البوابة نيوز:
2025-02-03@11:54:17 GMT

العم مصطفى بيومى

تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

الشتاء الماضى فى يوم من أيام مارس الأقرب لقلبي، أجلس فى مقر عملى ولكننى منهكة للغاية أنتظر نشرة منتصف الليل فهى آخر مهمة لى فى هذا اليوم المزدحم.. أعد الدقائق على يدى حتى أعود لأستريح فى المنزل فثقل بطنى وآلام ظهرى لم تعد تُحتمل فها أنا حامل فى شهرى السابع ويتبقى فقط شهران حتى أضع مولودى نوح وفى صمت يتخلله الملل إذ بهاتفى يرن والغريب أن الاسم الذى ظهر على الشاشة لم يهاتفنى فى حياته قط.

. ترددت ربما أخطأ فى الاتصال أو ربما هناك عاجل يريد أن يخبرنى به.. إنه عمى مصطفى بيومى هكذا تعودت أن أناديه فهو فى منزلة أبى.. التقط الهاتف وجاوبت فإذا به متحليًا بكل الرقى والأدب والتهذيب الذى من الممكن أن يتحلى به شخص يسألنى: "شاهندة فاضية أكلمك شوية"؟.. وها أنا متلهفة "طبعًا يا عمو اتفضل" فهذا الرجل الهادئ الذى لا يلتفت إلا نادرًا وقلما يتفاعل سلامه هادئ ابتسامته هادئة كلماته قليلة.. ما الذى جعله يتصل بى فى هذا التوقيت؟.. إنها العاشرة و٤٥ دقيقة مساءً ولكننى ربما نسيت تمامًا إنه اليوم العشرين من مارس فغدًا تحتفل مصر بعيد الأم وها أنا قد نشرت منذ قليل مقالة قديمة على حسابى عبر موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك لأمى الحبيبة وفاجأنى عمو مصطفى بأنه قرأها والمفاجأة الأكبر أنه أُعجب بها إعجابًا شديدًا قائلًا: "شاهندة إنتى مبتكتبيش ليه؟ إنتى بتكتبى حلو أوى على فكرة، يعنى مشروع أديبة" وتابع: "أنا قريت المقال وعجبنى أوى إنك طبيعية ومش مثالية فيه.. عبرتى عن حبك لماما ولكن كنتى حقيقية وأجبرتينى أكمل المقالة.. أسلوبك جميل وسلس وسافرتى بيا عبر المكان والزمان، أرجوكى متكسليش واكتبى روايتك ولو محتاجة أساعدك فى أى حاجة أنا موجود".. لا أخفى عليكم شعورى فى هذا اليوم وأنا استمع إلى هذه الكلمات من أديب عظيم وكاتب وروائى كبير كل ما كنت أردده فى هذه المكالمة أنه لشرف كبير حصلت عليه فى هذا اليوم فهذه شهادة ستظل عالقة فى ذهنى متى حييت.. تحول يومى البائس هذا إلى واحد من أسعد أيام حياتى، فيكفى أن أخبركم بهذا السر الذى سيصف لكم مدى فخرى واعتزازى بهذ الاتصال فبعد أن انتهت المكالمة أخذت صورة من سجل الهاتف فمازلت لا أصدق أن الأديب الكبير مصطفى بيومى حادثنى أنا بسنى الصغير وتاريخى البسيط ليبلغنى بهذه الكلمات العظيمة وبعدها هاتفتُ أبى وأرسلت له رسالة مازلت احتفظ بها حتى الآن أبلغته فيها كم أنا فرحة وسعيدة بكلمات العم لى فما كان منه إلا أن قال لى "إنتى عظيمة"..

فطالما سمعت من أبى عن ذكرياته مع أصدقائه القدامى وتحديدًا العم مصطفى بيومى هذا الرجل الذى ينحدر من أسرة صعيدية برجوازية يعشق القراءة والكتابة والأدب والشعر.. هذا الجيل الذى ظل يحتفظ بصداقة امتدت نحو نصف قرن من الزمان جمعتهم السياسة والثقافة والفنون بكل ألوانها ولكن ما أثرى هذا الصداقة هو الأصل الطيب لهؤلاء الذين وُلدوا وترعرعوا على ضفاف نيل صعيد مصر الذى لطالما صنع الرجال  وصدر المواهب الفذة.

 اليوم رحل عمو مصطفى بيومى كما اعتدت أن أناديه.. رحل عن عالمنا واحد من أنبل وأعظم وأكبر الأدباء المصريين.. ما يحزننى أننا لم نجلس سويًا لنتناقش حول روايتى وأنه لن يحضر توقيعها ولن يشهد على إصدارها ولكننى أعدك عمو مصطفى أن اليوم الذى ستصدر فيه روايتى سأهديها لروحك العظيمة والجميلة.. السلام أمانة لكل الأحبة ولروحك السلام.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: شاهندة عبدالرحيم مصطفى بيومي مصطفى بیومى فى هذا

إقرأ أيضاً:

