تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

نظمت جامعة دار الكلمة في بيت لحم بالتعاون مع مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي في عمان، "المؤتمر الدولي حول فهم الصهيونية المسيحية وآثارها على المسيحيين في الشرق الأوسط"، تحت رعاية الأمير غازي بن محمد، المستشار الرئيسي لملك الأردن للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي، وذلك في موقع المعمودية.

وشهد المؤتمر مشاركة خبراء أكاديميين وقادة دينيين عالميين من 17 دولة، متخصصين في اللاهوت والتاريخ والآثار والأنثروبولوجيا المتعلقة بالصهيونية المسيحية، إلى جانب رؤساء الكنائس من القدس والأردن، لمناقشة التأثيرات الدينية والسياسية للصهيونية المسيحية على المسيحيين في المنطقة.

واستهل الأمير غازي بن محمد المؤتمر بجولة تعريفية للمشاركين في مسار الحج في المعمودية، حيث تم تسليط الضوء على أهمية الموقع للمسيحية، بالإضافة إلى دور الملك عبد الله الثاني في حماية المواقع المسيحية والمجتمع المسيحي في الأراضي المقدسة.

وفي الجلسة الافتتاحية، أكد البطريرك ثيوفيلوس أن الصهيونية المسيحية تشرعن الإبادة الجماعية وتؤيد الاحتلال والعنف، وهو ما يتناقض مع جوهر المسيحية الحقيقية، مشددًا على أن المسيح لم يدعُ أبدًا إلى العنف.

ركزت مناقشات الأيام الأربعة للمؤتمر على المواضيع التالية:
1. فهم الصهيونية المسيحية تاريخيًا
2. الصهيونية المسيحية والاستعمار والإبادة الجماعية
3. الصهيونية المسيحية وعلم الآثار الاستيطاني والتهديد للقدس
4. الصهيونية المسيحية العالمية في الولايات المتحدة ومنطقة الشمال الأوروبي وأوروبا
5. الصهيونية المسيحية العالمية في كندا والهند واليابان
6. الدراسات الناشئة حول الصهيونية المسيحية
7. استراتيجيات وتكتيكات لمواجهة الصهيونية المسيحية
تتميز هذه المشاورة لعدة أسباب:
أولاً: تجمع لأول مرة معظم العلماء البارزين الذين ساهموا بشكل كبير في هذا الموضوع في إطار دولي شامل.
ثانيًا: تركز على موضوع غير مدروس: تأثيرات الصهيونية المسيحية على المسيحيين في الشرق الأوسط.
ثالثًا: يتم تنظيم هذا التجمع تحت رعاية الكنائس المحلية، مما يؤكد أهمية الاستماع إلى المسيحيين في الشرق الأوسط بدلاً من مجرد مناقشتهم.
رابعًا: بالإضافة إلى العلماء وقادة الكنيسة، ينضم إلى المؤتمر مؤثرون في وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة في مجال الدين لتوسيع الوعي بهذه القضية الحيوية.
خامسًا: يتبنى هذا التشاور نهجًا مناهضًا للاستعمار. ويسلط الضوء على كيف توفر الصهيونية المسيحية الإطار الأيديولوجي، أي البرمجيات، التي تسهل استعمار الأراضي الفلسطينية من قبل المستوطنين، في حين يوفر الدعم العسكري الغربي الأجهزة، مما يتيح التطهير العرقي والإبادة الجماعية.
سادسًا: يهدف المؤتمر إلى تجميع ونشر مختارات عالمية غير مسبوقة عن الصهيونية المسيحية.
سابعًا:  تتمتع هذه المشاورة بأهمية لأنها تجري في الأردن، في موقع معمودية السيد المسيح، حيث بشر يوحنا المعمدان إيذانًا ببداية الخدمة العامة للمسيح.
وأخيرًا، فإن توقيت هذه المشاورة مؤثر بشكل خاص. عندما تم التخطيط للمؤتمر قبل عامين، لم يكن أحد يتوقع أن يشكل الرئيس ترامب أكثر حكومة مسيحية صهيونية في تاريخ أمريكا أو أن اليمين السياسي بآرائه الاستشراقية والمسيحية الوطنية سيكتسب زخمًا في أوروبا.

