الروائية القطرية هدى النعيمي: الكتابة النسوية تجاوزت الدفاع عن المرأة إلى تقديم رؤى أعمق
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
تعد الروائية القطرية الكبيرة الدكتورة هدى النعيمى واحدة من أبرز الأصوات الأدبية فى الخليج، من خلال أعمالها الأدبية، لا سيما روايتها الأخيرة «زعفرانة»، التى تغوص فى رحلة استكشافية لصراع المرأة بين التقاليد والتحرر، بينما تنقل لنا صورة حية للتحولات الاجتماعية والسياسية التى شهدتها منطقة الخليج على مر العصور.
أردت إيصال رسالة بأن المعاناة مهما طالت سيأتى الفرج.. والرواية تتناول التأثيرات العميقة لـ«حرب ظفار» فى عُمان التى تتخطى الصراع المحلى لارتباطها بتيارات أيديولوجية ماذا عن العلاقات الثقافية بين مصر وقطر؟
- العلاقات الثقافية بين مصر وقطر ليست حديثة أو عابرة، بل هى متجذرة وقديمة، فقد نشأنا على معرفة عميقة بالثقافة المصرية، سواء عبر التعليم، إذ درسنا على أيدى أساتذة مصريين، أو من خلال الفنون، حيث كانت الأغانى والأفلام المصرية تصل إلينا وتمنحنا إحساساً بالثقافة المصرية، فى المجال الأدبى، قرأنا لنجيب محفوظ، وإحسان عبدالقدوس، ويحيى حقى وغيرهم، مما خلق لدينا شغفاً بالأدب، أما على المستوى الرسمى، فهناك تعاون فى مجالات مثل الآثار والمتاحف، بالإضافة إلى المعارض الثقافية المتبادلة، ومن الجميل أن تكون قطر ضيف شرف فى معرض القاهرة للكتاب عام 2027، وهو حدث نعتز به كثيراً.
وكيف ترى مشاركتك الشخصية فى المعرض؟
- تجربة رائعة جداً، فهو حدث ثقافى مهم، المعرض يمثل منصة مهمة للأدباء والمفكرين لعرض أعمالهم والتفاعل مع القراء والكتاب من مختلف أنحاء العالم، بالنسبة لى فرصة رائعة للتواصل مع جمهور واسع، ولتعريفهم بروايتى وأفكارى حول قضايا المرأة والتاريخ والتحولات الاجتماعية فى الخليج، كما أنه فرصة مهمة للاحتكاك بالثقافات الأخرى وتبادل الخبرات الأدبية، هو بمثابة احتفاء بالأدب العربى بشكل عام.
تبدو «زعفرانة» وكأنها تصور شخصية متأرجحة بين الخضوع والتمرد.. فكيف عكست الرواية هذه الازدواجية؟ وهل كانت هناك شخصيات مضادة تمثل القوى التقليدية التى تصطدم بها؟
- زعفرانة شخصية امرأة من الخليج، عاشت فى المنطقة العربية بين عشرينات القرن العشرين وما يقرب من مائة عام، فكيف يمكننا أن نتخيل وضع المرأة فى الخليج خلال تلك العقود الطويلة؟ بالطبع، كان دورها تقليدياً إلى حد بعيد، لكن زعفرانة تمردت على هذا المجتمع، حتى فى مسألة اختيار الزوج، فقد قررت الارتباط بالرجل الذى أرادت أن تكون معه، متخلية عن كل شىء وراءها: المال، الجاه، الإرث من والدها، واسم العائلة. ذهبت مع هذا الزوج إلى عُمان، إلى منطقة مجهولة بالنسبة لها، وهى ابنة الحسب والنسب التى كانت مخدومة فى كل شىء، تحولت حياتها من الترف إلى الكفاح؛ أصبحت هى من تشعل النار، وتجمع الحطب، وتطبخ الطعام، وترعى الأغنام، لكن هذه الحياة لم تكن خضوعاً للواقع، ولا مجرد انسيابية مع الظروف، بل كانت نتيجة اختيار واعٍ لحياة أرادت أن تعيشها بإرادتها، لذلك، فإن زعفرانة ليست شخصية ضعيفة أو مستسلمة، بل شخصية قوية فى الأساس، وحتى أبناؤها ورثوا عنها هذه القوة.
