من الروبوتات المرافقة التي تساعد كبار السن المصابين بالزهايمر، إلى أجهزة الاستشعار.. توفر الابتكارات المخصصة لكبار السن والمعتمدة على الذكاء الاصطناعي فرصاً لمواجهة التحديات وتحسين رفاهية كبار السن.

وكانت الروبوتات تقتصر إلى حد كبير حتى الآن على القطاع الصناعي، لكنها اليوم تهمّ بدخول حياة الناس، بحسب مشاركين في معرض لاس فيغاس للتكنولوجيا.

 
فالذكاء الاصطناعي سيحدث ثورة في الرعاية الصحية لفئة كبار السن من خلال توفير مراقبة ورعاية فعالة وشخصية.
اقرأ أيضاً.. الإمارات الأولى «أوسطياً» في استخدام الذكاء الاصطناعي بالتصنيع الدوائي
توفر الأجهزة القابلة للارتداء المزودة بخوارزميات الذكاء الاصطناعي، تتبع العلامات الحيوية بشكل مستمر ، وتنبيه مقدمي الرعاية أو المتخصصين الطبيين في الوقت الفعلي..حيث تعمل هذه التكنولوجيا كنظام إنذار مبكر للمشكلات الصحية المحتملة، مما يسمح بالتدخلات السريعة ويقلل من مخاطر الآثار السلبية.
فالمساعدون الافتراضيون الذين يعملون بنظام الذكاء الاصطناعي، يتولون مهمة تذكير كبار السن بتناول الأدوية، وجدولة المواعيد، وتقديم نصائح مفيدة حول إدارة الحالات المزمنة.

 العيش المستقل والخصوصية
في مختلف أنحاء العالم، تزداد نسبة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما بوتيرة أسرع من ارتفاع نسبة فئات الشباب، بحسب الأمم المتحدة.

أنظمة المنزل الذكي المدمجة مع الذكاء الاصطناعي تتكيف مع الروتين اليومي لكبار السن. حيث يمكن للمساعدين الذين يتم تنشيطهم صوتيًا مثل Alexa أو Google Assistant القيام بمهام مختلفة مثل تشغيل الأضواء وضبط درجة حرارة الغرفة وطلب البقالة.
وأيضا توفر أنظمة مراقبة المنزل التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، السلامة من خلال اكتشاف حوادث السقوط   وغيرها من الحوادث وإخطار خدمات الطوارئ إذا لزم الأمر.وتستحوذ الأدوات الصحية على حيز كبير من الاهتمام.
اقرأ أيضاً.. أكثر من مجرد شاشات.. هكذا يطور الذكاء الاصطناعي أجهزة التلفاز

وثمة أجهزة كثيرة يُفترض أن تسهّل حياة المسنّين رغم فقدانهم بعض القدرات، بهدف البقاء في منازلهم بأمان واستقلالية، منها أجهزة تنبيه طبية وأجهزة رقمية لقياس ضغط الدم وكراس متحركة كهربائية وكاميرات متصلة.
وبالإضافة إلى الأجهزة الصحية، تركز بعض الشركات اهتمامها على الصحة النفسية.

وابتكرت شركة "ستارلينغ ميديكال" جهازا يتم تثبيته بكراسي المراحيض، تم عرضه في معرض لاس فيغاس للإلكترونيات.

 

حيوانات أليفة آلية
أحد الاهتمامات الرئيسية للمسنين هو كيفية التقدم في السن بسلام في منازلهم. ويشعر نحو 90% من كبار السن في الولايات المتحدة بالقلق من عدم تحقيق ذلك، بحسب دراسة صدرت عن منظمة "ايه ايه آر بي" ومنظمي معرض لاس فيغاس للإلكترونيات.
وفي معرض لاس فيغاس للإلكترونيات، عرض توم ستيفنز "تومبوت"، وهو كلب آلي مستوحى من جرو "لابرادور ريتريفر"، يهز ذيله وينبح وينام.

