مفكرون عرب.. جرثومة العنصرية قدر غربي لا فكاك منه
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
القاهرة- في إطار الفعاليات الثقافية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، استضاف المعرض ندوة فكرية بعنوان "العرب والغرب: رؤى متبادلة"، جمعت بين اثنين من أبرز المفكرين العرب، هما الدكتور عبدالإله بلقزيز، أستاذ الفلسفة بجامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء، والدكتور محمد المعزوز، الأستاذ بجامعة السوربون ومستشار الاتحاد الأوروبي.
واتفق المشاركون على ضرورة تجاوز الخطابات الاختزالية في تناول العلاقة بين العرب والغرب، والعمل على بناء رؤى أكثر تعقيدا وعمقا، تستند إلى قراءة تاريخية متأنية، وفهم أوسع للمتغيرات الجيوسياسية والثقافية الراهنة.
استهل نبيل عبدالفتاح الجلسة بالإشارة إلى أن الغرب ليس كيانا موحدا أو ثابتا، بل هو فضاء متعدد ومتحول، مما يستوجب إعادة النظر في الطريقة التي يتعامل بها الفكر العربي مع الغرب. وأكد أن التصورات العربية السائدة عن الغرب تشوبها كثير من التناقضات والأساطير، مما يفرض ضرورة تفكيكها وإعادة بنائها وفق أسس أكثر واقعية وموضوعية.
إعلانمن جانبه، ركز الدكتور عبدالإله بلقزيز على تأثير الأحداث التاريخية في تشكيل رؤية العرب للغرب، مشيرا إلى أن التفاعل العربي مع الحداثة الغربية بدأ مع حملة نابليون على مصر، وهو الحدث الذي أدى إلى انقسام النخب العربية بين تيارين رئيسيين: الأول تمسك بالأصالة والتراث الإسلامي، بينما تبنى الثاني مشروع العصرنة والانفتاح على الفكر الغربي، الذي أطلق عليه لاحقا التيار الليبرالي العربي.
أما الدكتور محمد المعزوز، فقد سلط الضوء على الأحداث الراهنة، مؤكدا أن "طوفان الأقصى" وما تبعه من تداعيات على القضية الفلسطينية، وضع العرب مجددا أمام اختبار حقيقي في علاقتهم بالغرب. وأوضح أن الغرب، الذي طالما شغلته "المسألة اليهودية"، أصبح اليوم أمام ما يمكن وصفه بـ"المسألة العربية"، في ظل تصاعد الوعي العالمي بالقضية الفلسطينية، والاحتجاجات المناهضة لسياسات الاحتلال.
وأشار عبدالفتاح إلى أن العلاقة بين الفكر العربي والفكر الغربي ظلت محل جدل منذ صدمة الحداثة وثورة التنوير الأوروبية، مرورا بميلاد الدولة الحديثة في عدد من البلدان العربية، مثل تونس، التي شهدت أول دستور عربي. وأوضح أن الأسئلة التي طرحتها الحداثة على الفكر العربي لا تزال قائمة إلى اليوم، خصوصا في ظل التحولات الجيوسياسية التي يشهدها العالم العربي.
مقاربة العرب والغرب عند بلقزيزيرى بلقزيز أن التيارين الفكريين الرئيسيين في العالم العربي تشكّلا تحت وطأة الشعور بتفوق الغرب، لكنهما اختلفا في كيفية التعامل معه. فمن جهة، اعتقد التيار "الأصالي" أن مواجهة هذا التفوق تكون بالاحتماء بالمرجعيات التراثية وإعادة إنتاجها، لصدّ التقدم الغربي والحفاظ على الهوية الثقافية. أما التيار الليبرالي، فلم يكن أكثر انسجاما، إذ انقسم بدوره إلى تيارين: الأول هو "الإصلاحي الإسلامي"، الذي مثّله مفكرون مثل رفاعة الطهطاوي، وخير الدين التونسي، وجمال الدين الأفغاني، ومحمد عبده، ومحمد رشيد رضا، وسعى إلى التوفيق بين التراث والحداثة. والثاني هو "النهضوي"، الذي ضمّ شخصيات مثل أحمد فارس الشدياق، وبطرس البستاني، وأديب إسحاق، وجورج زيدان، وفرح أنطون، وامتد إلى طه حسين، إذ رأى هذا التيار في الغرب نموذجا حضاريا متقدما، ينبغي للعرب الاستفادة منه لتحقيق التقدم وبناء المجتمع الحداثي.
