سادت حالة من الجدل بين الملاك والمستأجرين بعد حكم طرد ورثة مستأجر في الإيجار القديم.

يأتي ذلك في الوقت الذي أصدرت فيه محكمة مدني شمال القاهرة حكم بطرد ورثة مستأجر من شقة إيجار قديم لصالح المالك، بسبب عدم تحقق شروط الامتداد القانوني للإقامة لديهم.

وأكدت المحكمة في حيثياتها أن المدعي أثبت أن الورثة شغلوا الشقة دون سند قانوني، وأنه سبق أن طالبهم وديًا بالإخلاء دون جدوى، مما دفعه للجوء إلى القضاء.

 

وأوضحت المحكمة أن المدعى عليهم لم يقدموا دليلًا قانونيًا يثبت أحقيتهم في الإقامة، على الرغم من تقديمهم عقد الإيجار الأصلي المؤرخ عام 1953 وإيصالات سداد الإيجار.

من جانبه قال محمد الحصي، عضو لجنة الإسكان بمجلس النواب أنه في حالة حكم  محكمة مدني شمال القاهرة حكم بطرد ورثة مستأجر من شقة إيجار قديم لصالح المالك ، فإنها تعتبر حالة خاصة وليس عامة.

وأشار الحصي في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد" إلى أنه إذا كان الحكم بطرد ورثة مستأجر من شقة إيجار قديم لصالح المالك صادر من المحكمة الدستورية العليا ، فإن الحكم سيكون في هذه الحالة عام وسيطبق على المستأجرين الخاضعين لقانون الإيجار القديم.

كانت المحكمة الدستورية العليا، أصدرت برئاسة المستشار بولس فهمي إسكندر- رئيس المحكمة، عددًا من الأحكام في الدعاوى الدستورية المنظورة أمامها، جاء من بينها أن ثبات أجرة الأماكن المؤجرة لأغراض السكنى الخاضعة للقانون رقم 136 سنة 1981، يخالف أحكام الدستور، ووجوب تدخل المشرع لإحداث التوازن في العلاقة الإيجارية.

و‏قضت المحكمة بعدم دستورية الفقرة الأولى من كل من المادتين (1 و2) من القانون رقم 136 لسنة 1981، في شأن بعض الأحكام الخاصة بتأجير الأماكن وتنظيم العلاقة بين المؤجر والمستأجر، فيما تضمنتاه من ثبات الأجرة السنوية للأماكن المرخص في إقامتها لأغراض السكنى إعتبارًا من تاريخ العمل بأحكام هذا القانون.

وشيدت المحكمة قضائها على سند من أن القوانين الاستثنائية لإيجار الأماكن السكنية تنطوي على خصيصتين: أولاهما الامتداد القانوني لعقود إيجارها، والأخرى التدخل التشريعي في تحديد أجرتها، وكلاهما ليس عصيًا على التنظيم التشريعي، فإذا كان الامتداد القانوني قد حدد نطاقًا بفئات المستفيدين من حكمه، دون سواهم، فإن تحديد الأجرة يتعين دومًا أن يتساند إلى ضوابط موضوعية تتوخى تحقيق التوازن بين طرفي العلاقة الإيجارية، مما يوجب تدخل المشرع لإحداث هذا التوازن، فلا يمكّن المؤجر من فرض قيمة إيجارية استغلالًا لحاجة المستأجر إلى مسكن يأويه، ولا يهدر عائد استثمار الأموال - قيمة الأرض والمباني - بثبات أجرتها بخسًا لذلك العائد فيحيله عدمًا.

وأضافت المحكمة أن النصين المطعون عليهما قد حظرا زيادة الأجرة السنوية للأماكن المرخص في إقامتها لأغراض السكنى اعتبارًا من تاريخ العمل بأحكام هذا القانون على 7% من قيمة الأرض عند الترخيص، والمباني طبقًا للتكلفة الفعلية وقت البناء، وهو ما مؤداه ثبات القيمة الإيجارية عند لحظة من الزمان ثباتًا لا يزايله مضى عقود على التاريخ الذي تحددت فيه، ولا تؤثر فيه زيادة معدلات التضخم وانخفاض القوة الشرائية لقيمة الأجرة السنوية، واضمحلال عائد استثمار الأعيان المؤجرة بما يدنيه من العدم، وهو ما يشكل عدوانًا على قيمة العدل وإهدارًا لحق الملكية.