توصيات

واختتم المؤتمر بوضع توصيات ملموسة للاستراتيجيات والإجراءات المستقبلية.

تضمنت اللجنة التوجيهية للتشاور كلا من الدكتور متري الراهب، رئيس جامعة دار الكلمة في بيت لحم، الدكتور طارق الجوهري، المدير العام لمعهد آل البيت للفكر الإسلامي، الدكتور وصفي كيلاني، مدير الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى وقبة الصخرة، الأسقف الدكتور منيب يونان، الأسقف السابق للكنيسة اللوثرية في القدس والأردن، الدكتور روبرت سميث، أستاذ التاريخ ووزير مكرس في الكنيسة الإنجيلية الأمريكية.

لقاءات 

وعلي هامش اللقاء قال الدكتور القس متري الراهب رئيس جامعة دار الكلمة في بيت لحم، بان موضوع لقائنا هو قضية  الساعة، والمؤتمر يعالج موضوع خطير ليس فقط بعده الديني فقط ولكن البعد السياسي والاقتصادي، ويتزامن مع استلام الحكومة الاكثر اصولية متشدده ببعدها في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذه الحكومة يساندها المسيحين الصهاينة واللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية.

واضاف الراهب خلال تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز» أن التطرف اليميني والمسيحية الصهيونية تشهد اليوم تناميا وزخما وانتشارا هائلا في أمريكا وأوروبا والنصف الجنوبي من العالم، وبالأخص ألمانيا، إيطاليا ، فرنسا والدول الاسكندنافية أيضا، وهي تسند اليوم للتطهير العرقي في غزة والاستيطان الاحتلالي في الضفة الغربية.

وأشار الراهب إلى أن المسيحية براء من الصهيونية وهما ضدان لا يمكن أن يلتقيا.

وأكد أن المؤتمر يتبنى نهجا مناهضا للاستعمار ويسلط الضوء على الكيفية التي نوفر بها المسيحية الصهيونية الإطار الأيدولوجي أي القوة الناعمة التي تسهل احتلال المستوطنين للأراضي الفلسطينية ويوفر الدعم العسكري الغربي للاحتلال وللقوة الاستعمارية الغاشمة مما يتيح المجال للتطهير العرقي والابادة الجماعية ويجعل من الإسلاموفوبيا والعنصرية ضد العرب والمسلمين والفلسطينيين جزءا لا يتجزأ من هذه الأيديولوجيا والتي غالبا ما تعتبر معاناة المسيحيين تحت الاحتلال الإسرائيلي على أنها أضرار جانبية لا بد منها. 

وكشف «الراهب» عن أن المؤتمر ركز على موضوع لم يدرس من قبل وهو تأثيرات الصهيونية المسيحية على المسيحيين في الشرق الأوسط، و تعريف مفهوم المسيحية الصهيونية التي لها عدة أوجه فلم تعد فقط المسيحية المحافظة وإنما هناك مسيحية صهيونية في الكنائس الرئيسية والكنائس الليبرالية.

وأضاف، أن المؤتمر يتمتع بأهمية كبيرة لأنه ينعقد في الأردن في موع عماد السيد المسيح  لذلك ابتدأنا المؤتمر بمسيرة حج استمرت لثلاث ساعات لنترك للمكان أن يعمل أثره الروحي فينا.

أشاد الدكتور القس متري الراهب، رئيس جامعة دار الكلمة في بيت لحم، بالدور البارز الذي تقوم به مصر بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي والحكومة المصرية في دعم القضية الفلسطينية، مثمنًا البيان الصادر عن وزارة الخارجية المصرية الذي شدد على رفض أي مساس بالحقوق الفلسطينية غير القابلة للتصرف. 