ماذا عن تعدد الأصوات السردية فى الرواية؟
- تعتمد الرواية على تعدد الأصوات السردية، فلا تقتصر على صوت زعفرانة فقط، بل تمنح مساحة لثلاث شخصيات رئيسية، بالإضافة إلى شخصيات أخرى، من بين هذه الأصوات، هناك شخصية تحمل تأثيرات إيجابية على من حولها، كما يظهر الصوت الذكورى من خلال شخصيات بعض الرجال، مثل أبناء زعفرانة، الذين استلهموا قوتهم من والدتهم أو جدتهم الكبيرة، واستمروا فى مواجهة الحياة بصلابة.
هل هناك دلالة رمزية لاختيار حرب ظفار؟.. وماذا عن البعد التاريخى فى الرواية؟
- الرواية تسلط الضوء على مرحلة خاصة جداً من تاريخ الخليج، وتحديداً حرب ظفار فى سلطنة عُمان، هذه الحرب أو الثورة امتدت لأكثر من عقد من الزمان، منذ أواخر الخمسينات وحتى أوائل السبعينات، لكن بعد انتهائها، ومع دخول الحداثة إلى منطقة الخليج أُغلق الباب أمام الحديث عنها تماماً، رغم أنها كانت حدثاً ضخماً وذات تأثير بالغ على المنطقة بأكملها.
الرواية تتناول التأثيرات العميقة لـ«حرب ظفار» في عُمان التي تتخطى الصراع المحلي لارتباطها بتياراتهذه الحرب لم تكن مجرد صراع محلى بل كانت جزءاً من تيارات أيديولوجية عالمية، حيث شارك فيها أشخاص ليس فقط من عُمان، بل أيضاً من قطر، البحرين، الكويت، وحتى العراق، لذلك، فإن تناول الرواية لهذا الحدث يعكس محاولة لفتح ملف مسكوت عنه، وإعادة تسليط الضوء على تأثيره العميق.
برأيك.. نستطيع القول إن زعفرانة تمثل حالة خاصة أم أنها نموذج عام يمكن أن تعيشه النساء فى مختلف المجتمعات؟
- بشكل عام، لا يمكن القول إنها حالة فريدة تماماً، بل يمكن العثور على نماذج مشابهة لها فى أماكن أخرى من العالم العربى، خاصة فى الفترات التى شهدت تحولات فكرية وأيديولوجية كبرى. فقد قاومت زعفرانة الجهل بالعلم، ليس فقط من خلال التعليم التقليدى، بل عبر تعلم الطب الشعبى والبديل، وحفظ القرآن والحديث، والانفتاح على مختلف أشكال المعرفة، من خلال هذا المزيج، استطاعت أن تبنى شخصية قوية ومؤثرة فى مجتمعها.
إلى أى مدى يتقاطع الأدب مع السياسة فى أعمالك؟ وهل يمكن للرواية أن تكون أداة نضالية؟
- لا تُقدَم السياسة بشكل مباشر فى الرواية، لكنها تتداخل مع كل شىء، فقراءة التاريخ تمنح وعياً بالواقع، ومن يريد فهم الحاضر، عليه أن يعرف ماذا حدث فى الماضى، وبالتالى، يمكن اعتبار الرواية أداة لقراءة التاريخ والتفاعل معه، وليست مجرد عمل أدبى منفصل عن الواقع السياسى والاجتماعى.
