شمسان بوست:
2025-01-26@23:23:15 GMT

هل يمكن للجزر أن يساهم في علاج السكري؟

تاريخ النشر: 25th, January 2025 GMT

شمسان بوست / متابعات:

توصلت دراسة حديثة إلى أن الجزر قد يساعد في تنظيم نسبة السكر بالدم وتحسين البكتيريا المعوية، وبالتالي قد يستخدم في علاج السكري من النوع الثاني مستقبلا وتنظيم غلوكوز الدم.

وأجرى الدراسة باحثون في كلية العلوم الصحية بجامعة جنوب الدانمارك، ونشرت في مجلة “كلينيكال آند ترانزيشينا ساينس”، وكتب عنها موقع يوريك ألرت.

ووجد الباحثون أن الجزر يمكن أن يعزز قدرة الجسم على تنظيم نسبة السكر في الدم والتأثير بشكل إيجابي على تكوين بكتيريا الأمعاء.

تأثير الجزر على سكر الدم والبكتيريا المعوية
درس الباحثون تأثيرات الجزر على مدى 16 أسبوعا باستخدام فئران مصابة بمرض السكري من النوع الثاني، وتم وضع الفئران على نظام غذائي عالي الدهون لمحاكاة نمط حياة بشري غير صحي.

وتم تقسيم الفئران إلى مجموعتين: تلقت إحداهما نظاما غذائيا مكملا بمسحوق الجزر المجفف بالتجميد بنسبة 10%، في حين تلقت الأخرى نظاما غذائيا بدون جزر.

وتمت مطابقة السعرات الحرارية في كلا النظامين الغذائيين، مما يضمن أن المتغير الوحيد هو المركّبات النشطة بيولوجيا في الجزر.

وأظهرت النتائج أن المجموعة التي تلقت مسحوق الجزر أظهرت تحسنا في تنظيم سكر الدم، كما تم قياسه من خلال اختبارات تحمّل الغلوكوز.

ويقيس اختبار تحمّل الغلوكوز مدى قدرة الجسم على تنظيم نسبة السكر في الدم بعد استهلاك كمية محددة من السكر.

وفي هذه الدراسة تم إعطاء الفئران محلول سكر، وتم قياس مستويات السكر في الدم بمرور الوقت.

وقال الباحث مورتن كوبيك لارسن الأستاذ المشارك في قسم الأبحاث السريرية “أظهرت دراستنا أن الجزر غيّر تكوين ميكروبيوم الأمعاء (مليارات الكائنات الحية الدقيقة التي تعيش في الأمعاء، والتي تلعب دورا حاسما في الهضم والصحة)، وأن الفئران التي تناولت الجزر أظهرت توازنا صحيا للبكتيريا المعوية”.

وبالإضافة إلى ذلك، كان لدى هذه الفئران المزيد من البكتيريا التي تنتج الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة (إس سي إف إيه إس)، وتساعد هذه الجزيئات الصغيرة التي تتشكل عندما تكسر البكتيريا الألياف الغذائية في تنظيم عملية التمثيل الغذائي للطاقة وسكر الدم مع دعم صحة الأمعاء.

كيف يعمل الجزر؟
يحتوي الجزر على مركّبات نشطة بيولوجيا تعمل على تعزيز قدرة الخلايا على امتصاص السكر، وبالتالي المساعدة في تنظيم نسبة السكر بالدم.

وهذه المواد النشطة بيولوجيا والمستمدة من الأحماض الدهنية غير المشبعة موجودة أيضا في خضروات أخرى من عائلة الجزر، مثل البقدونس والكرفس والجزر الأبيض.

وقال الباحث المشارك لارس بورسكاير كريستنسن “نرى الجزر كمكون محتمل لإستراتيجيات النظام الغذائي المستقبلية لمرض السكري من النوع الثاني”.

هل يمكن للجزر أن يساعد البشر؟
الباحثون حذرون بشأن تطبيق نتائجهم بشكل مباشر على البشر، وقالوا “استخدمت دراستنا نموذجا حيوانيا، والخطوة التالية هي إجراء التجارب السريرية على البشر”.

وأضافوا “مثل هذه الدراسات مكلفة، ونحن نعمل على تأمين التمويل الخارجي لإجراء تجربة سريرية أصغر مع الجزر الذي يحتوي على كميات عالية نسبيا من المركّبات النشطة بيولوجيا”.

