قلق صالات الـجيم.. لماذا يخشى البعض الذهاب إلى النادي الرياضي؟
تاريخ النشر: 3rd, February 2025 GMT
كثيرا ما يلجأ الراغبون في تحسين لياقتهم البدنية وخسارة بعض الوزن إلى الاشتراك بالصالات الرياضية، أملا في تجاوز الكسل والتسويف والبدء في ممارسة الرياضة.
إلا أن البعض قد يشعر بالرعب كلما اقترب موعد التمارين الرياضية، ليس خوفا من الأجهزة أو الأوزان الثقيلة، بل بسبب ما يُعرف بـ"قلق صالات الجيم"، الذي تلعب فيه عدة عوامل نفسية مُعقدة.
عادة ما يعود "قلق الصالات الرياضية" إلى عدة عوامل، من بينها الخوف من أن تكون قاعات التمارين مزدحمة، أو مليئة بالجراثيم، أو أن "يستولي" أحدهم على الآلات التي تستخدمها، أو حتى الشعور بعدم الارتياح في غرف تبديل الملابس بجوار الغرباء.. إذا شعرت بكل هذا، فاعلم أنك لست وحدك.
إذ يُعد القلق من الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أمرا شائعا، خاصة عندما تبدأ في ممارسة الرياضة في مكان جديد، أو بالنسبة للمبتدئين، وإذا كنت طالبا، فقد تخاف أيضا من حصص الرياضة واللياقة البدنية في المدرسة.
وبالنسبة للعديدين، فإن التنقل بين استخدام المعدات غير المألوفة، والخوف من المراقبة أو إصدار الأحكام بحقهم، يمكن أن يثير مشاعر القلق التي تجعل تلك الرحلة إلى صالة الألعاب الرياضية تبدو مرهقة ومثيرة للذعر.
إعلان الخوف من أحكام الآخرينوفقا لدراسات تناولت قلق الصالات الرياضية، يتجنب نحو 2 من كل 5 بالغين في بريطانيا الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، لأنهم يشعرون بالحرج بشأن مظهرهم وهيئتهم في منظور الآخرين، مع أكثر من واحد من بين كل 4 أشخاص قالوا إنهم قلقون من أن يحكم الناس على مستويات لياقتهم البدنية، وهي الأرقام التي يُعتقد أنها تضاهي المعدلات حول العالم أيضا.
إذ يمكن أن يؤدي الشعور بالحرج إلى خلق حلقة مفرغة عندما يتعلق الأمر بالذهاب إلى صالة الـ"جيم"، حيث تتعارض الرغبة في تحسين اللياقة البدنية مع الخوف من الحكم من قبل الآخرين. وقد يستفحل الأمر عندما يكون المحيط في الـ"جيم" أكثر لياقة أو أكثر خبرة.
ويمكن أن تؤدي هذه المعركة الداخلية غالبا إلى التردد والأعذار، مما يؤدي إلى تجنب صالة الألعاب الرياضية تماما والمعاناة نفسيا وعقليا بسبب هذه المشاعر.
وسواء كنت مبتدئا أو محترفا متمرسا، فإن قلق الصالة الرياضية يمكن أن يسيطر على أي شخص، ويعزو الكثيرون عدم ذهابهم إلى صالات الـ"جيم" إلى قلقهم بشأن ممارسة التمرين أمام الآخرين.
كما قد يكون المصابون بالقلق الاجتماعي أكثر عرضة لتجربة قلق الصالات الرياضية، مثل اضطراب القلق الاجتماعي فهو حالة تنطوي على خوف مفرط وغير عقلاني من أن تتم مراقبتك أو الحكم عليك أو إحراجك.
