صوت الشعب: دعوة لمراجعة القوانين وتحرير الوطن من أعباء التشريعات القمعية
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
#سواليف
#صوت_الشعب: دعوة لمراجعة #القوانين وتحرير #الوطن من أعباء #التشريعات_القمعية
أ. د محمد تركي بني سلامة
في كل بقعة من أرض الأردن، يجتمع الناس على احترام الكاتب الوطني أحمد حسن الزعبي، الذي أصبح رمزًا ناطقًا باسم همومهم وأحلامهم. الزعبي، بقلمه الحر وشجاعته الأدبية، جسد وجدان الشارع الأردني الذي يئن تحت وطأة أزمات متعددة، حيث وقف في وجه الظلم ليُعبر عن آلام المواطن الأردني المغلوب على أمره.
ولكن اليوم، يواجه الشعب الأردني تحديًا غير مسبوق مع ما يُعرف بـ”قانون الجرائم الإلكترونية”، الذي وصفه كثيرون بأنه قانون للقمع وليس للإصلاح. هذا القانون، الذي يهدف في ظاهره إلى تنظيم الفضاء الرقمي، بات أداة تُستخدم لتكميم الأفواه وإسكات الأصوات الحرة. هل يُعقل أن يتحول الأردن، الذي لطالما افتخر بحرياته الإعلامية، إلى ساحة تضيق على الكلمة الصادقة؟
القانون، كما يشير الخبراء والناشطون، لا يخدم الصالح العام بقدر ما يُستخدم لحماية المصالح الضيقة. إنه محاولة لطمس الحقائق ومنع نشر أخبار الفساد، ليصبح كشف المستور جريمة، بينما الفساد ذاته يستمر دون مساءلة. والأخطر من ذلك، أن هذا القانون يسيء لسمعة الأردن في المحافل الدولية، ويثير الشكوك حول التزامنا بالشفافية وحقوق الإنسان.
لكن #قانون_الجرائم_الإلكترونية ليس إلا قمة الجبل الجليدي. هناك سلسلة من القوانين الأخرى التي تثقل كاهل المواطن الأردني وتحتاج إلى مراجعة شاملة. قانون السير، على سبيل المثال، بات أشبه بقانون جباية، حيث أصبح كل خطأ مروري فرصة لإفراغ جيب المواطن. بدلًا من أن يكون قانونًا لتنظيم المرور وضمان سلامة الطرق، تحول إلى عبء إضافي يعمق معاناة الناس اليومية.
قانون ضريبة الدخل وضريبة المبيعات أيضًا بحاجة إلى إصلاح جذري. كيف يُمكن لقانون أن يدعي تحقيق العدالة وهو في الوقت ذاته يزيد من الأعباء على الفقراء ومتوسطي الدخل؟ الضرائب في الأردن لم تعد وسيلة لتعزيز الاقتصاد بل أصبحت وسيلة لإرهاق المواطن، دون أن يشعر بوجود خدمات تعادل حجم ما يدفعه.
ولا يمكننا أن نتجاهل قانون المالكين والمستأجرين، الذي طالما أثار الجدل وخلق صراعات اجتماعية لا تُحمد عقباها. هذا القانون يحتاج إلى إعادة صياغة تحقق التوازن بين حقوق المالك والمستأجر، بما يضمن المصلحة العامة ويحمي الفئات الأضعف.
وفي ظل هذه الأعباء، لا يمكننا إلا أن نذكر قضية المهندس سالم الفلاحات، الذي عُرف بحكمته واعتداله. إن المضي قدمًا في استهداف الشخصيات الوطنية المعتدلة لا يخدم مصلحة الوطن، بل يزيد من حالة الاحتقان المجتمعي. الفلاحات شخصية وطنية تحظى بالاحترام، وقضيته تستدعي إعادة النظر بحكمة وعدالة.
نحن اليوم في مرحلة مفصلية تتطلب وقفة جادة من البرلمان والحكومة لإعادة تقييم هذه القوانين جميعها. يجب أن يكون التشريع في خدمة المواطن وليس العكس. يجب أن يكون الهدف من القوانين هو تحسين جودة الحياة، تعزيز العدالة، وتوفير بيئة آمنة ومستقرة للجميع.
