كثيرا ما يلجأ الراغبون في تحسين لياقتهم البدنية وخسارة بعض الوزن إلى الاشتراك بالصالات الرياضية، أملا في تجاوز الكسل والتسويف والبدء في ممارسة الرياضة.

إلا أن البعض قد يشعر بالرعب كلما اقترب موعد التمارين الرياضية، ليس خوفا من الأجهزة أو الأوزان الثقيلة، بل بسبب ما يُعرف بـ"قلق صالات الجيم"، الذي تلعب فيه عدة عوامل نفسية مُعقدة.

ما قلق صالات الـ"جيم"؟

عادة ما يعود "قلق الصالات الرياضية" إلى عدة عوامل، من بينها الخوف من أن تكون قاعات التمارين مزدحمة، أو مليئة بالجراثيم، أو أن "يستولي" أحدهم على الآلات التي تستخدمها، أو حتى الشعور بعدم الارتياح في غرف تبديل الملابس بجوار الغرباء.. إذا شعرت بكل هذا، فاعلم أنك لست وحدك.

إذ يُعد القلق من الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أمرا شائعا، خاصة عندما تبدأ في ممارسة الرياضة في مكان جديد، أو بالنسبة للمبتدئين، وإذا كنت طالبا، فقد تخاف أيضا من حصص الرياضة واللياقة البدنية في المدرسة.

وبالنسبة للعديدين، فإن التنقل بين استخدام المعدات غير المألوفة، والخوف من المراقبة أو إصدار الأحكام بحقهم، يمكن أن يثير مشاعر القلق التي تجعل تلك الرحلة إلى صالة الألعاب الرياضية تبدو مرهقة ومثيرة للذعر.

إعلان الخوف من أحكام الآخرين

وفقا لدراسات تناولت قلق الصالات الرياضية، يتجنب نحو 2 من كل 5 بالغين في بريطانيا الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، لأنهم يشعرون بالحرج بشأن مظهرهم وهيئتهم في منظور الآخرين، مع أكثر من واحد من بين كل 4 أشخاص قالوا إنهم قلقون من أن يحكم الناس على مستويات لياقتهم البدنية، وهي الأرقام التي يُعتقد أنها تضاهي المعدلات حول العالم أيضا.

إذ يمكن أن يؤدي الشعور بالحرج إلى خلق حلقة مفرغة عندما يتعلق الأمر بالذهاب إلى صالة الـ"جيم"، حيث تتعارض الرغبة في تحسين اللياقة البدنية مع الخوف من الحكم من قبل الآخرين. وقد يستفحل الأمر عندما يكون المحيط في الـ"جيم" أكثر لياقة أو أكثر خبرة.

ويمكن أن تؤدي هذه المعركة الداخلية غالبا إلى التردد والأعذار، مما يؤدي إلى تجنب صالة الألعاب الرياضية تماما والمعاناة نفسيا وعقليا بسبب هذه المشاعر.

وسواء كنت مبتدئا أو محترفا متمرسا، فإن قلق الصالة الرياضية يمكن أن يسيطر على أي شخص، ويعزو الكثيرون عدم ذهابهم إلى صالات الـ"جيم" إلى قلقهم بشأن ممارسة التمرين أمام الآخرين.

كلما ذهبت إلى صالات الـ"جيم" بانتظام زادت ثقتك بنفسك ونجحت في تعزيز صحتك النفسية والبدنية على حد سواء (غيتي) عدم الارتياح وسط الناس

كما قد يكون المصابون بالقلق الاجتماعي أكثر عرضة لتجربة قلق الصالات الرياضية، مثل اضطراب القلق الاجتماعي فهو حالة تنطوي على خوف مفرط وغير عقلاني من أن تتم مراقبتك أو الحكم عليك أو إحراجك.

