معنى «وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ».. علي جمعة يصحح خطأ شائعا في تفسير الآية
أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، معنى قوله تعالى: «وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ»، منبهًا على أن من حقوق الزوجة هو أن يتصور ويفهم الرجل أن المرأة كفء له وليست درجة ثانية كما يظن كثير من الرجال.
وأكد «جمعة» خلال لقائه مع الشباب والأطفال للإجابة عن أسئلتهم في برنامجه «نور الدين والدنيا»، أن الشرع الشريف كرَّم المرأة كما كرَّم الرجل، فقال سبحانه وتعالى: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ"، ولم يفرق بين ذكر وأنثى.
وأشار إلى أنه في المجتمعات الذكورية، تُجعل المرأة وكأنها في المرتبة الثانية، بالرغم من أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «النساء شقائق الرجال»، وبالرغم من قول الله تعالى: «وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ».
مسؤولية إدارية داخل الأسرةوتابع: لكن.. هذه الدرجة ليست درجة تمييز ضد المرأة، بل هي مسؤولية إدارية داخل الأسرة، حيث كُلِّف الرجل بالإنفاق، والسعي، والرعاية، والحماية، فكان هو الأقرب للتعامل مع العالم الخارجي. إنها مسألة إدارة وليست تمييزًا في القيمة أو المكانة.
ونبه على أن الله سبحانه وتعالى كرَّم المرأة كما كرَّم الرجل، فقال: "وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ"، ولم يفرق بين ذكر وأنثى، مضيفا: لكن مع غياب الفهم الصحيح، واستغلال بعض العادات والتقاليد، قد يستخدم البعض القوة الجسدية أو المكانة الاجتماعية للسيطرة على المرأة وقهرها، وهو أمر يخالف شرع الله، وسيحاسب عليه يوم القيامة.
علي جمعة: يجوز للمرأة التعطر لكن بشروط
فيه رجالة بتلبس حلقان هل هذا حرام شرعا؟.. علي جمعة: من علامات الشذوذ
أجاب الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية السابق، وعضو هيئة كبار العلماء فى الأزهر الشريف، على سؤال، «هل البرفان حرام للسيدات؟».
وقال عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن زينة المرأة تطورت ومع هذا التطور حدث تدهور لجزء منها، ودخلنا في حدود الفتنة، مشيرا إلى أن العطر له أنواع ودرجات وكل شئ يزيد عن حده ينقلب إلى ضده، مضيفا:" لو كان من أنواع معينة وطريقة وضع وكميات معينة ينقلب إلى شيء آخر غير الطيب".
ووألمح إلى أن "المسلمة عفيفة وتحب الطيب وأن تكون نظيفة ورائحتها طيبة، لكن إذا كان هدفها لفت الأنظار وإثارة الفتنة والخروج عن العفاف فهذا وضع آخر ستجازى عليه، والنبى صلى الله عليه وسلم قال في حديثه: «إنما الأعمال بالنيات».
استشهد الدكتور علي جمعة بحديث الإمام الغزالي وبعض الأئمة عن أن هناك شخصا شرب مياهًا على أنها خمرًا فأصبح آثما؟، معلقا: «فى الحد والعقوبة قولان، البعض قال ربنا ستر وطلعت مياه ويتوب الشخص إلى الله، والبعض رفض وقال إنه تجرأ على شرب الخمرة وكان يجب ألا يشربها، رغم كونها مياها وليست خمرا، فأعمال هنا بالنيات».