الجزيرة:
2025-03-25@20:48:32 GMT

الدين مادة أساسية بمدارس مصر.. ما وجه الاعتراض؟

تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT

الدين مادة أساسية بمدارس مصر.. ما وجه الاعتراض؟

القاهرة- تحت مظلة تعزيز القيم الدينية والأخلاقية، أعلنت وزارة التعليم المصرية إضافة مادة التربية الدينية لمجموع الطالب بجميع الصفوف الدراسية، بداية من العام الدراسي المقبل.

وبحسب وزير التعليم المصري، محمد عبد اللطيف، فقد تم التنسيق مع مؤسستي الأزهر والكنيسة -كممثلين للديانتين الإسلامية والمسيحية- لتطبيق القرار.

وبيّنت قيادات بوزارة التعليم أن الأزهر والكنيسة هما من طلبا من الوزارة وضع مادة التربية الدينية كمادة أساسية مضافة للمجموع، "بهدف الحفاظ على الهوية من تحديات تواجهها من قبل منظومات ثقافية أخرى" وفق تصريح لنائب وزير التعليم.

ومن المقرر أن تتولى المؤسستان مهمة وضع محتوى كل من المادتين الإسلامية والمسيحية، عقب عرض القرار على مجلس النواب للبت فيه.

وجاء القرار الوزاري بعد أيام قليلة من إعلان إضافة مادة الدين لصفوف الثانوية العامة المؤهلة للالتحاق بالجامعات.

بالتزامن ألغت، أمس الاثنين، مديرية التربية والتعليم بالقاهرة، امتحان التربية الدينية للشهادة الإعدادية، بجميع مدارس العاصمة، بسبب تسريب الامتحان "رغم أنه لم يتم إضافته بعد للمجموع".

وقد أقر قانون التعليم رقم 68 لسنة 1968 عدم احتساب مادة التربية الدينية في المجموع الكلي لكنه اشترط النجاح فيها لانتقال الطالب للصف التالي، وهو ما أقره أيضا قانون 139 لسنة 1981.

إعلان جدل مجتمعي

فتح الإعلان عن إضافة الدين كمادة أساسية بالصفوف الدراسية، باب الجدل المجتمعي -عبر الشاشات الفضائية- حيال جدوى القرار وأسبابه وتداعياته ليس فقط على العملية التعليمية بل المجتمع بأسره.

من جانبه رفض أسقف كنائس طنطا، الأنبا بولا، التوجه الحكومي الأخير معتبرا الدين مكانه الكنيسة والمسجد، "نقدم الدين في المدرسة كنوع من الثقافة الدينية فقط وليس للنجاح والرسوب" حسب قوله.

وأوضح -خلال لقاء متلفز- أن مادة الدين المسيحي المقررة حاليا في المدارس لا تخص طائفة بعينها ولكنها معممة على كل الطوائف حيث يتم حذف كل ما هو طائفي منها.

ولفت أسقف كنائس طنطا إلى إشكالية أخرى تخص معلم الدين المسيحي، قائلا "عند إضافة الدين للمجموع لابد من تعيين مدرسين مختصين بالديانة من خريجي الكلية اللاهوتية.. لا يمكن الارتكان للوضع الحالي حيث يتم الاعتماد على أي مدرس مسيحي بالمدرسة حتى لو كان مختصا بالتربية الزراعية لتعليم الطلاب المسيحيين ديانتهم".

واختتم الأنبا بولا حديثه مقترحا تقديم مادة دينية عامة يدرسها الطلاب المسلمون والمسيحيون.

مقترح الأسقف الأرثوذكسي هو نفسه الذي طرحته أستاذة الفقه المقارن بجامعة الأزهر، سعاد صالح، فارتأت أن يتم تدريس منهج دين موحد للإسلام والمسيحية لمادة التربية الدينية.

لكنها في الوقت نفسه أيدت التوجه الحكومي من حيث المبدأ، فاعتبرت -خلال مداخلة هاتفية لبرنامج متلفز- إضافة مادة الدين للمجموع عودة بالشباب إلى الأخلاق.

