معرض الكتاب .. نقاد يناقشون تأثير مي زيادة في المشهد الأدبي
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
شهدت فعاليات محور "تأثيرات مصرية.. مي زيادة.. الإنتاج الأدبي للمرأة العربية" في الصالون الثقافي بلازا 2 بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، والذي أدارته الإعلامية فيولا بدوي.
استهلت د. إيمان السيد، الناقدة والباحثة في الأدب، الحديث بتأكيد أن مي زيادة تُعد من رائدات الأدب العربي، مشيرة إلى أنها ستقدم قراءة بسيطة للمحاضرات التي ألقتها مي زيادة في الجامعة المصرية تحت عنوان "مي زيادة وغاية الحياة"، وهو أحد محاضراتها المؤسِسة في الجامعة المصرية.
وأضافت السيد أن مي زيادة لم تتوقف عن تقديم الدعم للمرأة العربية من خلال تعاونها مع الجمعيات الداعمة للمرأة، مثل تعاونها مع هدى شعراوي، على سبيل المثال لا الحصر.
وأشارت إلى أن مي زيادة، من خلال دورها في جمعية "مصر الفتاة"، استطاعت أن تقدم الكثير للمرأة العربية وتحافظ على حقوقها الثقافية وتحث على الحياة الأفضل.
من جانبه، قال الناقد الأدبي شعبان يوسف إن مي زيادة، منذ أن بدأت نشر كلماتها في مستهل القرن العشرين، كانت جزءًا من حركة ثقافية وأدبية في مصر، حيث حضرت جاليات متعددة وكان لها دور بارز في هذا الحراك الثقافي. وأضاف أن مي زيادة كانت كاتبة استثنائية في تلك الفترة، وفي القرن العشرين بشكل عام.
وأضاف يوسف أن كتابات مي زيادة كانت فارقة، سواء في الكتابة النثرية أو الصحفية، كما يتجلى ذلك في مقالاتها في مجلة "الزهور". وذكر أن عبقريتها الأدبية كانت واضحة في صالونها الأدبي الذي كان واحدًا من أهم الصالونات الأدبية في القرن العشرين، حيث جمع كبار المفكرين والمثقفين مثل شبلي شميل وأحمد لطفي السيد وغيرهم من رموز تلك الفترة.
وأشار إلى أن مي زيادة، بسبب كتابتها النسوية، تعرضت للكثير من الحقد والكراهية والاستبعاد مما لم يتعرض له أي رجل في نفس الفترة. كما ذكر أنه عندما دُعي إلى مؤتمر خاص بالمسرح، بحث عن سيدات كتبن المسرح قبل عام 1950 فلم يجد سوى صوفي عبد الله، التي كانت الوحيدة التي قدمت نصوصًا مسرحية في تلك الفترة، مقابل الهيمنة الذكورية في الكتابة المسرحية.
وأوضح الكاتب عزمي عبد الوهاب، مدير تحرير مؤسسة الأهرام، أن مي زيادة عاشت 55 عامًا مليئة بالأزمات الوجودية، وهو ما تناولته في مقالاتها. وقال إن مي زيادة كانت دائمًا تتساءل عن هويتها؛ فهي وُلدت في لبنان لأب سوري وأم لبنانية، وعاشت في مصر لفترات طويلة، مما خلق لديها شعورًا بالاغتراب. وأضاف عبد الوهاب أن مي زيادة استخدمت اسم "إيزيس كوريا" في بداياتها، وهو اسم يعبر عن هويتها المتعددة، لكن مصر قدمتها للعالم باسمها الحقيقي "مي زيادة"، واحتفت بها كإحدى رائدات الأدب، وخاصة في مجال دعم حقوق المرأة.
وأشار عبد الوهاب إلى أنه رغم التفاف الكثير من الشخصيات حول مي زيادة، إلا أن جنازتها كانت قد شهدت حضورًا ضعيفًا، حيث مشى في جنازتها ثلاثة أشخاص فقط، منهم أحمد لطفي السيد. ولفت عبد الوهاب إلى أن مي زيادة، رغم ما يقال عن كتابتها الرومانسية، كانت تكتب عن قضايا مهمة مثل البوليس النسوي، أزمة التعليم في مصر، ونشيد وطني لمصر في عام 1929. وأكد أنها قدمت نهضة نسوية توازي النهضة التي قدمها الرجل في ذلك العصر، وكان إيمانها بالحرية يجعلها ترفض توقيع عقد مع جريدة "الأهرام"، حيث كانت تكتب بشكل حر دون أي قيود.
وفي ختام حديثه، أوضح عبد الوهاب أن مي زيادة تعرضت لأزمة وجودية شديدة بعد تحويلها إلى مستشفى الأمراض النفسية "العصفورة"، وحينها تم البحث عن كاتبة بديلة لمقالاتها، وتم اختيار "بنت الشاطئ"، وهو اختيار دال على التحولات في المجتمع المصري من ليبرالي إلى توجه إسلامي، مما شكل بداية أفول عصر مي زيادة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب الصالون الثقافي مي زيادة المزيد أن می زیادة عبد الوهاب إلى أن
إقرأ أيضاً:
"القاهرة الأدبي" ينطلق بـ"واقعية الخيال"
تنطلق الدورة السابعة من ملتقى القاهرة الأدبي في 12 إبريل (نيسان) بمشاركة أدباء وكتاب من ألمانيا والجزائر والنمسا والسودان وتونس ومالطا وهولندا ومصر، وتستمر حتى 17 من الشهر الجاري.
وفي بيان لدار صفصافة للثقافة والنشر، الجهة المنظمة للملتقى، قالت: "إن الكاتبة الألمانية جيني ايربينبيك الفائزة بجائزة البوكر الدولية عام 2024 ستشارك في الافتتاح جنبا إلى جنب مع الكاتب المصري خالد الخميسي.
كما يشارك كتاب بارزون مهمون منهم سمير الفيل ومحمد بركة ومحمد سمير ندا.
وأوضحت دار صفصافة: أن دورة هذا العام ترفع شعار (واقعية الخيال) حيث تركز على مناقشة "الأسئلة المختلفة بشأن تبادلات تأثير الواقع المعاش في هذه اللحظات التاريخية المعقدة على الأدب، وأهمية الذاكرة الثقافية، ودور الكتاب في حفظها".
وقالت مديرة البرامج في ملتقى القاهرة الأدبي نسرين البخشونجي إن "دورة هذا العام تحاول استعادة حوار الأدب مع أسئلة العصر وقضايا الواقع المعاصر".
ويتضمن برنامج الملتقى جلسة بعنوان (50 عاما على وفاة أم كلثوم) يتحدث خلالها الصحافي والباحث المصري ياسر ثابت.
كما تنظم في الختام أمسية شعرية بمشاركة شعراء من مصر وألمانيا ومالطا.
ويذكر أن هذا الحدث الثقافي انطلق لأول مرة عام 2015 تحت اسم (مهرجان القاهرة الأدبي) قبل أن يتوقف في 2020 بسبب جائحة فيروس كورونا، ثم عاد في العام الماضي بدعم من عدة شركاء في مقدمتهم وزارة الثقافة المصرية.