الدين مادة أساسية بمدارس مصر.. ما وجه الاعتراض؟
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
القاهرة- تحت مظلة تعزيز القيم الدينية والأخلاقية، أعلنت وزارة التعليم المصرية إضافة مادة التربية الدينية لمجموع الطالب بجميع الصفوف الدراسية، بداية من العام الدراسي المقبل.
وبحسب وزير التعليم المصري، محمد عبد اللطيف، فقد تم التنسيق مع مؤسستي الأزهر والكنيسة -كممثلين للديانتين الإسلامية والمسيحية- لتطبيق القرار.
وبيّنت قيادات بوزارة التعليم أن الأزهر والكنيسة هما من طلبا من الوزارة وضع مادة التربية الدينية كمادة أساسية مضافة للمجموع، "بهدف الحفاظ على الهوية من تحديات تواجهها من قبل منظومات ثقافية أخرى" وفق تصريح لنائب وزير التعليم.
ومن المقرر أن تتولى المؤسستان مهمة وضع محتوى كل من المادتين الإسلامية والمسيحية، عقب عرض القرار على مجلس النواب للبت فيه.
وجاء القرار الوزاري بعد أيام قليلة من إعلان إضافة مادة الدين لصفوف الثانوية العامة المؤهلة للالتحاق بالجامعات.
بالتزامن ألغت، أمس الاثنين، مديرية التربية والتعليم بالقاهرة، امتحان التربية الدينية للشهادة الإعدادية، بجميع مدارس العاصمة، بسبب تسريب الامتحان "رغم أنه لم يتم إضافته بعد للمجموع".
وقد أقر قانون التعليم رقم 68 لسنة 1968 عدم احتساب مادة التربية الدينية في المجموع الكلي لكنه اشترط النجاح فيها لانتقال الطالب للصف التالي، وهو ما أقره أيضا قانون 139 لسنة 1981.
إعلان جدل مجتمعيفتح الإعلان عن إضافة الدين كمادة أساسية بالصفوف الدراسية، باب الجدل المجتمعي -عبر الشاشات الفضائية- حيال جدوى القرار وأسبابه وتداعياته ليس فقط على العملية التعليمية بل المجتمع بأسره.
من جانبه رفض أسقف كنائس طنطا، الأنبا بولا، التوجه الحكومي الأخير معتبرا الدين مكانه الكنيسة والمسجد، "نقدم الدين في المدرسة كنوع من الثقافة الدينية فقط وليس للنجاح والرسوب" حسب قوله.
وأوضح -خلال لقاء متلفز- أن مادة الدين المسيحي المقررة حاليا في المدارس لا تخص طائفة بعينها ولكنها معممة على كل الطوائف حيث يتم حذف كل ما هو طائفي منها.
ولفت أسقف كنائس طنطا إلى إشكالية أخرى تخص معلم الدين المسيحي، قائلا "عند إضافة الدين للمجموع لابد من تعيين مدرسين مختصين بالديانة من خريجي الكلية اللاهوتية.. لا يمكن الارتكان للوضع الحالي حيث يتم الاعتماد على أي مدرس مسيحي بالمدرسة حتى لو كان مختصا بالتربية الزراعية لتعليم الطلاب المسيحيين ديانتهم".
واختتم الأنبا بولا حديثه مقترحا تقديم مادة دينية عامة يدرسها الطلاب المسلمون والمسيحيون.
مقترح الأسقف الأرثوذكسي هو نفسه الذي طرحته أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر، سعاد صالح، فارتأت أن يتم تدريس منهج دين موحد للإسلام والمسيحية لمادة التربية الدينية.
لكنها في الوقت نفسه أيدت التوجه الحكومي من حيث المبدأ، فاعتبرت -خلال مداخلة هاتفية لبرنامج متلفز- إضافة مادة الدين للمجموع عودة بالشباب إلى الأخلاق.
واستطردت "البعض يخشى أن يحدث هذا القرار فتنة، لذلك من الأفضل وضع منهج معتدل يجمع بين القيم والمبادئ التي تشترك فيها الديانات، بعيدا عن التعصب لأي ديانة".