ختامًا، إن الكاتب أحمد حسن الزعبي، والمهندس سالم الفلاحات، وغيرهما من رموز الوطن، يمثلون صوت الشعب ووجدان الأمة. المساس بهم أو التضييق عليهم هو مساس بالقيم التي تأسس عليها الأردن. إذا أردنا حقًا بناء وطن يستحقه أبناؤنا، فلا بد أن تكون البداية من هنا: مراجعة القوانين، تحريرها من قيود القمع والجباية، وإعادة صياغتها بما يخدم المصلحة العامة ويعزز من مكانة الأردن كدولة عدالة وحرية.
الأردن يستحق الأفضل، وشعبه يستحق أن يعيش بكرامة وعدالة. فلتكن هذه اللحظة نقطة تحول حقيقية نحو مستقبل أكثر إشراقًا. مقالات ذات صلة حشود غفيرة تهتف من إربد .. انتصرت غزة / فيديو وصور 2025/01/17
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف القوانين الوطن قانون ا
إقرأ أيضاً:
ساجدا في خيمته.. صلاح البردويل الذي غيبته إسرائيل من شوارع الوطن
غزة- اغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) صلاح البردويل في ساعة مبكرة من فجر اليوم الأحد أثناء قيامه الليل داخل خيمة نزح إليها في منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس.
وباغتت طائرة حربية إسرائيلية النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني البردويل (66 عاما) بصاروخ أدى إلى استشهاده برفقة زوجته.
ساجدا في خيمتهوتفاعل المتابعون مع التطورات في غزة برمزية استشهاد البردويل ساجدا أثناء قيامه مع زوجته في صلاة التهجد بخيمة، فاعتبروا أن مشهد مكان الاستشهاد وهيئته مكرمة من الله لمناضل له باع طويل في العمل السياسي والإعلامي بحركة حماس.
وأكد المغردون على أن الرمزية العالية لاستشهاد البردويل وزوجته هي أبلغ رد على الأصوات التي تنشط على منصات التواصل الاجتماعي للتشكيك في التصاق قيادات حركة حماس بشعبها في قطاع غزة، والتي كانت تدعي أن البردويل وأفراد عائلته فروا إلى خارج القطاع.
???? عضو المكتب السياسي لحركة حماس د. صلاح البردويل، إرتقى شهيدا أثناء قيامه ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان في خيمته غرب مدينة خانيونس، إلى جانب زوجته.
???? ركزوا يا ذباب يا متصهينين: لم يهرب من و لم يهرب زوجته من غزة بل إستشهدا في خيمة بين أهله الغزيين و ليس في قصور قطر أو تركيا pic.twitter.com/EGW1Ms8MLb
— Dr. Atman ???????? (@athmane_dza) March 23, 2025
لاجئ ملاحقولد البردويل في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة عام 1959، وتعود أصوله إلى بلدة الجورة المحتلة الواقعة في قضاء غزة.
إعلانحصل على شهادتي البكالوريوس في اللغة العربية من كلية دار العلوم في جامعة القاهرة عام 1982، والماجستير في الأدب الفلسطيني من معهد الدراسات والبحوث العربية في القاهرة عام 1987، ونال درجة الدكتوراه في التخصص ذاته من السودان عام 2001.
بدأ حياته العملية عام 1985 بالتدريس في المرحلة الأساسية، ثم محاضرا في جامعة الأقصى بين عامي 1990 و1993، قبل أن ينتقل إلى التدريس في الجامعة الإسلامية بغزة.
ويحمل البردويل عضوية اتحاد الكتاب الفلسطينيين، وأشرف على تأسيس جمعية التجمع الوطني للفكر والثقافة.
اعتقلت قوات الاحتلال البردويل عام 1993، وخضع للتحقيق أكثر من شهرين في سجني غزة وعسقلان، وكان هدفا لقوات الاحتلال الاسرائيلي التي دمرت منزله أكثر من مرة في جميع حروبها على قطاع غزة.
المجال الإعلامييعد البردويل من أقدم قيادات حماس في قطاع غزة، وبرز نشاطه في العمل الإعلامي بالحركة، وأسس صحيفة الرسالة عام 1996 باعتبارها أول وسيلة إعلامية تابعة لحماس، وترأس تحريرها.