ماذا عن تطور الكتابة النسوية فى العالم العربى؟ وهل تجاوزت مرحلة الدفاع عن حقوق المرأة إلى تقديم رؤى أعمق؟
- تجاوزت الكتابة النسوية مرحلة الدفاع عن حقوق المرأة، وانتقلت إلى تقديم رؤى أعمق وأكثر نضجاً، فى الماضى عندما ظهر مصطلح الكتابة النسوية، كان هناك من يقلل من شأنه، كما فعل عباس العقاد حين وصفه بأنه أدب دون المستوى، لكن اليوم، لم يعد هذا التصور موجوداً، بل أصبح احترام كتابات المرأة أمراً مفروغاً منه فى الأوساط الأدبية والثقافية.
ولم تعد المرأة بحاجة إلى إثبات نفسها ككاتبة، بل أصبح التركيز على جودة الكتابة نفسها، سواء كانت بقلم رجل أو امرأة، فالأدب الجيد يفرض نفسه بغض النظر عن جنس كاتبه.
ما الذى كان يشغلك أكثر أثناء كتابة الرواية.. إبراز المأساة أم تقديم الأمل؟
- ما كان يشغلنى أثناء كتابة الرواية هو تقديم التاريخ بكل ما فيه من مآسٍ، لكن دون أن أفقد الأمل، فكلما اشتدت الظلمة لا بد أن يأتى الفجر، هذه المرحلة التى تتناولها الرواية كانت شديدة القسوة، لكن فى النهاية، جاء التغيير، ونالت الشعوب حريتها، ما أريد أن أقوله دائماً هو أن المعاناة، مهما طالت، ستنتهى يوماً ما، وسيأتى الفرج لا محالة.تغيرات جذريةرئيس قسم الإخراج:
أميرة فريدلا يمكن أن نغفل الفترة الزمنية التى تدور فيها أحداث الرواية، فهى تمتد منذ بدايات القرن العشرين حتى نهاياته، وربما حتى بدايات القرن الحادى والعشرين، كانت هذه مرحلة مليئة بالتغيرات الجذرية، سواء على مستوى المرأة أو الرجل، فقد شهدت المنطقة الخليجية تحولات كبرى، بدءاً من ظهور النفط، مروراً بالحروب التى أثرت على المجتمعات، وانتهاء بانتشار التعليم، وفتح المدارس والجامعات، ودخول المرأة إلى سوق العمل، كل هذه التغيرات انعكست على حياة زعفرانة، وكذلك على النساء والرجال المحيطين بها. الرواية ترصد هذه التحولات من خلال تنقلات زعفرانة بين أماكن مختلفة، من بيئة بحرية فى قرية الذخيرة بقطر إلى بيئة جبلية فى منطقة ظفار بسلطنة عُمان، ثم إلى المدينة فى القاهرة، هذا التنقل الجغرافى يعكس أيضاً تنقلاً فكرياً وثقافياً، حيث تواجه زعفرانة تحديات جديدة فى كل مرحلة.
«أبوطالب»: أعمار عضوات الفرقة لم تتجاوز الـ10 أعوام.. ويتمتعن بموهبة كبيرة«السيد»: آتى إلى المعرض كل عام بصحبة أولادىطفلات فرقة «نجم» يجذبن الجمهور بأغانٍ هندية«العائلة» تتصدر المشهد.. صور تذكارية وأجواء مبهجةفتيات بعمر الزهور يتمايلن على الأغانى الهندية، بطريقة أبهرت زوار معرض القاهرة الدولى للكتاب، الذين ارتفعت هواتفهم لتوثيق تلك اللحظات الجميلة ومشاهدة مدى براعتهن فى تنسيق الحركات الهندية التى تعد الأصعب فى تنفيذها، وبات الجميع يهتف لهن، فى جو يسوده البهجة والحماس، على بعد خطوات من قاعة 2، تجد مجموعة من فتيات مدرسة «سمارت سيتى»، يرتدين الزى الهندى بألوانه المختلفة، ويقدمن عرضاً هندياً متناسقاً. رد فعل زوار معرض الكتاب فاجأ الفتيات كثيراً، «رد الفعل كان جميل قوى على العرض الهندى والبنات كانوا مبسوطين جداً إنهم قدروا ينفذوا الحركات بسهولة من غير توتر وسط الكم الهائل من الناس ده» على حد تعبير نهلة أبوطالب، المشرفة المسئولة عن العرض الهندى، خلال حديثها لـ«الوطن».
