الانتصار في تحرير الرهائن مقابل أسرى الحرب
تاريخ النشر: 31st, January 2025 GMT
طاهر محمد الجنيد
تعتمد سياسة كيان الاحتلال والداعمين له على التلاعب بالألفاظ والمصطلحات وهو أسلوب خطير يحرف الحقائق لصالح الإجرام والمجرمين، فمثلا يتعمدون اطلاق لفظ (الرهائن) على جنود الاحتلال الذين أسرتهم المقاومة؛ أما من يتم اقتيادهم من الشوارع والبيوت من الفلسطينيين، فيطلقون عليهم أسرى وحتى كلمة الأسرى لم تشفع لهم في تطبيق القانون الدولي والإنساني والاتفاقيات الدولية، فيمارس بحقهم أبشع أنواع التعذيب الذي يصل إلى الموت .
وتحتجز إسرائيل الأطفال والنساء وتحرمهم من الرعاية الطبية والطعام والماء ومن الزيارة ولديها قانون الاعتقال الإداري الذي لا يتقيد بزمن ودون اتهام أو محاكمة، ويبلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال أكثر من (10000)، حيث وصف مقرر الأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ما يتعرضون له (سلسلة من الانتهاكات للقانون الدولي).
وبعد شهر من بداية معركة طوفان الأقصى عرضت حماس هدنة تبادل للأسرى، لكن الحلف الصهيوني الصليبي رفض ذلك لأنه يريد تدمير غزة والقضاء على المقاومة فيها، وهاهم اليوم يرضخون للهدنة بعد فشل كل الأهداف التي أرادوا الوصول ‘ليها.
بنود الاتفاق حقق للمقاومة بعض شروطها مثل وقف الحرب والانسحاب من غزة وأجراء تبادل الأسرى وإدخال المساعدات –الإنسانية والطبية-وإيقاف تحليق الطيران التجسسي، لكن كعادة جيش الإجرام اليهودي لا يلتزم بعهد ولا ميثاق.
في بداية طوفان الأقصى اتفق صهاينة العرب والغرب على وصف أسرى الحرب لدى المقاومة بالرهائن وطالبوا بإطلاق سراحهم دون قيد أو شرط ووصل الأمر إلى تضمين قرارات مجلس الأمن كلمه (الرهائن)، إلا أن الإجماع الدولي (اختار جميع الرهائن)، حيث ساوى بين الضحية والجلاد، وكأنهم-أي الصهاينة – أبرياء لا علاقة لهم بالاحتلال واليوم قبلوا الخضوع لشروط المقاومة، مع أن أسرى المقاومة يعتبرون رهائن، لأنهم يدافعون عن انفسهم وأموالهم وأعراضهم وعزتهم وكرامتهم في مواجهة مجرمين ومحتلين استولوا على أرض فلسطين وطردوهم منها.
شطبت مفردة الرهائن التي أصروا على التمسك بها لإطالة أمد الحرب أمام الرأي العام المحلي والعربي والدولي- ولتبرير جرائمهم في غزة وفلسطين واليمن ولبنان وسوريا وايران، وثبت أنهم أسرى حرب جنود مدربون على القتل والإجرام، وثبت للعالم أجمع أن هناك رهائن فلسطينيين يتعرضون للقتل والإجرام على أيدي أقذر استعمار في العصر الحديث مدعوم ومسنود بتحالف عالمي ملطخة أياديه بدماء الشعوب العربية والإسلامية وغيرها .
أطلق سراح أسراهم ولم يمسسهم سوء، لم تُفقا أعينهم أو تبتر أطرافهم أو يعانون من الشلل أو فقدان الذاكرة بسبب التعذيب النفسي والجسدي ولم يقتل منهم أحد تحت التعذيب كما يفعل ذلك الصهاينة بالأسرى والمسجونين، لأنهم – أي الصهاينة- لا أخلاق لهم ولا مبادئ ولا قيم .
