الشعر العربي بين الشفاهية والرقمية في زمن التحولات
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
شهد الأدب العربي رحلة طويلة من النشأة الشفاهية إلى الفضاء الرقمي، متأثرًا بتحولات اجتماعية وثقافية وتقنية كبرى، وتلك الرحلة لم تكن مجرد انتقال شكلي بين وسائط النشر أو أساليب التلقي، بل عكست تطورات جوهرية في بنية النصوص وطبيعتها التفاعلية مع القارئ، فالشعر العربي الذي بدأ كأداة للتعبير عن القيم الاجتماعية والروحية عبر الطقوس الجماعية، تطور ليصبح وثيقة حية تعكس تفاعل الإنسان مع بيئته، ومع ظهور التناص كعنصر إبداعي، باتت النصوص الحديثة محاور للنصوص القديمة، ما جعلها نسيجا غنيا بالمعاني والدلالات.
ولم يتوقف تطور الأدب العربي عند حدود التقليد، بل تجاوز ذلك إلى إيجاد أبعاد رمزية ومعنوية جديدة كما يظهر في الشعر الموريتاني المعاصر، ومع دخول العصر الرقمي، فتحت القصيدة العربية آفاقًا غير مسبوقة للإبداع من خلال الوسائط التفاعلية والرقمية حتى أتيح للنصوص التحرر من قيود الشكل التقليدي، وإيجاد فضاءات تفاعلية جعلت القارئ شريكا في إنتاج النص وتأويله.
في هذه المساحة، نسلّط الضوء على هذه التحولات الكبرى في الأدب العربي من خلال آراء نخبة من الباحثين والنقاد فالتقينا بهم في مهرجان الشارقة للشعر العربي في ندوة فكرية حملت عنوان «الشعر العربي من الثبات إلى التحول»، لبحث كيف أثرت التغيرات التاريخية والثقافية على بنية النصوص وأساليب التلقي، وكيف أصبحت العتبات، التناص، الرمزية، والرقمنة أدوات تعبيرية وإبداعية تفتح للأدب العربي آفاقا جديدة.
بداية يشير الناقد والشاعر المصري الدكتور محمد أبو الشوارب رئيس قسم اللغة العربية بكلية التربية جامعة الإسكندرية إلى أن غياب النصوص الأولى للشعر العربي يمثل فجوة تاريخية حاول الباحثون سدها بتصورات افتراضية، وأن هذه التصورات انقسمت إلى اتجاهين: الأول ركّز على طبيعة الشعر وظروف نشأته، والثاني سعى لتحديد الزمن الذي ظهرت فيه نصوصه الأولى ومعالم أعلامها الأوائل، كما أن غياب الوثائق التاريخية الدقيقة دفع الباحثين للمقارنة مع تجارب الشعوب البدائية، مما أظهر تأثير الطقوس الدينية في تشكيل الشعر العربي الأول.
ويؤكد الدكتور «أبو شوارب» أن الطقوس الجماعية لعبت دورًا رئيسًا في التعبير عن مواقف الإنسان تجاه الطبيعة والحياة، مما يفسّر جانبًا من تطور الشعر العربي، وأن هذه الطقوس كانت وسيلة لتوحيد الجماعة والتعبير عن القيم المشتركة، وهو ما أضفى للشعر بُعدًا روحيًا وفنيًا، كما أن بعض الباحثين ربطوا بين أصول الشعر العربي والطقوس الدينية القديمة، حيث كان الشعر أداة لإنشاد الصلوات والاحتفاء بالمقدسات، مما منح الشعر مكانة تتجاوز كونه مجرد وسيلة للتعبير الفني.