وقد وجدت إحدى الدراسات أنه على الرغم من أن العديد من النساء على دراية بفوائد تدريبات المقاومة، فإن العديد منهن تجنبنها بسبب اعتقادهن أن الآخرين سينظرون إليهن، ومن بين العوامل التي تم ذكرها وراء الخوف من ممارسة الرياضة أمام الآخرين أيضا:
الشعور بالعجز عن مجاراة الآخرين أثناء التمرينات الجماعية. الشعور بعدم الراحة. عدم معرفة كيفية استخدام المعدات أو ما يجب القيام به. القلق بشأن صورة الجسم والظهور بمظهر غير رياضي. القلق بشأن التعرق أمام الآخرين. قد تكون مناطق معينة من صالة الألعاب الرياضية مخيفة للبعض، فقد وجدت إحدى الدراسات أن النساء الراغبات في تعزيز لياقتهن البدنية يملن إلى تجنب المناطق التي يهيمن عليها الذكور في صالات الألعاب الرياضية (مثل مساحات رفع الأثقال). إعلان نصائح للتغلّب على قلق الصالة الرياضيةيمكن أن تساعدك مجموعة من السلوكيات في التغلب على قلق الذهاب إلى الصالة الرياضية، وأداء تمارين رائعة ومفيدة دون المعاناة من مشاعر التوتر الثقيلة والإحساس بالإجهاد النفسي والعاطفي:
تعلّم: يعود جزء كبير من مشاعر القلق إلى الخوف من المجهول، لذا فإن اكتساب أكبر قدر ممكن من المعلومات مسبقا سيساعدك على الشعور بمزيد من الثقة، لذلك ابدأ عبر الإنترنت وتصفّح المنشأة افتراضيا، ثم زر المكان وقم بجولة، وتعرّف على المبنى والموظفين، وإن استطعت عرّف نفسك بهم وابدأ علاقات معهم. ابدأ ببطء: لا تشعر وكأنك مضطر إلى بذل قصارى جهدك أثناء زياراتك الأولى للصالة الرياضية.. اختر هدفا صغيرا تشعر بالراحة معه، مثلا اقض 10 أو 15 دقيقة على جهاز المشي، أو قم بمجرد تمارين التمدد. استعن بمدرب: يمكن أن يساعدك العمل مع مدرب شخصي ولو لجلسة واحدة فقط في معرفة التمارين التي يجب القيام بها، وكيفية القيام بها، وكيفية استخدام المعدات، وكيفية اختيار التدريبات الخاصة بك. وبعد العمل على هذا البرنامج لمدة شهر أو شهرين، ربما يمكنك جدولة جلسة أخرى لتطوير روتينك إلى المستوى التالي. اذهب مع صديق: يمكن أن يوفر الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية مع صديق أو أحد أفراد الأسرة الراحة والدعم وحتى التوجيه إذا كان ذا خبرة، وبعد أن تشعر بالراحة في التمرين مع صديقك، قم بالمغامرة بمفردك. جرب التمارين الجماعية: إذا كنت تعاني من القلق الاجتماعي، فقد لا تكون فصول اللياقة البدنية الجماعية هي الحل الأمثل. ومع ذلك، فإن ممارسة الرياضة في مجموعات قد تخفف أحيانا من القلق الناجم عن عدم معرفة ما يجب القيام به في صالة الألعاب الرياضية، حيث يمكنك متابعة المدرب أو زملائك في التمرين وتقليدهم. التخطيط الجيد: لا يُعد الذهاب للنادي بخطة تمرينات رياضية محددة مفتاحا لإدارة الوقت والفعالية فحسب، بل يزيل أيضا قلقك من المجهول، لأنك إذا كنت تعرف بالضبط التمارين التي تريد القيام بها وبأي ترتيب، فستكون قادرا على التركيز على تمرينك دون توتر وارتباك. وأيضا، إذا كان استخدام غرفة تبديل الملابس يسبب لك القلق، جرّب الذهاب إلى التمرين مرتديا ملابسك، والاستحمام في المنزل بعد عودتك. إعلانوبشكل عام، كلما ذهبت إلى صالات الـ"جيم" بانتظام أكثر، زادت ثقتك بنفسك وأصبح دخولك إليها أسهل، وشيئا فشيئا، ستحقق الرياضة سحرها في تعزيز صحتك النفسية والبدنية على حد سواء.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات إلى صالة الألعاب الریاضیة ممارسة الریاضة الخوف من یمکن أن
إقرأ أيضاً:
عون أمام القمة العربية: علّمتني حروب الآخرين أن نكون أقوياء
خلص البيان المشترك الذي صدر في ختام زيارة رئيس الجمهورية جوزاف عون إلى المملكة العربية السعودية، بدعوة وجّهها عون لولي العهد الامير محمد بن سلمان لزيارة لبنان، وترحيب بن سلمان بالدعوة. واتفق الجانبان بحسب البيان على البدء في الإصلاحات المطلوبة دولياً وفق مبادئ الشفافية وتطبيق القوانين، كما تأكيد المملكة ولبنان، أهميّة تعزيز العمل العربي وتنسيق المواقف تجاه القضايا المهمة على الساحتين الإقليمية والدولية.وفي كلمته في افتتاح أعمال القمة العربية الطارئة التي تستضيفها القاهرة اكد عون أنّه «لا سلام من دون تحريرِ آخر شبرٍ من حدودِ أرضِنا، المعترفِ بها دولياً، والموثقة والمُثبّتة والمرسّمة أممياً. ولا سلامَ من دون دولةِ فلسطينية».
