الجزيرة:
2025-01-27@09:32:25 GMT

قصة قناة بنما.. هل تسيطر عليها الصين كما يؤكد ترامب؟

تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT

قصة قناة بنما.. هل تسيطر عليها الصين كما يؤكد ترامب؟

واشنطن– بعد يومين من إعلان بنما استقلالها عن كولومبيا في 3 نوفمبر/تشرين الثاني 1903، اعترفت الولايات المتحدة بها كجمهورية وليدة بعدما دعمت جهود استقلالها عسكريا بإرسال سفن حربية إلى بنما سيتي، وتم تأسيس علاقات دبلوماسية بين الدولتين بدءا من 13 نوفمبر/تشرين الثاني 1903.

ثم تفاوضت الولايات المتحدة مع بنما على معاهدة هاي بوناو فاريلا عام 1903، والتي منحت واشنطن شريطا بعرض 10 أميال من الأرض لحفر قناة بنما، ودفعت الولايات المتحدة حينها لبنما 10 ملايين دولار، ورسوما سنوية مقدارها 250 ألف دولار.

وتم الانتهاء من أعمال حفر قناة بنما خلال 10 سنوات وتم افتتاحها رسميا عام 1914، وأصبحت منذ ذلك الحين رمزا للقوة الاقتصادية والبراعة التكنولوجية الأميركية.

وعاونت واشنطن بنما ضد غزو كوبي استهدفها بعد نجاح الثورة الشيوعية بهافانا عام 1959، إلا أن علاقات الدولتين أخذت منحنى مغايرا في ثمانينيات القرن الماضي، وغزت القوات الأميركية الأراضي البنمية، وألقت القبض على رئيسها مانويل نورييغا المتهم بتجارة المخدرات وتسهيل تهريبها للولايات المتحدة.

وخلال خطاب تنصيبه رئيسا الإثنين الماضي، قال دونالد ترامب إن الصين تدير قناة بنما، وإنه يجب استعادة القناة التي بنتها الولايات المتحدة ورويت بدماء الآلاف من جنودها.

إعلان

غير أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو استبعد -في جلسة التصديق على ترشحه بمجلس الشيوخ- اللجوء إلى القوة العسكرية، لكنه قال إن واشنطن بحاجة إلى معالجة مخاوف جدية بشأن النفوذ الصيني في قناة بنما ذلك الممر المائي الحيوي بين المحيطين الأطلسي والهادي.

ويبلغ طول قناة بنما 82 كيلومترا، وتربط بين المحيطين الأطلسي والهادي، وتملكتها الولايات المتحدة أوائل القرن العشرين قبل أن يتم تسليمها نهاية المطاف إلى بنما عام 1977 بموجب معاهدة ضمنت حيادها، وتعد الولايات المتحدة أكبر مستخدم للقناة وهي مسؤولة عن حوالي 3 أرباع البضائع التي تمر عبرها كل عام، وتأتي الصين في المرتبة الثانية.

ومن خلال سؤال وجواب، تعرض الجزيرة نت كل ما هو متعلق بأطماع ترامب في هذه القناة، وخلفية تاريخية لما حدث بشأنها منذ قرار حفرها.

قناة بنما تعد أحد الممرات التجارية الهامة في العالم (رويترز) ما الهدف من خطاب ترامب المعادي لبنما؟

يرى قطاع كبير من المحللين السياسيين أن خطاب ترامب محاولة لابتزاز المزيد من الأموال من بنما، وربما لدفعها بعيدا عن النفوذ الصيني، كما اعتبرها البعض إستراتيجية للضغط على بنما لبذل المزيد من الجهد لمنع الهجرة المتجهة إلى الولايات المتحدة.

 

ما صحة ادعاء ترامب بمقتل 38 ألف أميركي أثناء عمليات الحفر؟

بدأت فرنسا في بناء قناة بنما قبل أن تتولى الولايات المتحدة زمام الأمور أوائل القرن العشرين، ويقدر الموقع الإلكتروني لهيئة قناة بنما أن 25 ألف شخص لقوا حتفهم أثناء بنائها.

وتشير وثائق المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها "سي دي سي" (CDC) أن معظم الوفيات كانت بسبب الأمراض مثل الملاريا والحمى الصفراء، كما تشير التقارير إلى أن أغلب الذين لقوا حتفهم فترة البناء الأميركية تقريبا كانوا عمالا من دولة بربادوس، وتوفي فقط حولي 300 أميركي.

وتكرر كلمات ترامب أسطورة أميركية قديمة فيما يتعلق بالعلاقة بين الولايات المتحدة وبنما، وتخفي تاريخا من الإمبريالية والاستغلال، بحسب محللين سياسيين.

وما صحة قول ترامب إن بلاده أخطأت بإعادة القناة هدية لبنما عام 1977؟

لم تعد الولايات المتحدة قناة بنما للسلطات البنمية هدية كما إدعى ترامب ولكن نتيجة مفاوضات مطولة، ونقلت الولايات المتحدة السيطرة على القناة بموجب شروط ما يعرف باسم معاهدات توريخوس-كارتر، وتم توقيع الاتفاقية من قبل البلدين في 7 سبتمبر/أيلول 1977.