وقد وجدت إحدى الدراسات أنه على الرغم من أن العديد من النساء على دراية بفوائد تدريبات المقاومة، فإن العديد منهن تجنبنها بسبب اعتقادهن أن الآخرين سينظرون إليهن، ومن بين العوامل التي تم ذكرها وراء الخوف من ممارسة الرياضة أمام الآخرين أيضا:

الشعور بالعجز عن مجاراة الآخرين أثناء التمرينات الجماعية. الشعور بعدم الراحة. عدم معرفة كيفية استخدام المعدات أو ما يجب القيام به. القلق بشأن صورة الجسم والظهور بمظهر غير رياضي. القلق بشأن التعرق أمام الآخرين. قد تكون مناطق معينة من صالة الألعاب الرياضية مخيفة للبعض، فقد وجدت إحدى الدراسات أن النساء الراغبات في تعزيز لياقتهن البدنية يملن إلى تجنب المناطق التي يهيمن عليها الذكور في صالات الألعاب الرياضية (مثل مساحات رفع الأثقال). إعلان نصائح للتغلّب على قلق الصالة الرياضية

يمكن أن تساعدك مجموعة من السلوكيات في التغلب على قلق الذهاب إلى الصالة الرياضية، وأداء تمارين رائعة ومفيدة دون المعاناة من مشاعر التوتر الثقيلة والإحساس بالإجهاد النفسي والعاطفي:

تعلّم: يعود جزء كبير من مشاعر القلق إلى الخوف من المجهول، لذا فإن اكتساب أكبر قدر ممكن من المعلومات مسبقا سيساعدك على الشعور بمزيد من الثقة، لذلك ابدأ عبر الإنترنت وتصفّح المنشأة افتراضيا، ثم زر المكان وقم بجولة، وتعرّف على المبنى والموظفين، وإن استطعت عرّف نفسك بهم وابدأ علاقات معهم. ابدأ ببطء: لا تشعر وكأنك مضطر إلى بذل قصارى جهدك أثناء زياراتك الأولى للصالة الرياضية.. اختر هدفا صغيرا تشعر بالراحة معه، مثلا اقض 10 أو 15 دقيقة على جهاز المشي، أو قم بمجرد تمارين التمدد. استعن بمدرب: يمكن أن يساعدك العمل مع مدرب شخصي ولو لجلسة واحدة فقط في معرفة التمارين التي يجب القيام بها، وكيفية القيام بها، وكيفية استخدام المعدات، وكيفية اختيار التدريبات الخاصة بك. وبعد العمل على هذا البرنامج لمدة شهر أو شهرين، ربما يمكنك جدولة جلسة أخرى لتطوير روتينك إلى المستوى التالي. اذهب مع صديق: يمكن أن يوفر الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية مع صديق أو أحد أفراد الأسرة الراحة والدعم وحتى التوجيه إذا كان ذا خبرة، وبعد أن تشعر بالراحة في التمرين مع صديقك، قم بالمغامرة بمفردك. جرب التمارين الجماعية: إذا كنت تعاني من القلق الاجتماعي، فقد لا تكون فصول اللياقة البدنية الجماعية هي الحل الأمثل. ومع ذلك، فإن ممارسة الرياضة في مجموعات قد تخفف أحيانا من القلق الناجم عن عدم معرفة ما يجب القيام به في صالة الألعاب الرياضية، حيث يمكنك متابعة المدرب أو زملائك في التمرين وتقليدهم. التخطيط الجيد: لا يُعد الذهاب للنادي بخطة تمرينات رياضية محددة مفتاحا لإدارة الوقت والفعالية فحسب، بل يزيل أيضا قلقك من المجهول، لأنك إذا كنت تعرف بالضبط التمارين التي تريد القيام بها وبأي ترتيب، فستكون قادرا على التركيز على تمرينك دون توتر وارتباك. وأيضا، إذا كان استخدام غرفة تبديل الملابس يسبب لك القلق، جرّب الذهاب إلى التمرين مرتديا ملابسك، والاستحمام في المنزل بعد عودتك. إعلان

