كم مرة تجدين نفسك تلمسين وجهك من دون وعي؟ ربما أثناء العمل، أو أثناء التحدث مع الآخرين، أو حتى أثناء مشاهدة التلفاز؟ وفقًا لدراسة علمية حديثة، فإن الإنسان يلمس وجهه بمعدل 50 مرة في الساعة، أي ما يصل إلى 800 مرة يوميا، من دون أن يدرك ذلك!

يقول عالم النفس الألماني جوليان باكهيسر من جامعة الرور في بوخوم إن بعض هذه اللمسات لها دوافع واضحة، مثل تعديل الحجاب، أو ترتيب الشعر، أو فرك العيون المتعبة، ولكن معظمها يحدث بلا سبب محدد.

لمس الوجه وعلاقته بالتوتر

يعتقد الباحثون أن لمس الوجه يلعب دورا مهما في تنظيم المشاعر والتقليل من التوتر. فوفقا لأحدث النظريات العلمية، فإن هذه العادة قد تساعد في تهدئة الجهاز العصبي واستعادة التوازن العاطفي.

لكن كيف يمكن أن يكون لهذا السلوك تأثير مهدئ؟ وفقًا لدراسة أجرتها جامعة غوته بفرانكفورت عام 2021، فإن لمس الآخرين أو لمس الذات قبل موقف مرهق يقلل من مستويات هرمون التوتر (الكورتيزول) في الجسم.

لماذا يجب الانتباه لهذه العادة؟

رغم الفوائد العاطفية التي قد نحصل عليها من لمس الوجه، فإنه ليس دائما أمرا إيجابيا، خاصة عندما يتعلق الأمر بالحفاظ على صحة البشرة. فملامسة الوجه باستمرار قد تؤدي إلى نقل الجراثيم والبكتيريا، مما يزيد من احتمال ظهور الحبوب والبثور، خصوصًا إذا كانت اليدان غير نظيفتين.

إعلان

لكن التوقف عن هذه العادة ليس بالأمر السهل! إذ يقول الباحثون من جامعة لايبزيغ إن محاولة منع نفسك من لمس وجهك تتطلب وعيا ومجهودا ذهنيا مستمرا.

لماذا الوجه تحديدا؟

في بعض الأحيان، لا يقتصر لمس الجسم على الوجه فقط، فقد يميل البعض إلى لمس الذراعين أو وضع اليد على الصدر عند الشعور بالقلق. لكن الأبحاث أثبتت أن الوجه هو أكثر أجزاء الجسم تعرضًا للمس في اللحظات العصيبة أو التي تتطلب تركيزا ذهنيا.

وقد أظهرت مراجعة علمية أجراها معهد بول فليكسينغ لأبحاث الدماغ عام 2021 أن ملامسة الوجه قد تكون وسيلة طبيعية للجسم للتخفيف من الضغط النفسي.

ملامسة الوجه قد تكون وسيلة طبيعية للجسم للتخفيف من الضغط النفسي (شترستوك) ما السر وراء هذه العادة؟

يشرح جو نافارو، المحلل السلوكي السابق في مكتب التحقيقات الفدرالي (FBI)، أن الوجه يحتوي على شبكة معقدة من النهايات العصبية المرتبطة مباشرة بالدماغ، تجعله أكثر حساسية للمس مقارنة بباقي أجزاء الجسم.

من بين هذه الأعصاب، العصب الثلاثي التوائم (العصب الخامس) والعصب الوجهي (العصب السابع)، وهما مسؤولان عن إرسال إشارات التهدئة إلى الدماغ بسرعة فائقة.

هذا يعني أن لمسة خفيفة على الخد أو لمس الشفاه قد ترسل إشارات تهدئة فورية تساعد في استعادة الهدوء الداخلي بسرعة، خاصة عند الشعور بالتوتر.

لمس الوجه مؤشر على المشاعر!

لا يقتصر الأمر على تهدئة النفس فقط، بل يمكن أن يكون لمس الوجه إشارة للآخرين عن الحالة العاطفية التي تمرين بها. فقد يكون تكرار لمس الأنف أو الفم علامة على القلق أو الحاجة إلى الدعم العاطفي.