وتعتزم شركته "تومبوت" تصنيع قطة روبوتية لمحبي القطط مشابهة للكلب الآلي، لتكون رفيقة مريحة مع صيانة غير مكلفة كثيرا. ويؤكد ستيفنز أن "الناس يبتسمون ويريدون أن يكونوا قريبين منها، ويعتنوا بها ويراقبوا حالتها، رغم إدراكهم أنها روبوت وليست حيوانا فعليا".

أخبار ذات صلة مشاركون في قمة طاقة المستقبل: الذكاء الاصطناعي ركيزة لتشكيل مستقبل الطاقة المستدامة شرطة أبوظبي تكرم المشاركين بندوة ثورة الذكاء الاصطناعي والابتكار

يعد فقدان الذاكرة والتدهور المعرفي من التحديات الشائعة بين كبار السن. يمكن أن تساعد تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الدعم المعرفي وتعزيز الذاكرة والتحفيز الذهني. توفر تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) تجارب غامرة يمكنها تحسين الوظيفة الإدراكية واسترجاع الذاكرة. 
روبوتات الدردشة والمرافقة الافتراضية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، توفر لكبار السن الرفقة والمشاركة في المحادثات ولعب الألعاب المعرفية لتحفيز العقل. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للروبوتات الاجتماعية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي تخفيف الشعور بالوحدة والعزلة بين كبار السن، وتذكيرهم بمواعيد الدواء، وتسهيل التواصل مع أحبائهم من خلال مكالمات الفيديو.

 

مستحضرات التجميل
مع التقدم في السن، تميل الرؤية إلى أن تصبح ضعيفة وتصبح حركة اليدين أقل ثباتا، مما يعقّد من عملية وضع المكياج.
ابتكرت شركة "غروبو بوتيكاريو" البرازيلية  نموذجا أوليا يستخدم الذكاء الاصطناعي لوضع المكياج بطريقة مثالية.
وتقول ميلين هاراغوتشي باديلها، وهي باحثة في شركة "بوتيكاريو"، خلال أحد العروض "نحن نؤمن بأن الجمال للجميع. إنه مهم جدا للثقة بالنفس"، مضيفة انّ "التعليقات التي نتلقاها من المستهلكين مؤثرة جدا".
في الوقت الراهن، لم يصبح النموذج الأولي الذي يتضمّن مسندا للذقن وكاميرا وذراعا مفصلية، جاهزا لتركيبه في الحمامات.

روبوتات شبيهة بالبشر
لا تحظى تقنيات كثيرة أخرى باهتمام، لأنّ الأشخاص الذين لم ينشأوا في عصر الإنترنت قد يجدون هذه الأجهزة الجديدة غريبة.

وقال مارك ثيرمان، كبير مسؤولي الاستراتيجية في شركة الروبوتات العملاقة "بوسطن ديناميكس" إن التقدم التكنولوجي وانخفاض التكلفة الإفرادية لهذه المنتجات "ستمهد على الأرجح الطريق أمام روبوتات المرافقة بحلول نهاية العقد الحالي".

وتوضح كريس غاردنر، نائبة رئيس جمعية المتقاعدين الأميركية (AARP) أن"الأفراد سيمتلكون روبوتات شبيهة بالبشر قادرة على فعل كل شيء، بالطريقة نفسها التي يمتلكون بها سيارة".

حلول التنقل
يعد الحفاظ على الحركة أمرًا ضروريًا لأسلوب حياة نشط ومستقل لكبار السن. فتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تعزز خيارات النقل لكبار السن، مما يضمن رحلات أكثر أمانًا ويسهل الوصول إليها لنقل لكبار السن. السيارات ذاتية القيادة المجهزة بأنظمة الذكاء الاصطناعي تساعد كبار السن على السفر بشكل مستقل، وخاصة أولئك الذين لا يستطيعون القيادة بسبب القيود الجسدية أو الإعاقات الإدراكية. هذه المركبات تتكيف مع احتياجات كبار السن، وتوفر المساعدة الشخصية وتقلل الاعتماد على وسائل النقل العام. فتطبيقات الملاحة المدعومة بالذكاء الاصطناعي أيضًا تقدم إرشادات في الوقت الفعلي، مع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل قيود التنقل، وظروف حركة المرور، وإمكانية الوصول، لجعل التنقل أسهل وأكثر كفاءة.

