"المسيحية والصهيونية ضدان لا يلتقيان".. مؤتمر دولي في عمان يرفض استخدام الكتاب المقدس لتبرير العنف والاحتلال
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظمت جامعة دار الكلمة في بيت لحم بالتعاون مع مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي في عمان، "المؤتمر الدولي حول فهم الصهيونية المسيحية وآثارها على المسيحيين في الشرق الأوسط"، تحت رعاية الأمير غازي بن محمد، المستشار الرئيسي لملك الأردن للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي، وذلك في موقع المعمودية.
وشهد المؤتمر مشاركة خبراء أكاديميين وقادة دينيين عالميين من 17 دولة، متخصصين في اللاهوت والتاريخ والآثار والأنثروبولوجيا المتعلقة بالصهيونية المسيحية، إلى جانب رؤساء الكنائس من القدس والأردن، لمناقشة التأثيرات الدينية والسياسية للصهيونية المسيحية على المسيحيين في المنطقة.
واستهل الأمير غازي بن محمد المؤتمر بجولة تعريفية للمشاركين في مسار الحج في المعمودية، حيث تم تسليط الضوء على أهمية الموقع للمسيحية، بالإضافة إلى دور الملك عبد الله الثاني في حماية المواقع المسيحية والمجتمع المسيحي في الأراضي المقدسة.
وفي الجلسة الافتتاحية، أكد البطريرك ثيوفيلوس أن الصهيونية المسيحية تشرعن الإبادة الجماعية وتؤيد الاحتلال والعنف، وهو ما يتناقض مع جوهر المسيحية الحقيقية، مشددًا على أن المسيح لم يدعُ أبدًا إلى العنف.
ركزت مناقشات الأيام الأربعة للمؤتمر على المواضيع التالية:
1. فهم الصهيونية المسيحية تاريخيًا
2. الصهيونية المسيحية والاستعمار والإبادة الجماعية
3. الصهيونية المسيحية وعلم الآثار الاستيطاني والتهديد للقدس
4. الصهيونية المسيحية العالمية في الولايات المتحدة ومنطقة الشمال الأوروبي وأوروبا
5. الصهيونية المسيحية العالمية في كندا والهند واليابان
6. الدراسات الناشئة حول الصهيونية المسيحية
7. استراتيجيات وتكتيكات لمواجهة الصهيونية المسيحية
تتميز هذه المشاورة لعدة أسباب:
أولاً: تجمع لأول مرة معظم العلماء البارزين الذين ساهموا بشكل كبير في هذا الموضوع في إطار دولي شامل.
ثانيًا: تركز على موضوع غير مدروس: تأثيرات الصهيونية المسيحية على المسيحيين في الشرق الأوسط.
ثالثًا: يتم تنظيم هذا التجمع تحت رعاية الكنائس المحلية، مما يؤكد أهمية الاستماع إلى المسيحيين في الشرق الأوسط بدلاً من مجرد مناقشتهم.
رابعًا: بالإضافة إلى العلماء وقادة الكنيسة، ينضم إلى المؤتمر مؤثرون في وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة في مجال الدين لتوسيع الوعي بهذه القضية الحيوية.
خامسًا: يتبنى هذا التشاور نهجًا مناهضًا للاستعمار. ويسلط الضوء على كيف توفر الصهيونية المسيحية الإطار الأيديولوجي، أي البرمجيات، التي تسهل استعمار الأراضي الفلسطينية من قبل المستوطنين، في حين يوفر الدعم العسكري الغربي الأجهزة، مما يتيح التطهير العرقي والإبادة الجماعية.
سادسًا: يهدف المؤتمر إلى تجميع ونشر مختارات عالمية غير مسبوقة عن الصهيونية المسيحية.
سابعًا: تتمتع هذه المشاورة بأهمية لأنها تجري في الأردن، في موقع معمودية السيد المسيح، حيث بشر يوحنا المعمدان إيذانًا ببداية الخدمة العامة للمسيح.
وأخيرًا، فإن توقيت هذه المشاورة مؤثر بشكل خاص. عندما تم التخطيط للمؤتمر قبل عامين، لم يكن أحد يتوقع أن يشكل الرئيس ترامب أكثر حكومة مسيحية صهيونية في تاريخ أمريكا أو أن اليمين السياسي بآرائه الاستشراقية والمسيحية الوطنية سيكتسب زخمًا في أوروبا.
توصيات
واختتم المؤتمر بوضع توصيات ملموسة للاستراتيجيات والإجراءات المستقبلية.