وأكد البيان رفضه للاحتلال والاستيطان وتهجير الفلسطينيين أو نقلهم قسرًا من أراضيهم، مشيرًا إلى أن هذه السياسات تهدد الاستقرار وتزيد من تفشي الصراع في المنطقة، مما يقوض فرص السلام والتعايش بين شعوبها. 

وشددد البيان على تنفيذ حل الدولتين وتأكيد القدس الشرقية عاصمة لفلسطين ضمن حدود 1967، متماشيًا مع قرارات الشرعية الدولية. 

كما شدد القس متري على موقف العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني الرافض لأي سياسات للتطهير العرقي ودعمه المستمر للشعب الفلسطيني.

من جانبه، أشار الدكتور وصفي الكيلاني، المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى، إلى أن المؤتمر حول الصهيونية المسيحية جاء في وقت حاسم لمناقشة هذه القضية القديمة والملحة، معترفًا بأن بعضهم يراها متأخرة بالنظر إلى تاريخ المسيحية الصهيونية الذي يمتد لقرابة 200 عام. 

وأوضح الكيلاني في تصريح خاص لـ البوابة نيوز أن المسيحية الصهيونية سبقت الصهيونية اليهودية في الدعوة إلى تهويد أرض فلسطين، مؤكدًا أن البطريرك ثيوفيلوس قد أشار إلى أن شرعنة الصهيونية المسيحية للعنف والاحتلال تتناقض مع المسيحية الحقيقية، حيث أن المسيح لم يدعُ أبدًا إلى العنف.

تصحيح المفاهيم 

كشف الدكتور وصفي الكيلاني، المدير التنفيذي للصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى، عن أن المؤتمر الدولي حول فهم الصهيونية المسيحية وآثارها على المسيحيين في الشرق الأوسط جاء كدعوة لتصحيح المفاهيم المغلوطة المنتشرة حول الصهيونية المسيحية.

وأكد أن هناك مشاكل في فهم النصوص المقدسة وتطبيقها على الواقع المعيشي.

وأوضح أن بعض التفسير الجديد لبعض الآيات الإنجيلية أو التوراة قد أدى إلى تشويه فهم الواقع، ما تسبب في الفساد والقتل والتدمير، وهو ما يتعارض مع مبادئ المسيحية الحقيقية التي تدعو إلى الحب والرحمة.

وفي نفس السياق، قال الدكتور القس خضر اليتيم، مدير وحدة الخدمات والعدالة بالكنيسة الإنجيلية اللوثرية بأمريكا، إن المسيحية الصهيونية تستخدم الكتاب المقدس لتبرير أعمال العنف والاحتلال وتأسيس دولة إسرائيل، مشددًا على ضرورة التوعية وتصحيح الفكر بين الكنائس في أوروبا، لمقاومة التفسير الخاطئ للنبوءات التي تستخدم كـ سلاح ضد الشعوب الأخرى. 

واعتبر اليتيم أن المسيحية الصهيونية تروج للعنف والعنصرية تجاه المسلمين واليهود وتغذي التعصب ورفض الآخر، داعيًا إلى التضامن والوحدة من أجل السلام والعدالة في العالم.

من جهته، أشار القس رفعت فكري، الأمين العام المشارك عن العائلة الإنجيلية في مجلس كنائس الشرق الأوسط، إلى أن المؤتمر ضد الصهاينة المسيحيين، ورفض مسمى المسيحية الصهيونية، مبينًا أن المسيحيين في فلسطين يتأثرون بشكل سلبي من دعم المسيحيين الصهاينة لدولة إسرائيل.

كما تناول المؤتمر قضية الصهيونية ومفاهيم الاختيار الإلهي لأرض فلسطين، مشددًا على أن الله لا يوافق على العنف أو الإرهاب وأن النصوص الكتابية يجب تفسيرها في سياقها التاريخي والحضاري.

وأضاف فكري في تصريح خاص لـ "البوابة نيوز" أن المؤتمر يعتبر دعوة للمسيحيين في أمريكا ودول الغرب لفهم الآثار السلبية لدعم إسرائيل على المسيحيين الفلسطينيين، داعيًا إلى التفكير العميق في النصوص الإنجيلية التي تدعو للسلام والمحبة، مؤكدًا أن دعوة المسيح هي دعوة للسلام لا للقتل أو الإرهاب.

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: المسيحية الصهيونية المسیحیة الصهیونیة الصهیونیة المسیحیة الصهیونیة ا المسیحیة ا أن المؤتمر أن المسیح إلى أن

إقرأ أيضاً:

مؤتمر المحافظين الأمريكيين.. حشد عالمي لليمين المتطرف

 

عبد النبي العكري

انعقد في منطقة أوكسن هيل بولاية ماريلاند بالولايات المتحدة الأمريكية، مؤتمر المحافظين للعمل السياسي، والذي تلتئم أعماله كل عام منذ 1947، كما إن تنظيمات مُحافِظة تعقد مؤتمرات مماثلة بنفس التسمية في عدد من الدول؛ ومنها المكسيك والبرازيل والمجر وكوريا الجنوبية.

لكن ما يُعطي لهذا المؤتمر أهمية كبيرة هو أن المتحدث الأول فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بكل ما يمثل فوزه بالرئاسة الأمريكية بأغلبية كاسحة، وكذلك فوز حزبه الجمهوري اليميني بأغلبية الكونجرس استنادا إلى برنامج يميني متطرف لصالح أصحاب المليارات ونموذجهم إيلون ماسك. وينعقد المؤتمر في ظل تقدم وفوز الأحزاب اليمينية في عدد من البلدان في أوروبا وأمريكا اللاتينية، في ظاهرة عالمية خطيرة؛ فقد تزامن المؤتمر مع فوز اليمين، واليمين المتطرف في ألمانيا؛ حيث بادر زعيم الحزب الفائز (الديمقراطي المسيحي) لدعوة الإرهابي نتنياهو لزيارة ألمانيا.

ومن حضور المؤتمر الأمريكي، خافيير ميلي رئيس الأرجنتين اليميني المتطرف، وفيكتور أوربان رئيس وزراء المجر، وربيرتو فيكو رئيس وزراء سلوفاكيا، وجورجيا ميلوني رئيسة وزراء إيطاليا (عن بُعد) وزعماء أحزاب اليمين واليمين المتطرف في عدد من البلدان مثل جوردان بارديلا زعيم الجبهة الوطنية الفرنسية، وليز نيتس الزعيمة السابقة لحزب المحافظين البريطاني.

وفي لقطة معبرة صعد إلى المسرح إيلون ماسك، اليد اليمنى لترامب أثناء إلقاء رئيس الأرجنتين ميلي لكلمته وهو يحمل منشارًا كهربائيًا أهداه إياه ميلي، ويرمز إلى مهمته في استئصال ما يُعد شخصيات وإدارات وخدمات للحكومة الفيدرالية في تقويضٍ لدور الدولة في خدمة مواطنيها، وحلول القطاع الخاص محل الدولة في عدد من القطاعات والخدمات.

كانت فرصة سانحة للرئيس ترامب لأن يُفسِّر انتصاره في انتخابات الرئاسة على أنها عودة لا سابق لها للسلطة في الحياة السياسية الأمريكية، وأنها بمثابة انتصار ساحق له وللجمهوريين، وهزيمة ساحقة لخصومه (جو بايدن وكمالا هاريس) وللديمقراطيين عامةً، وتفويض للانتقام منهم ولكل من حاول تطبيق القانون ومحاسبته في الإدارة الفيدرالية. ومعنى ذلك وضع حدٍ لحيادية الإدارة الفيدرالية ولتداول السلطة ما بين الحزبين الديمقراطي والجمهوري، وسيطرة الحزب الجمهوري اليميني بدءًا بقيادة ترامب الاستبدادية على الحياة السياسية الأمريكية. كما جرى تداول فكرة فترة رئاسة ثالثة لترامب خلافًا للدستور الأمريكي، من خلال اللجوء لحيلة ترشُّحه كنائبٍ لمرشح الرئاسة فانس (نائب الرئيس حاليًا) ثم استقالة فانس؛ ليُصبح ترامب الرئيس مُجددًا.

استعرض ترامب في كلمته المُطوَّلة وبعرضٍ مسرحيٍ، انتصاراته وإنجازاته المبهرة طوال شهر من حكمه، والحط من خصومه السياسيين وتقديم نفسه كمنقذٍ وقائد لأمريكا العظيمة مجددًا، وكذلك رؤيته لأمريكا أولًا وللعلاقات مع العالم في ضوء ذلك. وكالعادة فقد كانت الكلمة مليئة بالإهانات لخصومه السياسيين خصوصًا بايدن وهاريس وادعاءات فارغة وأكاذيب مكشوفة وترويج لأطروحات شعبوية خادعة. ووصف الحزب الديمقراطي وسياسيِّهِ بأنهم حفنة من الماركسيين واليساريين، الذين خانوا أمريكا وأشعلوا الحروب، وأنهم فاسدون وذوو مصالح ذاتية، وادعى أنه يحظى بدعم 70% من الأمريكيين، وأنه جاء ليقود الأمة والشعب الأمريكي لتعود أمريكا أولًا في قيادة العالم.

كثيرة هي القضايا والتوجهات الخطيرة التي طرحها ترامب بتعبيرات مبتذلة، لا سيما وأنه يرى عودة أمريكا لبلد الرواد الفاتحين البيض ذوي العقيدة المسيحية المحافِظة، والتخلي عن القيم الليبرالية، وإعلاء شأن الرأسمالية المطلقة، والحد من الضوابط والضرائب عليها، وفي ذات الوقت الحد من مسؤوليات الدولة الفيدرالية تجاه مواطنيها، وخصوصًا الفئات الضعيفة، كذلك منع تدفق الهجرة وخصوصًا من أمريكا اللاتينية، وبدأ أكبر عملية تهجير لمن يعتبرهم "المهاجرين غير الشرعيين"، في تاريخ أمريكا؛ حيث يصفهم بـ"المجرمين ومروجي المخدرات" في بلد ارتبط تاريخه بالهجرة، مع اتباع سياسة اقتصادية حمائية، في حين أن أمريكا ومنذ نهاية الحرب العالمية الثانية تسيَّدت العالم بفتح الأسواق وحرية التجارة وفرضت الدولار كعملة دولية.

كرر ترامب طرحه الخطير في التخلي عن القانون الدولي المستند للأمم المتحدة والشرعية الدولية في استقلال وسيادة الدول؛ حيث أعاد طرحه بضم كندا لتكون الولاية رقم 51، وكذلك ضم جزيرة جرينلاند والسيطرة على قناة بنما والاستيلاء على قطاع غزة الفلسطيني باتفاق مع المحتلين الصهاينة، وكأن بلدان العالم عقارات للبيع. كما أكد انسحاب أمريكا من عدد من المنظمات مثل مفوضية حقوق الإنسان ومنظمة الصحة العالمية، من الاتفاقات الدولية مثل اتفاقية باريس للمناخ، مع وقف تمويل منظمة الأونروا وغيرها.

ترامب كرر تأكيده أن فرض الضرائب على واردات الدول له الأولوية، وأعاد تكرار البلدان المستهدفة، مؤكدًا أن ذلك سيوفر للحكومة الفيدرالية الموارد المالية كبديل عن الضرائب، وسيُحفِّز التصنيع في أمريكا، في حين يتجاهل أن حرب الضرائب المتبادلة، ستتسبب في الإضرار بالاقتصاد الأمريكي والعالمي، وفي تأجيج التضخم في أمريكا.