ويشير أبو شوّارِب إلى أن القوالب الفنية للشعر تطورت تدريجيًا، حيث بدأ بالسجع وانتقل إلى الرجز، عكس تطورًا طبيعيًا من أشكال تعبيرية بسيطة إلى قصائد مركبة، وأن هذا السجع كان أكثر من توافق صوتي، بل كان التزامًا موسيقيًا يعكس انسجامًا بين الحروف والحركات، ما أكسب النصوص الشعرية الأولى طابعًا خاصًا، قبل تطور الأوزان الشعرية الذي عكس قدرة العرب على الابتكار الفني واستجابة النصوص لتغيرات المجتمع وظروفه.
ويضيف الدكتور: إن العلماء العرب القدماء بذلوا جهودًا كبيرة لتوثيق أصول الشعر العربي، وأن الجاحظ قدّم تصورًا دقيقًا حول نشأة الشعر الأول، مشيرًا إلى أن الشعر بدأ كشعر مقاطع، وهو شكل انتقالي سبق القصيدة الكاملة، وقد استشهد الجاحظ بنماذج شعرية مبكرة لشعراء مثل نهشل الفقعسي وسعد بن زيد مناة، ويرى أن هذه النصوص تمثل علامات على تطور الشعر العربي، حيث بلغت القصيدة الطويلة نسبيًا ذروتها في القرن الخامس الميلادي، كما أن النصوص الشعرية التي وصلت إلينا تحمل طابعًا يعكس البساطة والصدق، حيث كانت تعبيرًا مباشرًا عن القيم الاجتماعية والروحية للعرب قبل الإسلام.
ويشير أبو شوارب إلى أن العلماء العرب واجهوا تحديات كبيرة في توثيق أصول الشعر، حيث كانت الروايات تتداخل أحيانًا مع المبالغات القبلية، وأن هذه الجهود، رغم الصعوبات، ساهمت في تقديم صورة أوضح لتطور الشعر العربي عبر العصور، وأن النصوص التي شملت أخبار أربعين شاعرًا و942 بيتًا شعريًا تُظهر غنى مصادر الأدب العربي وتنوع أغراضه، ودراسة هذه النصوص تُبرز أهمية ضبط الافتراضات العلمية لفهم بدايات الشعر العربي، فالشعر كان أكثر من مجرد إبداع فني، حيث مثّل وثيقة حية تعكس القيم السائدة وتفاعل الإنسان مع بيئته، كما أن النقد العربي القديم كان واعيًا بدور الشعر في توثيق القيم ونقلها عبر الأجيال.
ويختم الدكتور محمد أبو شوارب حديثه بالقول إن الشعر العربي الأول كان انعكاسًا للبيئة الاجتماعية والروحية التي أنتجته، مما يجعله أحد أهم مصادر فهم التطور الثقافي والاجتماعي للعرب قبل الإسلام، كما أن الجهود العلمية لتوثيق أصوله تُعد محاولة لفهم صورة قريبة وممكنة من بداياته.
التناص والتفاعل
ويرى الباحث والشاعر والناقد الأردني الدكتور سلطان الزغلول أن التناص الشعري يمثل التفاعل بين النصوص الأدبية القديمة والحديثة، مؤكدًا أن العلاقة الجدلية بين الذاكرة والإبداع هي ما يمنح النصوص الحديثة عمقها وأصالتها، وأنَّ التناص يعتمد على ذاكرة ثقافية حيّة، تستلهم النصوص القديمة لتعيد إنتاجها في سياقات جديدة، وهو ما يعكس الترابط بين الماضي والحاضر في العملية الإبداعية.
ويشير «الزغلول» إلى أن النصوص الأدبية تستمر كذاكرة ثقافية نابضة، تعيد التراث الثقافي إلى الحياة بأساليب مختلفة، وأن النصوص القديمة تؤثر بوضوح على النصوص الحديثة، وأن النصوص الأدبية لا تنفصل عن سياقاتها الثقافية والتاريخية، بل تشكّل نسيجًا معقدًا من العلاقات التي تربط بين الماضي والحاضر.