واستطردت "البعض يخشى أن يحدث هذا القرار فتنة، لذلك من الأفضل وضع منهج معتدل يجمع بين القيم والمبادئ التي تشترك فيها الديانات، بعيدا عن التعصب لأي ديانة".

أنا مش منزعج من إضافة الدين للمجموع لو هتخلي الأجيال الصغيرة تهتم بجدية تعرف مفهوم دين صحيح بلا عنف ولا عنصرية ولا إقصاء للآخر..وبالمناسبة الدين في مضمونة لا يتناقض مع أفكار بناء مجتمع محترم..الدين بيرفض الفساد وبيشجع على الإجتهاد والعمل وحرية الرأي والإختيار

— ᴹᵘˢᵗᵃᶠᵃ ᴷʰᵃˡᶦᵈ???? (@mab985) January 18, 2025

غموض وترقب

الأستاذ أمجد سيد -وهو مدرس للغة العربية بإحدى المدارس الحكومية- اعتاد تدريس  التربية الدينية الإسلامية كمادة إضافية إلى جانب العربية، لكن الوضع خلال الفترة القادمة بالنسبة له سيكون غامضا.

إعلان

وأوضح، للجزيرة نت، أن حالته ليست استثنائية، قائلا "معلمو اللغة العربية بالمدارس الحكومية يتولون تدريس مادة الدين الإسلامي وتخصص لها حصة في الأسبوع أو حصتان على الأكثر".

أيه الحكمة بجد من إضافة مادة التربية الدينية للمجموع بجميع الصفوف ؟
بحاول أدور على أي فايدة مش لاقية !
الدين علاقة شخصية بين الإنسان وربه، ومن الغباء تحويلها لفرض دراسي يثقل كاهل الطلاب ويدفعهم للنفور منه.
أنت لو عاوز تكره الطلاب في دينهم وتطلعهم منه مش هاتعمل أكتر من أنك تخليه… pic.twitter.com/oWGOHmJsI4

— Sahar Mahmoud (@Sahar_Eldeeb) January 17, 2025

لكن إضافة الدين للمجموع سيحدث انقلابا في الوضع الحالي حسب توقع المعلم المصري، أدرف "ليس لدي توقع بخصوص طبيعة المناهج التي سيتم إقرارها، لكن على الأقل سيكون هناك اهتمام بها من جانب المدرس والطالب ولا أستبعد أبدا أن يحصل الطلاب على دروس خصوصية بها".

بينما أبدى أحمد خالد -ولي أمر 3 طلاب بمراحل تعليمية مختلفة- تخوفه من عدم تكافؤ الفرص بين طلاب الديانتين سواء فيما يخص مستوى صعوبة المناهج أو الامتحانات.

ذلك التخوف لم يمنعه من الترحيب بالقرار، كونه سيجعل أولاده يهتمون بشكل أكبر بتعاليم دينهم، وتابع للجزيرة نت "منذ فترة اشتركت لأولادي في دروس خاصة لتحفيظ القرآن كي يرتبطوا بدينهم وربما يساعدهم القرار الجديد في معرفة أحكام الإسلام وتاريخه".

قرار غير مسبوق

بدوره، قال أستاذ أصول التربية والخبير بالمركز القومي للبحوث التربوية، كمال مغيث، إن قرار إضافة الدين للمجموع الكلي غير مسبوق في تاريخ التعليم المصري.

وبيّن، في حديثه للجزيرة نت، أن مادة التربية الدينية ظلت قبل عام 1952 اختيارية بالنسبة للطالب، ثم، مع انتهاء العهد الملكي تم اعتبارها مادة إجبارية دون إضافتها للمجموع.

وبخصوص تأثير القرار على تهذيب سلوك الطلاب وتعزيز القيم، أكد مغيث أنه لا يوجد علميا ما يثبت العلاقة الإيجابية بين المادة الدراسية والتأثر النفسي بها "فمن يدرس مادة العلوم ليس بالتبعية سيحبها".