فرص واعدة
يمثل دمج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في حياة كبار السن فرصة واعدة لمواجهة التحديات الناجمة عن التقدم في السن.

ومن خلال تسخير قوة الذكاء الاصطناعي، يمكننا تحسين مراقبة الصحة، وتعزيز الحياة المستقلة، وتوفير المساعدة المعرفية، وتعزيز المشاركة الاجتماعية، وتعزيز خيارات النقل والتنقل. ومع استمرار الذكاء الاصطناعي في التقدم، فإن قدرته على التأثير بشكل إيجابي على حياة كبار السن سوف تنمو، مما يمكنهم من التقدم في السن بأمان، والحفاظ على كرامتهم، لينعموا بحياة سهلة ومريحة.

المصدر: الاتحاد - أبوظبي

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: التكنولوجيا المتقدمة الرعاية الصحية كبار السن الذكاء الاصطناعي التطبيقات الذكية الذکاء الاصطناعی التقدم فی السن معرض لاس فیغاس لکبار السن کبار السن من خلال

إقرأ أيضاً:

توقيع اتفاقية تعاون بين الإمارات وماليزيا في مجال الذكاء الاصطناعي

أعلنت دولة الإمارات، توقيع مذكرة تفاهم للاستثمار مع ماليزيا لاستكشاف فرص التعاون في إطار مبادرة "ماليزيا مدني للذكاء الاصطناعي".

 

 

ووقع مذكرة التفاهم للاستثمار من جانب دولة الامارات، محمد حسن السويدي، وزير الاستثمار، ومن جانب ماليزيا، سيف الدين ناسوتيون إسماعيل، وزير الداخلية الماليزي.

 

وتستهدف مذكرة التفاهم توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات المتقدمة لتعزيز السلامة المجتمعية والكفاءات التشغيلية.

 

وسيعمل الطرفان بموجب مذكرة التفاهم على تعزيز التعاون التقني في مجالات رئيسية عديدة، بما في ذلك تطوير أنظمة الحماية المدعومة بالذكاء الاصطناعي، وإنشاء مراكز بيانات الحوسبة عالية الأداء، وبما يساهم في تحسين آليات تحصيل الضرائب جمركية، وتعزيز الكفاءة التشغيلية.

 

وفي سياق أخر، أصدر مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري، تقريراً جديداً حول "مستقبل مراكز الفكر في عصر الذكاء الاصطناعي"، تناول من خلاله كيفية استفادة مراكز الفكر من تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعزيز أدائها ودورها في صنع السياسات العامة، كما تناول الفرص التي تقدمها هذه التقنيات، بالإضافة إلى التحديات الجديدة التي قد تواجهها مراكز الفكر في ظل هذا التحول التكنولوجي، من خلال عرض تجارب عالمية ناجحة لتبني المراكز لتقنيات الذكاء الاصطناعي، وعرض استراتيجيات عملية تمكّن هذه المراكز من تعزيز موقعها الريادي في المشهد البحثي خلال عصر الذكاء الاصطناعي.

أشار التقرير إلى أن العالم يشهد تحولًا في آليات اتخاذ القرارات السياسية والاقتصادية، وفي هذا السياق، تلعب مراكز الفكر دورًا استراتيجيًّا في دعم متخذي القرار وتوجيههم نحو سياسات قائمة على أسس علمية ودقيقة، وعلى مدار العقود الماضية، كانت هذه المراكز ركيزة أساسية في صياغة الرؤى المستقبلية وتحليل القضايا الوطنية والدولية، ولكنها اليوم تواجه تحديات كبيرة تفرضها ثورة البيانات والتقنيات الرقمية، والتقدم المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي وتأثيرها المتزايد في الحياة.