ويقول كريستنسن إن هذا قد يمهد الطريق لدراسات سريرية أكبر، بما في ذلك الدراسات على الحيوانات باستخدام المركّبات الحيوية النشطة النقية، وبالتالي إثبات التأثيرات الوقائية للجزر ضد مرض السكري من النوع الثاني

وتشير النتائج الأولية من دراسة مماثلة بشأن تأثيرات الجزر على سرطان القولون إلى أن تناول 30-40 غراما فقط من الجزر النيئ أو المطبوخ قليلا يوميا يمكن أن تكون له تأثيرات مفيدة.

ووفقا للباحثين، فإن تركيز المركّبات الحيوية النشطة يختلف على نطاق واسع بين أصناف الجزر.

ومع ذلك، يمكن للصنف المناسب أن يوفر جرعات كافية من هذه المركّبات دون الحاجة إلى منتجات مركزة، فعلى سبيل المثال يحتوي صنف “نايت بيرد” -وهو جزر أرجواني- على تركيزات عالية نسبيا من المواد الحيوية النشطة.

هل طريقة طهو الجزر مهمة؟
يؤثر الطهي على كمية المواد المعززة للصحة، لكنها لا تختفي تماما.

وقال كريستنسن “حتى مع القلي أو الغليان لفترة طويلة تظل بعض المركّبات الحيوية النشطة، ومع ذلك، يبدو أن الجزر النيئ أو المطبوخ قليلا هو الخيار الأفضل للاحتفاظ بأكبر عدد ممكن من المركّبات المفيدة قدر الإمكان”.

ما هي المركّبات النشطة بيولوجيا؟
المركّبات النشطة بيولوجيا هي مواد كيميائية عضوية من أصل بيولوجي تؤثر على العمليات الفسيولوجية، ويوجد الكثير منها في النباتات والفطريات ويمكن أن تكون لها تأثيرات مفيدة أو ضارة على البشر.

وتستخدم بعض المركّبات النشطة بيولوجيا من النباتات والفطريات في الأدوية، في حين يعتقد أن البعض الآخر في الأطعمة النباتية يعزز الصحة ويمنع الأمراض.

وتعتمد تأثيراتها على آليات العمل والتوافر البيولوجي والتركيز في الغذاء، والتي يمكن أن تختلف باختلاف صنف المحصول والزراعة والمعالجة.

والمركّبات النشطة بيولوجيا الرئيسية في الجزر هي الفالكارينول والفالكارينديول، والتي تنتجها الخضروات للدفاع ضد الالتهابات الفطرية.

وبالإضافة إلى خصائصها المضادة للفطريات فإن هذه المركّبات لها تأثيرات مضادة للبكتيريا ومضادة للالتهابات وسامة للخلايا.

ويؤثر مرض السكري من النوع الثاني على الملايين في جميع أنحاء العالم، مع ارتفاع الأعداد في الدانمارك والعالم، ففي الدانمارك وحدها تضاعف عدد الحالات أكثر من 4 أضعاف منذ عام 1996.

ويتضمن العلاج عادة تغييرات في النظام الغذائي والأدوية على الرغم من أن العديد من الأشخاص يعانون من آثار جانبية من الأدوية الشائعة.

ووفقا للباحثين من جامعة جنوب الدانمارك ومستشفى جامعة أودنسة وجامعة كوبنهاغن الذين تعاونوا في الدراسة المنشورة مؤخرا، يمكن أن يوفر الجزر طريقة طبيعية وخالية من الآثار الجانبية لاستكمال العلاجات الحالية.

واعتبارا من عام 2022 كان نحو 350 ألف شخص في الدانمارك مصابين بمرض السكري، وكان 89% منهم مصابين بمرض السكري من النوع الثاني.

وعلى مستوى العالم، يعاني أكثر من نصف مليار شخص من مرض السكري، مع زيادة معدلات مرض السكري من النوع الثاني في معظم البلدان، ويعزى هذا الارتفاع إلى تغييرات نمط الحياة وزيادة معدلات السمنة وشيخوخة السكان.

المصدر: شمسان بوست

كلمات دلالية: مرض السکری من النوع الثانی الجزر على فی تنظیم أن الجزر یمکن أن

إقرأ أيضاً:

علاج للسرطان يمكن أن يحل محل العلاج الإشعاعي التقليدي.. هذه مميّزاته

كشفت تجارب حديثة لمختبر الأوروبي لفيزياء الجسيمات (سيرن)، المعروف عالمياً كمركز فيزياء الجسيمات الذي طور مصادم الهدرونات الكبير، علاجا جديدا يعد بمعالجة مجموعة واسعة من أنواع السرطان، مع آثار جانبية أقل من العلاج الإشعاعي التقليدي، كما تستغرق مدة هذا العلاج الجديد أقل من ثانية واحدة.

