بوابة الفجر:
2025-01-27@19:36:47 GMT

مؤمن الجندي يكتب: قائد إلا ربع

تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT

ينتابني دائمًا سؤال حول كل قائد، لماذا عندما يقود سفينته نحو بر الأمان يختلط على الجميع الاتجاه؟ ففي عالمنا المتسارع الذي يموج بالآراء والتوجهات، تبرز دائمًا رؤية القائد كمنارة تُضيء العتمة وسط العواصف، إنها رؤية لا تشبه رؤيتنا نحن الذين ننظر من بعيد، من زاوية واحدة! أو نرى جزءًا بسيطًا من الصورة.. القائد وحده من يقف على قمة المشهد، يرى بوضوح تفاصيل ما استتر عنا، ويدرك بعمق ما لا تسعفه الكلمات لتفسيره.

مؤمن الجندي يكتب: على صخرة الطمع مؤمن الجندي يكتب: كيف يُروى الغياب بعد الرحيل؟ مؤمن الجندي يكتب: الحقونا مؤمن الجندي يكتب: 11:59

كم من مرة ظن الجمهور أن اللحظة قد حانت؟ وأن على القائد أن يتحرك فورًا، بينما كان القائد ينتظر، صامتًا، متأملًا.. ليس خوفًا من الفشل، ولكن ثقة بأن القرار الصحيح يحتاج إلى توقيت دقيق، وإلى اكتمال المعطيات التي قد لا يراها إلا هو.

ومن وجهة نظري، إن حضور الجماهير بالرأي والتوجيه والانتقاد هو جزء لا يتجزأ من مشهد القيادة، لكنه جزء محدود! فالجماهير، مهما كانت رؤيتها صائبة، لا تملك إلا ما يظهر على السطح، يرون اللحظة الآنية، الموقف الذي بين أيديهم، ويحكمون بناءً على ما توفر لديهم من معطيات.. لكن القائد يرى الصورة الكاملة، ويقرأ خطوط السيناريو قبل أن يكتمل على مسرح الواقع.

ولعل ما برع في تجسيده محمود الخطيب، رئيس النادي الأهلي، يُعدّ مثالًا حيًا على رؤية القائد الذي يدرك أهمية التوقيت في اتخاذ القرار.. ففي انتقالات يناير الجاري، نجح الخطيب في إتمام عدد من الصفقات المفاجئة في اللحظات الأخيرة قبل غلق باب القيد، وهي قرارات بدت للبعض متأخرة أو محفوفة بالمخاطر! تلك القرارات ليست مجرد تحركات رياضية، بل تُجسد رؤية القائد الذي يعلم أن التمهّل أحيانًا هو السر في الفوز، وأن اللحظات الأخيرة قد تحمل مفاتيح النجاح حين تُقرأ الصورة كاملة.

النقد هو صوت الجماهير لا الحكمة

هنا يكمن الفارق الجوهري بين نظرة القائد ونظرة الآخرين، وهنا أقصد بشكل عام ليس رياضيًا فقط! فالجماهير ترى التفاصيل، والقائد يرى المآلات.. الجماهير تركز على اللحظة الراهنة، والقائد يُسخر تلك اللحظة ليخدم رؤيته الأوسع.

هناك لحظات في حياة الشعوب والأمم لا تحتمل التأخير، ولا تقبل التأجيل.. لحظات يصبح فيها القرار ضرورة، والخطوة التالية مصيرية! القائد حينها يزن الأمور بميزان دقيق، يدرك أن القرار لا يعني فقط تغيير المسار، بل قد يعني إعادة تشكيل المستقبل.

لا يمر قائد دون أن يواجه نقدًا، فهذا جزء من طبيعته كإنسان في موقع مسؤولية.. لكنه القائد الحق الذي لا يجعل هذا النقد يؤثر على حكمه، ولا يسمح له بأن يعمي بصيرته! يعلم أن النقد هو صوت الجماهير، لكنه ليس دائمًا صوت الحكمة.. فالقائد يدرك أن قراره سيُحكم عليه لاحقًا، وأن التاريخ هو القاضي الأخير وأن الجماهير التي قد تنتقد اليوم قد تشيد غدًا.

إننا كمشاهدين نعيش في الحاضر، لكن القادة يعيشون بين الحاضر والمستقبل.. يرسمون مسارًا لا يراه إلا من تسلق قمة التحديات، ومن امتلك الجرأة لاتخاذ القرار في اللحظة التي تستحق، لا في اللحظة التي يطالب بها الجميع.

في النهاية، لماذا البعض يحكم على قائده من زاوية واحدة وكأنه قائد إلا ربع! فالقائد دومًا يبحث عن رضا الجميع حتى لو أخطأ -وهذا وارد- بلا شك! ومن المفترض أنه يرى حين تعمى الأبصار، ويصمت حين يعلو الضجيج، ويتحرك حين يصير السكون خيانة.. هو من يجعل من رؤيته منهجًا، ومن قراره درسًا، ومن توقيته شهادة على حكمة لم يدركها الآخرون إلا بعد فوات الأوان.

للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: محمود الخطيب الأهلي الزمالك الكرة المصرية القائد مؤمن الجندی یکتب

إقرأ أيضاً:

هاشم شرف الدين: بين التولي لله والتولي لأمريكا.. قراءة في تشخيص قائد الثورة لأزمة الأمة

– لم تُخفِ كلمةُ قائدِ الثورةِ السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي (يحفظه الله) بمناسبةِ الذكرى السنويةِ لاستشهادِ أخيهِ مؤسسِ المسيرةِ القرآنيةِ الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي (رضوان الله عليه) القلقَ نفسَهُ الذي أبداهُ أخوهُ على أمةٍ غارقةٍ في سُباتٍ عميقٍ، بينما تُحاكُ ضدَها أكبرُ المؤامرات، وتُدبَّرُ لها أخطرُ المكائد.