ويرى أن رولان بارت وصف التناص بشكل دقيق عندما قال: إن الكتابة الأدبية هي «تسوية بين حرية وذكرى»، حيث يتم استدعاء النصوص القديمة لتشكيل دلالات جديدة تُعبّر عن اللحظة الراهنة.
ومن أمثلة التناص الشعري الحديث، يشير الزغلول إلى تجربة محمود سامي البارودي، الذي أعاد إحياء الروح الشعرية القديمة في قصائده، ويوضح الزغلول كيف جسّد البارودي في نصوصه الحربية تفاعلًا بين تجربته الواقعية وما اختزنته ذاكرته من الشعر العربي القديم، مما جعل نصوصه مثالًا حيويًا على التناص الشعري.
ويختم الدكتور «الزغلول» بقوله إن التناص الشعري ليس مجرد إعادة إنتاج للنصوص القديمة، بل هو عملية ديناميكية تجمع بين الهدم والبناء، ويؤكد أن استدعاء النصوص القديمة هو أداة لإعادة تشكيلها وفق رؤى جديدة تعكس عمق التجربة الإنسانية، هذه العملية تجعل من التناص محورًا لفهم تطور الإبداع الأدبي عبر الأزمنة، حيث تتفاعل النصوص لتولد نصوصًا تحمل روحًا جديدة وعمقًا فكريًا مميزًا.
الرمز بوابة الخلود
وحول النص الموريتاني يقول الباحث الموريتاني الدكتور ولد متالي لمرابط أستاذ الأدب والنقد ومنسق قسم اللغة العربية وآدابها، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة نواكشوط، وأستاذ النقد الادبي وأمين مجلس قسم اللغة العربية بجامعة حائل بالمملكة العربية السعودية: إن الرمز يمثل أحد العناصر الجوهرية في بناء القصيدة الموريتانية المعاصرة، حيث يعكس تحولًا دلاليًا يسعى الشعراء من خلاله إلى صياغة عالم شعري غني بالإيحاءات والمعاني المتعددة، كما أنه يوفر للشعراء أدوات فنية تتيح لهم تجاوز المباشرة، مما يجعل النصوص الشعرية أكثر تعقيدًا وعمقًا، كما أن الرمز في الشعر العربي الحديث يُعد بوابة نحو الخلود، حيث تختزن اللغة طاقة رمزية تتحول مع الزمن لتتأقلم مع وعي الشاعر وجمهوره، ويستشهد بتجارب مثل استخدام أدونيس لشخصية «مهيار الدمشقي» وأمل دنقل لشخصية «زرقاء اليمامة»، موضحًا أن هذه الشخصيات تُعاد صياغتها بروح العصر لتتحرك بحرية داخل النصوص الشعرية.
ويؤكد أن القصيدة الموريتانية، منذ صعود المد الشعري الحداثي في ثمانينيات القرن العشرين، وظّفت الرموز بشكل واسع، ويستشهد بتجربة محمد ولد عبدي، الذي وظّف شخصية «ابن زريق البغدادي» لتجسيد الغربة والمنفى في قصيدته مناخات، ويرى أن الشعراء الموريتانيين فهموا الرمز كأداة تعبيرية تُعمّق النصوص فكريًا وتمنحها أبعادًا رمزية تضيف إلى تجربتهم حداثة خاصة.