إعلان

وتشير معاهدة قناة بنما إلى أن سيطرة الولايات المتحدة على القناة ستنتهي يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999 (المادة 2، الفقرة 2) وتنص المعاهدة الأخرى، المعروفة باسم معاهدة الحياد، في المادة 5 على أنه "بعد إنهاء معاهدة قناة بنما، لا يجوز إلا لجمهورية بنما تشغيل القناة والحفاظ على القوات العسكرية والمواقع الدفاعية والمنشآت العسكرية داخل أراضيها الوطنية".

وضمنت المعاهدة الحياد الدائم لقناة بنما، على أن تظل في متناول جميع الدول في أوقات السلم والحرب.

موانئ متعددة على طول قناة بنما (الأناضول) لماذا أقدمت الولايات المتحدة على غزو بنما عام 1989؟

غزت الولايات المتحدة بنما في عملية عسكرية خاطفة 20 ديسمبر/كانون الأول 1989، وذكرت واشنطن أن العملية كانت "ضرورية لحماية أرواح المواطنين الأميركيين في بنما، والدفاع عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، ومكافحة الاتجار بالمخدرات، وتأمين حياد قناة بنما على النحو المطلوب بموجب معاهدات توريخوس-كارتر".

وأفادت الولايات المتحدة بمقتل 23 جنديا وإصابة 324، ويقدر عدد الجنود البنميين الذين قتلوا بـ450 جنديا، وتشير تقديرات إلى أن المدنيين الذين قتلوا في النزاع وصل عددهم إلى حوالي 4 آلاف شخص.

وأدانت الجمعية العامة للأمم المتحدة الغزو الأميركي، وأصدرت قرارا يصف التدخل في بنما بأنه "انتهاك صارخ للقانون الدولي واستقلال الدول وسيادتها وسلامة أراضيها" ولجأت واشنطن لاستخدام حق النقض (الفيتو) ضد قرار مماثل في مجلس الأمن من قبل.

ومن نتائج هذا الغزو اعتقال القوات الأميركية رئيس بنما حينها دانييل نورييغا ونقله جوا إلى ميامي لمحاكمته، ثم انتهى الصراع يوم 31 يناير/كانون الثاني 1990.

هل تدير الصين قناة بنما كما أدعى الرئيس ترامب؟

اشتكى ترامب مرارا وتكرارا من قناة بنما والرسوم المفروضة، واصفا إياها بأنها "هدية حمقاء لبنما لم يكن ينبغي تقديمها أبدا" مهددا باستعادتها، ومتهما الصين بالسيطرة عليها. وقال في حفل تنصيبه دون تقديم دليل إن "الصين تدير قناة بنما ولم نعطيها لها، لقد أعطيناها لبنما وسنستعيدها".

إعلان ما طبيعة الوجود الذي تتمتع به الصين بإدارة قناة بنما؟

تدير شركة مقرها هونغ كونغ، الخاضعة للسيادة الصينية، موقعين لميناءين على طرفي القناة، وربما كان هذه ما يشير إليه ترامب عندما قال إن "الصين تتمركز على طرفي قناة بنما" لكن في الوقت نفسه، هناك 5 موانئ أخرى مجاورة للقناة، وهناك موانئ أخرى مملوكة لشركات أجنبية، بما في ذلك موانئ أميركية.

وعام 1996، منحت بنما شركة هونغ كونغ، والتي تسمى آنذاك هاتشيسون "Hutchiso-Whampoa" امتيازا لتشغيل ميناء بالبيو "Balboa" على جانب المحيط الهادي، وميناء سريستوبال "Cristobal" على الجانب الأطلسي، ولم يمنح العقد الشركة ملكية الموانئ، ولكنه سمح لها بتشغيلها نيابة عن حكومة بنما.

تدير شركات دولية عددا من الموانئ دون تملكها (الأناضول) هل مخاوف ترامب من الوجود الصيني بقناة بنما مشروعة؟

قال بعض المسؤولين والمحللين السياسيين الأميركيين إن هناك مخاوف مشروعة بشأن الوجود الكثيف للشركة الصينية في قناة ذات أهمية إستراتيجية لأميركا، لكنهم يعتقدون أن تصريحات ترامب تهدف في الحقيقة إلى الحد من الوجود الدبلوماسي والاقتصادي المتنامي لبكين في أميركا اللاتينية.

وخلال السنوات الأخيرة، أقنعت الصين العديد من الدول بما في ذلك بنما عام 2017 بالتخلي عن اعترافها بتايوان، وإقامة علاقات دبلوماسية مع بكين، وتوسعت العلاقات التجارية بين الجانبين.

وتساءل وزير الخارجية الأميركي عما إذا كان بإمكان الشركات الصينية السيطرة على القناة بناء على أوامر من بكين و"إغلاقها أو إعاقة عبورنا".

