قال البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، إن الجميع ينتظر صدور قانون الأحوال الشخصية، وهو نتاج محاولات بدأت منذ خمسين عامًا، حين بدأ البابا شنودة جهوده في هذا الملف.

البابا تواضروس: الإرهاب في 2013 كان يقصد الوطن ككل وليس الكنيسة فقطالبابا تواضروس: أكثر من 3 آلاف كنيسة تم تقنين أوضاعها

وأضاف خلال لقائه في برنامج "كلمة أخيرة"، الذي تقدمه الإعلامية لميس الحديدي على شاشة ON: "قانون الأحوال الشخصية من القوانين التي عانت من الإهمال لعقود طويلة، تمامًا كما حدث مع قانون بناء الكنائس، الذي لم يُقرّ إلا عام 2016 بعد سنوات من الانتظار.

"
وتابع قائلًا: "بالفعل، تم إعداد قانون موحد للأحوال الشخصية، لكنه ظل حبيس الأدراج في وزارة العدل لعشرات السنين."

واستطرد: "نشكر الله أننا، كخمس كنائس، اجتمعنا مع الخبراء والمستشارين القانونيين، وعقدنا جلسات مطولة مع جميع الجهات المعنية في الدولة، بما في ذلك حقوق الإنسان، والمجلس القومي للأمومة والطفولة، وجهات أمنية. وبهذا أصبح لدينا مشروع قانون متكامل، يعكس دراسة شاملة وعميقة."

وأعرب عن أمله في أن يصدر قانون الأحوال الشخصية في دور الانعقاد الحالي، قائلًا: "أعتقد أنه سيتم الانتهاء منه خلال هذا الدور البرلماني."

وعن التعديلات الجريئة التي شملها القانون فيما يتعلق بالطلاق وعلة الزنا، قال البابا تواضروس: "الأنبا بولا مثلنا في جميع المناقشات، برفقة المستشار منصف سليمان. وقد نوقش مشروع القانون في المجمع المقدس، وشهد تعديلات طفيفة، أغلبها كانت تعديلات إجرائية."

وأكد أن مشروع القانون سيتم طرحه للحوار المجتمعي، مضيفًا: "سنناقش قانون الأحوال الشخصية في حوار مجتمعي، لضمان تحقيق أفضل صياغة له."

كما علّق ساخرًا على المشكلات التي واجهت الأسر القبطية في هذا الملف على مدار السنوات الماضية، قائلًا: "الأحوال الشخصية للأقباط كانت تُسمى 'الأهوال الشخصية'، لأن كل حالة كانت تحتاج إلى قانون خاص بها، ما يعكس مدى تعقيد هذا الملف."
وأوضح البابا تواضروس التغييرات التي أُدخلت على تفسير علة الزنا، قائلًا:
"نحن ملتزمون بالكتاب المقدس وتعاليم الآباء، لكننا أجرينا بعض التعديلات الإجرائية. على سبيل المثال، القاضي كان ينظر في الأوراق، وإذا لم يجد كلمة 'زنا'، كان يرفض منح الطلاق. لذلك، قدمنا تفسيرًا أكثر وضوحًا."

وأضاف: "الآية الحاكمة في الكتاب المقدس تقول: 'من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بامرأته، ويصير الاثنان جسدًا واحدًا، وما جمعه الله لا يفرقه إنسان'. هذه الآية تؤكد أن الزواج قائم على الرضا الكامل بين الطرفين."

وتابع: "لكن إذا اضطر أحد الزوجين إلى الابتعاد عن الآخر لسنوات طويلة دون رضاه، ، فقد أصبح من حق القاضي في هذه الحالة منح الزوجة حق الانفصال. أما في الكنيسة، فنتولى بعدها التحقيق بين الطرفين، ومنح غير المخطئ تصريح الزواج."
وعن علاقة الكنيسة بأحكام الطلاق الصادرة عن المحاكم، قال البابا تواضروس: "المحكمة تصدر حكم الطلاق فقط، لكنها لا تلزم الكنيسة بشيء. دور الكنيسة يأتي بعد ذلك، حيث تمنح الطرف غير المخطئ تصريح الزواج الجديد، وفقًا لتعاليمها."