يعد السبب الرئيسى لاختيار العرض الهندى، وتقديمه فى معرض الكتاب، هو التعريف بحضارات البلاد وثقافتهم: «رغبتنا الأساسية التعرف للحضارات وثقافات البلاد والحركات الهندية صعبة» حسب «نهلة»، مشيرة إلى أن فرقة «نجم» تتمتع بموهبة كبيرة، مكَّنتها من حفظ وتناسق الحركات بشكل جماعى دون أى أخطاء. ما يقرب من 15 يوماً، قضتها فرقة «نجم» أو كما أطلق عليها «نجم سمارت سيتى» فى التحضير للعرض الهندى، الذى بدا متناسقاً رغم صغر سن بطلاته اللائى لم يتجاوز أعمارهن الـ10 سنوات: «الأول عملنا العرض على مستوى الإدارة ووصل للجمهورية وطلع المركز الأول، فقررنا المشاركة به فى العرض» على حد تعبير «نهلة»، التى أكدت أن هذا العرض لن يكون الأخير فى التعرف على ثقافات البلاد المختلفة. فى تمام التاسعة صباحاً أمس، اصطف المئات من الزوار أمام بوابات معرض القاهرة الدولى للكتاب، وفى مشهد لافت للأنظار اصطف أطفال يجرون خطواتهم بحماس برفقة آبائهم، بعد أن اتخذوا المعرض رحلة عائلية ممتعة، وليس مجرد زيارة لحدث ثقافى، خارج أروقة المعرض كانت الأجواء تنبض بالحياة، حيث تسمع ضحكات الأطفال متلهفين لرؤية دور النشر التى تعرض كتبها بألوان زاهية، والشباب يلتقطون صوراً تذكارية مع أصدقائهم، بعد أن قرروا قضاء نهاية الأسبوع فى تجربة ممتعة ومختلفة ينتظرونها كل عام. كان محمد السيد، ٤٣ عاماً، ينتظر أمام المعرض على كرسى متحرك لحين وقت الدخول، بعد أن جاء منذ الصباح مع أطفاله وزوجته التى أحضرت مأكولات ومشروبات حتى يستمتعوا باليوم وفى ساحات المعرض، وقول «السيد» لـ«الوطن»: «كل سنة آتى إلى هنا بصحبة أولادى لأن الثقافة مهمة لنا، وفى نفس الوقت يتعلمون إشغال وقت فراغهم بالأشياء المفيدة التى يحتاجونها ونحن ننتظر المعرض من العام للعام»، وقالت زوجته منى أحمد، إن أطفالهم الـ٣ منذ صغرهم شغوفون بالقراءة بفضل المعرض.
