لماذا يريد «ترامب» السيطرة على قناة بنما؟ وكيف رد الرئيس البنمي على تصريحاته؟
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
علق رئيس بنما خوسيه راؤول مولينو رداً على تصريحات الرئيس دونالد ترامب خلال حفل تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة الاثنين 20 يناير 2025 حول قناة بنما بقوله: "سنستعيد قناة بنما مرة أخرى".
ورد الرئيس البنمي خوسيه راؤول مولينو، على تهديدات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بشأن إعادة القناة إلى الولايات المتحدة، مؤكداً أن "قناة بنما هي للبنميّين وستبقى للبنميّين".
وأدى دونالد ترامب اليمين الدستورية ليصبح الرئيس السابع والأربعين للولايات المتحدة، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، وتقام مراسم التنصيب داخل مبنى الكابيتول في واشنطن، تحديدًا في قاعة الروتوندا نظرًا للطقس البارد الذي أثر على المنطقة.
قناة بنماارشيفية
وقناة بنما، هي ممر مائي يعبر برزخ بنما، ويصل ما بين المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ.ما يسمح للمسافرين بحراً بتجنب رحلة إضافية تبلغ 7، 000 ميل بحري (13، 000 كم) حول الطرف الجنوبي لأميركا الجنوبية.
وتُعد قناة بنما من أعظم الإنجازات الهندسية في العالم. وعملت بعد الانتهاء من شقها عام 1914 م ـ على تقصير مسافة رحلة السفن ما بين مدينة نيويورك وسان فرانسيسكو إلى أقل من 8، 370 كم. بحسب «ويكيبيدا»
من يملك قناة بنما؟
تعود ملكية قناة بنما وإدارتها إلى حكومة بنما من خلال هيئة مخصصة تُعرف بـ«هيئة قناة بنما»، منذ 25 عاماً.
وكانت الولايات المتحدة قد سيطرت على القناة خلال القرن العشرين، حيث بدأت ببنائها في عام 1904 بعد مساعدتها لبنما على الاستقلال عن كولومبيا. ثم افتُتحت القناة في عام 1914، ما أحدث ثورة في الشحن العالمي، وأسهم في عبور آلاف السفن التجارية والبوارج الأميركية سنوياً.
لماذا يريد ترامب السيطرة على قناة بنما؟
طالب ترامب بأن تعيد بنما القناة إلى الولايات المتحدة إذا لم تُدِر الممر المائي بطريقة يراها مناسبة. وانتقد الرئيس الأميركي الرسوم التي وصفها بـ«الباهظة» التي تدفعها الحكومة الأمريكية والبحرية والشركات لاستخدام القناة. وقال ترامب: «الرسوم التي تفرضها بنما غير معقولة. هذا الاحتيال الكامل على بلدنا سيتوقف فوراً».
وتُعد قناة "بنما" واحدًا من أهم الممرات الملاحية العالمية، والتى تساهم بنحو 6% من التجارة العالمية سنوياً، وبعد مرور أكثر من 100 عام على إنشائها، شهدت مرور أكثر من مليون سفينة، جاءت الجائحة في العام الماضي لترفع من شأن وأهمية القناة في التجارة الدولية وخطوط الإمداد حول العالم بعد الاضطرابات التى لحقت بسلاسل التوريد وقطاع اللوجستيات في أغلب الدول بسبب تفشي الفيروس من ناحية وآثار المناخ المتطرف من ناحية أخرى، لكن "بنما" أيضاً كانت مسرحا لحرب اقتصادية دولية بين القوى الغربية من ناحية، وخاصة الولايات المتحدة والصين من ناحية أخرى.
