مؤمن الجندي يكتب: أزرار السوشيالجية
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
في مسرح الحياة، يقف بعض الأشخاص تحت أضواء الحب الجماعي، ملايين القلوب تتسابق لتقديم محبتها وإعجابها، وتُغرقهم بفيض من المشاعر التي تجعلهم في مقام القداسة البشرية.. ولكن فجأة، وكأن عاصفة غاضبة اجتاحت الميدان، يتبدل الحب والإعجاب إلى نقد لاذع، والقلوب التي كانت تنبض باسمهم، تخفت وتنسحب دون تفسير واضح! فما الذي يدفعهم لإظهار العكس؟ وكيف يمكن لذلك الشخص المستهدف استعادة ذلك الحب الذي بدا يومًا وكأنه لن ينتهي؟
مؤمن الجندي يكتب: كيف يُروى الغياب بعد الرحيل؟ مؤمن الجندي يكتب: قصة عمر بين الشوك والضوء مؤمن الجندي يكتب: ما الذي لا يستطيع المال شراؤه؟ مؤمن الجندي يكتب: قلوب بلا أقنعةحين يتعلق الملايين بشخص، يكون ذلك في العادة بسبب قيم أو مهارات أو مواقف ألهمتهم، وربما لملامح كاريزمية جعلت هذا الشخص رمزًا لهم.
محمود الخطيب، رمز الأهلي التاريخي، كان دائمًا محط حب الجماهير بفضل نجاحاته لاعبًا ورئيسًا للنادي وقبلهما كقدوة حسنة في الأخلاق.. ومع ذلك، شهدت الفترة الأخيرة تحول بعض الجماهير لمهاجمته بسبب التأخر في إبرام صفقات جديدة وقرارات أخرى لم ترقَ لتطلعاتهم.. هذا التحول يعكس هشاشة الحب الجماعي الذي سرعان ما ينقلب تحت ضغط التوقعات العالية وتأثير وسائل التواصل الاجتماعي التي تُضخم الخلافات.
هذا الانقلاب "السوشيالي" على الخطيب من وجهة نظري يرتبط بغياب الوعي الجماعي، حيث تنجرف بعض الجماهير خلف موجات النقد دون إدراك لحجم التحديات التي يواجهها، أو حتى لطريقة النقد نفسها كيف تكون؟ استعادة الثقة تتطلب شفافية وقرارات قوية من الخطيب، وأيضًا وعيًا من الجماهير بأن الرموز العظيمة تخطئ أحيانًا، لكنها دائمًا تملك القدرة على التصحيح.
السوشيالجية.. ومشهد التدمير الجماعينحن اليوم نعيش عصرًا جديدًا، حيث تلعب فئة "السوشيالجية" – أولئك الذين يعيشون على مواقع التواصل الاجتماعي – دورًا محوريًا في صياغة الرأي العام.. لكن المعضلة تكمن في أن الوعي لديهم كثيرًا ما يغيب أمام إغراء التصدر والجدل! فبدلًا من أن يُقيموا المواقف بعقلانية، ينجرون خلف التيار، ويصبحون وقودًا للتوجهات الجماعية، سواء كانت في اتجاه الحب أو الكراهية.
أرى أن الحل لهذه الظاهرة يتطلب إعادة بناء الوعي الجماعي، وتعليم الشباب أن الحب والكراهية ليسا مجرد أزرار يمكن الضغط عليها بسهولة.. علينا أن ندرك أن البشر خطاءون بطبعهم، وأن الشخصيات العامة ليست رموزًا مثالية، بل هي مرآة لعواطفنا وتوقعاتنا.
في النهاية، الحب الجماعي ليس دائمًا دليلًا على القيمة، والكراهية الجماعية ليست حكمًا مطلقًا.. وما بين الحب والكراهية، يقف الوعي كحكم عادل، قد ينقذنا من الظلم ويُعيدنا إلى جوهر الإنسانية.
للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: محمود الخطيب جماهير الأهلي السوشيال ميديا رئيس الاهلي صفقات الأهلي مؤمن الجندی یکتب دائم ا
إقرأ أيضاً:
حسام غويبة: فوز المصري على بتروجت أسعد الجماهير
أعرب حسام غويبة، نجم النادي المصري السابق، عن سعادته الكبيرة بالفوز العريض الذي حققه الفريق البورسعيدي على بتروجت بأربعة أهداف دون رد في الدوري الممتاز، مشيرًا إلى أن هذا الانتصار جاء في توقيت مهم بعد الإقصاء من بطولة الكونفدرالية، وأسهم في رفع الروح المعنوية للجماهير التي شعرت بالإحباط بعد وداع البطولة القارية.
وفي تصريحاته لبرنامج «ملعب البلد» الذي يقدمه الإعلامي ماركو مراد على قناة «صدى البلد»، أوضح غويبة أن فريق بتروجت رغم الهزيمة الثقيلة قدّم مباراة جيدة، إلا أن الفاعلية الهجومية للمصري صنعت الفارق، خاصة في ظل تألق المهاجم بابا بادجي، الذي سجل “هاتريك” واكتسب ثقة كبيرة ستنعكس على مستواه في الفترة المقبلة.
وأضاف غويبة أن غياب اللاعب محمد الشامي عن اللقاء أثّر سلبًا على أداء الفريق، مؤكدًا أن وجوده كان سيمنح المصري تنوعًا هجومياً أكبر.
وتحدث أيضًا عن الأخطاء الفنية التي ارتكبها المدير الفني أنيس بوجلبان في مباراة الإياب أمام سيمبا التنزاني، والتي كلفت الفريق توديع بطولة الكونفدرالية، مشيرًا إلى أن إدارة المباراة لم تكن موفقة من الناحية التكتيكية.
ورأى غويبة أن الدفع باللاعب كريم العراقي في مواجهة الإياب أمام سيمبا كان ليكون الخيار الأنسب، في ظل قدرته على التعامل مع الضغط واللعب في مباريات مصيرية. كما انتقد الحالة الذهنية للاعبي المصري خلال تنفيذ ركلات الترجيح، معتبرًا أن غياب التركيز كان أحد أسباب الإقصاء، رغم المجهود المبذول طيلة مشوار البطولة