ويضيف الدكتور "ولد متالي": إن اللغة في القصيدة الموريتانية شهدت تحولات كبيرة تُعرف بـ«تثوير اللغة»، ويشير إلى ثلاث تقنيات رئيسة تمثل أبرز سمات الشعر الحديث هي «الانزياح» حيث تتجاوز اللغة حدودها التقليدية وتكتسب إحالات إيحائية جديدة، و«الغموض» الذي يظهر في بناء النصوص بطريقة غير مألوفة ومعجم دلالي جديد، و«المفارقة» وهي الجمع بين التناقض والتكامل في بناء النصوص، مما يمنحها خصوصية جمالية فريدة، كما أن الصحراء تُعد رمزًا محوريًا في الشعر الموريتاني، حيث تعكس الذات والوطن والتاريخ بوصفها كيانات مفعمة بالتحولات، كما أن الموت يظهر في الشعر الموريتاني كموضوع فلسفي وجودي، يتشابك مع دلالات مثل الرحيل والمنفى، مما يبرز قلقًا فكريًا عميقًا لدى الشعراء، ويشير إلى أن توظيف الرمز المحلي أصبح جزءًا من هوية الشعر الموريتاني الحديث، حيث عمل شعراء مثل محمد ولد عبدي ومباركة بنت البراء على استحضار رموز من التراث والثقافة المحلية، مشيرًا إلى أن هذا الاتجاه ساهم في تجذير النصوص الشعرية في الواقع الاجتماعي والثقافي، مما منحها طابعًا فريدًا.
ويختم الدكتور ولد متالي لمرابط بالقول إن الرمز في الشعر الموريتاني يمثل ثورة فنية ودلالية، حيث تنوعت طرائق بنائه بين الاستخدام العابر والهيمنة المركزية.
ويرى أن الرمز ليس مجرد تقنية أدبية، بل هو أداة للتجريب والابتكار، مما يجعل القصيدة الموريتانية مساحة غنية بالتفاعل بين التراث والحداثة، ويعكس تطور الشعر العربي الحديث بوصفه تجربة رمزية شاملة.
العتبة بوابة النص
في حين يقول الباحث والشاعر السعودي الدكتور عبدالله الخضير: إن العتبات النصية تُعد بوابات عبور نحو فهم أعمق للنصوص، وليست مجرد إضافات سطحية، بل هي عناصر استراتيجية تخاطب القارئ وتُنشئ علاقة تفاعلية بين النص والمتلقي، ويستشهد برؤية الناقد جيرار جينيت، الذي يرى أن العتبات تشمل كل العناصر المحيطة بالنص، مثل العناوين، الإهداءات، والمقدمات، مما يجعلها مكونات لا غنى عنها لفهم النص وتأويله، كما أن مفهوم العتبات لم يكن غائبًا عن النقد العربي القديم، وإن ظهر بشكل ضمني، مثلما يظهر في اهتمام النقاد بالافتتاحيات والخواتيم.
ويشير إلى أن ابن رشيق، في كتابه العمدة، ركز على أهمية حسن افتتاح النصوص وخواتيمها، فيما أكد الحاتمي على ضرورة الترابط بين العتبات وبنية القصيدة، معتبرًا أن كل عنصر فيها جزء لا يتجزأ من الكيان الكلي للنص.
ويؤكد الدكتور أن القصائد العربية القديمة غالبًا ما عُرفت بمطالعها أو قوافيها، مثل «قفا نبكِ» لامرئ القيس و«بانت سعاد» لكعب بن زهير، ما يعكس دور العناوين في تحديد هوية النصوص.
وفي مجال النثر، يشير إلى ما عرفه النقد العربي القديم بـ«الرؤوس الثمانية»، التي تضمنت عناصر مثل الغرض والعنوان والمنفعة، والتي تهدف إلى تهيئة القارئ لفهم النص وتقديره.
ويرى «الخضير» أن العتبات النصية شهدت تطورًا ملحوظًا مع ظهور المناهج النقدية الحديثة، حيث تحولت إلى جزء أساسي من الدراسات النصية، ولم تعد مجرد عناصر محيطة بالنص، ويؤكد أن العتبات أصبحت أدوات توجه القارئ وتساعد في بناء الدلالات، ما يتيح قراءة النصوص بشكل أكثر شمولية، ويبرز تفاعل النصوص المركزية مع محيطها النصي.