فى داخل المعرض، اتخذت بعض الأسر زوايا هادئة لتصفح الكتب واقتناء ما يناسب اهتمامات أفرادها، بينما تجمعت مجموعات أخرى حول الفعاليات والورش الفنية التى خصصها المنظمون للأطفال. فى إحدى الزوايا، وقف أب وأبناؤه يحملون كتباً قديمة، وعلى وجوههم ابتسامة تعكس شغف القراءة الذى لم ينطفئ، فى الركن الذى يعج بضحكات الأطفال والألعاب، فى مناخ يبعث على البهجة ويطلعون على الكتب التى تملؤها رسومات الحيوانات. العائلات تتصدر المشهد من أمام معرض الكتابأطفال فرقة «نجم» فى معرض الكتاب
أردت إيصال رسالة بأن المعاناة مهما طالت سيأتى الفرج.. والرواية تتناول التأثيرات العميقة لـ«حرب ظفار» فى عُمان التى تتخطى الصراع المحلى لارتباطها بتيارات أيديولوجية
ماذا عن العلاقات الثقافية بين مصر وقطر؟
- العلاقات الثقافية بين مصر وقطر ليست حديثة أو عابرة، بل هى متجذرة وقديمة، فقد نشأنا على معرفة عميقة بالثقافة المصرية، سواء عبر التعليم، إذ درسنا على أيدى أساتذة مصريين، أو من خلال الفنون، حيث كانت الأغانى والأفلام المصرية تصل إلينا وتمنحنا إحساساً بالثقافة المصرية، فى المجال الأدبى، قرأنا لنجيب محفوظ، وإحسان عبدالقدوس، ويحيى حقى وغيرهم، مما خلق لدينا شغفاً بالأدب، أما على المستوى الرسمى، فهناك تعاون فى مجالات مثل الآثار والمتاحف، بالإضافة إلى المعارض الثقافية المتبادلة، ومن الجميل أن تكون قطر ضيف شرف فى معرض القاهرة للكتاب عام 2027، وهو حدث نعتز به كثيراً.
وكيف ترى مشاركتك الشخصية فى المعرض؟
- تجربة رائعة جداً، فهو حدث ثقافى مهم، المعرض يمثل منصة مهمة للأدباء والمفكرين لعرض أعمالهم والتفاعل مع القراء والكتاب من مختلف أنحاء العالم، بالنسبة لى فرصة رائعة للتواصل مع جمهور واسع، ولتعريفهم بروايتى وأفكارى حول قضايا المرأة والتاريخ والتحولات الاجتماعية فى الخليج، كما أنه فرصة مهمة للاحتكاك بالثقافات الأخرى وتبادل الخبرات الأدبية، هو بمثابة احتفاء بالأدب العربى بشكل عام.
تبدو «زعفرانة» وكأنها تصور شخصية متأرجحة بين الخضوع والتمرد.. فكيف عكست الرواية هذه الازدواجية؟ وهل كانت هناك شخصيات مضادة تمثل القوى التقليدية التى تصطدم بها؟
- زعفرانة شخصية امرأة من الخليج، عاشت فى المنطقة العربية بين عشرينات القرن العشرين وما يقرب من مائة عام، فكيف يمكننا أن نتخيل وضع المرأة فى الخليج خلال تلك العقود الطويلة؟ بالطبع، كان دورها تقليدياً إلى حد بعيد، لكن زعفرانة تمردت على هذا المجتمع، حتى فى مسألة اختيار الزوج، فقد قررت الارتباط بالرجل الذى أرادت أن تكون معه، متخلية عن كل شىء وراءها: المال، الجاه، الإرث من والدها، واسم العائلة. ذهبت مع هذا الزوج إلى عُمان، إلى منطقة مجهولة بالنسبة لها، وهى ابنة الحسب والنسب التى كانت مخدومة فى كل شىء، تحولت حياتها من الترف إلى الكفاح؛ أصبحت هى من تشعل النار، وتجمع الحطب، وتطبخ الطعام، وترعى الأغنام، لكن هذه الحياة لم تكن خضوعاً للواقع، ولا مجرد انسيابية مع الظروف، بل كانت نتيجة اختيار واعٍ لحياة أرادت أن تعيشها بإرادتها، لذلك، فإن زعفرانة ليست شخصية ضعيفة أو مستسلمة، بل شخصية قوية فى الأساس، وحتى أبناؤها ورثوا عنها هذه القوة.
ماذا عن تعدد الأصوات السردية فى الرواية؟
- تعتمد الرواية على تعدد الأصوات السردية، فلا تقتصر على صوت زعفرانة فقط، بل تمنح مساحة لثلاث شخصيات رئيسية، بالإضافة إلى شخصيات أخرى، من بين هذه الأصوات، هناك شخصية تحمل تأثيرات إيجابية على من حولها، كما يظهر الصوت الذكورى من خلال شخصيات بعض الرجال، مثل أبناء زعفرانة، الذين استلهموا قوتهم من والدتهم أو جدتهم الكبيرة، واستمروا فى مواجهة الحياة بصلابة.