وأعملت المحكمة الرخصة المخولة لها بمقتضى المادة (49) من قانونها وحددت اليوم التالي لانتهاء دور الانعقاد التشريعي العادي الحالي لمجلس النواب تاريخًا لإعمال أثر حكمها؛ وذلك لحاجة المشرع إلى مدة زمنية كافية ليختار بين البدائل لوضع ضوابط حاكمة لتحديد أجرة الأماكن المرخص في إقامتها لأغراض السكنى الخاضعة للقانون رقم 136 لسنة 1981.

وفي رد فعل سريع أصدر مجلس النواب "بياناً" بشأن حكم المحكمة الدستورية العليا الصادر في القضية رقم (24) لسنة 20 قضائية دستورية بتاريخ 9 نوفمبر 2024 .

وجاء نص البيان الصادر كالتالي:

تابع مجلس النواب وبكل اهتمام حكم المحكمة الدستورية العليا الصادر اليوم السبت ٩ نوفمبر ٢٠٢٤ والمتضمن: "عدم دستورية الفقرة الأولى في كل من المادتين رقمي (١) و (٢) من القانون رقم (١٣٦) لسنة ١٩٨١، في شأن بعض الأحكام الخاصة بتأجير الأماكن وتنظيم العلاقة بين المؤجر والمستأجر، فيما تضمنتاه من ثبات الأجرة السنوية للأماكن المرخص في إقامتها لأغراض السكنى اعتبارًا من تاريخ العمل بأحكام هذا القانون".

وقد استندت المحكمة في قضائها على أن القوانين الاستثنائية لإيجار الأماكن المرخص في إقامتها لأغراض السكنى تنطوي على قاعدتين: أولهما الامتداد القانوني لعقود إيجارها، والأخرى التدخل التشريعي في تحديد أجرتها، وكلاهما ليس عصيًا على التنظيم التشريعي، فإذا كان الامتداد القانوني قد حدد نطاقًا بفئات المستفيدين من حكمه، دون سواهم، فإن تحديد الأجرة يتعين دومًا أن يتساند إلى ضوابط موضوعية تتوخى تحقيق التوازن بين طرفي العلاقة الإيجارية.

ومجلس النواب يؤكد اهتمامه الخاص بالقوانين الاستثنائية التي تنظم العلاقة بين المؤجر والمستأجر، والمعروفة بـ "قوانين الإيجار القديم"، بحسبانها تمس العديد من الأسر المصرية سيَّما وأنه كانت هناك محاولات سابقة لتناولها إلا أنها تعثرت لظروف عديدة؛ لذا كلف مكتب المجلس، خلال دور الانعقاد العادي الرابع، لجنة الإسكان والمرافق العامة والتعمير بإعداد دراسة مستفيضة عن ملف قوانين "الإيجار القديم"، بما في ذلك تقييم أثرها التشريعي، على أن يتم ذلك وفق محددات أقرها مكتب المجلس- من أهمها : دراسة الخلفية التاريخية للتشريعات الخاصة، وكذلك الاطلاع على أحكام المحكمة الدستورية العليا المتعلقة بهذا الشأن كافة، مع دراسة وتحليل كل البيانات الإحصائية التي تسهم في وضع صياغة تضمن التوصل إلى أفضل البدائل الممكنة التي تتوافق مع المعايير الدولية والدستورية بشأن الحق في المسكن الملائم والعدالة الاجتماعية.