ويشير الدكتور إلى أن آراء النقاد حول أهمية العتبات تختلف، إذ يرى فريق أنها عنصر أساسي يُثري النص ويوجه القارئ نحو قراءة محددة، بينما يعتبرها فريق آخر ترفًا فكريًا يمكن الاستغناء عنه، أما الفريق المعتدل، فيرى أن العتبات مهمة ولكن ضمن حدود، محذرًا من أن زيادتها قد تشتت القارئ بدلًا من أن تسهم في توجيهه.
ويضيف الخضير: إن العتبات أصبحت أداة تأويلية رئيسة في النقد الحديث، حيث تساهم في الكشف عن طبقات النصوص وتحولاتها الدلالية، ويستشهد برؤية جوليا كريستيفا، التي وصفت النصوص بأنها «تشكيلة فسيفسائية»، تنتقل الدلالات فيها من نظام إلى آخر، مما يعكس عمق دور العتبات في بناء النصوص، كما أن العتبات النصية في الأدب العربي الحديث تجاوزت التقليد، لتصبح جزءًا جوهريًا من النصوص الحديثة، ويرى أن الشعراء والكتاب يستخدمون العتبات اليوم كأدوات للتفاعل مع القارئ ولإضفاء أبعاد دلالية جديدة على النصوص.
ويختم الدكتور عبدالله الخضير بقوله إن العتبات ليست مجرد مداخل للنصوص، بل هي أدوات تفاعلية تُبرز قيمتها في توجيه القارئ وبناء العلاقة بين النص ومتلقيه، ويؤكد أن العتبات تمثل انتقالًا من التقليد إلى التجديد، مما يجعلها جزءًا لا غنى عنه في الدراسات النقدية التقليدية والمعاصرة.
تحولات الوسائط
من جانبها تقول الباحثة المصرية الدكتورة إيمان عصام خلف أستاذ مشارك بكلية دار العلوم جامعة المنيا، ورئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة الأفروآسيوية حول القصيدة وتحولات وسائط النشر والتلقي: إن القصيدة العربية شهدت رحلة تحول طويلة من الشفاهية إلى الرقمنة، متأثرة بتحولات تكنولوجية واجتماعية وثقافية، وترى أن هذه التحولات لم تقتصر على شكل القصيدة فحسب، بل طالت أيضًا أساليب التلقي والتفاعل مع النصوص، مما جعل القارئ شريكًا في إنتاج النصوص وفهمها بطرق جديدة، كما أن الشعر العربي بدأ كنص شفهي، حيث اعتمد العرب على الرواة في نقل القصائد وحفظها، وأن هذا النمط كان يرتكز على تقاليد إيقاعية صارمة في الوزن والقافية، ما ساعد في سهولة الحفظ والتداول، ومع تطور الكتابة، انتقل الشعر إلى مرحلة التدوين الورقي، مما أتاح له الاستمرارية عبر الأجيال، وأسهم في ظهور أشكال جديدة مثل الموشحات الأندلسية والشعر الغنائي.
وتشير الباحثة إلى أن الطباعة، مع ظهورها على يد جوتنبرج، مثّلت تحولًا كبيرًا نقل النصوص الأدبية من الشفاهية إلى الكتابة الورقية بشكل واسع، لكنها تؤكد أن الثورة الرقمية كانت التحول الأكثر جذرية، ومع ظهور الوسائط الإلكترونية، ظهرت أشكال جديدة من الشعر، مثل القصيدة الرقمية والتفاعلية والبصرية، التي مزجت النص المكتوب بعناصر بصرية وصوتية، مما أضاف أبعادًا جديدة للتجربة الشعرية.