إعلان بين القطيعة والاحتذاءوفقا لبلقزيز، انقسمت النظرة إلى الغرب إلى رؤيتين متضادتين: الأولى تعتبره تهديدا حضاريا تجب مواجهته عبر تعزيز الهُوية المشرقية والإسلامية، والثانية ترى فيه نموذجا يجب الاحتذاء به لتحقيق المدنية المنشودة. ففي حين ينظر التيار الأول إلى الغرب على أنه خطر داهم يجب التصدي له، ينظر التيار الثاني إليه على أنه مرجع للتحديث ينبغي السير على خطاه.
مع نهاية القرن الـ18، لم يكن الغرب قد كشف بعد عن مشاريعه الاستعمارية بشكل واضح، ولكن مع بروز هذه المشاريع واتساع رقعة النفوذ الاستعماري، بات يُنظر إليه كرمز للهيمنة والعنصرية والاستغلال. ولم يقتصر هذا الموقف على التيارات السلفية، بل شاركت فيه التيارات القومية العربية، والبعثية، والماركسية، التي اعتبرت الغرب قوة استعمارية تسعى لإخضاع الشعوب ونهب ثرواتها.
في المقابل، ظلّ تيار عربي آخر يرى أن الغرب ليس مجرد قوة استعمارية، بل هو أيضا مهد النهضة والإصلاح الديني، والثورة العلمية، والديمقراطية، والعقلانية، والتنوير. غير أن الإشكالية الكبرى تكمن في أن كلا التيارين يرى الغرب من زاوية واحدة فقط؛ فإما أنه خير مطلق أو شر مطلق، بينما الحقيقة أنه كيان مركّب يجمع بين هذين النقيضين. فهو من جهة مركز للحداثة والتطور، ومن جهة أخرى، قوة تسعى إلى الهيمنة والتبعية.
يشير بلقزيز إلى أن الغرب يمارس في داخله قيم العدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان، لكنه خارج حدوده يتحول إلى قوة استعمارية لا تعترف بحقوق الشعوب الأخرى. هذا الازدواج في السلوك جعله يظهر في صورة المتناقض، فهو في الداخل نموذج للتحضر، وفي الخارج قوة تفرض سيطرتها بوسائل الهيمنة والاستغلال.
يرى بلقزيز أن المشكلة ليست في الغرب ذاته، بل في الرؤية العربية المغلقة تجاهه، حيث يتم اختزال التجربة الغربية إما في صورة مثالية تُوجب الاقتداء بها، أو صورة شيطانية تُحتم العداء المطلق لها. ويؤكد أن العرب بحاجة إلى إخضاع رؤيتهم للغرب لنقد عميق، كما أن الغرب نفسه يحمل تناقضات صارخة تحتاج إلى تحليل دقيق. فمن جهة، لا يمكن الاقتداء بنموذج لا يعترف أصحابه بك كجزء منه، ومن جهة أخرى، لا يمكن الاستمرار في موقف العداء المطلق دون إدراك تعقيدات المشهد العالمي.
إعلانيستطرد بلقزيز في القول إن العلاقة بين العرب والغرب ليست مجرد صراع دائم، بل هي أيضا عملية تثاقف مستمرة. فمن خلال التأثر بالقيم الحديثة التي تطورت في الغرب بين القرنين الـ16 والـ19، تمكنت التيارات الإصلاحية والنهضوية في العالم العربي من دمج كثير من هذه القيم في النسيج الثقافي العربي المعاصر.
ويرى بلقزيز أن التثاقف هو أحد الأبعاد الأساسية في العلاقة مع الغرب، ويجب أن يسير جنبا إلى جنب نقد الممارسات الاستعمارية والتدخلات الخارجية. فلا يمكن إنكار المآسي التي خلفها الصراع مع الغرب في الماضي والحاضر، لكن بالمثل، لا يمكن إنكار الدور الذي لعبه التفاعل الثقافي في تطور الفكر العربي الحديث.