كانت للبردويل بصمة في المجال الإعلامي، فقد كان كاتب مقال أسبوعي ساخر في صحيفة الرسالة حمل اسم "من شوارع الوطن" كان يدمج فيه بين الواقع والسياسة وانتقاد السلطة، مما كان سببا لاستدعائه بشكل دائم لدى الأجهزة الأمنية التي اعتقلته أكثر من مرة.
ترأس البردويل الدائرة الإعلامية لحركة حماس وأشرف على إدارة وتطوير وسائلها الإعلامية.
العمل السياسيارتبط اسم البردويل بالقيادة السياسية لحركة حماس في وقت مبكر، وأسس حزب الخلاص الوطني الإسلامي الذي جاء كخطوة بديلة للالتفاف على تضييق السلطة الفلسطينية على حماس عام 1996، وأصبح عضوا في المجلس الوطني الفلسطيني عن الحزب في ذلك الوقت.
شارك البردويل في أول حوارات أجرتها حماس مع السلطة الفلسطينية في السودان، وترشح للانتخابات البرلمانية عام 2006، وفاز بعضوية المجلس التشريعي عن محافظة خان يونس.
إعلانتولى ملف العلاقات الخارجية في كتلة حماس البرلمانية، وكان مقررا للجنة السياسية في المجلس التشريعي الفلسطيني.
في عام 2017 شغل البردويل عضوية المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، وتولى دائرة العلاقات الوطنية التي توكل إليها مهام التواصل والتنسيق مع الفصائل الفلسطينية، إذ تربطه علاقة قوية مع القيادات الوطنية.
وفي عام 2021 أعيد انتخاب البردويل لعضوية المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، ثم تولى مسؤولية مكتب التخطيط للحركة في الداخل والخارج.
ربطت البردويل علاقة قوية مع رئيس حركة حماس في غزة الشهيد يحيى السنوار والقائد العام لكتائب القسام الشهيد محمد الضيف والشهيد ياسر النمروطي أول قائد لكتائب القسام، وذلك بحكم نشأتهم جميعا في مخيم خان يونس.
مصادر عائلية: عضو المكتب السياسي لحركة حماس، صلاح البردويل، ارتقى ساجداً خلال قيامه ليلة الـ 23 من رمضان في خيمته برفقة زوجته بمواصي خانيونس pic.twitter.com/V0gIVvbdMi
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) March 22, 2025
نعي البردويلونعت حركة المقاومة الإسلامية حماس في بيان لها عضو مكتبها السياسي الدكتور صلاح البردويل "الذي ارتقى شهيدا في عملية اغتيال صهيونية غادرة".
وقالت الحركة "لقد كان الشهيد البردويل علما من أعلام العمل السياسي والإعلامي والوطني ورمزا في الصدق والثبات والتضحية، لم يتخلف يوما عن واجب أو موقف أو ساحة من ساحات الجهاد وخدمة القضية، وبقي ثابتا على درب المقاومة حتى نال شرف الشهادة في أحب الليالي إلى الله".
وأكدت الحركة أن دماء البردويل ودماء زوجته وسائر الشهداء الأبرار ستبقى وقودا لمعركة التحرير والعودة، وأن العدو المجرم لن ينال من عزيمتها وثباتها، فكلما ارتقى شهيد ازدادت جذوة المقاومة اشتعالا حتى زوال الاحتلال.
الدكتور صلاح البردويل أبو محمد، شهيدًا مرابطًا قائمًا في ليلة 23 من #رمضان .. بالإضافة لوزنه السياسي والوطني العريق؛ واحد من أذكى وأعمق الكتاب والأقلام الفلسطينية الوطنية، كاتب وإنسان ومربي راقٍ وأصيل.
وفقًا لما نُقل قبل قليل عن نجل عضو المكتب السياسي لحركة حماس، صلاح البردويل،… pic.twitter.com/azACTE7c2O
— Mohammed AbuTaqiya (@MohammedATaqiya) March 22, 2025
كما نعى المجلس التشريعي الفلسطيني النائب البردويل الذي ارتقى في جريمة جديدة ضد الآمنين والقادة الذين يديرون الشأن العام.
إعلانوأشاد المجلس في بيان له بالدور الذي لعبه البردويل في خدمة قضيته وشعبه.
حافظ البردويل لسنوات على مقاله "من شوارع الوطن" الذي كان ينقل حديث وهموم الناس حتى رحل في خيمة مقامة بين أهله على أرض الوطن.