على مدى سنوات، اعتمد الناس على المشروبات الساخنة، مثل الشاي والزنجبيل، كوسيلة تقليدية لمواجهة الإنفلونزا ونزلات البرد. لكن من كان يتوقع أن تصبح "حلوى المصاصة المثلجة" المحببة لدى الأطفال الحل المثالي لتوفير الترطيب وتخفيف الأعراض للصغار والكبار في موسم البرد؟ وفقًا لما ذكرته اختصاصية التغذية المعتمدة دالينا سوتو، في تصريح لصحيفة "هاف بوست" الأميركية، فإنها توصي باستخدام المصاصات المثلجة لتخفيف آلام التهاب الحلق لجميع الأعمار، مؤكدة أنها تقدمها لأطفالها في مثل هذه الحالات.

أما بخصوص المخاوف المتعلقة بمحتوى السكر في هذه الحلوى، فقد أوضحت اختصاصية التغذية أليتا ستورش أنه "رغم توصيات الأنظمة الغذائية بالابتعاد عن الأطعمة السكرية، فإن هناك مواقف وظروفًا يكون فيها السكر مفيدًا لصحتنا ورفاهيتنا". ومن ثم يمكننا فهم سبب اعتبار المصاصات المثلجة خيارا فعالا عندما نحتاج إلى تخفيف الأعراض والشعور بالتحسن.

المصاصات المثلجة توفر السوائل وتقلل مخاطر الجفاف (بيكسلز) المصاصات توفر الترطيب

الحفاظ على ترطيب الجسم باستمرار يُعد ضرورة أساسية خاصة عند المرض، إذ يحتاج الجسم إلى كميات إضافية من السوائل لتعويض الفاقد الناتج عن القيء أو التعرق. يلعب الماء والإلكتروليتات (المواد ذات الشحنة الكهربائية التي تدعم التفاعلات الكيميائية وتحافظ على توازن السوائل داخل الخلايا وخارجها) دورًا حيويا في هذا الصدد.

لكن، كما تشير اختصاصية التغذية أليتا ستورش، فإن "الاكتفاء بشرب الماء فقط قد يكون مملًّا لدى كثيرين، في حين أن المصاصات المثلجة تقدم حلا جذابا يجعل من عملية الترطيب أكثر متعة وتحفيزا عند الحاجة".

إعلان

من جهتها، تؤكد دالينا سوتو أن هذا الحل يناسب جميع الفئات العمرية، مع إشارة خاصة للآباء والأمهات. وتوضح أن "الأطفال الصغار غالبًا ما يرفضون تناول الطعام أو الشراب عند المرض، وذلك يجعلهم عرضة للجفاف بشكل أسرع مقارنة بالبالغين. وهنا تظهر أهمية المصاصات المثلجة في توفير السوائل وتقليل مخاطر الجفاف".

السكر الموجود في المصاصات يوفر الطاقة من خلال التحول إلى غلوكوز يستخدمه دماغنا وجسمنا بسهولة كوقود (بيكسلز) المصاصات مُريحة عاطفيا

المصاصات ليست مجرد حلوى، بل تحمل تأثيرًا عاطفيا مريحًا بفضل طبيعتها المبهجة ومذاقها اللذيذ الذي يعيدنا إلى ذكريات الطفولة. وهذا يجعلها خيارًا مميزًا أثناء المرض، حيث نحتاج إلى جرعة من الفرح لتعزيز صحتنا العاطفية والجسدية، وفقًا لما تشير إليه اختصاصية التغذية أليتا ستورش. لكنها تحذر من أن القلق المفرط بشأن محتوى السكر في المصاصة قد يؤدي إلى زيادة مستويات الالتهاب، فتضعف قدرة الجهاز المناعي على مقاومة المرض.

من جهتها، تؤكد دالينا سوتو أن الأولوية لديها كأم هي ضمان راحة طفلها العاطفية والجسدية عندما يكون مريضًا، وهو ما وجدته في المصاصات. وتوافقها الرأي اختصاصية التغذية بيث روزن التي ترى أن المصاصات، رغم بساطتها كمجرد عصير مجمد، تمنح تجربة أكثر متعة مقارنة بشرب العصير السائل.

المصاصات مهدئة جسديا

يمكن للمصاصات أن توفر الراحة الجسدية أيضا، حيث تقول سوتو "عندما ما يكون هناك التهاب في الحلق وشعور بالغثيان والسعال وارتفاع الحرارة وعدم الراحة، تساعد المصاصة الباردة في تهدئة الجسم وتخفيف الأعراض". كذلك تُشير روزن إلى "فائدة المصاصات في علاج جفاف الفم، عندما نضطر إلى التنفس من الفم بسبب الاحتقان المزعج في الأنف".