أوضح التقرير أنه لم يكن هناك إجماع بين الباحثين حول وجود تعريف مُوحَّد لمراكز الفكر، حيث كان هناك تنوع كبير في التعريفات المقدمة، فقد اتجه البعض لتفسيرها بأنها مراكز للبحث العلمي والتعليم، تتجه نحو تنظيم مجموعة من ورش العمل والمنتديات، التي ترتكز بشكل أكبر حول القضايا الأساسية في السياسات العامة، في حين يشير البعض إليها على أنها حلقة وصل بين الحكومات والمعرفة.

وأشار التقرير إلى أنه تم تصنيف مراكز الفكر لعدة أنواع بناء على نطاق عملها، وتوجهاتها، وتمويلها، ومن أبرز هذه الأنواع: المراكز المستقلة، والمراكز شبه المستقلة، والمراكز التابعة للحكومة، والمراكز شبه حكومية، والمراكز التابعة للجامعات، والمراكز المنتمية إلى الأحزاب السياسية، والمراكز المرتبطة بالشركات.

وقد أصبحت مراكز الفكر مؤشرًا لتقدم الدول وتطويرها في مجال البحث العلمي، واتسع دائرة نشاطها في الكم والنوعية وتـعـددت إسهاماتها في مجالات متعددة، وتحظى اليوم المراكز البحثية باهتمام كبير؛ حيث حققت نجاحات عظيمة ومكانة مرموقة وصـارت محل ثقة بالنسبة لصانع القرار، فهي تساهم بدرجة كبيرة في صنع القرار وصنع السياسات العامة، وقد وصل عدد مراكز الفكر حول العالم في عام 2020 إلى نحو 11175 مركزاً متخصصاً في مجالات متنوعة، منهم 3389 مركزاً في آسيا، و2932 مركزاً في أوروبا، و2397 مركزاً في أمريكا الشمالية، وتعد الولايات المتحدة الأمريكية الأولى على العالم من حيث عدد مراكز الفكر على أراضيها بإجمالي 2203 مركز فكر حتى عام 2020، ثم الصين بإجمالي 1413 مركزاً، ثم الهند والمملكة المتحدة بإجمالي 612، و515 على التوالي.

كما بلغ عدد مراكز الفكر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا 599 مركزاً، وتُعد إيران أكثر دول المنطقة في مراكز الفكر تليها تركيا بإجمالي 53 مركزاً ثم مصر بإجمالي 47 مركز فكر.

وأشار التقرير إلى أنه على الرغم من الفرص الهائلة التي تتيحها تقنيات الذكاء الاصطناعي أمام مراكز الفكر، فإنها في الوقت ذاته تجعلها تواجه بعض التحديات الصعبة الذي يجب التعامل معها بجدية، ومن أبرز هذه التحديات: (التحديات المالية، والتحديات الإدارية، والتزييف العميق، وتحديات انتشار المعلومات المضللة وعدم تحري الدقة، والتحديات الأخلاقية، وتحديات دمج البيانات الضخمة في عملية صنع القرار).

وأوضح المركز أن للذكاء الاصطناعي دوراً مهماً في تعزيز العمل الأكاديمي، ومن أبرز المجالات الأساسية التي يدعم فيها الذكاء الاصطناعي بشكل كبير الوظائف الأكاديمية والبحثية، هي:

تطوير الأفكار وتصميم البحث، فتظهر براعة الذكاء الاصطناعي في دعم توليد الأفكار البحثية من خلال العصف الذهني، كما يبرز دوره في التخطيط للبحث.

-تطوير المحتوى وتنظيمه: حيث تبرز أهمية الذكاء الاصطناعي في صياغة وتنظيم المحتوى الأكاديمي، فهو يسهل عملية الكتابة من خلال تقديم المساعدة في التوسع النصي، والتنبؤ بالنص.