صمود غزة وقدرتها على المواجهة في وجود الحصار البري والبحري والجوي (الإنساني والدوائي)، يعد معجزة في تاريخ الحروب قديما وحديثا، فقد صمدت أمام تحالف عالمي يمتلك إمكانيات رهيبة ولديه نشاط استخباراتي وعملاء على الأرض وطائرات وأسلحة متطورة في البر والبحر والجو أمام مقاومة تمتلك الشجاعة والبسالة سطرت البطولات وسجلتها بالصوت والصورة وقدمت الإحصاءات التي لم يستطع المجرمون والمأجورون دحضها، مع أنهم لا يمتلكون أدنى مقومات الصمود كل هذه المدة .
السؤال الأهم الآن هو: هل سيقوم صهاينة (العرب والغرب) بعمليات التبادل بينهم وبين المقاومة بإطلاق سراح رجال حماس ومناصري القضية الفلسطينية من سجونهم بمناسبة عملية التبادل؟ فتطلق السلطات في السعودية والإمارات ومصر وبقية الدول العربية من تم سجنهم من كوادر حماس ومن الداعمين للقضية الفلسطينية من العلماء والاكاديميين، وهل ستقوم سلطات أمريكا وبريطانيا وفرنسا وهولندا وبقية الدول الداعمة للكيان المحتل بإطلاق سراح المتظاهرين من الطلاب وغيرهم من المناصرين للقضية الفلسطينية؟ أم انهم سيظلون في إجرامهم وخيانتهم وعمالتهم إلى ما لا نهاية.
إن من أهم العوامل التي أدت إلى الاتفاق والهدنه تلك العناية الربانية التي أنجزت في أيام قليلة بضرب رأس الشر والإجرام والشيطان الأكبر، ما توعدوا به غزة وفلسطين من تدمير ثقة بما لديهم من أموال وسلاح ومجرمين فأتى الله بنيانهم من القواعد وذاقوا لفحة واحدة بعد أن استهزأوا برب العزة والجلال .
ما حصل في أمريكا وأستراليا وغيرها وما قد يحصل يمثل عظة وعبرة لكل متكبر جبار لا يؤمن بيوم الحساب، وهو ما جعل أمريكا تأمر اليهود ليقبلوا بالهدنة ولولا ذلك لاستمر إجرامهم إلى ما لا نهاية .
لم يدر في خلد الأمريكان ولا الصهاينة ولا صهاينة العرب والغرب أن قدرة الله لا يقف أمامها شيء.
صبوا جحيم إجرامهم على غزة واليمن وسوريا ولبنان وغيرها من البلدان.
السيناتور الأمريكي –ليندسي غرهام –تحدث عن اتفاق وجهات نظر اليهود مع آل سعود –بن سلمان –(لا يتوقع من إسرائيل أبرام اتفاق لا يشمل تدمير كتائب حماس أو يسمح لها بالبقاء عسكريا؛ ولا أحد في إسرائيل سيقبل باتفاق قد يمنع تدمير كتائب وقدرات حماس في المستقبل)، ويأتي يهودي آخر ويقول “لولا بن سلمان لضاعت غزة”.
ولا تقل جهود قادة الإمارات ومصر وغيرها في دعمهم للقضاء على حماس والحركات الجهادية لأنها في نظرهم تشكل خطرا عليهم وعلى اليهود، حسب زعمهم.
غزة واليمن ولبنان واجهت الإجرام الصهيوني والخذلان العربي والأممي، إلا قليل من الأحرار الذين كان لهم شرف التصدي والمواجهة وما قاله المجاهد أبو عبيدة في خطابه بمناسبة الهدنة واتفاق التبادل، حيث أشاد باليمن بقيادة السيد العلم قائد الثورة والمسيرة القرآنية عبدالملك بن بدرالدين الحوثي ولبنان بقيادة السيد الشهيد حسن نصرالله والمجاهدين من حزب الله والجمهورية الإسلامية الإيرانية والمقاومة في العراق وأحرار الأردن .