لذا، إذا لاحظتِ أن صديقتك أو زميلتك تلمس وجهها كثيرًا أثناء حديثها، فقد يكون من الجيد أن تسأليها إن كانت بحاجة إلى التحدث أو الدعم.

كيف تتجنبين لمس وجهك؟

إذا كنتِ ترغبين في الحد من هذه العادة لحماية بشرتك وتقليل انتقال البكتيريا، جربي هذه النصائح البسيطة:

اشغلي يديكِ بشيء آخر، مثل الإمساك بقلم أو خاتم. استخدمي منديلًا بدلًا من يديكِ عند الحاجة لحك الوجه. ضعي عطرًا على يديكِ، فالرائحة ستذكّرك بعدم لمس وجهكِ. حافظي على يديكِ نظيفتين دائما، حتى تقللي من تأثير هذه العادة. إعلان

صحيح أن عادة لمس الوجه عادة طبيعية تساعد في تهدئة الأعصاب، لكنها قد تؤثر على صحة البشرة إذا لم يتم التحكم بها. لذا، في المرة القادمة حين تجدين نفسك تلمسين وجهكِ بلا وعي، حاولي أن تفكري إذا كان ذلك بسبب التوتر، واعملي على إيجاد طرق أخرى للاسترخاء دون التأثير على نضارة بشرتكِ

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات هذه العادة

إقرأ أيضاً:

اقتراحات طبية لتنظيف بشرة الوجه.. بعيداً عن توصيات التواصل الاجتماعي

تحتوي وسائل التواصل الاجتماعي على عدد لا يحصى من التوصيات حول الطريقة "الصحيحة" لغسل الوجه بطريقة صحية تحافظ على بهاء البشرة، وفي هذا التقرير يقدم بعض أطباء الجلدية نصائح حول الاقتراحات الشائعة.

من المزاعم الشائعة على تيك توك أن غسول الوجه يجب أن يستمر لمدة معينة من الوقت، على وجه التحديد، 60 ثانية. 

ولكن "لا يوجد دليل أو بيانات تدعم هذا الرقم التعسفي"، كما قال آدم فريدمان، أستاذ الأمراض الجلدية في كلية الطب وعلوم الصحة بجامعة جورج واشنطن.

ويضيف فريدمان: "يمكن أن يؤدي الإفراط في الغسيل أو الفرك العنيف إلى إضعاف حاجز الجلد، وينتج عن ذلك الجفاف والتهيج".

التنظيف المزدوج

على وسائل التواصل الاجتماعي، يروج البعض لفوائد "التنظيف المزدوج"، أو غسل الوجه مرتين على التوالي باستخدام منظفين مختلفين.

وتقول أويتيوا أسيمبا، أستاذ مساعد في الأمراض الجلدية في كلية بايلور للطب، "إن الاقتراح له ما يبرره".

وتتابع "إن التنظيف المزدوج يمكن أن يكون بمثابة تغيير لقواعد اللعبة للأشخاص الذين يضعون الكريم الواقي من الشمس، أو مستحضرات تجميل كثيفة، أو لديهم بشرة دهنية أو معرضة لحب الشباب.

وبحسب "مجلة هيلث"، تقترح أسيمبا الغسيل أولاً بمنظف زيتي أو مائي ميسيلار، والذي يساعد على تكسير الزيت والميك أب وكريم الوقاية من الشمس. وفي الغسيل الثاني، استخدام منظف مائي أو رغوي، والذي يزيل الأوساخ والشوائب المتبقية.

ومع ذلك، تحذر أسيمبا من أن "التنظيف اللطيف مرة واحدة قد يكون كافياً للبشرة الجافة أو الحساسة".

ويتفق فريدمان مع هذا الرأي، محذراً من أن التنظيف المزدوج يمكن أن يزيل الدهون الأساسية ويعطل حاجز الجلد، مما يؤدي إلى تهيج. يمكن أن يؤدي هذا التهيج إلى تفاقم أمراض الجلد مثل حب الشباب، والتهاب الجلد الدهني، ويزيد من خطر الإصابة بعدوى الجلد.

استخدام المنشفة

تكثر النصائح حول نوع المنشفة التي يجب استخدامها على وجهك على منصات التواصل الاجتماعي. وعلى وجه الخصوص، يحذر المستخدمون من خطر استخدام منشفة الاستحمام لتجفيف وجهك بعد الغسيل.