أنا مش منزعج من إضافة الدين للمجموع لو هتخلي الأجيال الصغيرة تهتم بجدية تعرف مفهوم دين صحيح بلا عنف ولا عنصرية ولا إقصاء للآخر..وبالمناسبة الدين في مضمونة لا يتناقض مع أفكار بناء مجتمع محترم..الدين بيرفض الفساد وبيشجع على الإجتهاد والعمل وحرية الرأي والإختيار
— ᴹᵘˢᵗᵃᶠᵃ ᴷʰᵃˡᶦᵈ???? (@mab985) January 18, 2025
غموض وترقبالأستاذ أمجد سيد -وهو مدرس للغة العربية بإحدى المدارس الحكومية- اعتاد تدريس التربية الدينية الإسلامية كمادة إضافية إلى جانب العربية، لكن الوضع خلال الفترة القادمة بالنسبة له سيكون غامضا.
إعلانوأوضح، للجزيرة نت، أن حالته ليست استثنائية، قائلا "معلمو اللغة العربية بالمدارس الحكومية يتولون تدريس مادة الدين الإسلامي وتخصص لها حصة في الأسبوع أو حصتان على الأكثر".
أيه الحكمة بجد من إضافة مادة التربية الدينية للمجموع بجميع الصفوف ؟
بحاول أدور على أي فايدة مش لاقية !
الدين علاقة شخصية بين الإنسان وربه، ومن الغباء تحويلها لفرض دراسي يثقل كاهل الطلاب ويدفعهم للنفور منه.
أنت لو عاوز تكره الطلاب في دينهم وتطلعهم منه مش هاتعمل أكتر من أنك تخليه… pic.twitter.com/oWGOHmJsI4
— Sahar Mahmoud (@Sahar_Eldeeb) January 17, 2025
لكن إضافة الدين للمجموع سيحدث انقلابا في الوضع الحالي حسب توقع المعلم المصري، أدرف "ليس لدي توقع بخصوص طبيعة المناهج التي سيتم إقرارها، لكن على الأقل سيكون هناك اهتمام بها من جانب المدرس والطالب ولا أستبعد أبدا أن يحصل الطلاب على دروس خصوصية بها".
بينما أبدى أحمد خالد -ولي أمر 3 طلاب بمراحل تعليمية مختلفة- تخوفه من عدم تكافؤ الفرص بين طلاب الديانتين سواء فيما يخص مستوى صعوبة المناهج أو الامتحانات.
ذلك التخوف لم يمنعه من الترحيب بالقرار، كونه سيجعل أولاده يهتمون بشكل أكبر بتعاليم دينهم، وتابع للجزيرة نت "منذ فترة اشتركت لأولادي في دروس خاصة لتحفيظ القرآن كي يرتبطوا بدينهم وربما يساعدهم القرار الجديد في معرفة أحكام الإسلام وتاريخه".
قرار غير مسبوقبدوره، قال أستاذ أصول التربية والخبير بالمركز القومي للبحوث التربوية، كمال مغيث، إن قرار إضافة الدين للمجموع الكلي غير مسبوق في تاريخ التعليم المصري.
وبيّن، في حديثه للجزيرة نت، أن مادة التربية الدينية ظلت قبل عام 1952 اختيارية بالنسبة للطالب، ثم، مع انتهاء العهد الملكي تم اعتبارها مادة إجبارية دون إضافتها للمجموع.
وبخصوص تأثير القرار على تهذيب سلوك الطلاب وتعزيز القيم، أكد مغيث أنه لا يوجد علميا ما يثبت العلاقة الإيجابية بين المادة الدراسية والتأثر النفسي بها "فمن يدرس مادة العلوم ليس بالتبعية سيحبها".
إعلانوأضاف أن الهدف من تدريس مادة الدين ليس المحتوى المعرفي وإنما تعريف الطالب بالسلوك القويم والمحددات الأخلاقية وذلك لا علاقة له بإضافة المادة للمجموع الكلي.
وزير التعليم المصري مع طالبة بإحدى المدارس (موقع وزارة التعليم عبر فيسبوك) معوقاتوعن معوقات تطبيق القرار، أكد الخبير التربوي خلوّ كليات التربية من قسم للتربية الدينية وبالتالي لا يوجد معلمون مختصون للتدريس، وأردف "معلم اللغة العربية يدرس الدين الإسلامي باعتباره يمتلك مكونا من الدراسات الإسلامية، بينما الدين المسيحي يتولى تدريسه أي معلم مسيحيّ الديانة مهما كان تخصصه".
أيضا ثمة معوق آخر يتعلق بالطوائف المسيحية الثلاث الموجودة بمصر "الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت"، حسب أستاذ أصول التربية، وتوقع قائلا "طالما الدين سيكون مادة أساسية فكل طائفة ستطالب بمادة مستقلة وبمدرسين مستقلين بعدما كان الأمر يقتصر على مادة واحدة تجمع أساسيات الديانة".