ترامب وحلم السطوة

ظهر «ترامب» ملتحفا بحلم القوة الذى ظل يراوده منذ أن اعتلى سدة الرئاسة فى الولايات المتحدة الأمريكية. ومع فوزه بفترة ثانية تعمق الحلم وتعامل مع نفسه وكأنه القوة التى تهيمن على العالم وتفرض سطوتها على دوله. ولهذا خرج مؤخرا ليدعو إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم فى قطاع غزة إلى كل من مصر والأردن. نسى «ترامب» نفسه وظن أن بإمكانه فرض ما يراه على الآخرين. نسى أن الدول التى اختارها هى دول مستقلة وذات سيادة، وبالتالى لا يمكن أن تكون تابعة له لكى يفرض عليها سطوته. ولعل ما أراده هو أن يخلى الأرض الفلسطينية من أجل إسرائيل الكيان الغاصب الذى يتماهى معه ويحاول بقدر الإمكان تحقيق كل تطلعاته، بل يذعن لنزواته.

نسى «ترامب» أن الفلسطينيين لا يريدون الرحيل عن أرضهم ووطنهم، وأنهم رفضوا التهجيرلأن أحلامهم تظل مرتبطة بأرض الوطن. غاب عن « ترامب» أن يشاهد الفيديوهات التى أظهرت عودة أهل غزة إلى شمالها وهم يقبلون أرض الوطن، فهم يأبون الرحيل عن أرضهم. واليوم نقول لو أنصف «ترامب» فعليه أن يلوذ بالصمت وينسحب من المشهد بعد أن منيت مغامراته بالهزيمة.

لربما أراد «ترامب» أن يتظاهر بالإنسانية فخرج يقترح نقل نحو مليون ونصف المليون من سكان غزة إلى كل من الأردن ومصر لتكون تلك الخطوة وفق تصوره مقدمة ضرورية نحو الحل الدائم والعادل. تظاهر «ترامب» بالإنسانية، وأنه حريص على أن يعيش سكان غزة فى منطقة أكثر أمانا واستقرارا. نسى أن الجانب الآخر من مقترحه سيؤدى فيما إذا تم تنفيذه إلى إفراغ قطاع غزة من أغلبية سكانه ليكون ساحة مباحة أمام إسرائيل، وبالتالى يمكنها وقتئذ إعادة احتلالها له وتحويله إلى بؤر استيطانية للمتطرفين الصهاينة الذين يتحينون الفرصة للسطو على الأرض الفلسطينية. بل إن الخطوة إذا تحققت ستكون مقدمة لتشجيع الصهاينة على تنفيذها فى الضفة الغربية وتهجير سكانها إلى الأردن الذى لا يزال اليمين الإسرائيلى المتطرف ينظر له بوصفه الوطن البديل.

إن ما يقترحه «ترامب» هو نفسه مخطط التهجير الذى يحلم الكيان الصهيونى بتنفيذه لكى تؤول إليه الأرض الفلسطينية كاملة ويتم التخلص من الفلسطينيين بشكل كامل. لقد أسقط « ترامب» من اعتباره الأسس والثوابت الرئيسية والتى ترتكز على الالتزام بالقانون الدولى والمواثيق الإنسانية، والاعتبارات الأخلاقية والسياسية. لقد أراد «ترامب» بأطروحته تصفية القضية الفلسطينية بما يعنى اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم عنوة ليتم ذلك تحت ذرائع واهية.

وحسنا ما فعلته مصر إذ شكلت حائط صد ضد التهجير سواء أكان قسرا أم طوعا. بل إن موقفها أماط اللثام عن المؤامرة التى رسمتها إسرائيل وشاركت الولايات المتحدة فى نسجها. فكان العدوان الإسرائيلى على غزة لكى يتم عبره استهداف الفلسطينيين بالتهجير، وهو مخطط جابهته مصر برفضها له بوصفه مشبوها لا يمكن تنفيذه لكونه يعنى عملية إحلال وتبديل يجرى بمقتضاها ترحيل الفلسطينيين من أرضهم ليتم ترسيخ الصهاينة فى الأرض الفلسطينية. ولقد عبرت مصر قيادة وشعبا عن رفض مخطط أمريكا الإجرامى الذى يحاول الزج بمصر فى مستنقع التهجير ليحملها آثامه. فمصر كانت وستظل حريصة على الفلسطينيين وعلى قضيتهم، وعلى أن ينال الفلسطينيون حقوقهم المشروعة كاملة ويأتى فى صدارتها حق تقرير المصير، وحق إقامة دولتهم المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية وذلك تحقيقا للأمن والاستقرار لجميع دول وشعوب المنطقة.

مقالات مشابهة

  • الحِرَف التراثية مشروعٌ قومي
  • الدولار العمّاني في العراق.. عملة مشبوهة أم خسائر طول الخزن ؟
  • ترامب.. الوقاحة أعيت من يداويها
  • ترامب وحلم السطوة
  • اليوم .. الأهلي يواجه القناة في دوري الطائرة
  • تخاريف .. ترامب
  • إنتى ست كبيرة.. القصة الكاملة فى أزمة عفاف شعيب مع محمد سامى
  • اليوم.. الأهلي يواجه القناة في دوري الطائرة
  • من هو شقيق مصطفى شعبان المتوفى صباح اليوم؟ متزوج ولديه طفلة