وفيما يتعلق بقضية المساواة في المواريث بين الرجل والمرأة، علّق البابا تواضروس قائلًا: "شريعة الإنجيل واضحة: الرجل والمرأة متساويان في الميراث."
وحول موقف الكنيسة من التبني، قال البابا تواضروس: "الكنيسة لم ترفض التبني، بل إن الجهات المسؤولة في الدولة هي التي لم توافق عليه."
أما عن كفالة الأطفال، فقد أكد البابا تواضروس أن الكفالة صيغة مقبولة، قائلًا: "وزارة التضامن الاجتماعي أصدرت تشريعًا ينظم عملية الكفالة، بحيث يتمكن الأزواج غير القادرين على الإنجاب من كفالة الأطفال رسميًا من خلال دور الرعاية، لضمان الحفاظ على هوية الأطفال وأسمائهم والانساب ."

حول تعنت بعض دور الأيتام المسيحية في مسألة الكفالة للأطفال ، قال البابا تواضروس: ""هذه الأمور تخضع للوائح الدولة وليس للكنيسة. لكننا نؤكد أن دور الضيافة المسيحية للأطفال تقدم رعاية متكاملة، وهناك دائمًا تخوف من أن الطفل، عند انتقاله إلى أسرة، قد لا يحصل على نفس مستوى الرعاية، ولهذا يتم التدقيق في الإجراءات."

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: البابا تواضروس تواضروس اخبار التوك شو الكنيسة الاحوال الشخصية المزيد قانون الأحوال الشخصیة قال البابا تواضروس قائل ا

إقرأ أيضاً:

السفارة المصرية برومانيا تقيم حفل استقبال على شرف قداسة البابا

أقام السفير مؤيد الضلعي سفير مصر في رومانيا، حفل استقبال على شرف قداسة البابا تواضروس الثاني، وذلك بحضور عدد من سفراء الدول العربية والأجنبية المعتمدين لدى بوخارست، وممثلين عن الكنائس والمنظمات الدولية.

ورحب السفير المصري في كلمته بقداسة البابا قائلاً: "نتشرف جميعًا بوجودكم بيننا، مرحبًا بكم في بيتكم، بيت مصر. نتمنى لزيارتكم كل النجاح والتوفيق".

روح المحبة 

وفي بداية كلمته قال قداسة البابا: "هذه هي المرة الأولى التي أزور فيها رومانيا الجميلة، والمرة الأولى التي يجتمع فيها القلب المصري مع هذه الدولة الصديقة صاحبة التاريخ العريق والحضارة الغنية. إن مصر الدولة الكبرى في منطقة الشرق، كانت ولا تزال بيتًا لكل العرب"

وأضاف: "لقد علمت مصر العالم فن الأعمدة، حيث ارتفعت المسلة رمزًا للشموخ، تنتهي بالمثلث الذهبي الذي كان يرمز إلى عين الإله المضيئة مع الشمس، فتعلن بدء يوم العمل. وعندما دخلت المسيحية أرض مصر، تحولت المسلة إلى منارة ترمز إلى الاستقامة، ثم جاء الإسلام وأضاف المئذنة كفن معماري أصيل، ليبقى العمود دائمًا تعبيرًا عن طريق الإنسان من الأرض نحو السماء، وهو طريق يحتاج إلى استقامة".

وتابع قداسته: "نحن نصلي قائلين مع صاحب المزامير: قلبًا نقيًّا اخلق فيَّ يا الله، وروحًا مستقيمًا جدد في داخلي"

كما استشهد قداسة البابا بما قاله المفكر المصري الكبير الدكتور جمال حمدان، الذي وصف مصر بأنها "فلتة الطبيعة وعبقرية التاريخ وأم الجغرافيا”، لافتًا إلى عبقرية الموقع والدور عبر العصور.