لم يكن إسقاط ابن رشد مجرد تراجع فكري، بل كان جزءا من مشروع أيديولوجي أوسع يهدف إلى نزع المشروعية عن الفلسفة العربية الإسلامية ككل (الجزيرة) إشكالية القطيعة والتشويهفي المقابل، استعرض الدكتور محمد المعزوز تأثير الفكر الغربي على الفكر العربي، مشيرا إلى أن العلاقة بين الطرفين لم تكن تفاعلية بقدر ما كانت قائمة على محاولة إقصاء وتشويه الفكر العربي الإسلامي. يوضح المعزوز أن محاولات الغرب للتعامل مع الفكر العربي لم تكن بدافع البحث العلمي المجرد، بل كانت مدفوعة بغايات دينية وأيديولوجية، بدأت مع الكنيسة واستمرت مع الاستشراق الحديث.
تُظهر الدراسات التاريخية كيف أن الغرب لم يقتصر على استلهام الفكر العربي الإسلامي في العصور الوسطى، بل عمد في بعض الأحيان إلى تشويهه وتقديمه بصورة تتناسب مع التصورات الغربية المسبقة. ففي حين كان ابن رشد يهيمن على الفكر الأوروبي لأكثر من 4 قرون، جاءت محاولة إقصائه عبر تيار ديني مسيحي يهودي مشترك. وقد تجلّى هذا في أعمال الفيلسوف توما الأكويني، الذي لم يقرأ نصوص ابن رشد في أصلها العربي، بل اعتمد على الترجمات العبرية التي قام بها مفكرون يهود مثل ابن ميمون وإبراهام بن داود. وقد كانت هذه الترجمات انتقائية، حيث أعيد تفسير فلسفة ابن رشد بما يخدم الرؤية اللاهوتية اليهودية والمسيحية، مما أدى إلى إسقاطه من عرشه الفكري في أوروبا.
إعلانلم يكن إسقاط ابن رشد مجرد تراجع فكري، بل كان جزءا من مشروع أيديولوجي أوسع يهدف إلى نزع المشروعية عن الفلسفة العربية الإسلامية ككل. إذ عمدت الكنيسة الغربية إلى تكريس توما الأكويني كسلطان معرفي، وصُوِّر في الأعمال الفنية وهو يجلس على عرش الفلسفة، بينما يظهر ابن رشد في ظلال باهتة أسفل هذا العرش، في إشارة إلى تراجع الفكر العربي. لم يكن هذا مجرد عمل فني، بل كان تعبيرا عن توجه أوروبي يسعى إلى تقويض التأثير العربي الإسلامي في الفكر الغربي.
ومن أبرز محاولات التشويه الزعم بأن ابن رشد اعتبر الفلسفة مناقضة للدين، وهو افتراض خطأ تماما، إذ كان ابن رشد في الواقع أحد أبرز دعاة التوفيق بين الدين والعقل، وقد أسس لفكرة أن الفلسفة والدين ليسا في صراع، بل يكملان بعضهما بعضا. لكن توما الأكويني حاول أن يستحوذ على هذا الطرح ويقدمه وكأنه إنجاز للمسيحية الغربية، متجاهلا أن أصوله جاءت من الفكر الإسلامي.
لم يتوقف التشويه عند العصور الوسطى، بل امتد إلى العصر الحديث مع ظهور الاستشراق في القرن الـ18، حيث أعاد المستشرقون تصوير العالم العربي والإسلامي وفق رؤية نمطية مشوهة. تم تقديم النبي محمد، على سبيل المثال، كشخصية سياسية لا كرجل دين، ورُكِّز على جوانب شخصية مثل تعدد زوجاته بهدف التقليل من قيمته الروحية والدينية. كما تم تصوير الإسلام على أنه دين عنف وليس دينا للحضارة والتسامح.
إن هذا التحيّز الفكري والديني في التعامل مع التراث العربي الإسلامي لم يكن مجرد سوء فهم، بل كان جزءا من مشروع سياسي وثقافي يهدف إلى تكريس الهيمنة الغربية، وإبقاء العالم العربي في موقع التابع، بدلا من أن يكون شريكا في إنتاج المعرفة والحضارة.
