حالة نادرة سُجلت آخر مرة في كينيا عام 2019، أصيب بها رجل ستيني داخل معهد الكبد القومي، على الرغم من أنّه لم يشكُ من أي أعراض أو مضاعفات قبل الإصابة، دخل إثرها في حالة نوم عميق في ظل صحة جميع وظائفه الحيوية بحسب تشخيص الأطباء، الذين أصيبوا بذهول واستغراب داخل غرفة العناية المركزة والحالات الحرجة.

رجل ستيني مصاب بحالة نادرة داخل معهد الكبد

الدكتور أحمد العربي استشاري العناية المركزة بمعهد الكبد القومي، يحكي لـ«الوطن» تفاصيل حالة الرجل الستيني الذي نُقل من قصر العيني إلى المعهد باضطراب في درجة الوعي، بعدما شخصّه الأطباء في قصر العيني بأنّه مريض فيروس سي وبحسب رواية الأبناء فإنّ والدهم لم يكن يشكُ من أي مرض، إلا أنّه دخل في نوم عميق بعدما أدى صلاة الفجر وفقد الإحساس بجميع من حوله.

ويقول طبيب الرعاية المركزة: «المريض مكانش بيشتكي من أي حاجة قبل كده وأولاده قالوا أنّه بعد صلاة الفجر نام على نفسه وراحوا قصر العيني عملوا ليه تحاليل لقوا عنده فيروس سي وبعدين اتحول لمعهد الكبد عشان كانوا شاكّين أنه عنده غيبوبة كبدية، لكن لما عملنا فحص وتشخيص لقينا أنّه مش مريض كبد أصلًا».

خضع المريض داخل معهد الكبد القومي لإجراء أشعة مقطعية وتحليل سموم وغيرها من الفحوصات التي لم تكشف عن نزيف أو شيء غير عادي داخل الجسم، ومع الفحص الدقيق اكتشف الأطباء اتساع بؤبؤ العين للمريض من الناحية اليمنى وعدم استجابتها للإضاءة، وهو ما يعني أنّ هناك جزءا في المخ لا يستجيب، فقرر الأطباء عمل أشعة رنين مغناطيسي، والتي كشفت إصابة الرجل الستيني بجلطة في جزء حساس من المخ تعرف بمنطقة تحت المهاد، وهذا الجزء هو المسؤول عن تنظيم عملية النوم بحسب استشاري العناية المركزة: «الجلطة في المكان ده معناه أن الجزء ده مات، وخلايا المخ لا تتجدد، لكن ممكن الخلايا المجاورة تقوم بنفس دور المنطقة دي فيفوق تاني وده هيكون من رحمة ربنا بيه».

وعلى الرغم من أنّ الوظائف الحيوية كانت سليمة، لكنّ هذه الجلطة تسببت في نوم عميق للمريض، وبحسب وصف الدكتور عمر جابر، طبيب العناية المركزة والحالات الحرجة في معهد الكبد القومي، فإنّ المريض «كان نايم وبيتقلّب» إلا أنّه فاقدًا للوعي، وهي حالة نادرة جدًا لم تمر على الأطباء داخل المعهد من قبل، مشيرًا إلى أنّ استجابة المريض غير مضمونة وتختلف من شخص لآخر.

وأضاف: «أنّه يفوق دي حاجة مش مضمونة بنسبة 100% وهيفوق امتى بردو مش عارفين، لكن الوضع اللي هيتم أنّه بيفضل تحت الملاحظة وبيمشي على علاجات للسيولة ومضادات للصفائح الدموية ومضادات للدهون وبنعمل تروية جيدة للجسم وبنحاول نحافظ على العلامات الحيوية ونمنع حدوث مضاعفات وبنتابع مدى استجابته». 

أسباب حدوث الجلطات وطرق الوقاية منها

ويقول الدكتور أحمد العربي، إنّ الجلطات بشكل عام لها العديد من الأسباب كأن يعاني المريض من ذبذبة أذينية في القلب، أو يكون من أصحاب الأمراض المزمنة مثل الضغط أو السكر، أو أنّ المريض يعاني من دهون الدم أو ضيق في الشرايين المخية، إذ يؤدي عدم السيطرة على الأمراض المزمنة أو الوزن الزائد وعدم شرب الماء الكافي إلى حدوث الجلطات.

وينصح طبيب العناية المركزة والحالات الحرجة، أصحاب الأمراض المزمنة خاصة ممن تخطوا عامهم الـ45 بضرورة إجراء فحوصات وتحاليل شاملة بصفة دورية للتأكد من عدم الإصابة بأي مضاعفات قد تؤدي إلى تكوّن الجلطات في الجسم.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: منطقة تحت المهاد تحت المهاد جلطة في المخ جلطة الجلطات أسباب الجلطات معهد الكبد القومي معهد الكبد معهد الکبد القومی العنایة المرکزة حالة نادرة

إقرأ أيضاً:

حين يرى الذكاء الاصطناعي ما لا يراه الطبيب.. قفزة في تشخيص قصر النظر

في عالم تتزايد فيه التحديات الصحية، يبرز قصر النظر كواحد من أكثر اضطرابات الرؤية شيوعًا وانتشارًا.

هذه الحالة، التي تُعرف بعدم قدرة العين على رؤية الأجسام البعيدة بوضوح، باتت تمثل أزمة صحية عالمية، إذ تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من ملياري شخص حول العالم يعانون منها، ومن المتوقع أن يصل عدد المصابين بحلول عام 2050 إلى ما يقارب نصف سكان الأرض. الأمر لا يتوقف عند مجرد ارتداء نظارات، فالحالات المتقدمة من قصر النظر قد تؤدي إلى مضاعفات خطيرة، منها تلف الشبكية أو حتى فقدان البصر الدائم.