وترى أن القصيدة الرقمية فتحت أفقًا جديدًا للإبداع الشعري، حيث ظهرت أنواع مثل «القصيدة التفاعلية»، و«القصيدة الوسائطية»، و«القصيدة السمعية والبصرية» وتؤكد أن هذه الوسائط الجديدة لم تكتفِ بتغيير بنية القصيدة، بل أحدثت تحولًا جذريًا في أساليب التلقي، وأصبحت العلاقة بين الشاعر والقارئ أكثر تفاعلية، حيث أتاح الفضاء الرقمي للقارئ فرصة المشاركة اللحظية في النصوص، سواء من خلال التعليقات أو إعادة التأويل، كما أن الرقمنة وسّعت جمهور القصيدة ليشمل ثقافات متنوعة، مما جعل النص الشعري يتجاوز حدوده التقليدية ويصل إلى جمهور عالمي، وتشير إلى أن العلاقة بين الشاعر والقارئ أصبحت ديناميكية، حيث لم يعد القارئ متلقيًا سلبيًا، بل شريكًا في صياغة المعنى وإثراء النصوص الشعرية.
وتقول الباحثة: إن مستقبل القصيدة العربية في العصر الرقمي يبدو واعدًا، حيث وفّرت التكنولوجيا الحديثة للقصيدة تحررًا من قيود الشكل التقليدي، مما أتاح ظهور أنماط مبتكرة مثل القصائد الوسائطية والرقمية التفاعلية، وترى أن هذه التحولات لا تعيد فقط تشكيل النصوص، بل تعزز دور الشعر كوسيلة للتواصل مع جمهور عالمي.
وتختم الدكتورة إيمان عصام خلف بقولها إن رحلة القصيدة العربية من الشفاهية إلى الرقمية تعكس قدرتها على التكيف مع التحولات التاريخية والتكنولوجية، وترى أن الفضاء الرقمي لم يضف فقط أبعادًا جديدة للتفاعل بين الشاعر والقارئ، بل مهّد الطريق لإبداعات شعرية غير مسبوقة، مما يجعل القصيدة العربية شاهدًا حيًا على تطور الأدب الإنساني عبر الزمن والوسائط.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی الشعر الموریتانی قسم اللغة العربیة القصیدة العربیة النصوص الشعریة النصوص الحدیثة النصوص القدیمة العربی القدیم الشفاهیة إلى الأدب العربی ویؤکد أن أن الشعر مع ظهور ا جدیدة فی بناء ویرى أن وترى أن یظهر فی أن هذه إلى أن ا یعکس تطور ا کما أن فکری ا تحول ا
إقرأ أيضاً:
الشعر الذهبي .. حرير الذرة علاج لمرض شهير | إليك الوصفة
تعد حرير الذرة أو الشعر الذهبي الموجود داخل الكسوة الخارجية لكوز الذرة من الأشياء المهدرة التى يتم إلقائها فى القمامة فى أغلب الأوقات ولكن هل تعلم أنها تعالج مرض شهير منتشر بين النساء والرجال.
ووفقا لما جاء فى موقع “ tuasaude” يمكن الاستعانة بشاي حرير الذرة كعلاج منزلي شائع آخر يستخدم لعلاج مشاكل المسالك البولية، بما في ذلك الالتهابات وشاي حرير الذرة عبارة عن مشروب ساخن من الماء المغلى.
أظهرت بعض الدراسات أن شاي حرير الذرة يحتوي على تركيز جيد من العفص، والتربينويدات، والقلويدات، مما يجعله غنيًا بخصائص مضادة للميكروبات مما يحمي الجمسم من الإصابة بأمراض عديدة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن حرير الذرة هو أيضًا مدر للبول، مما يساعد في التخلص من البكتيريا من خلال البول.
مكونات شاي حرير الذرة:
حفنة من حرير الذرة الجاف
1 كوب ماء مغلي
طريقة تحضير شاي حريرة الذرة
ضع حرير الذرة في كوب من الماء المغلي واتركه لمدة خمس إلى عشر دقائق، ثم صفي الخليط واتركيه حتى يبرد.
اشرب شاي حرير الذرة من مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم حتى تتحسن حالة الجهاز البولي ثم اشربه على فترات متباعدة.