-مراجعة الأدبيات، إذ يظهر تأثير الذكاء الاصطناعي في قدرته على استخراج وتحليل كميات كبيرة من المعلومات من خلال استخراج النصوص.

-إدارة البيانات وتحليلها: حيث تبرز قدرات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات من خلال تحويل مجموعات البيانات المعقدة إلى رؤى قابلة للفهم.

-التحرير والمراجعة ودعم النشر: حيث يظهر الذكاء الاصطناعي كحليف أساسي في تحسين الكتابة الأكاديمية من خلال التدقيق اللغوي، وصياغة الملخصات، كما يقدم الدعم في عملية النشر.

-التواصل والمشاركة والامتثال الأخلاقي: حيث يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا في نشر نتائج الأبحاث وضمان الامتثال الأخلاقي.

كما أبرز التقرير أهم الفرص والأدوار الجديدة لمراكز الفكر في عصر الذكاء الاصطناعي وهي: دور الذكاء الاصطناعي في إجراء الأبحاث والدراسات، دور الذكاء الاصطناعي في جمع وتحليل البيانات الضخمة، التنبؤ والتحليل المستقبلي، دور الذكاء الاصطناعي في تدقيق البيانات، دور لوحات المعلومات المدعومة بالذكاء الاصطناعي في اتخاذ القرارات، الاستفادة من توفر البيانات في الوقت الفعلى ،استطلاعات الرأي العام في عصر الذكاء الاصطناعي، الاستشارات المتخصصة، تطور وسائل التواصل والتأثير.

وقد تم عرض أهم التجارب العالمية الناجحة لتبني مراكز الفكر للذكاء الاصطناعي ومنها:

-مؤسسة راند : حيث كان لها دور ريادي في توظيف تقنيات الحوسبة والأساليب المتقدمة لتحليل البيانات منذ خمسينيات القرن الماضي، وكذلك الاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة وعلوم البيانات وتحليل البيانات الضخمة، فضلًا عن تطبيق تلك التقنيات والمنهجيات المتقدمة في المحاكاة السياسية والعسكرية. كما تعمل المؤسسة على تطوير البنية التحتية اللازمة لتطبيقات الحوسبة وتحليل البيانات الضخمة، وتطوير واستخدام خوارزميات جديدة لاستخراج المعلومات المفيدة من البيانات الضخمة مثل البيانات الجغرافية والصور والنصوص بوسائل التواصل الاجتماعي.

-معهد أسبن : وهو إحدى مؤسسات الفكر الأمريكية التي تستهدف تقديم الحلول في العديد من المجالات، مثل: قضايا الأمن العالمي، والطاقة والبيئة، والتعليم وقضايا المجتمع وغيرها.  وأطلق المعهد برنامج Aspen Digital لتعزيز الابتكار وطرح أفكار جديدة من شأنها المساهمة في حل التحديات وتعزيز المجتمعات وترسيخ الديمقراطية عبر الترابط بين الابتكار البحثي وصنع السياسات.

-مركز أبحاث جامعة توم  : وهي مؤسسة بحثية تابعة لجامعة ميونيخ التقنية في كلية ميونيخ للسياسة والسياسة العامة، ينصب اهتمامها على تسهيل التغيير المجتمعي والسياسي من خلال ربط النظرية بالممارسة، فضلًا عن تعزيز الاستفادة من التقدم التكنولوجي والعلمي كي يصبح المركز بمثابة منصة تعليمية لتطوير أفكار قابلة للتنفيذ وبناء جسور بين العلوم الاجتماعية والتخصصات التقنية، وتطوير مناهج وتطبيقات مبتكرة في مجالات مثل التحول الرقمي، والتنقل، والصحة، والاستدامة وغيرها.