هل هناك دلالة رمزية لاختيار حرب ظفار؟.. وماذا عن البعد التاريخى فى الرواية؟
- الرواية تسلط الضوء على مرحلة خاصة جداً من تاريخ الخليج، وتحديداً حرب ظفار فى سلطنة عُمان، هذه الحرب أو الثورة امتدت لأكثر من عقد من الزمان، منذ أواخر الخمسينات وحتى أوائل السبعينات، لكن بعد انتهائها، ومع دخول الحداثة إلى منطقة الخليج أُغلق الباب أمام الحديث عنها تماماً، رغم أنها كانت حدثاً ضخماً وذات تأثير بالغ على المنطقة بأكملها.
هذه الحرب لم تكن مجرد صراع محلى بل كانت جزءاً من تيارات أيديولوجية عالمية، حيث شارك فيها أشخاص ليس فقط من عُمان، بل أيضاً من قطر، البحرين، الكويت، وحتى العراق، لذلك، فإن تناول الرواية لهذا الحدث يعكس محاولة لفتح ملف مسكوت عنه، وإعادة تسليط الضوء على تأثيره العميق.
برأيك.. نستطيع القول إن زعفرانة تمثل حالة خاصة أم أنها نموذج عام يمكن أن تعيشه النساء فى مختلف المجتمعات؟
- بشكل عام، لا يمكن القول إنها حالة فريدة تماماً، بل يمكن العثور على نماذج مشابهة لها فى أماكن أخرى من العالم العربى، خاصة فى الفترات التى شهدت تحولات فكرية وأيديولوجية كبرى. فقد قاومت زعفرانة الجهل بالعلم، ليس فقط من خلال التعليم التقليدى، بل عبر تعلم الطب الشعبى والبديل، وحفظ القرآن والحديث، والانفتاح على مختلف أشكال المعرفة، من خلال هذا المزيج، استطاعت أن تبنى شخصية قوية ومؤثرة فى مجتمعها.
إلى أى مدى يتقاطع الأدب مع السياسة فى أعمالك؟ وهل يمكن للرواية أن تكون أداة نضالية؟
- لا تُقدَم السياسة بشكل مباشر فى الرواية، لكنها تتداخل مع كل شىء، فقراءة التاريخ تمنح وعياً بالواقع، ومن يريد فهم الحاضر، عليه أن يعرف ماذا حدث فى الماضى، وبالتالى، يمكن اعتبار الرواية أداة لقراءة التاريخ والتفاعل معه، وليست مجرد عمل أدبى منفصل عن الواقع السياسى والاجتماعى.
ماذا عن تطور الكتابة النسوية فى العالم العربى؟ وهل تجاوزت مرحلة الدفاع عن حقوق المرأة إلى تقديم رؤى أعمق؟
- تجاوزت الكتابة النسوية مرحلة الدفاع عن حقوق المرأة، وانتقلت إلى تقديم رؤى أعمق وأكثر نضجاً، فى الماضى عندما ظهر مصطلح الكتابة النسوية، كان هناك من يقلل من شأنه، كما فعل عباس العقاد حين وصفه بأنه أدب دون المستوى، لكن اليوم، لم يعد هذا التصور موجوداً، بل أصبح احترام كتابات المرأة أمراً مفروغاً منه فى الأوساط الأدبية والثقافية.
ولم تعد المرأة بحاجة إلى إثبات نفسها ككاتبة، بل أصبح التركيز على جودة الكتابة نفسها، سواء كانت بقلم رجل أو امرأة، فالأدب الجيد يفرض نفسه بغض النظر عن جنس كاتبه.
