شهدت فعاليات محور "تأثيرات مصرية.. مي زيادة.. الإنتاج الأدبي للمرأة العربية" في الصالون الثقافي بلازا 2 بمعرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، والذي أدارته الإعلامية فيولا بدوي.

استهلت د. إيمان السيد، الناقدة والباحثة في الأدب، الحديث بتأكيد أن مي زيادة تُعد من رائدات الأدب العربي، مشيرة إلى أنها ستقدم قراءة بسيطة للمحاضرات التي ألقتها مي زيادة في الجامعة المصرية تحت عنوان "مي زيادة وغاية الحياة"، وهو أحد محاضراتها المؤسِسة في الجامعة المصرية.

لافتة إلى أنها واحدة من أكثر الشخصيات التي دافعت عن حقوق المرأة العربية في كتاباتها، مقالاتها، وصالونها الأدبي.

وأضافت السيد أن مي زيادة لم تتوقف عن تقديم الدعم للمرأة العربية من خلال تعاونها مع الجمعيات الداعمة للمرأة، مثل تعاونها مع هدى شعراوي، على سبيل المثال لا الحصر.

وأشارت إلى أن مي زيادة، من خلال دورها في جمعية "مصر الفتاة"، استطاعت أن تقدم الكثير للمرأة العربية وتحافظ على حقوقها الثقافية وتحث على الحياة الأفضل.

من جانبه، قال الناقد الأدبي شعبان يوسف إن مي زيادة، منذ أن بدأت نشر كلماتها في مستهل القرن العشرين، كانت جزءًا من حركة ثقافية وأدبية في مصر، حيث حضرت جاليات متعددة وكان لها دور بارز في هذا الحراك الثقافي. وأضاف أن مي زيادة كانت كاتبة استثنائية في تلك الفترة، وفي القرن العشرين بشكل عام.

وأضاف يوسف أن كتابات مي زيادة كانت فارقة، سواء في الكتابة النثرية أو الصحفية، كما يتجلى ذلك في مقالاتها في مجلة "الزهور". وذكر أن عبقريتها الأدبية كانت واضحة في صالونها الأدبي الذي كان واحدًا من أهم الصالونات الأدبية في القرن العشرين، حيث جمع كبار المفكرين والمثقفين مثل شبلي شميل وأحمد لطفي السيد وغيرهم من رموز تلك الفترة.

وأشار إلى أن مي زيادة، بسبب كتابتها النسوية، تعرضت للكثير من الحقد والكراهية والاستبعاد مما لم يتعرض له أي رجل في نفس الفترة. كما ذكر أنه عندما دُعي إلى مؤتمر خاص بالمسرح، بحث عن سيدات كتبن المسرح قبل عام 1950 فلم يجد سوى صوفي عبد الله، التي كانت الوحيدة التي قدمت نصوصًا مسرحية في تلك الفترة، مقابل الهيمنة الذكورية في الكتابة المسرحية.

وأوضح الكاتب عزمي عبد الوهاب، مدير تحرير مؤسسة الأهرام، أن مي زيادة عاشت 55 عامًا مليئة بالأزمات الوجودية، وهو ما تناولته في مقالاتها. وقال إن مي زيادة كانت دائمًا تتساءل عن هويتها؛ فهي وُلدت في لبنان لأب سوري وأم لبنانية، وعاشت في مصر لفترات طويلة، مما خلق لديها شعورًا بالاغتراب. وأضاف عبد الوهاب أن مي زيادة استخدمت اسم "إيزيس كوريا" في بداياتها، وهو اسم يعبر عن هويتها المتعددة، لكن مصر قدمتها للعالم باسمها الحقيقي "مي زيادة"، واحتفت بها كإحدى رائدات الأدب، وخاصة في مجال دعم حقوق المرأة.

وأشار عبد الوهاب إلى أنه رغم التفاف الكثير من الشخصيات حول مي زيادة، إلا أن جنازتها كانت قد شهدت حضورًا ضعيفًا، حيث مشى في جنازتها ثلاثة أشخاص فقط، منهم أحمد لطفي السيد. ولفت عبد الوهاب إلى أن مي زيادة، رغم ما يقال عن كتابتها الرومانسية، كانت تكتب عن قضايا مهمة مثل البوليس النسوي، أزمة التعليم في مصر، ونشيد وطني لمصر في عام 1929. وأكد أنها قدمت نهضة نسوية توازي النهضة التي قدمها الرجل في ذلك العصر، وكان إيمانها بالحرية يجعلها ترفض توقيع عقد مع جريدة "الأهرام"، حيث كانت تكتب بشكل حر دون أي قيود.