وكتبت" النهار": رغم أن لبنان كان يتمثل برئيس حكومة تصريف الأعمال السابقة نجيب ميقاتي والوزراء السابقين فيها في اللقاءات والقمم العربية، غير أن مشاركة الرئيس عون أمس في قمة القاهرة شكلت فارقاً نوعياً واختراقاً إيجابياً طالما انتظره العرب أيضاً بعد ثلاث سنوات من الفراغ الرئاسي في لبنان. وهو الاختراق الذي جاء مكملاً لمحادثات دافئة للغاية جرت ليل الاثنين وامتدت حتى فجر الثلاثاء بين عون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قصر اليمامة في الرياض. وقد اتّسم استقبال ولي العهد للرئيس عون بحفاوة لافتة كما برز الحضور الكثيف لمجموعة كبيرة من الوزراء السعوديين في الاجتماع الموسع ثم في العشاء الذي أقامه على شرف رئيس الجمهورية بعد خلوة ثنائية بينهما. وانسحب الأمر أيضاً على اللقاءات التي أجراها عون على هامش مشاركته في قمة القاهرة بما عكس "درع التثبيت" العربي الذي كان ثمرة تحركه الأول عربياً. وقد شملت لقاءاته عدداً كبيراً من الزعماء العرب ورؤساء الوفود من بينهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين والرئيس الفلسطيني محمود عباس وأمير قطر تميم بن حمد آل خليفة والرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد والأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس.
ومع أن الخطة المصرية لغزة شكّلت الموضوع الأساسي الذي شغل مناقشات القمة فإن جوانب بارزة من الواقع اللبناني والموقف اللبناني التاريخي من قضية فلسطين حضرت في الكلمة التي ألقاها الرئيس عون، وهي الأولى له في منتدى خارجي.
وفي اتصال مع "نداء الوطن"، وصف وزير الخارجية يوسف رجّي المحادثات التي عقدها رئيس الجمهورية مع ولي العهد السعودي، بالممتازة جداً جداً وهي فاتحة خير لعودة العلاقات بين البلدين. واعتبر أن الزيارة بحد ذاتها كانت الحدث، وأهميتها بحصولها.
وقالت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى المملكة العربية السعودية حققت نتائجها فور حصولها من خلال التفاهم على مجموعة ثوابت والتأكيد على الصفحة الجديدة في العلاقة بين البلدين وتفعيلها والتي توافق عليها الرئيس عون مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وقالت المصادر إن البيان السعودي- اللبناني عكس دلالة واضحة على مسار هذه العلاقة وما ينتظرها في المستقبل القريب لا سيما بعدما وضعت على السكة الصحيحة، وقد أتى انتخاب الرئيس جوزاف عون ليساهم في هذا الإطار، متوقفة عند الحفاوة البالغة التي احيطت بالزيارة والمودة التي عبر عنها ولي العهد السعودي في خلال لقائه برئيس الجمهورية، كاشفة عن إجراءات تتخذها القيادة السعودية حيال لبنان والتي تعبر عن الثقة برئيس البلاد.
إلى ذلك توقفت المصادر عند أهمية مشاركة رئيس الجمهورية في قمة القاهرة والكلمة التي ألقاها ووصفت بالاستثنائية سواءٌ لجهة توصيف الوضع أو لعرض الموقف من الواقع الفلسطيني، لافتة إلى أن معظم لقاءات رئيس الحمهورية كانت غاية في الأهمية والتي اظهرت تقديرا لإحاطة الرئيس عون بكل ملفات المنطقة.