إعلان

وأضاف أن الهدف من تدريس مادة الدين ليس المحتوى المعرفي وإنما تعريف الطالب بالسلوك القويم والمحددات الأخلاقية وذلك لا علاقة له بإضافة المادة للمجموع الكلي.

وزير التعليم المصري مع طالبة بإحدى المدارس (موقع وزارة التعليم عبر فيسبوك) معوقات

وعن معوقات تطبيق القرار، أكد الخبير التربوي خلوّ كليات التربية من قسم للتربية الدينية وبالتالي لا يوجد معلمون مختصون للتدريس، وأردف "معلم اللغة العربية يدرس الدين الإسلامي باعتباره يمتلك مكونا من الدراسات الإسلامية، بينما الدين المسيحي يتولى تدريسه أي معلم مسيحيّ الديانة مهما كان تخصصه".

أيضا ثمة معوق آخر يتعلق بالطوائف المسيحية الثلاث الموجودة بمصر "الأرثوذكس والكاثوليك والبروتستانت"، حسب أستاذ أصول التربية، وتوقع قائلا "طالما الدين سيكون مادة أساسية فكل طائفة ستطالب بمادة مستقلة وبمدرسين مستقلين بعدما كان الأمر يقتصر على مادة واحدة تجمع أساسيات الديانة".

واختتم حديثه محذرا من الفتنة الطائفية التي قد يستتبعها القرار، فقد تظهر تشكيكات من الطرفين المسلم والمسيحي بخصوص سهولة وصعوبة الامتحانات فضلا عن مدى الموضوعية التي سيتحلى بها المصححون من الجانبين.

في نفس الإطار، استبعد الكاتب الصحفي، أحمد الدريني، أن يؤدي ضم التربية الدينية للمجموع إلى أن تصير رافدا من روافد التربية والتهذيب السلوكي للطلاب.

وذكر في مقال صحفي بعنوان "لا تضيفوا التربية الدينية للمجموع"، أن المحتوى الديني حاضر بكل مكان سواء دور العبادة أو الفضائيات أو وسائل التواصل الاجتماعي، "لكن هذا الحضور الديني الهائل لم يسفر عن سمو أخلاقي بالشارع المصري الآخذ في الانحدار" حسب رأيه.

إلى ذلك شكك الدريني في كون الطالب المصري الحالي -والمشهود بتراجع مستواه في اللغة العربية كتابة وتعبيرا ونحوا وصرفا- قادرا على التعامل مع جرعة كبيرة من المحتوى الديني.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات مادة التربیة الدینیة إضافة الدین للمجموع التعلیم المصری مادة أساسیة مادة الدین إضافة مادة

إقرأ أيضاً:

وزير التعليم العالي يشارك في حفل الإفطار السنوي للطلاب الوافدين بجامعة أسيوط

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شارك الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي والدكتور أحمد المنشاوي، رئيس جامعة أسيوط، في فعاليات حفل الإفطار السنوي للطلاب الوافدين، والذي شهد حضور عدد من رؤساء الجامعات، والسفراء، والمستشارين الثقافيين، وقيادات الوزارة، والإعلاميين، والطلاب الوافدين من مختلف الجنسيات.

وأعرب الدكتور المنشاوي عن سعادته بالمشاركة في هذا الحدث الذي يعكس اهتمام الدولة المصرية بتعزيز دورها كوجهة تعليمية متميزة للطلاب الوافدين، مشيرًا إلى أن جامعة أسيوط تولي اهتمامًا خاصًا بدعم الطلاب الوافدين وتقديم أفضل الخدمات الأكاديمية والإدارية لهم، بما يسهم في تطوير مهاراتهم وتهيئتهم لمواكبة متطلبات سوق العمل.

وأكد رئيس جامعة أسيوط أن الجامعة تعمل وفق رؤية استراتيجية واضحة (2024-2029) تتماشى مع الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي، وتسعى من خلالها إلى تحقيق أهداف التنمية المستدامة وتوفير بيئة تعليمية متطورة تدمج بين التخصصات الحديثة والبرامج الدراسية البينية.