ويرى فريدمان أن الأفضل استخدام منشفة منفصلة للوجه، لأن المناشف يمكن أن تؤوي البكتيريا وخلايا الجلد الميتة.

وينبغي التأكد من أن منشفة الوجه ناعمة، "فاعتماداً على مادة وبنية المنشفة،" بحسب فريدمان، "يمكن أن تكون كاشطة، مثل المقشر الفيزيائي تقريباً، ما قد يؤدي إلى تعطيل حاجز الجلد بشكل أكبر".

كيفية غسل الوجه

لا يتعلق غسل الوجه بالتوقيت والمناشف فحسب، بل يتعلق أيضاً بالتقنية.

وترى الدكتورة زينة نواس، أستاذة مساعدة في الأمراض الجلدية في كلية بايلور للطب، أن الخطوة الأولى في غسل الوجه هي التأكد من نظافة اليدين، ثم رش الماء الفاتر على الوجه، وليس الساخن، كما أن الماء البارد لا ينظف الوجه جيداً.


بعد ذلك، ضعي المنظف الخاص بك. استخدمي "كمية بحجم عملة معدنية صغيرة" و"دلكي المنظف برفق باستخدام أطراف الأصابع في حركات دائرية"، مع التركيز على المناطق المعرضة للزيوت، والتعامل بلطف حول العينين.

وعند الانتهاء من التدليك، اشطفي جيداً بالماء الفاتر. ثم استخدمي منشفة نظيفة لتجفيف الجلد وليس فركه. اتبعي ذلك باستخدام مرطب بينما لا تزال البشرة ناعمة.

وتقترح نواس غسل الوجه مرتين يومياً إذا كانت البشرة عادية؛ وللبشرة الجافة أو الحساسة، استخدمي الماء فقط في الصباح ونظفي وجهك في الليل.

اختيار المنظف المناسب

• المنظفات الرغوية. وهي الأفضل للبشرة الدهنية أو المعرضة لحب الشباب. ويكفي استخدام هذا المنظف مرة واحدة يومياً.

• منظفات الجل. توفر تنظيفاً عميقاً، دون الإفراط في التجفيف، وتناسب البشرة العادية.

• منظفات تعتمد على الزيت. هي مفيدة للخطوة الأولى في التنظيف المزدوج لأنها تساعد في إزالة الميك أب المقاوم للماء، والكريم الواقي من الشمس.

• منظفات كريمية أو مرطبة. وهي مثالية للبشرة الجافة أو الحساسة. عادةً لن تحتاجي إلى تنظيف ثانٍ ما لم يكن الميك أب متضمناً.

• المنظفات المقشرة (التي تحتوي على أحماض ألفا هيدروكسي أو أحماض بيتا هيدروكسي أو إنزيمات). لا ينبغي استخدامها يومياً، أو تركها على الجلد لفترة طويلة لأنها قد تسبب تهيجاً.

مقالات مشابهة

  • مشيخة العقل الدرزية ومحافظة دمشق تنجح في تهدئة الوضع بمدينة جرمانا
  • إصابة سائق توك توك بطلق ناري أثناء مقاومة سرقة في أكتوبر
  • أمّة المقاومة.. مقاومة الأمّة
  • تصاعد التوتر في الكونغو الديمقراطية وسط تحركات إقليمية لمواجهة متمردي أم 23
  • حزب المؤتمر: وقف المساعدات لغزة جريمة حرب وتعكس الوجه الحقيقي للاحتلال
  • تركيا تواجه خطرًا وجوديًا
  • حرب المعادن الأوكرانية مستمرة.. بعد توتر العلاقة بين ترامب وزيلينسكى.. السؤال الذى يشغل العالم لماذا تجعل واشنطن اتفاقية التعدين عنصرًا حاسمًا فى عملية السلام مع روسيا؟
  • آبل تعتمد تقنية التعرف على الوجه في هاتفها الجديد iPhone 16e
  • إصابة أحمد السقا في كواليس “العتاولة 2”.. وأشرف زكي يوضح
  • اقتراحات طبية لتنظيف بشرة الوجه.. بعيداً عن توصيات التواصل الاجتماعي