خبراء أتراك:د تراجع الكتابة اليدوية خطر يهدد اللغة والذاكرة
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
في عالم يتحول فيه القلم والورقة إلى ذكريات من الماضي، يحذر خبراء أتراك من أن تراجع دور الكتابة اليدوية قد يكون أكثر من مجرد تبدل في العادات، بل قد يتحول إلى خطر يهدد عمق اللغة والذاكرة الإنسانية ليعيد تشكيل العلاقة بين العقل والإبداع.
ويشير الخبراء إلى أن تزايد الاعتماد على التكنولوجيا في حياتنا اليومية، وما يرافقه من تراجع في استخدام الكتابة اليدوية، قد يؤدي إلى إضعاف مهارات اللغة والذاكرة لدى الأفراد.
على مدى قرون، كانت الورقة والقلم من أساسيات التواصل البشري، قبل أن تبدء الأدوات الرقمية اليوم بالحلول محلها وبشكل متسارع، فيما غدت الرسائل والملاحظات تُكتب الآن عبر شاشات اللمس، أو باستخدام لوحات المفاتيح، وحتى عبر الأوامر الصوتية.
وبالتوازي مع ذلك، يحذر الخبراء من أن هذا التحول في أدوات الكتابة يساهم في تراجع القدرات اللغوية والفكرية للأفراد بشكل ملحوظ.
كما أن هذا التراجع لا يقتصر على زيادة السطحية في استخدام اللغة، بل يؤدي أيضًا إلى تأثيرات عصبية سلبية على عمليات التعلم والذاكرة.
اقرأ أيضاتركيا.. “الصناعات الدفاعية” تعلن الشركات الأكثر…
الأحد 02 فبراير 2025** تغير أدوات الكتابةوفي هذا السياق، قال البروفيسور حياتي دوه لي، أستاذ قسم اللغويات بكلية الآداب في جامعة إسطنبول التركية، للأناضول، إن تغير أدوات الكتابة التقليدية بات يؤثر بشكل ملحوظ على عالم الفكر والإبداع.
وفي معرض وصفه لأهمية الكتابة في تاريخ البشرية، قال دوه لي: “في الواقع، عملية الكتابة لا تنتهي، بل تتغير أدواتها فقط”.
وتابع الأكاديمي التركي: “منذ اختراع الكتابة، بدأ الإنسان باستخدام وسائل منها النحت على الحجارة أو الكتابة على الألواح الطينية، ثم انتقل إلى الكتابة باستخدام القصب وريش الطيور”.
وأضاف: “لاحقًا، تطورت الأدوات إلى الآلات الكاتبة. ومؤخرًا، أصبحنا نستخدم لوحة المفاتيح. الشباب يكتبون، ونحن جميعًا نكتب، ولكن بأدوات مختلفة”.
وشدد على ضرورة التركيز على تأثير هذه الأدوات على مهاراتنا في الكتابة والكفاءة اللغوية.
وأوضح أن الدراسات في مجال علم اللغة العصبي (يعنى بدراسة العلاقات بين اللغة والدماغ) أظهرت أن الكتابة باستخدام القلم تعد أكثر فاعلية وفائدة خلال فترة التعلم والتحصيل العلمي.
و”تشير الأبحاث إلى أن التمارين الكتابية التي يجري حلها باستخدام القلم والكتابة اليدوية منذ المراحل المبكرة للتعليم، تجلب فوائد كبيرة للتعلم والذاكرة، حتى في مراحل العمر المتقدمة. في المقابل، فإن الكتابة الرقمية، لا سيما عبر وسائل التواصل الاجتماعي السريعة، لها تأثير محدود في تعزيز المهارات اللغوية”، بحسب دوه لي.
كما لفت الأكاديمي التركي إلى العلاقة المباشرة بين تراجع عادات الكتابة وضعف المهارات اللغوية.
وأوضح أن “الأشخاص الذين لا يمارسون الكتابة باستخدام الوسائل التقليدية بانتظام، يفقدون تدريجيًا القدرة على استغلال مهارات اللغة”.