 من جانبه، أكد الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، خلال كلمته، أن ملف جذب الطلاب الوافدين يمثل أولوية في خطة عمل الوزارة، وذلك لتعزيز دور مصر كوجهة جاذبة للطلاب الدوليين، لافتًا إلى أن الدولة تعمل وفق خطة طموحة تهدف إلى جعل مصر قبلة تعليمية فريدة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي.

وأشار الوزير إلى التطوير الكبير الذي قامت به الوزارة لتحسين منظومة الخدمات الخاصة بالطلاب الوافدين، من خلال تسهيل إجراءات التقديم والتسجيل عبر منصة "ادرس في مصر"، والاستمرار في تقديم أفضل الفرص التعليمية لهم، بما يضمن حصولهم على تجربة أكاديمية متكاملة.

كما سلط الدكتور أيمن عاشور الضوء على تنوع مؤسسات التعليم العالي في مصر، وتقديم برامج دراسية بينية حديثة تؤهل الطلاب لمتطلبات سوق العمل، بالإضافة إلى عقد شراكات مع جامعات دولية مرموقة لمنح شهادات مزدوجة في تخصصات حديثة.

 وأكد على اهتمام الجامعات المصرية بالأنشطة الثقافية والرياضية والسياحية، مما يسهم في تهيئة بيئة تعليمية ثرية على كافة المستويات، مشيرًا إلى أن الطلاب الوافدين هم سفراء لبلادهم ويمثلون قوة مصر الناعمة.

 وأكد حرص قطاع الشؤون الثقافية والبعثات على توفير بيئة تعليمية متميزة وبرامج دراسية حديثة تلبي احتياجات سوق العمل، موضحا أن تزايد أعداد الطلاب الوافدين يعكس تطور منظومة التعليم العالي في مصر، والتي تشمل تحديث البرامج الدراسية، وإنشاء جامعات جديدة، وتوفير خيارات متعددة للدراسة بين الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية والتكنولوجية وأفرع الجامعات الأجنبية، مما يسهم في تنشيط السياحة التعليمية. كما أشار إلى أن مبادرة "ادرس في مصر" تهدف إلى تسهيل إجراءات التقديم والترويج للجامعات المصرية عالميًا عبر شراكات دولية، ومعارض تعليمية، ولقاءات افتراضية لتعريف الطلاب الأجانب بفرص الدراسة في مصر.

وشهد الحفل حضور الدكتور عمرو سيد، كلية علوم الرياضة ومدير مكتب الطلاب الوافدين بجامعة أسيوط، إلى جانب عدد من الطلاب الوافدين من دولتي فلسطين والكويت، الذين أعربوا عن تقديرهم لما توفره جامعة أسيوط من دعم أكاديمي وإداري وثقافي يعزز من تجربتهم التعليمية في مصر.
 

مقالات مشابهة

  • التربية تبحث مع مبادرة أبجد التعليمية ومنظمة مجموعة المتطوعين المدنيين ‏GVC‏ تعزيز التعاون المشترك
  • التربية والتعليم تطلب من مديرياتها بالمحافظات قبول طلاب مدارس المتفوقين ‏القادمين من الحسكة بمدارس المتفوقين لديها
  • بمناسبة عيد المعلم… تكريم 175 معلماً في مدارس المهاجرين وركن الدين ‏بدمشق ‏
  • وزير التعليم العالي يشارك في حفل الإفطار السنوي للطلاب الوافدين بجامعة أسيوط
  • استشهاد 3 من كوادر مديرية التعليم في غزة بسبب القصف الإسرائيلي
  • وزير التعليم العالي: تسهيل إجراءات التقديم والتسجيل عبر منصة "ادرس في مصر"
  • وزير التعليم العالي يشهد حفل الإفطار السنوي للطلاب الوافدين
  • تحقيق العدالة في الجامعات.. استيقاظ “التعليم العالي” ضرورة ملحة
  • انتظام العملية التعليمية وتفعيل خطة الأنشطة بمدارس شرق الفيوم
  • امتحانات الثانوية العامة 2025 | قرار عاجل بشأن مادة التربية الرياضية