وفي ختام حديثه، أوضح عبد الوهاب أن مي زيادة تعرضت لأزمة وجودية شديدة بعد تحويلها إلى مستشفى الأمراض النفسية "العصفورة"، وحينها تم البحث عن كاتبة بديلة لمقالاتها، وتم اختيار "بنت الشاطئ"، وهو اختيار دال على التحولات في المجتمع المصري من ليبرالي إلى توجه إسلامي، مما شكل بداية أفول عصر مي زيادة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: معرض القاهرة الدولي للكتاب الصالون الثقافي مي زيادة المزيد أن می زیادة عبد الوهاب إلى أن

إقرأ أيضاً:

معرض الكتاب يناقش «مستقبل الدراسات الجغرافية»

استضافت القاعة الرئيسية في معرض القاهرة الدولي للكتاب، ضمن محور قراءة المستقبل ندوة بعنوان «مستقبل الدراسات الجغرافية مهداة إلى روح الأستاذ فتحى أبو عيانة»، وحل ضيوفا عليها كل من  دكتور محمد زكي السديمي أستاذ الجغرافيا الاقتصادية كلية الآداب جامعة طنطا ورئيس الجمعية الجغرافية ، دكتور محمد إبراهيم شرف أستاذ الجغرافيا ونظم المعلومات الجغرافية كلية الآداب جامعة الإسكندرية ، دكتور سامح عبد الوهاب أستاذ الجغرافيا البشرية جامعة القاهرة ، أدارت الندوة الإعلامية هدى عبد العزيز.

"التضامن" تنظم زيارة لكبار السن بدور المسنين للمشاركة في معرض الكتاب معرض الكتاب يحتفي بترجمات "سليمان العطار" للأدب الأندلسي

في البداية قالت الإعلامية هدى عبد العزيز يعتقد البعض أن الجغرافيا هو التخصص فى الخرائط فقط،  ولكن علم الجغرافيا هو علم متشعب ، لدينا أنواع كثيرة  من الجغرافيا لذلك علم الجغرافيا من الصعب أن نحسره فى إطار صغير.

وقال الدكتور محمد زكي السديمي عن عنوان الندوة أنه ينم على أن هناك وعيا جغرافيا، وأنه  لابد لنا من تطور مستمر يواكب كل الأنشطة والتنمية ،  ودورنا فى الفترة القادمة أفضل مما سبق ، الجغرافيا كانت تنقسم إلى جغرافيا طبيعية وبشرية ، بعد ذلك بدأت تخرج إلى تخصصات عدة فى كل مناحي الحياة،و انتقلت  من علم معلومات إلى علم اتخاذ القرار.

وأضاف يتلخص مستقبل الجغرافيا فى استخلاص فروع الجغرافيا والتقنيات الحديثة.

وتابع : بدأت الجغرافيا تعالج الحدود، وكثير من الحدود لها كثير من المشكلات والتى يعطى خرائط وتاريخ للحدود هى الجغرافيا.

وتطرق فى حديثه إلى دور الجغرافيا فى التنمية المستدامة قائلا : أول من يهتم  بالتنمية المستدامة هل الجغرافيا ، وتتخذ فيها قرار ، وذلك  باستغلال أمثل للموارد الموجودة دون أن أطغى على مستقبل الآخرين.

كما تطرق إلى علاقة الجغرافيا بالبرمجة قائلا أصبحت الآن الجغرافيا من التخصصات التى تستخدم البرمجة ، وعرف الجغرافيا بأنها علم العلاقة بين الإنسان والبيئة ، والجغرافيا قامت على المقارنات بين أى ظاهرة وأخرى مما جعل تخصص البيئة من التخصصات المهمة فى الجغرافيا ، لأن الدراسة البيئية من الدراسات المهمة اليوم.

وتابع التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030 كلها تدخل ضمن الدراسات الجغرافية، وتطرق فى حديثه إلى المؤتمر العالمي للحغرافيا الذي سيقام فى أبريل القادم، والذي  من أهم محاوره هو التنمية المستدامة، والذي تهدف إلى رقمنة الجهاز الحكومي، وانشاء مدن زكية ونقل زكى وكل هذا يتعلق بالجغرافيا ونحن نسير فى حداثة مع كل الأمور.

وقال دكتور محمد إبراهيم شرف، فى الآونة الأخيرة حدث جدل كبير فى وسائل الإعلام بشأن الجغرافيا ، و حذفها من المناهج والتساؤل حول أهمية دور الجغرافيا ، أحب أن أرد على ذلك بأن  أولادنا خريجي قسم الجغرافيا منتشرون فى كل مكان فى جميع أنحاء الجمهورية،  كل من تخرج حصل على وظائف فى كل مكان ،  يعملون فى الضبعة ، وفى العاصمة الإدارية،و فى موانيء الإسكندرية ، مضيفا : أقول للمجتمع ووسائل الإعلام إن طلاب قسم الجغرافيا فى غاية الأهمية بدليل أنهم موجودون فى أهم المشروعات القومية، ومن هنا تظهر قيمة الجغرافيا وهذا يرتبط بالمناهج التعليمية جميعنا تروس فى آلة واحدة، والجغرافيا هى علم تدبر للمحيط الذي نعيش فيه.