-معهد بروكينجز : طورت المؤسسة مجموعة من المبادئ لتنظيم توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في أعمالها البحثية؛ للتكيف مع التطورات التكنولوجية المتسارعة وتعظيم الاستفادة منها والحماية من مخاطرها. ومن تلك المبادئ: ألا يتم استخدام أي من تطبيقات الذكاء الاصطناعي على نحو يتعارض مع سياسات وأخلاقيات العمل البحثي المتبعة بالمؤسسة، فضلًا عن مراجعة النتائج والتحقق من صحتها لضمان دقة المخرجات التي يولدها الذكاء الاصطناعي.

- معهد آلان تورينج : الهدف الرئيس للبرنامج هو الاستفادة من التطورات الجديدة في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لمعالجة مشكلات معالجة البيانات، والمساعدة في أتمتة عملية تحليل البيانات، وتوفير تطبيقات مساعدة بالمهام الفردية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، وتعزيز نماذج التعامل مع البيانات في العالم الواقعي.

-معهد سياسات واستراتيجيات الذكاء الاصطناعي (IAPS): وهو مؤسسة بحثية تضم خبراء يعملون على فهم الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي المتقدم وتسعى لتحديد وتعزيز الاستراتيجيات التي تعظم فوائد الذكاء الاصطناعي للمجتمع وتطوير حلول مدروسة لتقليل مخاطره.

-مركز التنمية العالمية (CGD): استخدم المركز chatgpt لإنشاء تقارير حول قضايا التنمية العالمية، بما في ذلك تأثير COVID-19 على الاقتصاد العالمي وفاعلية المساعدات الخارجية. كما استخدم المركز التنمية العالمية chatgpt للتواصل مع أصحاب المصلحة وعامة الناس من خلال وسائل التواصل الاجتماعي، من خلال إنشاء تغريدات ومنشورات تشرح قضايا السياسة المعقدة بطريقة أكثر سهولة وتفاعلًا.

- مركز كارنيجي للسلام الدولي: يستخدم المركز الذكاء الاصطناعي بشكل متزايد لدعم أبحاثه في مجالات الأمن والحوكمة الرقمية والمراقبة العالمية، على سبيل المثال، أطلق المركز مشروع "مؤشر الذكاء الاصطناعي في المراقبة العالمية" الذي يوثق استخدام الحكومات لتقنيات الذكاء الاصطناعي لأغراض المراقبة، مثل الأنظمة الذكية وإدارة المدن الآمنة على 176 دولة.

أوضح التقرير أنه في عصر الذكاء الاصطناعي تحتاج مراكز الفكر إلى تبني استراتيجيات طموحة للمستقبل لتعزيز دورها المحوري في صياغة السياسات والتأثير في القرارات ويتطلب ذلك:

-بناء شراكات قوية مع المؤسسات التقنية والأكاديمية: حيث عملت مراكز الفكر والبحث على تعزيز تعاونها في هذا الإطار من خلال التعاون مع بعضها البعض من جهة، ومع المؤسسات الأخرى ذات الصلة مثل مؤسسات صنع القرار ومطوري التكنولوجيا وغيرهم؛ من أجل تبادل الخبرات وتطوير الحلول والتطبيقات التي من الممكن توظيفها والاستفادة منها وقد تم عرض نماذج لأبرز تلك الشراكات الخاصة ببعض المراكز ومنها شبكة الجيل القادم التي أطلقها معهد أسبن في 2018 ، وبرنامج AI Connect الذي أطلقه المجلس الأطلسي بهدف تكوين مجتمع عالمي يشمل كل أصحاب المصلحة من الحكومات والأوساط الأكاديمية والصناعة والمجتمع المدني لتعزيز الإدارة المسؤولة للذكاء الاصطناعي، وبرنامج AI4POL التي تأتي في إطار منحة "أفق الاتحاد الأوروبي" الخاصة بمستقبل تنظيم الذكاء الاصطناعي في أوروبا، وتقودها جامعة ميونيخ التقنية، ومجلس الذكاء الاصطناعي الذي يتبع مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS، وهو هيئة دولية تضم رؤساء تنفيذيين من شركات عالمية وأكاديميين بارزين ومسؤولين حكوميين كبار سابقين، ويهدف إلى توفير وسيلة عملية للمضي قدمًا في التعاون الدولي بشأن حوكمة الذكاء الاصطناعي، ويسعى إلى تقديم رؤى حيوية حول ترجمة مبادئ الذكاء الاصطناعي إلى ممارسة عملية.