تضمنت اللجنة التوجيهية للتشاور كلا من الدكتور متري الراهب، رئيس جامعة دار الكلمة في بيت لحم، الدكتور طارق الجوهري، المدير العام لمعهد آل البيت للفكر الإسلامي، الدكتور وصفي كيلاني، مدير الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة، الأسقف الدكتور منيب يونان، الأسقف السابق للكنيسة اللوثرية في القدس والأردن، الدكتور روبرت سميث، أستاذ التاريخ ووزير مكرس في الكنيسة الإنجيلية الأمريكية.
لقاءات
وعلي هامش اللقاء قال الدكتور القس متري الراهب رئيس جامعة دار الكلمة في بيت لحم، بان موضوع لقائنا هو قضية الساعة، والمؤتمر يعالج موضوع خطير ليس فقط بعده الديني فقط ولكن البعد السياسي والاقتصادي، ويتزامن مع استلام الحكومة الاكثر اصولية متشدده ببعدها في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذه الحكومة يساندها المسيحين الصهاينة واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية.
واضاف الراهب خلال تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز» أن التطرف اليميني والمسيحية الصهيونية تشهد اليوم تناميا وزخما وانتشارا هائلا في أمريكا وأوروبا والنصف الجنوبي من العالم، وبالأخص ألمانيا، إيطاليا ، فرنسا والدول الاسكندنافية أيضا، وهي تسند اليوم للتطهير العرقي في غزة والاستيطان الاحتلالي في الضفة الغربية.
وأشار الراهب إلى أن المسيحية براء من الصهيونية وهما ضدان لا يمكن أن يلتقيا.
وأكد أن المؤتمر يتبنى نهجا مناهضا للاستعمار ويسلط الضوء على الكيفية التي نوفر بها المسيحية الصهيونية الإطار الأيدولوجي أي القوة الناعمة التي تسهل احتلال المستوطنين للأراضي الفلسطينية ويوفر الدعم العسكري الغربي للاحتلال وللقوة الاستعمارية الغاشمة مما يتيح المجال للتطهير العرقي والابادة الجماعية ويجعل من الإسلاموفوبيا والعنصرية ضد العرب والمسلمين والفلسطينيين جزءا لا يتجزأ من هذه الأيديولوجيا والتي غالبا ما تعتبر معاناة المسيحيين تحت الاحتلال الإسرائيلي على أنها أضرار جانبية لا بد منها.
وكشف «الراهب» عن أن المؤتمر ركز على موضوع لم يدرس من قبل وهو تأثيرات الصهيونية المسيحية على المسيحيين في الشرق الأوسط، و تعريف مفهوم المسيحية الصهيونية التي لها عدة أوجه فلم تعد فقط المسيحية المحافظة وإنما هناك مسيحية صهيونية في الكنائس الرئيسية والكنائس الليبرالية.
وأضاف، أن المؤتمر يتمتع بأهمية كبيرة لأنه ينعقد في الأردن في موع عماد السيد المسيح لذلك ابتدأنا المؤتمر بمسيرة حج استمرت لثلاث ساعات لنترك للمكان أن يعمل أثره الروحي فينا.
أشاد الدكتور القس متري الراهب، رئيس جامعة دار الكلمة في بيت لحم، بالدور البارز الذي تقوم به مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي والحكومة المصرية في دعم القضية الفلسطينية، مثمنًا البيان الصادر عن وزارة الخارجية المصرية الذي شدد على رفض أي مساس بالحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف.
وأكد البيان رفضه للاحتلال والاستيطان وتهجير الفلسطينيين أو نقلهم قسرًا من أراضيهم، مشيرًا إلى أن هذه السياسات تهدد الاستقرار وتزيد من تفشي الصراع في المنطقة، مما يقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها.
وشددد البيان على تنفيذ حل الدولتين وتأكيد القدس الشرقية عاصمة لفلسطين ضمن حدود 1967، متماشيًا مع قرارات الشرعية الدولية.
كما شدد القس متري على موقف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الرافض لأي سياسات للتطهير العرقي ودعمه المستمر للشعب الفلسطيني.
من جانبه، أشار الدكتور وصفي الكيلاني، المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى، إلى أن المؤتمر حول الصهيونية المسيحية جاء في وقت حاسم لمناقشة هذه القضية القديمة والملحة، معترفًا بأن بعضهم يراها متأخرة بالنظر إلى تاريخ المسيحية الصهيونية الذي يمتد لقرابة 200 عام.
وأوضح الكيلاني في تصريح خاص لـ البوابة نيوز أن المسيحية الصهيونية سبقت الصهيونية اليهودية في الدعوة إلى تهويد أرض فلسطين، مؤكدًا أن البطريرك ثيوفيلوس قد أشار إلى أن شرعنة الصهيونية المسيحية للعنف والاحتلال تتناقض مع المسيحية الحقيقية، حيث أن المسيح لم يدعُ أبدًا إلى العنف.