اقرأ أيضاًترامب: الحرائق اجتاحت كاليفورنيا دون أن تجد من يوقفها
«ترامب»: هناك جنسان فقط ذكورا وإناثا ولا وجود لجنس ثالث
دونالد ترامب: الحقبة الذهبية للولايات المتحدة قد بدأت للتو
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية لعام 2024 الرئاسة الأمريكية بايدن بنما ترامب رئيس بنما قناة بنما الولایات المتحدة دونالد ترامب قناة بنما من ناحیة
إقرأ أيضاً:
الولايات المتحدة بلا درع جوي فعّال.. وترامب يريد نسخة أمريكية من القبة الحديدية
نشر موقع " إنسايد أوفر" تقريرا سلّط فيه الضوء على نقاط الضعف في نظام الدفاع الجوي الأمريكي، موضحا أنه القوة العسكرية الأولى لا تملك نظامًا دفاعيًا جويًا متكاملًا قادرًا على مواجهة التهديدات الحديثة مثل الأسلحة الفرط صوتية.
وقال الموقع في التقرير الذي ترجمته "عربي21" إن ترامب ووزير دفاعه اقترحا إنشاء نظام دفاعي متعدد الطبقات يشبه القبة الحديدية الإسرائيلية لحماية المجال الجوي الأمريكي، مبيّنا أن الولايات المتحدة تعتمد حاليا على مزيج من الأنظمة الصاروخية التي يصفها عدد من الخبراء والمراقبين مثل ستيفن براين بأنها لا تمثل "نموذجا جيدا" للدفاع الجوي.
القبة الحديدية
أوضح الموقع أن الاحتلال الإسرائيلي اعتمد على نظام الدفاع الجوي المعروف بالقبة الحديدية لصد الهجمات التي شُنت عليها من إيران واليمن ولبنان والعراق، ويعتمد النظام على رادارات بعيدة المدى تقوم باعتراض التهديدات وتكليف الأسلحة المناسبة بالقضاء عليها.
وأضاف أنه تم تصميم القبة الحديدية لضمان دفاع جوي فعال ضد الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة أو الصواريخ التي تحلق على ارتفاع مئات الأمتار من سطح الأرض، ومعظم التقنيات العسكرية المستخدمة في هذا النظام تقدمها وتمولها الولايات المتحدة.
ويؤكد الخبير العسكري ستيفن براين أنه تم إدراج أمر تنفيذي في الولايات المتحدة بنشر نظام مماثل لذلك الذي تستخدمه إسرائيل في اعتراض الصواريخ بالنظر إلى تصاعد تهديدات الصواريخ الفرط صوتية، وفي ظل توقعات بأن "عقيدة الدمار المتبادل" لم تعد فعالة في منع الضربة الأولى، ما يعني أن الولايات المتحدة قد تتعرض لهجوم صاروخي نووي مدمر.
لكن ما الذي يدور في ذهن الرئيس الأمريكي الجديد؟ وما هي أكبر مخاوف وزارة الدفاع الأمريكية؟
الثغرات الجوية
أكد الموقع أنه بعيدا عن بالونات الاستطلاع والتجسس الصينية وانتهاك المجال الأمريكي من طائرات مسيّرة غامضة، والتي أظهرت الثغرات التي تعاني منها منظومة الدفاع الجوي الأمريكية، فإن الولايات المتحدة لا تملك حاليا منظومة دفاع شاملة على مدار الساعة على الساحل الشرقي والقطاع الأوسط والساحل المطل على البحر الكاريبي.
وأضاف أن من يعتقد وجود هيمنة مطلقة وفعالية لا مثيل لها لقيادة الدفاع الجوي لأمريكا الشمالية (نوراد)، وأنظمتها الدفاعية القادرة على التدخل الفوري لحماية الأجواء الأمريكية، سيكون مخطئا لأن هذه المنظومة تعاني العديد من الثغرات.
أنظمة الدفاع الجوي بالولايات المتحدة
وفقا للموقع، فإن نظام الدفاع الجوي للولايات المتحدة يعتمد على مزيج من الأنظمة التي تشمل منظومة الاعتراض الأرضي، وهي تركز على تدمير رؤوس الصواريخ الباليستية وتوجد في ألاسكا وكاليفورنيا، ويُفترض أن يتم نشرها أيضًا على الساحل الشرقي.
وهناك نظام الدفاع الجوي الصاروخي المتنقل (ثاد)، الذي تم نشره في عدة مناطق حول العالم، بما في ذلك كوريا الجنوبية والإمارات العربية المتحدة وإسرائيل ورومانيا وجزيرة غوام.