ما الذى كان يشغلك أكثر أثناء كتابة الرواية.. إبراز المأساة أم تقديم الأمل؟
- ما كان يشغلنى أثناء كتابة الرواية هو تقديم التاريخ بكل ما فيه من مآسٍ، لكن دون أن أفقد الأمل، فكلما اشتدت الظلمة لا بد أن يأتى الفجر، هذه المرحلة التى تتناولها الرواية كانت شديدة القسوة، لكن فى النهاية، جاء التغيير، ونالت الشعوب حريتها، ما أريد أن أقوله دائماً هو أن المعاناة، مهما طالت، ستنتهى يوماً ما، وسيأتى الفرج لا محالة.
تغيرات جذريةلا يمكن أن نغفل الفترة الزمنية التى تدور فيها أحداث الرواية، فهى تمتد منذ بدايات القرن العشرين حتى نهاياته، وربما حتى بدايات القرن الحادى والعشرين، كانت هذه مرحلة مليئة بالتغيرات الجذرية، سواء على مستوى المرأة أو الرجل، فقد شهدت المنطقة الخليجية تحولات كبرى، بدءاً من ظهور النفط، مروراً بالحروب التى أثرت على المجتمعات، وانتهاء بانتشار التعليم، وفتح المدارس والجامعات، ودخول المرأة إلى سوق العمل، كل هذه التغيرات انعكست على حياة زعفرانة، وكذلك على النساء والرجال المحيطين بها. الرواية ترصد هذه التحولات من خلال تنقلات زعفرانة بين أماكن مختلفة، من بيئة بحرية فى قرية الذخيرة بقطر إلى بيئة جبلية فى منطقة ظفار بسلطنة عُمان، ثم إلى المدينة فى القاهرة، هذا التنقل الجغرافى يعكس أيضاً تنقلاً فكرياً وثقافياً، حيث تواجه زعفرانة تحديات جديدة فى كل مرحلة
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: معرض القاهرة للكتاب معرض القاهرة الدولي للكتاب معرض الكتاب بالثقافة المصریة القرن العشرین العالم العربى منطقة الخلیج معرض القاهرة بالإضافة إلى أن المعاناة والتفاعل مع معرض الکتاب شخصیة قویة فى الروایة المرأة إلى لیس فقط من فى الخلیج الضوء على هذه الحرب إلى منطقة مهما طالت فى الماضى أرادت أن بشکل عام ماذا عن لا یمکن بل کانت فى معرض من خلال أن تکون یمکن أن لم تکن کل شىء کل عام
إقرأ أيضاً:
القمة العمانية القطرية تشيد بنمو العلاقات الثنائية والمصالح المتبادلة
العمانية: أشاد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم وأخوه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر -حفظهما الله ورعاهما- بنمو العلاقات والمصالح المتبادلة، وأهمية توسيع آفاق التعاون والشراكة من خلال استكشاف مزيد من الفرص وتطويرها، وتشجيع القطاعين العام والخاص على تنويع مجالات الشراكة الاقتصادية والاستثمارية بما يُلبّي طموحات البلدين والشعبين الشقيقين.
ونصَّ البيان المشترك الصادر اليوم بمناسبة زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر سلطنة عمان يومي 28 و29 يناير 2025م على الآتي: انطلاقا من الروابط التاريخية الراسخة بين سلطنة عمان ودولة قطر والعلاقات الأخوية الوطيدة التي تجمع بين حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم سُلطان عُمان وأخيه حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر، وتعزيزا للعلاقات الثنائية المتبادلة بين البلدين الشقيقين، استقبل حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم أخاه صاحب السمو الذي حلّ بسلطنة عمان على رأس وفد رفيع المستوى في زيارة "دولة" يومي الثلاثاء والأربعاء 28 و29 يناير 2025 الموافقين 28 و29 رجب 1446هـ.