ثم تحدث عن  المناخ وقضية التغير المناخي، وقال الطاقة عندما تنتقل من الشمس للأرض هى التى تصنع الحالة المناخية ، والمناخ هو المؤثر الأساسي الذي يوجه كل شخص  ، فعندما صنعنا القرى السياحية واستصلحنا الأراضي الصحراوية وعندما أنشأنا  المزارع السمكية  كانت نيتنا طيبة، ولكن ترتب عليها مشكلات مناخية.

وأوضح : الأرض مخلوقة على الصلاح والشمس ترى الأرض ألوانا ، ولكننا غيرنا الألوان وتغيرت النسب،  واليابس أصبحت ماء والعكس، لذلك اختلفت  نسب الانعكاس والطاقة المرتدة لذا كان ذلك السبب الأول وراء تغير المناخ.

السبب الثاني هو الفضلات العضوية والمخلفات  الغازية،  كلها غازات أضيفت للغلاف الجوي الصالح وغيرت النسب.

وقال دكتور سامح عبد الوهاب ،كلامنا عن مستقبل الجغرافيا أصبح ضرورة ملحة لإعادة صياغة بعض المفاهيم العلمية ، ونحن نهدي هذه الجلسة للراحل فتحي أبو عيانة، لذلك سأرصد الصفات المشتركة بين الجغرافيا ودكتور فتحى أبو عيان.

وأضاف: استخرجت من شخصية أبو عيانة  وشخصية الجغرافيا مجموعة من المصطلحات والمفاهيم مثل التوازن، التجدد ،الكلية، التباين ،الشخصية المنهج، الأدوات ،فهو كان لديه  رؤيته ، وعنده  مفتاح لإدراك الماضي والمستقبل.

وأضاف التطورات التى تحدث ومستقبلها يرتبط ب ٣ مسارات،  الجزء الأصولي،و الجزء التطبيقي،  وثالثا أدوات الجغرافيا ،كل واحد ليهم دور حالي ومستقبلي.

وتناول فى حديثه الجغرافيا السياسية قائلا  إلى أى حد هذا التغير الحالي فى الجغرافيا والمخاطر المستقبلية ترتبط بالجغرافيا السياسية، فى هذا الوقت من التاريخ وعندما نجد بعض التطورات المقترحة على نظام البكالوريا ،ورفع الجغرافيا من التعليم ، أقول إن الجغرافيا السياسية كانت المكون الرئيسي فى تقسيم الوطن العربي وأخيرا خريطة ترامب بإعادة تشكيل الخريطة مرة أخرى ، هل فى هذا الوقت من التاريخ يأتي من يتحدث عن إزالة الجغرافيا ؟! ،الجغرافيا  فى الأصل مسألة دائمة والآن أصبحت أكثر أهمية.

وبحديثه عن تطور أدوات الجغرافيا،  قال إن الطائرات المسيرة أصبحت مهمة فى عمليات الرفع الميداني والرصد الميداني وأيضا الحروب وادعو  أننا فى مصر نستخدمها ، فالجغرافيا مع وجود البيج داتا« big data » يصبح لها أهمية كبيرة للغاية.

وعدد التحديات المستقبلية للجغرافيا فى العولمة، الرقمنة، والتنمية المستدامة ،التغيرات الديموجرافية وإعادة تشكيل السمات، حركات الهجرة المشروعة وغير المشروعة.

 

مقالات مشابهة

  • معرض الكتاب يناقش «مستقبل الدراسات الجغرافية»
  • معرض الكتاب يناقش "تأثير ثقافة المهرجانات على الفن والإبداع"
  • بالفيديو.. مسؤولون: الهليكوبتر التي تحطمت كانت ضمن وحدة استعداد في حالة هجوم على أمريكا
  • معرض القاهرة الدولي للكتاب يتخطى الثلاثة ملايين ونصف المليون زائر خلال ثمانية أيام
  • أونجاريتي والإسكندرية.. ندوة بمعرض الكتاب تسلط الضوء على تأثير المدينة في إبداعه
  • 12 طالباً من منحة «رودس الإمارات» يناقشون التحديات العالمية
  • «العائلة» تتصدر المشهد في معرض الكتاب.. صور تذكارية وأجواء مبهجة
  • ترامب: المروحية العسكرية التي اصطدمت بطائرة الركاب كانت تحلق على ارتفاع عالٍ جدا
  • الصالون الثقافي بمعرض الكتاب يناقش تأثير الإسكندرية في إبداع أونجاريتي