مؤمن الجندي يكتب: رقصة الممكن والمستحيل
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
الحلم هو الشرارة الأولى لكل إنجاز، وهو الضوء الذي يشق ظلام العادي والمألوف، يحرك القلوب الطامحة والعقول المتوثبة، لكنه في الوقت ذاته قد يكون وهمًا زائفًا إذا لم يزِن المرء خطاه بين الحلم والإمكان.. فمتى يكون الحلم وقودًا للنجاح، ومتى يكون عبئًا يسحب صاحبه إلى هاوية الخيبة؟
مؤمن الجندي يكتب: بين العرق والذهب وصمت الكادحين مؤمن الجندي يكتب: كيف يُروى الغياب بعد الرحيل؟ مؤمن الجندي يكتب: بالونة مزدوجة مؤمن الجندي يكتب: انكسار روحقد يقف الإنسان على ضفة الطموح، ناظرًا إلى الضفة الأخرى حيث المجد والعظمة، لكنه ينسى أن بينهما نهرًا عميقًا يحتاج إلى قارب متين ليعبره.
إنه لمن السذاجة أن يضع المرء نفسه في مضمار سباق لا يمتلك له عُدة، متجاهلًا إمكانياته وظروفه، معتقدًا أن الرغبة وحدها كافية لعبور المستحيل.. هنا يتحول الحلم إلى خدعة، والوهم إلى قيد يسلب الإنسان راحته، فيبقى أسيرًا بين نار التمني ومرارة العجز.
وأرى اليوم أحلام جماهير الزمالك لا تزال تحلق في السماء، لكن واقع النادي يسحبها إلى الأرض بقوة، إذ لا الوضع المالي يسمح ببناء فريقٍ قادر على المنافسة، ولا تحركات مجلس الإدارة المنتخب تعكس طموح المدرجات التي تنتظر المعجزات، فيما يبقى الهجوم الجماهيري، رغم شدته، بلا تأثير فعلي إن لم يصاحبه تغيير حقيقي في آليات الإدارة واتخاذ القرار.. بين الحلم والواقع فجوة تتسع، وبين الأمل والغضب تتأرجح جماهير تبحث عن نادٍ يعكس تاريخه، لا أن يكون مجرد ذكرى لأمجاد مضت.
الاعتراف بالواقع.. فضيلة لا استسلامومن وجهة نظري، أن تعترف بحدود إمكانياتك لا يعني أن تتخلى عن طموحك، بل يعني أن تفهم أدواتك وتحسن استخدامها.. ليست كل الأبواب تُفتح بالقوة، أحيانًا تحتاج إلى المفتاح الصحيح! والقفز فوق الواقع بلا حساب قد يكون سقوطًا مدويًا لا نهوض بعده.
في النهاية، الواقعية ليست قتلًا للأحلام، بل هي غربلة لها، تمييز بين الحلم القابل للتحقيق والوهم الذي لا طائل منه.. فالناجحون هم أولئك الذين عرفوا كيف يمدون جسورًا بين الحلم والواقع، فلم يكونوا عبيدًا لأحلام غير قابلة للتحقيق، ولم يكونوا أسرى للخوف من الطموح.
قبل أن تغامر، اسأل نفسك هل هذا الحلم يستحق أن أرهق ذاتي لأجله؟ وهل لدي العزيمة والإمكانات لبلوغه؟ وإن لم أملكها الآن، هل أستطيع أن أكتسبها؟ إن كانت الإجابة نعم، فانطلق ولا تخف.. وإن كانت لا، فابحث عن حلم آخر أكثر واقعية، فأحيانًا يكون إدراك حدودنا أعظم إنجاز نحققه.
للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: نادي الزمالك مجلس إدارة الزمالك حسين لبيب الزمالك صفقات الزمالك بن شرقي مؤمن الجندی یکتب بین الحلم
إقرأ أيضاً:
خالد الجندي: لا يجوز الإساءة حتى إلى الدابة أو أي حيوان
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، عن أهمية التزام المسلم بالأخلاق الحميدة في تعامله مع الآخرين، مشيراً إلى حديث وارد في صحيح مسلم حول النهي عن لعن الدواب، وكيف أن الإسلام دعا إلى تجنب السباب والإهانة حتى للأشياء التي نستخدمها.
وأوضح عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الثلاثاء: "وقد أورد الأثر الإمام مسلم رحمه الله عليه، في باب إيه؟ عارف باب إيه؟ في باب عنون له، العنوان بتاع الباب، الإمام مسلم أورد فيه الحديث ده، قال إيه؟ باب النهي عن لعن الدواب، يعني باب النهي إنك تشتم الحمار اللي انت راكبه، إنك تشتم الحصان اللي انت راكبه، إنك تشتم الجمل اللي انت راكبه، باب النهي عن لعن الدواب وغيرها".
وتابع: "فتأمل، وتأمل محل بقى أو مكانه المستطيلة على إخوانه المتطاول عليهم في الأثر والسنة، في الصحيحين، عن طفيل بن عمر الدوسي، أنه قدم هو وأصحابه على النبي صلى الله عليه وسلم، فقالوا: يا رسول الله، إن دوسًا – قبيلة دوس – عصت وأبت، عصت وأبت، فادعُ الله عليهم، فرفع النبي وتوجه إلى القبلة، يديه إلى السماء. قيل: الصحابة بيقولوا: هلكت دوس، خلاص دول ضاعوا بقى، ده النبي هيدعي عليهم، خلاص دول هيتحرقوا بجاز، خلاص انتهى، هلكت دوس، فإذا بالنبي يقول: اللهم اهدِ دوسًا، اللهم اهدِ دوسًا، وائتِ بهم".
واستكمل: "انظر إلى، يا أخي، سبحان الله، إن من السهل أن تنشأ العبارات في قَدْح الخصم، وفي ذم الخصم، ولكن تذكر أن مكافأتك في مقدار صبرك وحلمك، فلا... فلا، فالقدح لا يعجز عنه الصبيان، وكل سوآت وللناس أعين، كل سوآت وللناس أعين".