ما حجم النفوذ الصيني في بنما؟

كانت بنما أول دولة في أميركا اللاتينية توقع على مبادرة "الحزام والطريق" الصينية عام 2017. وكثيرا ما يرتبط مخطط الاستثمار الأجنبي بالدبلوماسية الجيوسياسية لبكين وأهدافها، وأثارت المبادرة مخاوف من أنها أحد أشكال الإمبريالية الاقتصادية التي تمنح الصين الكثير من النفوذ على الدول الأخرى، وغالبا ما تكون أصغر وأكثر فقرا.

إعلان

ويعتقد بعض المحللين السياسيين أن هذا هو الدافع الحقيقي وراء خطاب ترامب، ويعتبرون أن حجته تهدف لإخفاء رغبته في رؤية بنما تقلل علاقاتها مع الصين إلى الحد الأدنى، وأن ترامب يحاول تخويف بنما، وما يقوم به ما هو إلا أداة تفاوض.

كيف جاء رد فعل بنما الرسمي على تهديدات ترامب؟

نفى الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو وجود أي تأثير أجنبي على الميناء، وقال إن بلاده تديره من خلال مبدأ الحياد، وأكد أن "القناة كانت وستظل لبنما" كما اشتكت الحكومة إلى الأمم المتحدة من تهديدات ترامب.

غير أن حكومة بنما قد بدأت تدقيقا ومراجعة لموانئ هاتشيسون بهدف "الاستخدام الفعال والشفاف للموارد العامة" وتحديد ما إذا كانت الشركة تمتثل لاتفاقيات الامتياز الخاصة بها.

ما أبرز الطرق الرئيسة البحرية التي تخدمها قناة بنما؟

تخدم القناة خطوط الملاحة المارة بين المحيط الهادي والمحيط الأطلسي، ومن أهم هذه الطرق من الساحل الشرقي للولايات المتحدة إلى شرق آسيا، ومن الساحل الشرقي للولايات المتحدة إلى الساحل الغربي لأميركا الجنوبية، ومن الساحل الغربي للولايات المتحدة إلى الساحل الشرقي لأميركا الجنوبية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الولایات المتحدة للولایات المتحدة قناة بنما بنما عام

إقرأ أيضاً:

توقيف رجل في الولايات المتحدة بتهمة التحريض على العنف ضد ترامب

اعتقلت السلطات الأميركية شابا عشرينيا نشر مقاطع فيديو على حسابه في منصة تيك توك دعا فيها إلى اغتيال الرئيس الأميركي دونالد ترامب  وإلى تغيير سياسي بقوة السلاح.

والمشتبه به من سكان مدينة غوشن بولاية إنديانا الأميركية ويدعى دوغلاس ثرامي ويبلغ من العمر 23 عاما.

وأوضح أحد أفراد مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي (إف بي آي) في وثائق قانونية الخميس، أن المشتبه به في جميع مقاطع الفيديو التي نشرها في الفترة بين 20 و22 يناير/كانون الثاني "كان مرئيا ومسموعا ويمكن التعرف إليه".

وأضاف المصدر أن المشتبه به دعا في أحد تلك المقاطع إلى "هجمات بالقنابل ضد جميع المباني الحكومية" ويقول في إشارة إلى الرئيس ترامب "يجب اغتياله وهذه المرة لا تخطئوا"، وفقا لما جاء في الوثائق.

وهذه إشارة على الأرجح إلى محاولتي الاغتيال الفاشلتين في 13 يوليو/تموز في بنسلفانيا (شمال شرق) وفي 15 سبتمبر/أيلول في فلوريدا (جنوب شرق) ضد ترامب الذي كان آنذاك المرشح الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية.

وفي مقطع فيديو آخر، دعا ثرامي إلى تغيير سياسي "من خلال السلاح" معتبرا أنه "السبيل الوحيد"، وفق المصدر نفسه.

مقالات مشابهة

  • الصراع الطويل على قناة بنما.. من السيطرة الأمريكية إلى التهديدات الصينية
  • الولايات المتحدة تتفوق على الصين بعد 14 عامًا.. وتركيا المستفيد
  • ترامب: سكان "جرينلاند" يرغبون في الانضمام إلى الولايات المتحدة
  • تيك توك بين الحرية والتقييد .. هل تتحول المنصة إلى أداة رقابة في الولايات المتحدة؟
  • غزة.. مسئول أمريكي يؤكد إطلاق باقي رهائن الولايات المتحدة في المرحلة الثانية
  • توقيف رجل في الولايات المتحدة بتهمة التحريض على العنف ضد ترامب
  • الصين: نرحب بحرص الولايات المتحدة على التسوية السياسية للأزمة الأوكرانية
  • بدء عمليات طرد جماعي لمهاجرين في الولايات المتحدة
  • هل تقرب "سياسة ترامب الانعزالية" الصين من دول العالم؟