وعُقدت خلال الزيارة مباحثات ثنائية موسعة في جوّ سادته روح الأخوّة الصّادقة، استعرضت مسيرة العمل المشترك والتعاون الثنائي الوثيق ومتانة الوشائج القائمة بين الجانبين. وأشاد العاهلان بنمو العلاقات والمصالح المتبادلة، وشدّدا على أهمية توسيع آفاق التعاون والشراكة الاقتصادية من خلال استكشاف مزيد من الفرص وتطويرها، وتشجيع القطاعين العام والخاص على تنويع مجالات الشراكة الاقتصادية والاستثمارية بما يُلبّي طموحات البلدين والشعبين الشقيقين.
وقد شهدت الزيارة التوقيع على عدد من مذكّرات التفاهم والبرامج التنفيذية في مجالات متعددة تهمّ الجانبين، تضمنت قطاعات ومجالات مختلفة ذات الاهتمام المشترك التي من شأنها تعزيز الشراكة بين البلدين.
وأشاد الجانبان بنجاح أعمال اللجنة العمانية - القطرية المشتركة ودورها النشط في تعزيز التّعاون الثنائي وتنفيذ المشاريع المشتركة التي تخدم مصالح البلدين، مؤكّدين على أهمية استمرار جهودها لتطوير مجالات جديدة للشراكة بما يحقق تطلّعاتهما المشتركة، بما في ذلك تشجيع المبادرات الاقتصادية والاستثمارية بين القطاعين العام والخاص.
وتناول القائدان مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وما تحقّق من منجزات بارزة على صعيد العمل الخليجي المشترك، ونحو مزيد من التّرابط والتّعاون والتّكامل لما فيه خير وصالح شعوبها.
وناقش الجانبان عددا من القضايا والمستجدات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وشدّدا على أهمية تسوية الصراعات والخلافات بالطرق السّلمية وضرورة تعزيز الحوار والتعاون الدولي لدعم جهود تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم، وأكّدا على أهمية تعزيز التّشاور وتكثيف التّنسيق في مواقفهما بما يخدم المصالح المشتركة ويقوّي دعائم الاستقرار والأمن والازدهار لجميع شعوب المنطقة والعالم أجمع.
وأعرب الجانبان عن أملهما في التزام طرفي النزاع في غزة بالتنفيذ الكامل لبنود الاتفاق الذي تم التوصل إليه لتبادل المحتجزين والأسرى، بما يمهّد الطريق لتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة، وبما يحقّق في النهاية وقفا دائما لإطلاق النار بين الطرفين. كما أكّدا على ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لضمان انسياب المساعدات الإنسانية إلى القطاع والإسهام في إعادة إعمار غزّة.
وأشاد الجانب العماني بدور دولة قطر وجهودها التي أسهمت في التوصل إلى هذا الاتفاق المهم في إطار وساطتها المشتركة مع جمهورية مصر العربية والولايات المتحدة الأمريكية، مشدّدًا على أهمية الدور القطري في تحقيق العودة إلى الهدوء المستدام في المنطقة.
وأكّد الجانبان على أهمية احترام سيادة الجمهورية العربية السورية الشقيقة واستقلالها ووحدة أراضيها، ودعم كافة الجهود والمساعي العاملة على الوصول إلى عمليّة انتقاليّة شاملة وجامعة تحقّق تطلّعات الشعب السوري الشقيق في الاستقرار، والتنمية والحياة الكريمة، مشدّدين على أنّ أمن سوريا واستقرارها ركيزة أساسية من ركائز استقرار المنطقة.
ورحّب الجانبان بالخطوات التي تمّ اتخاذها لتأمين سلامة المدنيين وحقن الدماء، وتحقيق المصلحة الوطنية والحفاظ على مؤسسات الدولة السورية ومقدراتها.
وفي ختام الزيارة، أعرب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عن خالص شكره وتقديره لأخيه حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم على ما لقيه سُموُّه والوفدُ المرافق من حسن الاستقبال وكرم الضيافة، وأعرب حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم عن أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية لأخيه صاحب السمو الشيخ الأمير، وبتقدم وازدهار دولة قطر وشعبها.