وأشار إلى أن “الكتابة تتيح استخدام اللغة بشكل أكثر كفاءة، لكن إذا تجنبنا الكتابة، فسنكتفي بمهارات لغوية تقتصر على التواصل اليومي البسيط. وإذا كان هذا كافيًا بالنسبة للبعض، فهو خيارهم. لكن تحقيق ثقافة عالية، أو أدب رفيع، أو علم متقدم يتطلب ممارسة الكتابة بشكل أكبر”.
** ضعف الكتابة والإملاءوخلص أستاذ اللغويات إلى أن تراجع استخدام الكتابة اليدوية يؤثر سلبًا على الإلمام بقواعد الكتابة والإملاء.
المصدر: تركيا الآن
كلمات دلالية: تركيا اخبار تركيا الكتابة الکتابة الیدویة إلى أن
إقرأ أيضاً:
تصديري الحرف اليدوية: زيارة ماكرون تفتح أسواقًا جديدة ونستهدف زيادة صادراتنا لفرنسا
أكد هشام العيسوي، رئيس المجلس التصديري للحرف اليدوية، أن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى القاهرة تعكس عمق العلاقات الثنائية بين مصر وفرنسا، وتمثل فرصة استراتيجية لتعزيز التعاون التجاري بين البلدين، خصوصًا في مجال الصناعات التراثية والحرفية التي تحظى باهتمام متزايد في الأسواق الأوروبية.
وأوضح العيسوي، في بيان صحفي اليوم ، أن المنتدى يمثل منصة مهمة لعرض الفرص الاستثمارية والتصديرية في قطاع الحرف اليدوية، مشيرًا إلى أن السوق الفرنسي من الأسواق المستهدفة نظرًا لما يتمتع به من ذوق راقٍ وتقدير كبير للمنتجات اليدوية عالية الجودة.
وأضاف أن المجلس التصديري يعمل حاليًا على خطة متكاملة لزيادة صادرات الحرف اليدوية إلى أوروبا، مع التركيز على فرنسا كبوابة رئيسية للنفاذ إلى القارة الأوروبية، مشيرًا إلى أن هناك تعاونًا قائمًا مع عدد من الجهات الفرنسية في مجالات التدريب والتصميم والترويج الدولي.
وأشاد العيسوي بالدعم الكبير الذي يوليه الرئيس عبد الفتاح السيسي لقطاع الحرف اليدوية والصناعات الصغيرة، مؤكدًا أن الدولة اتخذت خطوات مهمة لتحفيز هذا القطاع، أبرزها توفير برامج تمويل وتدريب، وتحسين بيئة التصدير، مما ساهم في تعزيز جودة المنتج المصري وزيادة فرصه في المنافسة العالمية.
وأشار إلى أن الفترة المقبلة ستشهد مشاركة أوسع في المعارض الدولية والتجارية داخل فرنسا، إلى جانب تنظيم بعثات تجارية مشتركة لتعزيز فرص التصدير وفتح أسواق جديدة للحرفيين المصريين، بالتعاون مع الجانب الفرنسي.
وأكد على أهمية استثمار الزخم الناتج عن زيارة الرئيس الفرنسي لتطوير الشراكات القائمة، والبحث عن قنوات جديدة لدعم المصدرين في قطاع الحرف اليدوية، بما يسهم في تحقيق أهداف الدولة في تعظيم الصادرات وتنمية الاقتصاد الإبداعي.
وأشار العيسوي إلى أن المجلس شارك خلال العام الماضي في ثلاثة معارض متخصصة بفرنسا، شهدت تفاعلًا إيجابيًا مع المنتجات المصرية وتعاونًا مثمرًا مع الجانب الفرنسي، مؤكدًا حرص المجلس على استدامة هذا التعاون والبناء عليه خلال الفترة المقبلة لتعزيز تواجد الحرف اليدوية المصرية في السوق الفرنسي.