لقد هب قيادات الخليج (ملوكا وأمراء) لنجدة اليهود والنصارى وقدموا العون والمدد للمجرمين في الأراضي المحتلة وفي أوكرانيا والآن سيتكفلون بتعويض المتضررين من الحرائق في أمريكا وسيدفعون التعويضات لهم دون انتظار الشكر والتقدير، فقد جاء من سيأخذ الجزية منهم وهم صاغرون، كما غرد كوهين اليهود.
غزه ولبنان واليمن كشفت الخذلان والخيانة والعمالة في العصر الحديث وسجلت عنوان الشموخ والتصدي للإجرام والمجرمين .
الاتفاق والهدنة يمثل مكسبا لمحور المقاومة التي استطاعت أن تطور قدراتها وتعيد بناء ذاتها أثناء الحرب وهو ما جعل وزير الخارجية الأمريكي (بلينكن) يعترف بذلك -وفقا لمصادرهم أن المقاومة استعادت قدراتها مما يعني أن الحرب بلا نهاية، تم تعيين قيادات بدل الشهداء من الشباب برغم الحصار والحرب والتجويع .
ويتفق معه رئيس المخابرات السعودية السابق تركي الفيصل الذي رأى أن الخطورة كامنة في عدد الأطفال الأيتام الذين عايشوا إبادة أهاليهم أمام أعينهم، مما يعني انهم سيكونون (يحيى السنوار وحسن نصر الله) ويصل الأمر به إلى وصفهم بـ (المجرمين والاشرار) ويحذر الحلف الصهيوني الصليبي وكل الأنظمة التي شاركت في إبادتهم ويدعو ضمنا إلى القضاء عليهم قبل أن يكونوا الخطر القادم وهي ذاتها توجهات قادة كيان الاحتلال، انه لا أبرياء في غزة ويجب القضاء على الجميع.
الخذلان والتآمر على غزة وغيرها ليس وراؤه ذرة من إيمان وهو ما يؤكده العلامة السيد عمر بن حفيظ (هناك من يقول أن ما يجري في غزة ليس بجهاد في سبيل الله، بل مواجهة روافض و و و.. ومن يقول هذا الكلام يقف في صف الكافر والمعتدي والباغي والظالم والغاصب على حساب إخواننا المسلمين وكل ذلك بسبب عدم توافقهم مع صاحب الطائفة أو مع سياسة صاحب المذهب أو مع الدولة أو الحزب الذي ينتمون إليه، فإذا وقف هؤلاء مع الكفار ووالوهم على حساب المسلمين فماذا بقي من الإيمان؟؟.
إن مسيرة الجهاد التي أنهت الاستعمار وأسقطت الإمبراطوريات السابقة هي ذاتها ستؤدي إلى زوال الاحتلال وتحرير أرض فلسطين وستحرر القرار العربي والإسلامي من صهاينة العرب والغرب الذين أعانوا الإجرام والمجرمين على حساب عزتهم وكرامتهم.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: العرب والغرب
إقرأ أيضاً:
حكومة نتنياهو تبحث مستقبل حرب غزة ودعوات إسرائيلية للقبول بصفقة
يلتئم المجلس الوزاري الإسرائيلي للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت) مساء اليوم الثلاثاء، لحسم مستقبل الإبادة الجماعية التي ترتكبها تل أبيب في قطاع غزة منذ أكثر من عام ونصف، وبحث سبل زيادة الضغط على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وأفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن الاجتماع الذي سيعقد هذا المساء يأتي وسط تباين في وجهات نظر الوزراء بين مطالب بحرب شاملة، ومؤيد لتصعيد تدريجي لتحسين شروط التفاوض مع حركة حماس واستعادة الأسرى الإسرائيليين من القطاع، وفق هيئة البث الإسرائيلية الرسمية.
وقالت الهيئة إن الاجتماع يأتي في ظل تعثّر المفاوضات مع حماس بشان صفقة التبادل، ووسط تباين في مواقف الوزراء بين الضغط التدريجي والتصعيد الشامل.