يرى الدكتور المعزوز أن مراجعة العلاقة الفكرية بين العرب والغرب باتت ضرورية في ظل التحولات الراهنة، خاصة مع التحديات الكبرى التي تفرضها القضية الفلسطينية اليوم. ويؤكد أن العرب بحاجة إلى تجاوز حالة الشلل الفكري التي أوقعتهم فيها هذه العلاقة غير المتكافئة، عبر إعادة التواصل مع تراثهم الفلسفي والفكري، ليس باعتباره ماضيا جامدا، بل بوصفه مصدرا متجددا للإبداع والتفكير النقدي.
إعلانويدعو المعزوز إلى ضرورة إنتاج خطاب عربي جديد يتجاوز ثنائية الانبهار المطلق بالغرب أو العداء الأعمى له، مشددا على أهمية استعادة المبادرة الفكرية، وبناء رؤية نقدية مستقلة تعيد للعالم العربي دوره في صياغة المعرفة وإثراء الفكر الإنساني.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات العربی الإسلامی العالم العربی الفکر الغربی العرب والغرب الفکر العربی العلاقة بین على الفکر أن الغرب لا یمکن ابن رشد من جهة لم یکن إلى أن بل کان
إقرأ أيضاً:
نظرة اليهود العنصرية للعرب اشبه بنظرة بعض السودانيين لبعضهم البعض احتقار واقصاء (1)
بما ان الجنوب بالنسبة لي هو الوطن الاول واغلبية الناس الذين كانوا محل احترامي حبي وتيجان رأسي كانوا من الجنوبيين . والدتي وخيلاني، تعتبر جبال النوبة مسقط رأسهم والنوبة اهلهم . شاركنا السكن في امدرمان وفي منزلنا بعض بناتهم واولادهم من امهات نوبيات . ما عرف بالفلاتة قد كانوا ولا يزالون محل حبنا واحترامنا . انهم اهل دين خلق وحب للعمل والانتاج . ليست هنالك مجموعة سودانية تميزت وقدمت اكبر قدر للجندية لدرجة أن كلمة نوباوي صارت تعني جندي في القوات النظامية لقد ارتوت ارض السودان بدماء النوبة .
الوالد ناصر بلال ابناءه احفادة كانوا اقرب الى كثيرا من بقية اسرة بدري وهم من الفور اجتهدت أن اكون مثلهم وقد تنأثرت بهم كثيرا والحمد لله . هنالك الكثير من الاسر الامدرمانية المميزة وقد تطرقت اليها في كمتاباتي . كتبت واكتب أن اسرة العم البطل القائد زاهر سرور الساداتي هى الاسرة ،، الاميز،، في امدرمان . آل زاهر من الفور الكنجارة .
اغلب السودانيين يعتبرون المواجهة المكاشفة او النقد بكل انواعه اعلان حرب ولا يقبلون به . يحبون الطبطبة ادخال الرؤوس في الرمال ويتمتعون بذاكرة السمك . لهذا نحن اليوم تحت الاستعمار المصري بمعنى الكلمة .
في ايام ترددي على القاهرة في التسعينات ارتبطت بالرجل العلامة السر قدور طيب الله ثراه. وقبل عدة شهور في ذكرى انتقاله الى جوار ربه كتبت .... أن السر قدور لو عاش في بلد غير السودان لعملوا له تمثالا ولاطلقوا اسمه على استديو في التنلفزيون الاذاعة المسرح الخ . يكفي ما قدم السر طيب الله ثراه في الشعر النثر الغناء المسرح والتوثيق بكل انواعه .
انقطع تواصلنا لانه قال لي يوما بعد أن كتبت الكثير من المواضيع عن امدرمان ...... لكن يا شوقي امدرمان الانت بتحبها وبتكتب عنها كل هذا الكلام الجميل ، ما انتهت اتملت عبيد وفلاتة . ردي كان ..... طيب مالوا انا وانت اهلنا ما جو من الشمالية لامدرمان . اهلى طردهم الجوع من الرباطاب ، وانت جيت امدرمان بعد ما كنت سقى بالحمار في الدامر جيت امدرمان واشتغلت فراش في نادي حي البوسطة . امدرمان ما حقت زول. امدرمان حقت كل السودانيين. كل سوداني عندو حبيب او قريب في امدرمان . ما قلته للسر كان نوعا من المواجهة ، الا أن المواجهة عند السودانيين غير مقبولة بالرغم من حسن القصد
اخي الحبيب معتصم قرشي جامع عاشق امدرمان وود فريق السوق ومن يعرف امدرمان اكثر مني قال لي يوما..... يا شوقي بنات امدرمان الصفر بقيت تلقاهم قاعديبن مع اولاد الغرب. قلت له طيب مالوا دي حاجة تفرح الا مطلوب هو الاندماج تحت مظلة السودان الكبير الجامع . ده الطريق الصحيح علشان نخلق امة تتقبللا الجميع ونعيش في سلام بد اقصاء تفرقة او كراهية . معتصم لنه امدرماني اصيل يتفهم ولا يعتبر الامر عداءا او تطاولا .
بعد فترة قال لي معتصم كل ما نتكلم عنك يا شوقي يقولوا لي شوقي ما هبشك !! المناضل الجنوب الافريي مسح بالقاضي الابيض الارض وجعله موضع سخرية . لهذا عذبه البوليس العنصري الجنوب افريقي الى الموت . انه أحد ابطالي الذين كأفريقي افتخربهم اولهم جركويك النويراوي الذي انتقم دفاعا عن شرف اخته التي اختطفها المفتس البريطاني، وقتل البطل جركويك المفتش . عندما لم يستطع البريطانيون هزيمة النوير ارسلوا طائراتهم لقتل الابقار . سلم جركويك نفسه وتم شنقه في ملكال . انا لم اعتبر او ساعتبر نفسي يوما من العرب وافتخر بسودانيتي وافريقيتي . افتخر بالزعيم ،، بيكو ،، .قال القاضي البريطاني أن للمتهم بيكوا انه يدعوا الى العنف والحرب . قال بيكو انه يدعو فقط ل ،، كونفرنتيشن ،، او المواجهة . قال القاضي البليد انه نفس الشئ . بيكو قال .... سعادة القاضي ما يحدث بيننا الآن هو نوع من المواجهة ، اترى اى دماءهنا .. وضحك الحضور .
لماذا لا نقبل بالمواجهة في السودان وعدم الفهم الشوفينية والعصبية قد فتكت تفتك وستفك وتحطم السودان ؟؟
الاستاذ احمد احمد الذي ارفق مداخلته في موضوع .... الكنابي ... الايدي العاملة المكستغلة .... الظلم والتهميش .
الاستاذ احمد احمد يبدو كانسان مثقف ومعقول ، الا ان مشاهدته للغرابة في كل الجزيرة تجعله يحس بعدم الارتياح اهل الوسط الشمال الشرق كانوا في كل ركن في السودان .ما هو الغريب ان اهل دارفور يتممدون في كل السودان . خبرونا اذا هم غير سودانيين .
وجود الاوربيين الذين احتلوا كل السودان والاقتصاد السوداني لم يضايقه . السوريون فتح لهم السودان والحكومة اذرعهم هللوا وبرروا لذلك الفتح المبين ، ومكنوهم من كل شئ بالرغم من انهم اتوا بالمخدرات بالحاويات ومارسوا الكثير من المنكرات ظهرت نتائجها في معهد المايقوما. المصريون يعاملون السودانيين بلؤم ويتعدون قانون الامم المتحدة للاجئين الآن يسرح المصريون ويمرحون وجيشهم يتبخطر في السودان .
عندما احتاج الازهري لمال لتحسين منزل واضافة صرف صحي اتجه الى تجار ملكال الذين اتوا خالى الوفاض وصاروا من الاثرياء. الاخ محمود كان كمساريا في بولمان التاجر محمد البشير اكبر تجار ملكال . انتهى به الامر مالكا مع اخيه لاحد منتجعات الخرطوم المشهورة .
اقتباس من موضوع قديم
بعض المصابين بالغباء كان يقول ان الجنوب عبء علي الشمال وان التخلص منه سيريح الشمال. ولقد اثبتت الايام ما عرفنا ونحن من زغب الحواصل. لقد اعطي الجنوب الكثير للشمال. فعندما يمر الانسان ببيت الزعيم الازهري لا يعرف الناس ان المال الذي بدأ عملية التوسيع قد اتي من ملكال. فبتاريخ 21 اكتوبر 1962 يكتب الرئيس الازهري خطابا الي السيد محمد بشير والاخوان في ملكال طالبا سلفية 500 جنيه ويتعهد بدفعها في اقساط. ويقول انه يقدر سلفا صعوبة الحالة الاقتصادية هذه الايام. واذا تيسرت فسارسل لكم ايصالا بالمبلغ وبوعد بالدفع. هذا نقلا عن الخطاب الذي امتلك نسخة منه. زودني بها اخي كمال جعفر حسون وهو زوج كريمة الازهري وابن خالتها.
وبتاريخ 11 نوفمبر وبشيك علي البنك العثماني امدرمان رقم 130051 بتاريج 11 نفمبر 1961. الخطاب و صل الي يد العم محمد البشير في يومين , ورد عليه في يوم 24 اكتوبر. وجمع عشرة من تجار ملكال مبلغ 500 جنيه بكل بساطة. وهم الحاج فرح وعبد الرحمن وبشير نميري ومحمد الماحي فزع والحاج الجاك حسين والحاج حسن محمد علي والحاج عبد الله محمد علي والحاج عمر ابشر والحاج سيد احمد الشيخ وعبد الله جاد الله والعركي علي ,, مشتركان.. واخيرا محمد بشير. وكل الجميع دفعوا خمسين جنيها.
احمد أحمد:
29 يناير، 2025 الساعة 9:47 ص
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته استاذ بدري ولك كل الود والاحترام. موضوع الكنابي اخي بدري موضوع تم تسيسه من بعض النخب الدارفورية الذين يظنون ان أهل الجزيرة استعبدوا اسلافهم وهذا كلام مردود عليهم وغير صحيح. أهل الكنابي هم من اختار العيش في هذه الكنابي ولم يجبرهم احد على ذلك وانا من الجزيرة واذكر ونحن أطفال كان هناك عمال يأتون أيضا من شرق السودان ينصبون رواكيبهم بجوار قريتنا ولا احد يعترض على ذلك وكان هؤلاء يغادرون إلى أهلهم عند نهاية الموسم الزراعي ثم يعودون الموسم التالي وكل العمال من جميع أنحاء السودان كانوا بعد الموسم يرجعون إلى أهلهم إلا أهل دارفور لا أدري سبب لذلك الا ما وجدوه من احترام وحفاوة من اهل الجزيرة. بعد انتشار التعليم ودخل ابناء المزارعين الجامعات وجاءت ظاهرة الاغتراب سافر معظم شباب الجزيرة حتى غير المتعلمين تأسيا باخوانهم. بعد هذه المرحلة أصبح سكان الكنابي بعضهم دخل في شراكة مع أهل الحواشات وبعض لجأ إلى نظام تأجير الحواشات قصاد مبلغ ذهيد من كبار السن الذين هاجر أولادهم وبذلك أصبح أهل الكنابي أكثر ثروة من اهل الجزيرة فقام بعضهم بترك الحواشات واتجهوا إلى شراء المزارع على ضفاف النيل الأزرق واشتروا كمائن الطوب ومنهم من امتلك العمارات في مدني الحصاحيصا، رفاعة، الكاملين واشتروا دكاكين في الأسواق. انا شخصيا مغترب منذ ١٩٩٠م والى الان عندما اذهب في عطلة إلى السودان واستغل البص من الخرطوم إلى الحصاحيصا اقول بصدق ان كل ما تراه من الناس من يمشي على رجليه أو الراكب حمير أو عجلات وفي المحطات التي يتوقف فيها البص سواء كان في المسيد أو الكاملين تجد كل أصحاب القهاوي والمطاعم والمحلات التجارية من اهل دارفور وعندما تذهب إلى الحصاحيصا أو رافاعة أو مدني تجد نفسك كانك في مليط أو الجنينة. غرضي من هذا السرد ان اثبت ان أهل دارفور غير مهمشمين في الجزيرة بل أهل الجزيرة هم من أصبح مهمشا في عقر داره. لذلك هذه الضجة المفتعلة عن الكنابي ما هي الا بند من بنود البرامج السياسية التي يعتبر نخب دارفور انها تتطلي على الناس. فكل من يعرف الجزيرة جيدا يعلم أن أهل الجزيرة هم أكثر أهل السودان قبولا للآخر والتعايش السلمي. ارجو الا يستمر الناس المستنيرين من امثالك استاذ بدري في ترديد هذه الفرية المكذوبة على أهل الجزيرة.
مع خالص الاحترام والتقدير أستاذ بدري
نواصل
شوقي
shawgibadri@hotmail.com