وأوضحت التجارب الجارية بالمختبر الذي يعدّ حلقة بطول 27 كيلومتراً (16.7 ميل) من المغناطيسات الفائقة التوصيل والقادرة على تسريع الجسيمات إلى ما يقرب من سرعة الضوء. أن هناك أمل في أن تمكننا هذه الأجهزة من علاج أورام المخ المعقدة، والقضاء على السرطانات التي انتشرت إلى أعضاء بعيدة، والحد بشكل عام من الضرر الذي يوقعه علاج السرطان على جسم الإنسان.

ويشار إلى أن الإنجاز الأعظم الذي حققه "سيرن" هو اكتشافه خلال عام 2012 لجسيم بوزون هيغز، وهو ما يسمى بـ "جسيم الرب" الذي يعطي الجسيمات الأخرى كتلتها، وبذلك يضع الأساس لكل شيء موجود في الكون. 

وفي السنوات الأخيرة، وجدت الخبرة الفريدة للمركز في تسريع الجسيمات عالية الطاقة مجالاً جديداً، وهو عالم العلاج الإشعاعي للسرطان. وقبل أحد عشر عاما، نشرت عالمة الأحياء التي تعمل الآن في مستشفيات جامعة جنيف (هوغ)، ماري كاثرين فوزينين، وباحثون آخرون، ورقة بحثية، تطرح علاجا يختلف بصورة جذرية عن نموذج العلاج الإشعاعي التقليدي، وأطلقوا عليه اسم "فلاش". 

إلى ذلك، من خلال توصيل الإشعاع بمعدلات جرعات عالية للغاية، مع تعرضات أقل من ثانية، أظهروا أنه من الممكن تدمير الأورام في القوارض مع الحفاظ على الأنسجة السليمة. فيما كان تأثير العلاج الجديد فوريا. 

وأبرز الخبراء الدوليون بأنه إنجاز كبير، إذ حفّز الأمر علماء الأحياء الإشعاعية في جميع أنحاء العالم لإجراء تجاربهم الخاصة باستخدام "فلاش" لعلاج مجموعة واسعة من الأورام في القوارض والحيوانات الأليفة المنزلية، والآن البشر.


وتستشهد فوزينين بمثال أورام المخ لدى الأطفال، والتي يمكن علاجها في كثير من الأحيان باستخدام العلاج الإشعاعي، لكن بتكلفة باهظة. بالقول: "غالبا ما يعيش الناجون مع القلق والاكتئاب مدى الحياة، حيث يؤثر الإشعاع على نمو المخ، مما يتسبب في خسارة كبيرة في معدل الذكاء. نكون قادرين على علاج هؤلاء الأطفال، لكن الثمن الذي يدفعونه مرتفع".

وتقول فوزينين إنه لطالما اعتقد أخصائيو السرطان أن القدرة على زيادة جرعة الإشعاع من شأنها أن تعزز بشكل كبير قدرتهم على علاج المرضى المصابين بسرطانات يصعب علاجها. 

وأشارت الأبحاث في السابق إلى أن القدرة على زيادة جرعة الإشعاع لدى مرضى سرطان الرئة الذين يعانون من أورام انتشرت إلى المخ - قد يحسن من فرص البقاء على قيد الحياة. وفي السنوات الأخيرة، أظهرت الدراسات على الحيوانات أن "فلاش" يجعل من الممكن زيادة كمية الإشعاع التي يتم توصيلها إلى الجسم بشكل ملحوظ مع تقليل التأثير الذي يخلفه على الأنسجة السليمة المحيطة. 

وكان لمفهوم "فلاش" تأثير واسع حيث تصدى لبعض القيود القديمة للعلاج الإشعاعي، أحد أكثر علاجات السرطان شيوعاً، والذي يتلقاه ثلثا مرضى السرطان في مرحلة ما من رحلة علاجهم. 

تجدر الإشارة إلى أنه يتم توصيل الجرعة الإجمالية عادةً من خلال إعطاء شعاع من الأشعة السينية أو جزيئات أخرى على مدار دقيقتين إلى خمس دقائق، وعادة ما يتم توزيعها عبر عشرات من جلسات العلاج الفردية على مدى ثمانية أسابيع، حتى يكون المريض أكثر تحملاً لها.