وكتبت" الديار": في قراءة تحليلية لنتائج الزيارة، رأت مصادر سياسية أنها جاءت «كمكافأة» لانجاز الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة، وفقا لما يرضي المجتمعين العربي والدولي، اذ جاءت كفرصة للبنان للخروج من سنوات العزل الديبلوماسي، وللتأكيد على العلاقة الجيدة والمتينة بين لبنان والمملكة، في مؤشر على الرغبة اللبنانية في تعزيز هذه العلاقة على مختلف الأصعدة، وبالتالي جاءت تجديدا لـ «الشراكة» العربية المشتركة التي تراجعت بسبب تموضع لبنان السابق.
وكان الرئيس قال في كلمته امام القمة العربية: "في بلدي، تماماً كما في فلسطين، ما زالت هناك أرضٌ محتلة من قبل إسرائيل. وأسرى لبنانيون في سجونها. ونحن لا نتخلى عن أرضنا ولا ننسى أسرانا ولا نتركهم"، معلنًا أنّه "لا سلام من دون تحريرِ آخر شبرٍ من حدودِ أرضِنا، المعترفِ بها دولياً، والموثقة والمُثبتة والمرسّمة أممياً. ولا سلامَ من دون دولةِ فلسطينية ولا سلامَ من دون استعادةِ الحقوق المشروعة والكاملة للفلسطينيين. وهو ما تعهدنا به كدولٍ عربية. منذ مبادرةِ بيروتَ للسلام سنة 2002، حتى إعلان الرياض في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي". وقال: "علمتني حروب الآخرين في لبنان، أنّ البُعدَ العربي لقضية فلسطين، يفرضُ أن نكونَ كلُنا أقوياء، لتكونَ فلسطينُ قوية. فحين تُحتلُ بيروت، أو تُدمّرُ دمشق، أو تُهدّدُ عمّان، أو تئنُّ بغداد، أو تسقطُ صنعاء يستحيل لأيٍ كان أن يدّعي، أنّ هذا لنصرة فلسطين. أن تكونَ بلدانُنا العربية قوية، باستقرارِها وازدهارِها، بسلامِها وانفتاحِها، بتطورِها ونموِها، برسالتِها ونموذجيتِها... إنه الطريقُ الأفضلُ لنصرةِ فلسطين". وأضاف: "علّمني لبنان بعد عقودٍ من الصراعات والأزمات والإشكاليات، أن لا صحة لأي تناقض موهوم، أو لنزاع مزعوم، بين هوياتنا الوطنية التاريخية والناجزة، وبين هويتِنا العربية الواحدة والجامعة. بل هي متكاملة متراكمة".
وتابع عون: "ها أنا هنا بينكم، أجسّدُ العهد. فها هو لبنانُ قد عادَ أولاً إلى شرعيته الميثاقية، التي لي شرفُ تمثيلِها. ها هو الآن، يعودُ ثانياً إلى شرعيتِه العربية، بفضلِكم وبشهادتِكم وبدعمِكم الدائم المشكورِ والمقدّر. ليعودَ معكم ثالثاً إلى الشرعيةِ الدولية الأممية. التي لا غنى ولا بديلَ عنها لحمايتِه وتحصينِه واستعادةِ حقوقِه كاملة. لقد عانى لبنانُ كثيراً. لكنه تعلّمَ من معاناته. تعلّمَ ألا يكونَ مستباحاً لحروبِ الآخرين. وألا يكونَ مقراً ولا ممراً لسياساتِ النفوذِ الخارجية. ولا مستقَراً لاحتلالاتٍ أو وصاياتٍ أو هيمنات. وألا يسمحَ لبعضِه بالاستقواء بالخارج ضدَ أبناءِ وطنِه. حتى ولو كان هذا الخارجُ صديقاً أو شقيقاً. وألا يسمحَ لبعضِه الآخر، باستعداءِ أيِ صديقٍ أو شقيق. أو إيذائه فعلاً أو حتى قولاً." وختم، "اليوم يعودُ لبنانُ إليكم. وهو ينتظرُ عودتَكم جميعاً إليه غداً".
أما تتويج زيارة عون للرياض، فكان في البيان المشترك الذي صدر عقب الزيارة وأكد فيه الجانبان "أهمية التطبيق الكامل لاتفاق الطائف، وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، وبسط الدولة سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية، وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، والتأكيد على الدور الوطني للجيش اللبناني، وأهمية دعمه، وضرورة انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من كل الأراضي اللبنانية".