– فقد شخّصَ قائدُ الثورةِ بِدِقَّةٍ مُذهلةٍ، تلكَ “الإشكاليةَ” التي تُعاني منها الأمةُ العربيةُ والإسلاميةُ، ألا وهي حالةُ الجمودِ تجاهَ المخاطر، مُتتبّعاً نشأتها وتطورها عبر مراحل تاريخية، بدءاً مِن الغفلةِ عن المشروعِ الصهيوني، مروراً بمرحلةِ ما بعدَ أحداثِ 2001م، وصولاً إلى حالةِ التطبيعِ المُعلَنةِ مع العدو.

– ولم يكتفِ قائدُ الثورةِ بتشخيصِ المرض، بل سعى إلى استجلاءِ أسبابِه، مُرجِعاً إياها إلى التولي لأمريكا وإسرائيل بدلاً من التولي للهِ سبحانه وتعالى، وإلى التخلي عن القرآنِ الكريم، مُشيراً إلى تنصّلِ الأمةِ عن دورِها في حَملِ مسؤوليةِ الدفاعِ عن الخيرِ ومواجهةِ الشر على مستوى البَشرية.

– وقد بيّنَ قائدُ الثورةِ ظواهرَ هذا الجمود: مِن جمودٍ تجاه المخاطر، وتفرّجٍ تجاه الكوارث، وتفريطٍ في المسؤولية، وضَلالٍ يُعيقُ تمييزَ العدو الحقيقي. ولم يقف عند هذا الحد، بل قدّمَ العلاجَ، متمثلاً بالتولي لله تعالى والتمسك بالقرآن الكريم وما وردَ على لسانِ النبي واتباعِ المشروعِ القرآني الذي يستنْهِضُ الهِممَ، ويُعيدُ ضبطَ مواقفِ الأمةِ وفقَ الضوابطِ الإلهية.

– وقد أبرزَ قائدُ الثورةِ بوضوحٍ، نتائجَ استخدامِ هذا العلاج أو إهمالِه، مُشدّداً على ضمانةِ المستقبلِ لِمَن يتولى الله، وخسارةِ الدنيا والآخرةِ لمن يتولى أمريكا. وختمَ حديثَهُ – عن الإشكاليةِ هذهِ – بذكرِ النتائجِ الحَتمية، مُؤكّداً على استمرارِ دورِ الأمةِ ونُورِ الحقِ، وعلى الاستبدالِ الإلهي، والنصرِ المحتومِ للمستجيبين لله تعالى، والفشلِ المحتومِ لأهلِ الكتاب، وخسارةِ أبناءِ الأمةِ غيرِ المستجيبين.

– إنّ في هذه الكلمةِ ما يُبرِزُ دورَ أعلامِ الهُدى في توعيةِ الأمةِ بأمورِها وواجباتِها ومسؤولياتِها، فقد كانت كلمةً مَنحتنا فهماً دقيقاً للمَشهَد، وتشخيصاً مُحكَماً للمشكلة، وتقديمَ علاجٍ شاملٍ، يُشبهُ ما يُقدّمهُ الطبيبُ الماهرُ لمرضاه. وكان فيها قائدُ الثورةِ مُنذراً ومُنَبِّهاً، مُحذّراً ومُرشِداً في آنٍ واحد، وهذا يُعزّزُ ما يُشهَدُ لهُ مِن حِكْمَتِهِ ورؤيتهِ الثاقبةِ.

– وفي ختامِ هذهِ القراءةِ المُوجزةِ لأزمةِ الأمةِ كما شخّصَها قائدُ الثورة، لا يَسعنا إلا أن نُشيرَ إلى الوَقعِ الخاصِ لكلمةِ الذكرى في كل عام، فلطالما تُشعِرُنا أكثر: أنَ الشهيدَ القائدَ كأنّهُ بينَنا لم يُفارِقنا بَعـد، يستنهضُ هِممَ العربِ والمسلمين أجمعين، بلغةٍ مُشفِقَة، تُلامسُ القلوبَ وتُحرّكُ الضمائرَ، يُذكّرُنا بِوَعدِ النصرِ المَحتوم، ويُلهمُنا بِصُمودِ الأبطال.

فسلامٌ على السيدِ القائدِ وأخيهِ القائدِ الشهيد

وعلى كافةِ المستجيبين، ورحمةُ الله وبركاته..

 

26 رجب 1446هـ

26 يناير 2025م

*وزير الإعلام 

مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. الجيش يصل منزل معشوق الجماهير الفنان الراحل محمود عبد العزيز والجنود يوثقون التخريب والدمار الذي خلفته قوات الدعم السريع داخل المنزل
  • ‏بين التولي لله والتولي لأمريكا
  • الشهيد القائد مدرسةُ العطاء
  • (نص+فيديو) كلمة قائد الثورة بسنوية الشهيد القائد 26 يناير 2025
  • هاشم شرف الدين: بين التولي لله والتولي لأمريكا.. قراءة في تشخيص قائد الثورة لأزمة الأمة
  • مؤمن الجندي يحاضر ورشة إدارة الأزمات الإعلامية لقيادات وزارة الصناعة الإماراتية
  • مران.. مهد النور وموطن الشهيد القائد الذي أضاء درب الأمة
  • كتائب الوهبي تؤكد جهوزيتها للتصدي لأي مؤامرات
  • يحيى السنوار: قائد المقاومة الذي دقّ باب الحرية بالدماء