المصاصات قد توفر الراحة الجسدية (بيكسلز) السكر في المصاصات يُعد مصدرا للوقود والطاقة

"نعم، السكر الموجود في المصاصات مفيد لصحتنا"، هكذا تصرح سوتو بكل ثقة، مُعتبرة أن السكر يُعد مصدرا أساسيا للطاقة التي نحتاجها لمقاومة أي مرض يُلمّ بنا، إذ يكون آخر شيء نريده هو تناول الطعام، في الوقت الذي لا يزال فيه جسمنا بحاجة إلى سعرات حرارية للعمل والشفاء، "وهنا يأتي دور المصاصات".

إعلان

وتوضح روزن أن "السكر الموجود في المصاصات يوفر الطاقة من خلال التحول إلى غلوكوز يستخدمه دماغنا وجسمنا بسهولة وبسرعة كوقود، في وقت قد لا يكون لدينا فيه الكثير من الطاقة لإعداد أي وجبات".

وتضيف ستورش أنه "في الوعكات الصحية، قد يكون من الصعب تناول ما يكفي من الطعام لدعم الاحتياجات الأساسية للجسم وجهاز المناعة، مما قد يجعل تناول المصاصات أسهل من تناول الأطعمة العادية"، فالمصاصات أسهل في التناول، مع احتقان الأنف أو التهاب الحلق أو اضطراب المعدة.

طريقة صنع المصاصات المثلجة في المنزل

وفقا للكاتبة والخبيرة أنجيليكا أرياس، يمكن صنع المصاصات المثلجة في المنزل من مكونات طازجة وحقيقية، مملوءة بفيتامين "سي" والخصائص المضادة للبكتيريا والالتهابات، وقادرة على تعزيز جهاز المناعة، مثل الفراولة والبرتقال والليمون والجريب فروت وجذور الزنجبيل والعسل؛ ومن دون أي صبغات صناعية أو سكريات مكررة، وحفظها في الثلاجة، لتكون في متناول اليد لاستخدامها كأفضل طريقة لتهدئة التهاب الحلق والشعور بتحسن كبير خلال موسم البرد والإنفلونزا.

وذلك بمزج المكونات معا في الخلاط، مع إضافة القليل من الماء، وصبّ العصير بعد تصفيته في قوالب المصاصات المتوفرة في المتاجر، ووضع الأعواد الخشبية في وسطها. ويفضل استخدام القوالب المصنوعة من السيليكون، لتسهيل إخراج المصاصات بعد تركها في الثلاجة ساعتين على الأقل أو حتى تتجمد تماما.

ولسهولة استخدام المصاصات بعد إخراجها من الثلاجة، يمكن تمرير القالب تحت ماء بارد رأسًا على عقب، لفك القوالب قليلا وتسهيل إخراجها.

الاختلاف بين المصاصات المصنوعة من الفاكهة الحقيقية والمصاصات المثلجة لا يكاد يُذكر (بيكسلز) المصاصات "الصحية" ليست شرطا

من المعتاد أن تجعلنا أنظمة الحمية نعتقد أنه يتعين علينا اختيار المصاصات المصنوعة من الفاكهة الحقيقية، لكن خبراء التغذية يقولون إن هذا ليس شرطا.

إعلان

فمع أن المصاصات المصنوعة من الفاكهة أو الزبادي لها فوائد إضافية، مثل فائدة فيتامين "سي" للجهاز المناعي، أو فائدة البروتين للطاقة. لكن المصاصة الخالية من هذه المكونات قد تكون ألذّ مذاقا أو أسعارها معقولة وفي متناول الجميع، "ولا حرج في اختيارها"، كما تقول ستورش التي ترى أن الاختلاف بين المصاصات المصنوعة من الفاكهة الحقيقية والمصاصات المثلجة لا يكاد يُذكر، ومن ثم فمن الأفضل أن تختار المصاصة التي تناسبك.

وتقول سوتو "نعم، هناك فكرة سائدة مفادها أن كل ما نأكله يجب أن يكون صحيا، ولكن لا بأس بالاستمتاع بالأشياء التي قد لا تمنحك كثيرا من التغذية، خاصة عندما تكون مريضا".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات اختصاصیة التغذیة ا یکون

إقرأ أيضاً:

37 شهيدا بغزة وسوء التغذية يبطش بأطفالها

أفادت مصادر طبية للجزيرة باستشهاد 37 فلسطينيا في غارات إسرائيلية متواصلة على مناطق عدة في غزة منذ فجر اليوم الأربعاء، مشيرة إلى أن أطفال القطاع في أشد مراحل سوء التغذية.