وبشكل عام، كلما ذهبت إلى صالات الـ"جيم" بانتظام أكثر، زادت ثقتك بنفسك وأصبح دخولك إليها أسهل، وشيئا فشيئا، ستحقق الرياضة سحرها في تعزيز صحتك النفسية والبدنية على حد سواء.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات إلى صالة الألعاب الریاضیة ممارسة الریاضة الخوف من یمکن أن

إقرأ أيضاً:

أين اختفى نجوم الجيل الذهبي؟



 

في زمنٍ كانت فيه الشاشة تتلألأ بأسماء لامعة من نجوم الجيل الذهبي، أصبح الغياب هو العنوان الأبرز اليوم. ففنانون كانوا جزءًا لا يتجزأ من وجدان المشاهد العربي، اختفوا فجأة بلا مقدمات، تاركين وراءهم علامات استفهام كثيرة.

هل هو تغيّر ذوق الجمهور؟ أم أن المنتجين باتوا يلهثون فقط وراء الوجوه الشابة و"الترندات"؟ أم أن المرض وتقدّم العمر أجبر البعض على التواري خلف الكواليس بصمت؟

أسماء مثل حسين فهمي، صفية العمري، نبيلة عبيد، محمود قابيل، ليلى طاهر، وفاء سالم، حسن عثمان، جمال عبد الناصر، لبنى عبد العزيز، حسان العرابي، وآخرين، كانوا أيقونات للشاشة الصغيرة والكبيرة. واليوم، لا نراهم إلا في مناسبات تكريم، أو في منشورات قديمة يتداولها الجمهور على مواقع التواصل من باب الحنين.

بعض هؤلاء الفنانين صرّحوا في لقاءات نادرة بأنهم يشعرون بالتجاهل، وأن "صنّاع الدراما لم يعودوا يهتمون بالتاريخ والخبرة، بل بالأرقام وعدد المتابعين". آخرون فضلوا الابتعاد بهدوء، إما لأسباب صحية أو شخصية، دون أن يشرحوا أسباب انسحابهم.

بينما يرى البعض أن الجمهور نفسه بات شريكًا في هذا التغييب، حيث انجرف وراء موجة الأعمال الخفيفة ونجوم السوشيال ميديا، متناسيًا من صنعوا له أجمل الذكريات.

الغياب لا يعني النسيان، لكن في زمن السرعة والاستهلاك، يبدو أن الذاكرة الفنية أصبحت قصيرة جدًا. فهل آن الأوان لإعادة النظر في الطريقة التي نتعامل بها مع رموزنا الفنية؟ أم أن قطار الزمن لا ينتظر أحدًا؟

ربما لا نملك إجابة واحدة، لكن المؤكد أن هذا الغياب يترك فراغًا لا يملؤه أحد.
 

مقالات مشابهة

  • بيراميدز يصنع التاريخ.. يصعد لنهائي دوري أبطال أفريقيا لأول مرة.. 2.5 مليون دولار تنعش النادي
  • قدم صالات القادسية إلى نصف نهائي الدوري السعودي الممتاز
  • مراسل سانا: انطلاق المباراة النهائية من بطولة النصر لكرة الطائرة للسيدات بين فريقي سلمية وتلدرة على أرض صالة كرة الطائرة بمدينة الفيحاء الرياضية في دمشق
  • وزير الرياضة: الانتخابات الأخيرة للجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية هي الأفضل منذ تشريفي بالمنصب
  • وزير الرياضة: الانتخابات الأخيرة للجنة الأولمبية والاتحادات الرياضية الأفضل منذ تشريفي بالمنصب
  • أين اختفى نجوم الجيل الذهبي؟
  • الونش يكتفي بتدريبات «الجيم» بعد تأكد غيابه عن لقاء المصري
  • إنطلاق عملية بيع تذاكر مباراة النادي الرياضي القسنطيني و نهضة بركان
  • لماذا يخشى ريال مدريد من حكم كلاسيكو الكأس؟ إحصائية مفزعة..
  • إحصائية مفزعة..لماذا يخشى ريال مدريد من حكم كلاسيكو الكأس؟