وكانت إسرائيل -وفق هيئة البث- تأمل أن يؤدي استئناف العمليات العسكرية ووقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى ليونة بموقف حماس واستعداد لقبول مقترح المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، لدرجة أن الحكومة كانت مستعدة لقبول صيغة جزئية تفضي لإطلاق سراح 7 إلى 11 أسيرا حيا مقابل تنازلات كبيرة.
وذكرت أن حماس أظهرت بعض مؤشرات المرونة، لكنها رفضت المقترح رسميا، ومنذ نهاية الأسبوع توقفت المفاوضات فعليا.
إعلانومقابل تعنت وتهرب تل أبيب أعلن القيادي في حماس خليل الحية قبل أيام استعداد الحركة لبدء فورا بمفاوضات الرزمة الشاملة لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين دفعة واحدة مقابل إنهاء الإبادة والانسحاب الكامل من القطاع.
كما أعلنت الحركة استعدادها لصفقة شاملة تشمل إعادة جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل وقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.
3 مقترحات إسرائيلية
من جانب آخر، قالت شارين هاسكل نائبة وزير الخارجية الإسرائيلي إن إسرائيل قدمت 3 مقترحات لوقف إطلاق النار في غزة، لكن حركة حماس رفضتها.
وحمّلت هاسكل حماس مسؤولية استمرار الحرب، داعية إلى ممارسة كل الضغوط عليها للإفراج عن الأسرى وتمديد وقف إطلاق النار.
وأشارت المسؤولة الإسرائيلية إلى أنه يمكن إنهاء الحرب الآن في حال إطلاق سراح الأسرى.
وفي السياق، قال زعيم حزب الديمقراطيين يائير غولان إن على إسرائيل القبول بصفقة لإعادة المحتجزين مقابل وقف الحرب والانسحاب من غزة.
وأضاف غولان أن التمسك باستمرار الحرب يخدم نتنياهو سياسيا، فهو يريد للإسرائيليين أن يعيشوا بحالة خوف وضغط دائمين.
وأشار إلى أن الحرب لن تؤدي إلى إخضاع حماس التي تقاتلها إسرائيل في الضفة الغربية منذ عام 1987 ولا تزال موجودة هناك رغم كل ذلك.
وأوضح أن من يريد إعادة المحتجزين عليه أن يقبل بالواقع، وهو أن حماس لن تباد بشكل كامل، وأن هناك فرصة لن تتكرر للتوصل إلى إعادة الأسرى، وأن من الأفضل لإسرائيل أن تستغل الفرصة وتوقف حربها على غزة.
ضغط العائلات
في الأثناء، تدعو عائلات الأسرى ونحو 142 ألف إسرائيلي إلى إبرام اتفاق شامل لإعادة جميع الأسرى دفعة واحدة ولو مقابل وقف الحرب على غزة، لكن الحكومة ترفض هذه الدعوات وتصر على أن بإمكانها دفع حماس للقبول بموقفها بالضغط العسكري الذي يشمل هجمات جوية واسعة.
إعلانونقلت صحيفة هآرتس عن والدة الجندي الأسير في غزة متان إنغريست قولها إن الناخبين اختاروا رئيس وزراء اعتقدوا أنه سيفعل كل شيء لإعادة المحتجزين، لكنه بات يعرقل الصفقات.
وأضافت والدة إنغريست أن دولة إسرائيل خانت ابنها الذي كان يقاتل دفاعا عنها.
وتقدر تل أبيب وجود 59 أسيرا إسرائيليا فير قطاع غزة، منهم 24 على قيد الحياة، في حين يقبع في سجونها أكثر من 9900 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وأكدت حركة حماس مرارا جاهزيتها لتسليم جميع الأسرى دفعة واحدة، لكن نتنياهو يماطل عبر البحث عن صفقات جزئية تبقي حرب الإبادة متواصلة، وفق المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى.