100 قتيل ومتمردو الكونغو يسيطرون على مطار غوما
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
سيطر متمردي "حركة إم 23" المدعومة من رواندا على مطار مدينة غوما المحاصرة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية أمس الثلاثاء التي صارت على وشك السقوط بعد توجيه ضربة قوية للقوات الكونغولية هناك. وأسفرت المعارك في غوما أكبر مدينة في شرق البلاد على مدى الثلاثة ايام الأخيرة عن مقتل أكثر من 100 قتيل ونحو ألف جريح وفقا لحصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى تقارير المستشفيات.
وأكد طبيب اتصلت به وكالة الصحافة الفرنسية، بعد المعارك التي اندلعت في الأيام الأخيرة بين الجيش الكونغولي وحركة إم 23 المتمردة مدعومة بالقوات الرواندية، أن "العديد من الجثث لا تزال في المدينة، ويجب انتشالها في أسرع وقت ممكن".
وأصبحت مدينة غوما ساحة قتال منذ دخل مقاتلو حركة إم 23 المسلحة التي يقودها التوتسي والقوات الرواندية وسط غوما مساء يوم الأحد بعد تقدّم دام أسابيع عبر المنطقة.
وأسفر القتال العنيف إلى انتشار الجثث في الشوارع وسط اكتظاظ المستشفيات بالمصابين في غوما هي مدينة يبلغ عدد سكانها مليون نسمة وكانت تضم نحو 700 ألف نازح داخلي قبل الاشتباكات الأخيرة، وتقع على ضفاف بحيرة كيفو على الحدود مع رواندا.
ولم يتضح أي أجزاء من غوما هي تحت سيطرة القوات الكونغولية أو حركة إم 23 والتي أعلننت أنها سيطرت على المدينة مساء الأحد. لكنّ عدة مصادر دبلوماسية وأمنية أكدت لوكالتي رويترز والصحافة الفرنسية أن متمردي حركة إم 23 سيطروا بشكل كامل على المطار، مما قد يؤدي إلى قطع الطريق الرئيسي لوصول المساعدات إلى مئات الآلاف من النازحين.
إعلانونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني قوله إن أكثر من 1200 جندي كونغولي استسلموا وهم يتمركزون في قاعدة مطار تابع لبعثة الأمم المتحدة في الكونغو الديموقراطية.
قال سكان ومصادر بالأمم المتحدة لوكالة رويترز إن العشرات من جنود الكونغو الديمقراطية استسلموا لكن بعض الجنود وأفراد الفصائل المسلحة الموالية للحكومة ما زالوا صامدين.
وأشار سكان في عدة أحياء إنهم سمعوا دوي إطلاق نار من أسلحة صغيرة وبعض الانفجارات القوية أمس الثلاثاء.
ويمثل الهجوم الخاطف تصعيدا كبيرا في شرق الكونغو الديموقراطية الغني بالمعادن، والذي نهشته سنوات طويلة من القتال بين الجماعات المسلحة المدعومة من جهات إقليمية متنازعة منذ الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994.
تحذير من هجمات عرقية
كما تسبب الهجوم الأخير في أزمة إنسانية متصاعدة، إذ حذرت الأمم المتحدة من اضطرار مئات الآلاف إلى ترك منازلهم، ونقص خطير في الغذاء، ونهب للمساعدات، وإرهاق المستشفيات وانتشار الأمراض في غوما وحولها.
حذّرت مسؤولة في بعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديموقراطية (مونوسكو) الثلاثاء من مخاطر هجمات على أسس "عرقيّة" في شرق البلاد الذي يشهد معارك.
وقالت فيفان فان دي بير معتمرة خوذة زرقاء ومرتدية سترة مضادة للرصاص في مداخلة من الكونغو الديموقراطية عبر الفيديو خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي إن مخاطر وقوع "هجمات على أسس عرقيّة في منطقة ذات تاريخ شديد الحساسية يجب أن تؤخذ على محمل الجد".
وأشارت إلى أنه "في الأيام الأربعة الأخيرة، وثّق مكتب حقوق الإنسان (التابع للأمم المتحدة) حالة إعدام واحدة على الأقل خارج نطاق القانون على أساس عرقي في موقع (للنازحين) في غوما".
وغوما مركز رئيسي للنازحين بسبب القتال في أماكن أخرى في شرق الكونغو ولمنظمات الإغاثة التي تسعى لمساعدتهم. وأدى القتال إلى نزوح الآلاف من المدينة بما في ذلك بعض الذين لجأوا إليها في
إعلانالآونة الأخيرة للفرار من هجوم شنته حركة إم 23 منذ بداية العام.