وأكد قداسته أن مصر وطن عريق تعاقبت عليه حضارات متعددة من الحضارة الفرعونية إلى القبطية، ثم الإسلامية والعربية، وصولاً إلى الحضارة الإفريقية وحضارات البحر الأبيض المتوسط والحضارة اليونانية الإغريقية، وهو ما صنع من مصر بوتقة غنية بالوحدة والتنوع في آن واحد.

وتحدث عن نهر النيل الذي كان محور وحدة المصريين عبر العصور: "إن نهر النيل كان وما يزال سر وحدة المصريين، إذ جمع بين الأرض والإنسان، وزرع في قلوبنا حب الحياة الهادئة، والوحدة الوطنية التي لم تكن صناعة أو قرارًا، بل نتاج طبيعة متجذرة في وجداننا".

صلاة من أجل سلام العالم 

واختتم: "نصلي من أجل السلام في العالم، ومن أجل أشقائنا في غزة والسودان، ونصلي من أجل إنهاء الحروب في أوكرانيا وروسيا، وفي الهند وباكستان، ونطلب من الله أن يفيض بسلامه على الأرض، ويبارك جميع الشعوب والأمم بمحبة وسلام دائمين".

واختتم الحفل في أجواء وطنية مليئة بالحب والتقدير، حيث أعرب الحاضرون عن سعادتهم بلقاء قداسة البابا، وتمنوا لزيارته لرومانيا كل التوفيق والنجاح.

علاقات تاريخية بين البلدين.. قداسة البابا يلتقي رئيس وزراء رومانيا | صورالبابا يلتقي أبناء الكنائس الأرثوذكسية والموارنة برومانيا | صورالبابا تواضروس يستقبل قيادات دار برويما للنشر في رومانياالبابا تواضروس يلتقي قيادات كنيستي الروم والأرمن الأرثوذكس في رومانيا | صور

يأتي هذا اللقاء، في إطار زيارة قداسة البابا الرعوية لإيبارشية وسط أوروبا، والتي بدأت بوصوله إلى بولندا يوم الجمعة الماضي، ثم غادرها قداسته أمس، وصولًا إلى رومانيا التي يقضي فيها عدة أيام بين أنشطة رعوية وزيارات رسمية، وفقًا لأجندة الزيارات الرعوية لقداسته لعام ٢٠٢٥.

طباعة شارك البابا تواضروس البابا تواضروس الثاني سفير مصر في رومانيا الكنائس

مقالات مشابهة

  • السفارة المصرية برومانيا تقيم حفل استقبال على شرف قداسة البابا
  • البابا تواضروس يستقبل قيادات دار برويما للنشر في رومانيا
  • بطريرك الأقباط الكاثوليك يستقبل وفد الكنيسة الأرثوذكسية لتقديم التعازي في انتقال البابا فرنسيس
  • كرادلة الكنيسة الكاثوليكية يجتمعون في روما لانتخاب خليفة للبابا فرنسيس
  • البابا تواضروس: أزمة العالم ليست اقتصادية.. بل في نقص المحبة
  • لقاء الأبناء مع أبيهم.. البابا تواضروس يلتقي أقباط بولندا وأبناء الكنيسة الإثيوبية
  • البابا تواضروس: الكنيسة القبطية تسير في خط مستقيم منذ أيام المسيح
  • البابا تواضروس يجيب على 6 أسئلة تشغل بال الأقباط
  • لقاء الأبناء مع أبيهم.. البابا يلتقي أقباط بولندا وأبناء الكنيسة الإثيوبية |صور
  • وداع البابا فرانسيس.. مشهد جنائزي تاريخي لرجل غيّر وجه الكنيسة الكاثوليكية