-دعم حوكمة الذكاء الاصطناعي: حيث أنه مع تطور الذكاء الاصطناعي واستخداماته، ستقوم مراكز الفكر بمساعدة الحكومات والمنظمات الدولية على صياغة الأطر القانونية التي تنظم استخدام الذكاء الاصطناعي عالميًّا، مع التركيز على الحوكمة الرشيدة وحماية الحقوق. وستركز مراكز الفكر على تطوير سياسات وإرشادات حول حوكمة الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك التحقق من الشفافية، المسؤولية، والعدالة في استخدام الذكاء الاصطناعي في المجالات المختلفة.

- تعزيز قدرات البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي: يمكن إنشاء وحدات داخل مراكز الفكر تكون مسؤولة عن إدارة الابتكار وتوجيه التحول الرقمي. هذه الوحدات تكون مختصة بتحديد الفرص التي يمكن فيها للذكاء الاصطناعي تعزيز العمليات البحثية وصياغة الاستراتيجيات الملائمة لتحقيق هذا التحول.

- التدريب المستمر للباحثين وصناع السياسات على استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي: يجب أن تستثمر مراكز الفكر في بناء قدرات باحثيها في مجال الذكاء الاصطناعي من خلال توفير برامج تدريبية وورش عمل متقدمة في التعامل مع الأدوات الحديثة، فذلك يمكن أن يزيد من جودة وكفاءة الأبحاث المنشورة ويسهم في تحقيق الأهداف المؤسسية.

أشار التقرير في ختامه إلى أنه في ظل الثورة التكنولوجية التي يجلبها الذكاء الاصطناعي، تواجه مراكز الفكر تحديات وفرصًا غير مسبوقة، فهذه المؤسسات -التي كانت دائمًا جسرًا بين المعرفة والسياسات- أصبحت مطالبة بتبني الأدوات الجديدة لتعزيز قدرتها على التحليل والتنبؤ وصنع القرار، واستغلال تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل فاعل لن يعزز فقط من دقة وكفاءة الأبحاث، بل سيمكن مراكز الفكر أيضاً من مواكبة التغيرات السريعة في العالم.

ومع ذلك، يتطلب هذا التحول نهجًا استراتيجيًّا يعتمد على الشراكات، والتدريب المستمر، والالتزام بالأخلاقيات والشفافية. إذا استطاعت مراكز الفكر التعامل مع هذه التحديات بنجاح، فإنها ستظل داعمًا أساسيًّا في صياغة السياسات العامة ودعم صناع القرار في مواجهة تحديات المستقبل.

مقالات مشابهة

  • دراسة: 3 أكواب يوميا من الشاي الأخضر تقلل تلف الدماغ لدى كبار السن
  • تعرّف على حرارة الغرفة المثالية لكبار السن
  • ماهي فوائد زيت الزيتون لكبار السن
  • إعلان سياسة استخدام الذكاء الاصطناعي بجامعة القاهرة
  • مهم لكبار السن.. نصائح للحفاظ على حاسة السمع مع التقدم في العمر
  • عضو بالأزهر العالمي: إكرام كبار السن من الواجبات الدينية والأخلاقية
  • عضو «الأزهر للفتوى»: إكرام كبار السن من الواجبات الدينية والأخلاقية
  • توقيع اتفاقية تعاون بين الإمارات وماليزيا في مجال الذكاء الاصطناعي
  • شركات الذكاء الاصطناعي الناشئة البوابة إلى اقتصاد المعرفة