عَمد ترامب في خطابه إلى استخدام إسقاطات من خلال تجربته كمستثمر عقاري مغامر، ولاعب جولف، على خيارته السياسية وأسلوبه في الحكم؛ حيث تعاطى مع قضية أوكرانيا كصفقةٍ تجاريةٍ مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، متجاهلًا إرادة أوكرانيا وحكومتها وحليفته أوروبا. ولم يرَ حرجًا في مطالبة أوكرانيا بمنح أمريكا نصف إنتاجها من المعادن النادرة، مقابل ما قدمته من مساعدات عسكرية ومالية، والتمويل مستقبلًا لإعادة إعمار ما خلفته الحرب من دمار، والنهوض بالاقتصاد الأوكراني، وفي ذات الوقت يُدر المليارات على أمريكا، فيما يعتبره صفقة رابحة.

تفاخر ترامب بإصداره عفوًا رئاسيًا عن المجرمين المتورطين في اقتحام الكونجرس في 6 يناير 2020، بتحريض منه، بعد فشله في الانتخابات الرئاسية، إضافة إلى محكومين متورطين معه قي قضاياه الجنائية. وكرر ادعاءاته مجددًا بأن انتخابات 2020 والتي خسرها كانت مزورة، وكذلك الأمر في انتخابات 2024، لكن اكتساحه لها حال دون فوز منافسته الديمقراطية كمالا هاريس.

وعاد لتكرار السخرية من خصومه في السباق الانتخابي، وأولهم الرئيس السابق جو بايدن ونائبته كمالا هاريس، ووصفهما بأقذع الصفات، وتعمد الحط من شخصياتهم بشكل معيب. وهاجم بقسوة وسائل الإعلام التي تنتقده ومقدمي برامجها، واستهزأ بشخصيات إعلامية مرموقة. وفي ذات الوقت فإن الاعلام المنافق رفع ترامب إلى مكانة أعلى من مؤسس أمريكا الرئيس جورج واشنطن.

وقد تبارى المسؤولون الذين عيَّنهم ترامب في المواقع القيادية في كلماتهم، في كيل المديح له، ووصفه بالإنسان الخارق، وأعظم رئيس في تاريخ أمريكا؛ مما يدل على جنون العظمة لدى ترامب، وحبه للنفاق؛ بل إن أحدهم رشحه لنيل جائزة نوبل للسلام؛ تقديرًا للصفقة التي يسعى لإبرامها مع بوتين لإنهاء حرب أوكرانيا.

من الواضح من خلال ما عرضه ترامب وكبار المتحدثين أمام المؤتمر أن الإدارة اليمينية الحالية بقياده ترامب ومهندسها إيلون ماسك، تعمل على إحداث تغيير عميق وشامل في المجتمع الأمريكي، والبنية السياسية والنظام السياسي والاقتصادي وبنية الدولة الفيدرالية والمحلية وتركيبة ودور الأجهزة العسكرية والأمنية، وبالطبع النظام العالمي والعلاقات الدولية والشرعية الدولية التي انبثقت بعد الحرب العالمية الثانية.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • التيار الوطني الحر يواصل لقاءاته في مؤتمر مستقبل المسيحيين في لبنان ببودابست
  • قيومجيان من بودابست: ساعدونا في حماية وجود المسيحيين في الشرق الأوسط
  • سلطنة عمان تشارك في مؤتمر أخلاقيات المهن الطبية بالبحرين
  • قراءة في مؤتمر الحوار الوطني السوري
  • المنسق الإعلامي يرفض سؤال الإقالة في مؤتمر بيولي بعد خسارة النصر.. فيديو
  • مؤتمر جنيف.. تحرك دولي جديد لحماية المدنيين في الأراضي المحتلة
  • اللجنة الأولمبية تدين أحداث العنف التي سبقت مباراة الرويسات والحراش
  • سلطان الجمّالي: الولايات المتحدة لم تكن وسيطًا محايدًا بين العرب والاحتلال
  • المغرب يدق ناقوس الخطر بشأن انتشار الأسلحة في إفريقيا ويدعو لتحرك دولي عاجل
  • مؤتمر المحافظين الأمريكيين.. حشد عالمي لليمين المتطرف