اقرأ أيضاً.. العين نافذة الذكاء الاصطناعي للكشف المبكر عن الخرف

 


ذكاء اصطناعي يغيّر قواعد اللعبة



وسط هذا القلق المتزايد، يبرز الذكاء الاصطناعي كأداة واعدة تغير قواعد اللعبة في الوقاية والتشخيص المبكر. باستخدام تقنيات التعلم الآلي والتعلم العميق، أصبح بإمكان أنظمة الذكاء الاصطناعي تحليل صور العين بدقة فائقة، والتعرف على أدق التغيرات في الشبكية التي قد تشير إلى بدايات قصر النظر. هذه القدرة تمنح الأطباء فرصة التدخل في الوقت المناسب قبل تفاقم الحالة.

 

اقرأ أيضاً.. أعين إلكترونية تقود الطريق.. نظام ذكي يمنح المكفوفين حرية التنقل بأمان



تشخيص فائق الدقة بأدوات ذكية



أحد أبرز الأمثلة على هذا التقدم هو استخدام صور الشبكية وصور التصوير المقطعي للعين (OCT)، حيث تُغذى النماذج الذكية بآلاف الصور لتتعلم التمييز بين العين السليمة والعين المتأثرة. أجهزة مثل "SVOne"، وهي أجهزة محمولة تعتمد على مستشعرات موجية دقيقة، تستفيد من الذكاء الاصطناعي في الكشف عن عيوب الإبصار بشكل سريع ودقيق. ووفقًا لما أورده موقع AINEWS، تستخدم أدوات مثل "Vivior Monitor" خوارزميات ذكية لمراقبة السلوك البصري لدى الأطفال، مثل الوقت الذي يقضونه أمام الشاشات أو في القراءة، مما يساعد في رصد علامات قصر النظر قبل أن تتطور.


 

 

ولا يتوقف الأمر عند التشخيص، إذ تسهم النماذج الذكية أيضًا في تحليل عوامل الخطر المرتبطة بالمرض. عبر تحليل بيانات ضخمة تشمل التاريخ الوراثي والعوامل البيئية والسلوكية، تستطيع هذه النماذج التنبؤ بمستوى الخطورة لدى كل فرد، مما يسمح بوضع خطط وقائية مخصصة.

 

 

كما تمتد قدرات الذكاء الاصطناعي لتشمل التنبؤ بمستقبل الحالة المرضية. فبفضل تحليل بيانات عشرات الآلاف من المرضى، باتت الأنظمة قادرة على التنبؤ بكيفية تطور قصر النظر لدى المريض، واستباق مراحل التدهور. هذا النوع من التنبؤات يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا في تحسين فعالية العلاج وتخصيصه.



أخبار ذات صلة مسؤول هندي: تجربة الإمارات في الذكاء الاصطناعي نموذج عالمي يحتذى قادة شركات تكنولوجيا: الذكاء الاصطناعي سيرتقي بتجارب العملاء في قطاعات حيوية

تحديات ومعوقات



لكن هذه التقنيات، رغم تطورها، لا تزال تواجه تحديات كبيرة. جودة البيانات تمثل التحدي الأول، إذ إن أي خطأ أو تحيز في البيانات قد يؤدي إلى نتائج خاطئة. كما أن معظم النماذج تُبنى على بيانات مأخوذة من مستشفيات كبرى، مما يجعلها أقل دقة عند تطبيقها في عيادات أو مجتمعات صغيرة. هناك أيضًا صعوبة في قبول التشخيصات التي لا تكون مدعومة بتفسير سريري واضح، ولا يمكن تجاهل أهمية حماية خصوصية المرضى، خاصة في ظل استخدام كميات هائلة من البيانات الطبية الحساسة.

 




الأمل في الأفق




مع ذلك، يرى الباحثون أن المستقبل يحمل الكثير من الأمل. فمع تحسين جودة البيانات، وتطوير نماذج أكثر شفافية وتفاعلية، يمكن أن يصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا أساسيًا من الفحوصات البصرية الروتينية. إن دمج الذكاء الاصطناعي في طب العيون لا يعني الاستغناء عن الطبيب، بل يمثل خطوة نحو جعل الطب أكثر دقة وتوقعًا وإنسانية.

في النهاية، يمكن القول إن الذكاء الاصطناعي لا يفتح فقط أعين الأجهزة على تفاصيل العين، بل يفتح أيضًا أبواب الأمل لملايين البشر في الحفاظ على نعمة البصر.

 


إسلام العبادي(أبوظبي)

 

 

مقالات مشابهة

  • الشهري: الثوم يطرد السموم من الكبد
  • تحرك برلماني لزيادة عدد أسرة العناية المركزة وغرف الرعاية في بورسعيد
  • نائب يطالب بزيادة أسرة العناية المركزة في مستشفيات بورسعيد
  • كشف تفاصيل سرقة ونهب صادم لمقتنيات ثمينة من السودان بينها (5) نيازك نادرة
  • محظورات على مقدم الخدمة بمشروع قانون المسئولية الطبية وسلامة المريض (تعرف عليها)
  • حين يرى الذكاء الاصطناعي ما لا يراه الطبيب.. قفزة في تشخيص قصر النظر
  • مصر.. أب يقتل ابنته بوحشية أمام أعين أطفالها لسبب صادم
  • بالفيديو: من المسافة صفر.. مشاهد نادرة توثق ذعر جنود الاحتلال داخل بناية بغزة
  • صحة غزة: أضرار كبير بالعناية المركزة إثر قصف مستشفى الدرة للأطفال
  • محافظ الدقهلية يكلف بتوفير جميع أوجه الرعاية الصحية والاجتماعية لحالة "بلا مأوى"