تصحيح المفاهيم
كشف الدكتور وصفي الكيلاني، المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى، عن أن المؤتمر الدولي حول فهم الصهيونية المسيحية وآثارها على المسيحيين في الشرق الأوسط جاء كدعوة لتصحيح المفاهيم المغلوطة المنتشرة حول الصهيونية المسيحية.
وأكد أن هناك مشاكل في فهم النصوص المقدسة وتطبيقها على الواقع المعيشي.
وأوضح أن بعض التفسير الجديد لبعض الآيات الإنجيلية أو التوراة قد أدى إلى تشويه فهم الواقع، ما تسبب في الفساد والقتل والتدمير، وهو ما يتعارض مع مبادئ المسيحية الحقيقية التي تدعو إلى الحب والرحمة.
وفي نفس السياق، قال الدكتور القس خضر اليتيم، مدير وحدة الخدمات والعدالة بالكنيسة الإنجيلية اللوثرية بأمريكا، إن المسيحية الصهيونية تستخدم الكتاب المقدس لتبرير أعمال العنف والاحتلال وتأسيس دولة إسرائيل، مشددًا على ضرورة التوعية وتصحيح الفكر بين الكنائس في أوروبا، لمقاومة التفسير الخاطئ للنبوءات التي تستخدم كـ سلاح ضد الشعوب الأخرى.
واعتبر اليتيم أن المسيحية الصهيونية تروج للعنف والعنصرية تجاه المسلمين واليهود وتغذي التعصب ورفض الآخر، داعيًا إلى التضامن والوحدة من أجل السلام والعدالة في العالم.
من جهته، أشار القس رفعت فكري، الأمين العام المشارك عن العائلة الإنجيلية في مجلس كنائس الشرق الأوسط، إلى أن المؤتمر ضد الصهاينة المسيحيين، ورفض مسمى المسيحية الصهيونية، مبينًا أن المسيحيين في فلسطين يتأثرون بشكل سلبي من دعم المسيحيين الصهاينة لدولة إسرائيل.
كما تناول المؤتمر قضية الصهيونية ومفاهيم الاختيار الإلهي لأرض فلسطين، مشددًا على أن الله لا يوافق على العنف أو الإرهاب وأن النصوص الكتابية يجب تفسيرها في سياقها التاريخي والحضاري.
وأضاف فكري في تصريح خاص لـ "البوابة نيوز" أن المؤتمر يعتبر دعوة للمسيحيين في أمريكا ودول الغرب لفهم الآثار السلبية لدعم إسرائيل على المسيحيين الفلسطينيين، داعيًا إلى التفكير العميق في النصوص الإنجيلية التي تدعو للسلام والمحبة، مؤكدًا أن دعوة المسيح هي دعوة للسلام لا للقتل أو الإرهاب.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: المسيحية الصهيونية المسیحیة الصهیونیة الصهیونیة المسیحیة الصهیونیة ا المسیحیة ا أن المؤتمر أن المسیح إلى أن
إقرأ أيضاً:
القومي للبحوث الجنائية: بعض الجرائم التي ترتكب في المجتمع مرتبطة بالأسرة وثقافة الترند
أكدت سهير عبد المنعم رئيس لجنة النشر بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، أنه هناك بعض الجرائم التي ترتكب في المجتمع مرتبطة بالأسرة وثقافة الترند .
نرفض محاولات تهجير الفلسطينيين.. برلمانية: على المجتمع الدولى التحرك لحل الدولتينفيديوهات مخلة والاعتداء علي قيم المجتمع.. اليوم محاكمة وحش الكوننائب رئيس جامعة عين شمس لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة تستقبل وفدا من نادي الليونزمنظمة النهضة العربية: المجتمع الدولي مطالب بتدابير حازمة لوقف مجازر غزة
وقالت سهير عبد المنعم في حوارها مع الإعلامي سيد علي في برنامج " حضرة المواطن " المذاع على قناة " الحدث اليوم "، :" قمنا بدراسة عن الشخصية المصرية والعنف والجريمة وتطرقنا لموقف الجماهير من أحداث العنف والجرائم ".
وتابعت سهير عبد المنعم :" ظاهرة الترند دخلت حياتها والترند على السوشيال ميديا أصبح وسيلة من أجل تحقيق الأرباح وأصبح المفهوم اقتصادي بحت ".
واكملت سهير عبد المنعم :" العوملة الاقتصادية أدت إلى تزايد العنف في العالم ".
ولفتت سهير عبد المنعم :" الامم المتحدة أصدرت تقريرا عن حالات الفوضى والأثار الاجتماعية للعولمة ومدى انتشار العنف في العالم ".