ديب سيك الصيني يُذهل العلماء ويتحدى عمالقة الذكاء الاصطناعي العالمي
تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT
أثار نموذج اللغة الكبير "ديب سيك-R1"، الذي تم تطويره في الصين، حماسة العلماء باعتباره نموذجاً مفتوحاً ومتاحاً للبحث، ومنافساً قوياً لنماذج الذكاء الاصطناعي في مجال "الاستدلال" مثل نموذج OpenAI "o1".
ووفقاً لتقرير نشرته مجلة Nature العلمية، يُجري هذا النموذج عمليات الاستنتاج خطوة بخطوة بأسلوب مشابه للتفكير البشري، مما يجعله أكثر كفاءة من النماذج السابقة في حل المشكلات العلمية واستخدامه في الأبحاث.
وأظهرت الاختبارات الأولية للنموذج، التي صدرت في 20 يناير، أن أداءه في مهام الكيمياء والرياضيات والبرمجة يماثل أداء النموذج "o1"، الذي لاقى استحسان الباحثين عند إطلاقه في سبتمبر الماضي.
يتميز "ديب سيك-R1" أيضًا بكونه نموذجا مفتوحا يمكن للباحثين دراسته وتطويره. النموذج متاح بموجب ترخيص MIT، مما يتيح استخدامه بحرية، ولكن لا يعتبر مفتوح المصدر بالكامل لأن بيانات تدريبه لم تُنشر.
تبلغ تكلفة استخدام النموذج عبر واجهته حوالي جزء من ثلاثين من تكلفة تشغيل "o1".
كما طورت الشركة نسخًا مصغرة من النموذج لتمكين الباحثين ذوي الموارد المحدودة من استخدامه، ما يجعل تكاليف التجارب أقل بشكل كبير.
اقرأ أيضاً.. تطبيقات الذكاء الاصطناعي تحطم الأرقام القياسية.. إنفاق يتجاوز المليار دولار في 2024
تحديات النموذج
يأتي "ديب سيك-R1" في إطار موجة من نماذج اللغة الكبيرة الصينية. وتواجه الصين تحديات متعلقة بالقيود على تصدير الشرائح المتقدمة للذكاء الاصطناعي، مما جعل الشركة تبتكر حلولاً تقلل من الاعتماد على موارد ضخمة.
أسلوب التفكير المتسلسل
يعتمد النموذج على أسلوب "سلسلة التفكير" لتحسين قدرته على حل المهام المعقدة، مع استخدام التعلم التعزيزي لتدريبه على الوصول إلى الإجابات الصحيحة.
اقرأ أيضاً.. هل يتفوق "O3" على البشر؟ قفزة جديدة تُعيد تعريف الذكاء الاصطناعي
حقق "ديب سيك-R1" نتائج مبهرة في الاختبارات، حيث سجل نسبة 97.3% في مجموعة مسائل الرياضيات MATH-500 وتفوق على 96.3% من المشاركين البشر في مسابقة Codeforces، ما يضعه على قدم المساواة مع "o1".
النموذج مفتوح المصدر جزئياً، مما يمنح الباحثين فرصة لفهم كيفية عمله بشكل أفضل، ويساعد في تفسير آلية التفكير التي يتبعها.
إسلام العبادي(أبوظبي)
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الفيزياء الصين الترجمة الذكاء الاصطناعي الكيمياء الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي والبطالة.. هل اقتربت الروبوتات من السيطرة على سوق العمل؟
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يشهد العالم مع كل تطور جديد في تقنيات الذكاء الاصطناعي، تزداد المخاوف من تأثير الأتمتة على سوق العمل، ليس فقط في الدول المتقدمة، بل في دول مثل مصر التي بدأت بدورها في التحول الرقمي والاعتماد على التكنولوجيا في قطاعات مختلفة.
الذكاء الاصطناعي والبطالةفي السنوات الأخيرة، أصبح واضحًا أن بعض الوظائف التقليدية تواجه خطر الانقراض، خاصة تلك التي تعتمد على التكرار والروتين، مثل خدمة العملاء، إدخال البيانات، وحتى بعض المهام الصحفية والتحليلية. هذا ما أكد عليه تقرير "مستقبل الوظائف" الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي عام 2023، والذي أشار إلى احتمال فقدان نحو 85 مليون وظيفة حول العالم بسبب الأتمتة بحلول عام 2025، مقابل خلق 97 مليون وظيفة جديدة تتطلب مهارات مختلفة مثل تحليل البيانات والبرمجة والأمن السيبراني.
في السياق المصري، بدأت بعض البنوك والمؤسسات باستخدام أنظمة ذكاء اصطناعي في التعامل مع العملاء، كما أطلقت وزارة الاتصالات مبادرة "بُناة مصر الرقمية" لتأهيل الشباب لسوق العمل الجديد. رغم ذلك، لا تزال الفجوة قائمة بين مخرجات التعليم واحتياجات السوق المتسارعة.
يرى خبراء أن الخطر الحقيقي لا يكمن في الذكاء الاصطناعي نفسه، بل في التباطؤ في مواكبة التطور. فالروبوتات لن تأخذ مكان الجميع، لكنها ستزيح من لا يملك المهارات المطلوبة.
وفي وقت يشهد فيه العالم سباقًا نحو الرقمنة، يبقى السؤال: هل نمتلك في مصر القدرة على التحول السريع، أم أننا سنظل نُلاحق التكنولوجيا بدلًا من أن نصنعها؟