وقد أفاد مراسل الجزيرة باستشهاد 9 فلسطينيين وإصابة آخرين في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا لعائلة جرادة في شارع مشتهى بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة.

كما دمر القصف الإسرائيلي المنزل المستهدف وألحق أضرارا في المنازل المجاورة، ووصفت مصادر طبية جروح عدد من المصابين بالخطيرة.

وفي وقت سابق اليوم الأربعاء، أكد مراسل الجزيرة سقوط مصابين إثر قصف من مسيّرة إسرائيلية على فلسطينيين في بلدة بيت لاهيا شمالي غزة، مشيرا إلى انتشال جثماني شهيدين إثر قصف أمس على منزل وسط خان يونس جنوبي القطاع.

سوء التغذية

واليوم الأربعاء، قال مدير مستشفى التحرير في مجمع ناصر الطبي الدكتور أحمد الفرا إن أطفال قطاع غزة في أشد مراحل سوء التغذية وصعوبة متابعتهم طبيا بسبب نقص الأدوية العلاجية وحليب الأطفال.

وأوضح الفرا أن القطاع يمر في المرحلة الخامسة من مراحل سوء التغذية، وهي المرحلة الأشد وفق منظمة الصحة العالمية.

وأكد أن استمرار منع الإمدادات الغذائية والدوائية يشير الى أن أطفال قطاع غزة أمام مشهد خطير وكارثي، مشيرا إلى أن انعدام التغذية المناسبة والأدوية للأمهات الحوامل ينعكس بشكل خطير على المواليد، خاصة الأطفال الخدج.

إعلان

ويعاني قطاع غزة من أزمة نقص الدم بسبب سوء التغذية المنتشر، مما يمنع العديد من السكان من التبرع بالدم بسبب انخفاض مستويات الهيموغلوبين.

وبحسب منظمات محلية ودولية، فإن هذه الأزمة تتفاقم بسبب استمرار الحرب والحصار، الأمر الذي يمنع وصول الغذاء والمساعدات إلى سكان قطاع غزة، ويمنع أيضا نقل الدم من خارج القطاع لعلاج الجرحى.

طفل يجمع بقايا الطحين المحروق، في ظل المجاعة؛ جراء استمرار الحصار وعدوان الاحتلال على غزة. pic.twitter.com/7gs2VsyNrC

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) April 23, 2025

وقد استنكرت وزارة الصحة الفلسطينية استهداف الاحتلال الإسرائيلي مستشفى الدرة للأطفال شرق مدينة غزة، قائلة إن القصف ألحق اضرارا كبيرة بقسم العناية المركزة ومنظومة الطاقة البديلة داخل المستشفى.

بدوره، قال المدير العام في وزارة الصحة منير البرش إن الهجوم على مستشفى الدرة يعد جريمة حرب جديدة وإمعانا في استهداف المنشآت الصحية.

وكان مراسل الجزيرة أفاد بأن المدفعية الإسرائيلية قصفت قسم العناية المركزة في مستشفى الدرة للأطفال بحي التفاح شرق مدينة غزة.

ومنذ قرابة 45 يوما تحكم قوات الاحتلال الإسرائيلي الحصار على قطاع غزة وتمنع دخول المساعدات والمواد الغذائية، وسط تحذيرات أممية من تفاقم المجاعة في القطاع المحاصر.

وفي وقت سابق، قالت منسقة الأمم المتحدة الخاصة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة سيغريد كاغ للأناضول إن أكثر من 60 ألف طفل دون سن الخامسة في القطاع يعانون سوء التغذية.

بدورها، حذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) من اقتراب غزة من حالة "الجوع الشديد للغاية" جراء استمرار الحصار الإسرائيلي.

ويترافق ذلك مع مواصلة إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 حرب إبادة في غزة خلفت أكثر من 165 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 11 ألف مفقود.

إعلان

مقالات مشابهة

  • الهلال ينافس النصر لضم أيمن فلاته
  • 37 شهيدا بغزة وسوء التغذية يبطش بأطفالها
  • تعرف على بدائل السكر التي تربك الشهية وتبطئ فقدان الوزن
  • مسؤول طبي في غزة: أطفال القطاع في أشد مراحل سوء التغذية
  • مسؤول طبي يحذر: أطفال غزة في أشد مراحل سوء التغذية
  • مجمع ناصر: أطفال غزة يمرون في أشد مرحلة من سوء التغذية
  • التشكيك: سلاح خفي في الحرب النفسية التي تشنها المليشيات
  • الهلال ينافس النصر لضم مدافع ريال مدريد
  • 61 عملا ينافس على جوائز الدورة التاسعة من مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
  • سباح مدهش