من جانبها أعدت لجنة الإسكان والمرافق العامة والتعمير بالمجلس تقريرًا مبدئيًا عن الموضوع المشار إليه؛ بذات الضوابط والمحددات التي أقرها مكتب المجلس في هذا الشأن، ومن المقرر عرضه على المجلس خلال الجلسات العامة القادمة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الملاك الإيجار القديم المستأجرين ورثة مستأجر المزيد المحکمة الدستوریة العلیا الأجرة السنویة الإیجار القدیم تاریخ ا ثبات ا

إقرأ أيضاً:

مسلسل قديم يشعل أزمة بين طارق لطفي ومحمد سامي

نشبت أزمة كبيرة في الساعات الماضية بين المخرج المصري محمد سامي، وطارق لطفي، بعد تصريحات الأخير عن رفضه المشاركة في مسلسل "كلام على ورق"، الذي عُرض في 2014، بسبب الدور الذي اعتبره غير مقبول مجتمعياً.

وكشف طارق لطفي في برنامج تلفزيوني أنه اعتذر عن العمل مع محمد سامي في المسلسل، لأن الشخصية التي عُرضت عليه كانت غير مقبولة مجتمعياً، فرفضها بسبب قناعاته الشخصية وخوفه من تأثير الدور على أسرته، حسب تعبيره.
من جانبه، رد محمد سامي عبر فيس بوك، فقال: "طارق لطفي فنان محترم وتعاونت معه سابقاً في مسلسلَي "مع سبق الإصرار" و"حكاية حياة"، وحقق خلالهما نجاحاً كبيراً، لكن فيما يتعلق بمسلسل "كلام على ورق"، فقد كان هناك خلافاً  حول الأجر ومساحة الدور، ولذلك لم يشارك فيه، وتم إسناد الشخصية للفنان الراحل حسين الإمام".

معجبة تفاجئ طارق لطفي بتصرف جريء أمام زوجته - موقع 24كشف الفنان المصري طارق لطفي عن أغرب موقف تعرض له خلال مسيرته، حيث فوجئ بتصرف جريء للغاية من إحدى المعجبات أمام زوجته، مما وضعه في موقف محرج.

وأضاف سامي "تفاجأت بكلامه عن رفضه للدور لأنه كان شخصية شاذة جنسياً، وأنه خاف على عائلته وتأثير الدور على الجمهور. هذا الحديث غير دقيق، وفيه الكثير من المبالغة لاستعطاف الجمهور".
وأكد المخرج المصري أن مسلسل "كلام على ورق" متاح للمشاهدة، ويمكن التأكد من الشخصية، نافياً أي علاقة لها بما أُثير حولها. وقال: "لا أفهم سبب هذه التصريحات الآن، ولماذا صور الأمر وكأنني كنت أروج لفكرة غير موجودة في العمل أصلاً".
وأضاف سامي "أنا أيضاً لديّ عائلة، وكلام طارق فيه إساءة غير مبررة، خصوصاً أن الدور موجود ويمكن لأي شخص مشاهدته"، ووجّه رسالة مباشرة إلى طارق لطفي قائلاً: "مع احترامي لك، كلامك غير صحيح، وأدعوك لمراجعة نفسك قبل إطلاق تصريحات قد تضر بزملائك".

مقالات مشابهة

  • يعود لـ 2400 سنة .. اكتشاف أثري جديد على قمة هرم قديم .. ما القصة؟
  • الجيش يطبق قواعد الاشتباك ويقتل 4 مهربين حاولوا اجتياز الحدود / صور
  • الأماكن والمواعيد.. ثلوج خفيفة على أجزاء من منطقة تبوك
  • مسلسل قديم يشعل أزمة بين طارق لطفي ومحمد سامي
  • اللحم البلدي بـ 280 جنيهًا في هذه الأماكن.. تعرف عليها
  • من قديم الحارات قبل آذان المغرب في رمضان
  • الأماكن والمواعيد.. أمطار متوسطة على أجزاء من منطقة الرياض
  • قديم.. مصدر أمنى يكشف حقيقة فيديو تضرر ضابط من قياداته
  • مجلس الحكومة يتدارس عمليات جمع التبرعات من العموم وتوزيع المساعدات لأغراض خيرية
  • منح حوافز إضافية للمستثمرين في 3 مدن صناعية.. وإعفاء من الإيجار للمشاريع الجديدة بالمضيبي والسويق ومدحاء