كما تعتمد الولايات المتحدة على أنظمة الدفاع الجوي إيجيس، المنتشرة على متن المدمرات من فئة آرلي بيرك والطّرادات من فئة تيكونديروغا، بالإضافة إلى أنظمة إيجيس البرية التي تم نشرها في غوام وبولندا ورومانيا.
ووفقًا لتقييمات "ويبنز آند ستراتيجي"، يُعتبر إيجيس عنصرًا أساسيًا في منظومة الدفاع الصاروخي الأمريكية في المحيط الهادئ والمحيط الأطلسي والبحر الأحمر والخليج العربي.
مشكلة في العقيدة العسكرية
اعتبر الموقع أن المشكلة الهيكلية في أنظمة الدفاع الصاروخي للولايات المتحدة، والتي توصف بأنها أقل فعالية من دول أخرى في مواجهة الصواريخ الباليستية المعادية والتهديدات الأخرى، تعود إلى معارضة مبادرة الدفاع الاستراتيجي التي أطلقها الرئيس رونالد ريغان في ثمانينيات الماضي.
ورأى معارضو تلك المبادرة أن إنشاء درع صاروخي ليس ممكنًا من الناحية التقنية ولا مقبولًا من الناحية الاستراتيجية، كما استند ذلك الطرح إلى فكرة أن الولايات المتحدة وخصومها لن يفكروا في استخدام الأسلحة النووية لأن النتيجة الحتمية هي تدمير الطرفين.
وأضاف الموقع أن الاتفاقيات الخاصة بالحد من التسلح النووي كانت تُصاغ بناءً على احتمالات المواجهة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، ثم روسيا لاحقًا، مع تركيز خاص على الضربة الأولى.
وكانت العقيدة السائدة في تلك الحقبة اكتساب قدرات هجومية تستهدف الأسلحة النووية للخصم بهدف تدميرها قبل أن يتمكن من تنفيذ ضربة انتقامية، لكن هذه الاستراتيجية لم تأخذ في الاعتبار التهديدات الحديثة ولا القوى الدولية الناشئة، وفقا للموقع.
أطراف جديدة في المعادلة
لفت الموقع إلى أن الصين لم تكن في الماضي طرفًا في اتفاقيات الحد من التسلح، وقد عملت منذ فترة طويلة على تعزيز قدراتها النووية وتمكنت على غرار روسيا من تطوير أسلحة وصواريخ قادرة على الوصول إلى سرعات فرط صوتية، وهو التهديد الحقيقي الذي يقلق البنتاغون.
وتُشير "ويبنز آند ستراتيجي" إلى صعود قوى نووية أخرى مثل كوريا الشمالية وإيران، التي لا تزال في مرحلة تطوير ترسانتها النووية، مما يضيف تحديات جديدة للمشهد الأمني العالمي.
ووفقا لوكالة استخبارات الدفاع الأمريكية، تمتلك الصين "أكبر ترسانة فرط صوتية في العالم"، في حين أن روسيا قد استخدمت في أوكرانيا صاروخًا باليستيًا متوسط المدى من طراز أوريشنك مزودًا بمركبة انزلاقية فرط صوتية من طراز أفانغارد، مما أظهر قدراتها الاستراتيجية.
ضرورة ملحّة
ختم الموقع بأن نظام القبة الحديدية الأمريكية الذي يطمح دونالد ترامب لتنفيذه، يمثل تحديًا وضرورة للولايات المتحدة، لأنها تحتاج إلى تأمين دفاع جوي متكامل وفعال ضد التهديدات التقليدية والأسلحة النووية والصواريخ الفرط صوتية.
واعتبر أن ذلك يتطلب تعزيز قدرات الاعتراض في الجو ودمج أنظمة الدفاع مع الذكاء الاصطناعي لمواجهة "تكتيكات متزايدة التعقيد" بزمن استجابة أسرع، مؤكدا أن الولايات المتحدة مطالبة بأن تحقق هذا الهدف قبل أن يعتقد خصومها بأن البر الرئيسي الأمريكي هدف ممكن وأن منظومتها الحالية غير قادرة على حماية أراضيها.