واختتم حديثه محذرا من الفتنة الطائفية التي قد يستتبعها القرار، فقد تظهر تشكيكات من الطرفين المسلم والمسيحي بخصوص سهولة وصعوبة الامتحانات فضلا عن مدى الموضوعية التي سيتحلى بها المصححون من الجانبين.
في نفس الإطار، استبعد الكاتب الصحفي، أحمد الدريني، أن يؤدي ضم التربية الدينية للمجموع إلى أن تصير رافدا من روافد التربية والتهذيب السلوكي للطلاب.
وذكر في مقال صحفي بعنوان "لا تضيفوا التربية الدينية للمجموع"، أن المحتوى الديني حاضر بكل مكان سواء دور العبادة أو الفضائيات أو وسائل التواصل الاجتماعي، "لكن هذا الحضور الديني الهائل لم يسفر عن سمو أخلاقي بالشارع المصري الآخذ في الانحدار" حسب رأيه.
إلى ذلك شكك الدريني في كون الطالب المصري الحالي -والمشهود بتراجع مستواه في اللغة العربية كتابة وتعبيرا ونحوا وصرفا- قادرا على التعامل مع جرعة كبيرة من المحتوى الديني.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مادة التربیة الدینیة إضافة الدین للمجموع التعلیم المصری مادة أساسیة مادة الدین إضافة مادة
إقرأ أيضاً:
أزمة بامتحانات إعدادية القاهرة| شكاوى من صعوبة اللغة العربية وإلغاء التربية الدينية
شهد اليوم الثالث من امتحانات الشهادة الإعدادية بمحافظة القاهرة عدة شكاوى من الطلاب وأولياء الأمور وذلك بعد إلغاء امتحان مادة التربية الدينية الإسلامية و صعوبة امتحان مادة اللغة العربية .
إلغاء امتحان مادة التربية الدينية الإسلاميةفوجئ الطلاب بإلغاء امتحان مادة التربية الدينية الإسلامية الذي كان مقررًا اليوم .
رد مديرية التربية و التعليم بالقاهرةقالت مدرية التربية و التعليم بمحافظ القاهرة ،تم إلغاء مادة التربية الدينية الإسلامية نظرا لوجود خطأ فني حدث خلال طباعة امتحان مادة التربية الدينية الإسلامية المقرر انعقادها اليوم الاثنين الموافق ٢٠ يناير ٢٠٢٥ وحرصا على مصلحة أبنائنا الطلاب.
موعد إعادة امتحان مادة التربية الدينيةأوضحت مديرية التربية و التعليم بمحافظ القاهرة أن امتحان مادة التربية الدينية الإسلامية تم تأجيله إلى يوم الخميس 23 يناير 2025، بعد امتحان مادة الدراسات الاجتماعية .
شكاوى الطلاب من امتحان مادة اللغة العربيةأعرب العديد من الطلاب عن صعوبة امتحان مادة اللغة العربية، خاصة في أسئلة التعبير والنحو، حيث وصفها البعض بأنها غير مباشرة وتحتاج إلى تفكير عميق.
وجاءت التعليقات كالاتى
القراءة المتحررة وحشة جدا عايزة مدرس هو اللى يحلها مش طالب خالص
الاختيارات كلها تنفع وكلها نفس المعنى و النحو فيه حاجات
اما هناك عدد من الطلاب عبر عن سهولة الأمتحان و انه فى متناول الطالب المتوسط
وجاءت التعليقات كالاتى :
الامتحان كان اسهل مادة
كان سهل
النحو فقط فية كام نقطة لكن الباقى متوسط
محافظة القاهرةوكانت قد أوضحت مديرية التربية والتعليم بالقاهرة اتخاذ كافة الإجراءات بشأن امتحانات الشهادة الاعدادية وهى كالآتى :
_جاهزية اللجان من حيث النظافة والتهوية الجيدة وكفاءة الإضاءة .
_ توفير الجو الملائم والهادى للطلاب لادائهم الامتحانات بسهولة ويسر.
_ اعلان كشوف المناداة وجداول الإمتحانات فى أماكن ظاهرة
_اتخاذ كافة الإجراءات الوقائية والاحترازية حفاظاً على صحة وسلامة الطلاب .
ووجهت "مدير المديرية" بتقديم كافة أوجه الدعم اللازم لرؤساء اللجان فى تنظيم عملية دخول الطلاب ومنع تزاحم أولياء الامور أمام مقار اللجان .