وعلى الجانب الآخر من الحدود في رواندا، كانت الشاحنات تفرغ أعدادا كبيرة من الفارين من جوما مع أطفالهم وحزم المتعلقات.
وتقول حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية ورئيس قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة إن هناك قوات من رواندا موجودة في غوما، لدعم حليفتها حركة إم 23. بينما تشير رواندا إلى انها تدافع عن نفسها في مواجهة خطر فصائل مسلحة من الكونغو، دون التعليق بشكل مباشر على ما إذا كانت قواتها قد عبرت الحدود.
مهاجمة سفارات
على الجانب الآخر من البلاد التي تعادل مساحتها تقريبا مساحة أوروبا الغربية، هاجم المتظاهرون في العاصمة كينشاسا سفارات دول عدة.
وفي حين ندّدت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس بالهجمات ضد السفارات في كينشاسا ووصفتها بأنها "مقلقة للغاية" و"غير مقبولة"، حضّت الولايات المتحدة الثلاثاء رعاياها على "مغادرة الكونغو الديموقراطية، لافتة إلى أن "الرحلات التجارية من مطار اندجيلي في كينشاسا ما زالت متاحة".
وكانت رواندا وفرنسا وبلجيكا والولايات المتحدة وكينيا وأوغندا وجنوب إفريقيا من بين الدول التي هاجم متظاهرون سفاراتها وأشعلوا الإطارات أمامها.
وندد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو بما وصفه بالهجمات "غير المقبولة" على سفارة فرنسا في كينشاسا.
كما دانت وزارة الخارجية الكينية الهجوم على سفارتها من قبل "حشد من المشاغبين".
ورددت حشود غاضبة شعارات معادية لروانداوهاجموا سفارات عدة دول تعد مؤيدة لها، وأشعلوا النيران في إطارات ومبان.في حين أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريقهم.
وتخشى الأمم المتحدة والقوى العالمية من أن يتطور هذا الصراع إلى حرب أوسع في المنطقة شبيهة بتلك التي اندلعت في الفترة من 1996 إلى 1997 ومن 1998 إلى 2003 والتي أودت بحياة الملايين معظمهم بسبب الجوع والمرض.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الکونغو الدیموقراطیة الأمم المتحدة حرکة إم 23 فی غوما فی شرق
إقرأ أيضاً:
ارتفاع عدد القتلى في غرق قارب الكونغو إلى 148 شخصا
قالت مصادر رسمية، أمس الجمعة، إن عدد القتلى جراء انفجار القارب الخشبي، الذي وقع في جمهورية الكونغو الديمقراطية، ارتفع إلى 148 بالإضافة إلى 100 شخص لا يزالون في عداد المفقودين.
وقالت النائبة جوزفين باسيفيك لوكومو لوكالة الصحافة الفرنسية "تم العثور على مجموعة أولى من 131 جثة الأربعاء، وانتُشلت 12 جثة أخرى يومي الخميس والجمعة".
وعن سبب الانفجار، قالت النائبة إن "امرأة أشعلت جمرا للطبخ فانفجر الوقود الذي كان قريبا، ما أدى إلى مقتل العديد من الأطفال والنساء". وأضافت أن العدد الإجمالي للركاب الذين كانوا على القارب غير معروف، لكنه يُقدَّر بمئات الأشخاص.
وقالت مصادر أخرى إن القارب من النوع الخشبي، وكان يحمل على متنه 500 شخص، بينهم أطفال ونساء، وعندما نشب الحريق قفز الكثير منهم في الماء قبل أن ينقلب القارب في النهر الواقع في شمال غربي البلاد.
وكان القارب قد انطلق من ميناء مانتانكيما متوجها إلى إقليم بولومبا، واشتعلت فيه النيران قرب بلدة مباندانكا في الشمال الغربي للبلاد.
وشاركت عدة جهات في عمليات الإنقاذ والبحث عن المفقودين، من ضمنها فرق متخصصة تابعة للصليب الأحمر الدولي.
إعلانووفقا لمعلومات أدلى بها السيناتور جان بول بوفيلي، يوم الجمعة الماضي، فإن أكثر من 150 ناجيا يعانون من حروق من الدرجة الثالثة ما زالوا دون مساعدات إنسانية.
وتعد القوارب الخشبية وسيلة رئيسة للنقل عبر الأنهار لسكان الكونغو البالغ عددهم أكثر من 100 مليون نسمة.
وفي السنوات الأخيرة، وقعت حوادث مشابهة أودت بحياة الكثير من الأشخاص هناك.