أيضا، على مدى العقود الثلاثة الماضية، جعلت عمليات المسح التصويري المتقدمة وأجهزة العلاج الإشعاعي الحديثة من الممكن استهداف أي ورم بعينه بدقة متزايدة. لكن خطر الآثار الجانبية الضارة أو المميتة لا يزال قائماً.


والآن، بدأت أعداد متزايدة من التجارب على البشر في مختلف أنحاء العالم. ويخطط مستشفى سينسيناتي للأطفال في ولاية أوهايو بالولايات المتحدة لإجراء تجربة في مرحلة مبكرة على الأطفال المصابين بسرطان نقيلي انتشر إلى عظام الصدر. 

وفي الوقت نفسه، يجري أطباء الأورام في مستشفى جامعة لوزان في سويسرا تجربة المرحلة الثانية، إذ يتم تحديد التفاصيل، بما في ذلك الجرعة المثلى، ومدى فعالية العلاج، وما إذا كان هناك أي آثار جانبية ــ على المرضى المصابين بسرطان الجلد الموضعي.

لكن المرحلة التالية من البحث لا تتعلق فقط باختبار ما إذا كان "فلاش" ناجحاً في الاستخدام على البشر أم لا، بل تتعلق أيضاً بتحديد نوع الإشعاع الأفضل للاستخدام.

ويقول أستاذ الأورام الإشعاعية بجامعة بنسلفانيا، والذي سيقود فريق البحث في التجربة، ألكسندر لين: "هؤلاء المرضى لديهم خيارات قليلة أخرى لأن أورامهم من المستحيل إزالتها عن طريق الجراحة".

وتابع: "الخضوع لدورة أخرى من العلاج الإشعاعي القياسي من شأنه أن يؤدي إلى آثار جانبية خطيرة مثل كسور الفك وجروح الفم وحتى تلف مميت محتمل للشريان السباتي. ونحن نعتقد أن فلاش البروتون سيكون أقل سمية".

من جهته، أوضح أخصائي الأورام الإشعاعية في هوغ، أندريه دانتي دورهام فيفر: "يمكن استخدام الإلكترونات عالية الطاقة لعلاج الأورام السطحية في الجلد. يمكن استخدام الفوتونات، أي الأشعة السينية، أو البروتونات [نوع من الجسيمات دون الذرية]، لعلاج الأورام العميقة، بينما نستخدم أيونات الكربون وجزيئات الهيليوم للحالات المتخصصة للغاية، حيث لا يمكن تقديم هذا النوع من العلاج إلا في المراكز السريرية الكبيرة جداً".


في مؤتمر السرطان العالمي للاتحاد الدولي لمكافحة السرطان في أيلول/ سبتمبر الماضي، وهو مؤتمر يجمع خبراء السرطان من جميع أنحاء العالم، سلطت نائبة رئيس مؤسسة "بايو فينشرز فور غلوبال هيلث" غير الربحية، كاتي غراف، الضوء على أحد التحديات الكبرى في الصحة العالمية والتي يشار إليها أحياناً باسم "فجوة العلاج الإشعاعي".

وأوضحت غراف، باستخدام البيانات التي جمعتها لجنة لانسيت للأورام، وجود 195 جهازاً للعلاج الإشعاعي فقط في جميع أنحاء أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، مقارنة بـ 4172 في الولايات المتحدة وكندا. 
ومع توقع مضاعفة معدل الإصابة والوفيات السنوية بالسرطان في جميع أنحاء القارة الأفريقية بحلول عام 2040، أوضحت أنه يُنتظَر أن تحتاج المنطقة إلى أكثر من 5000 جهاز إضافي في العقدين المقبلين، وهو الطلب الذي ستجد العديد من الدول صعوبة بالغة لتوفيره.

مقالات مشابهة

  • هل يمكن علاج السرطان بـ«CHATGPT»؟
  • سامسونغ ستطور ميزة مراقبة السكر في الدم دون وخز الجلد في ساعاتها الذكية
  • ابتكار علمى جديد يساهم فى علاج سرطان الثدي دون آثار جانبية
  • مرض السكري وصحة الفم: تأثيرات ومضاعفات يجب الانتباه إليها
  • طبيب : الكورتيزون لا يسبب مرض السكري ويجب على مرضى الضغط تجنبه
  • الأخطاء الرئيسية في علاج فقر الدم
  • الطعام المثالي لمرضى السكري من النوع الثاني
  • 3 أعراض تحذيرية تشير لمرض السكري .. احذرها
  • علاج للسرطان يمكن أن يحل محل العلاج الإشعاعي التقليدي.. هذه مميّزاته