من الروبوتات إلى الحيوانات الأليفة.. الذكاء الاصطناعي يجعل الحياة أسهل لكبار السن
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
من الروبوتات المرافقة التي تساعد كبار السن المصابين بالزهايمر، إلى أجهزة الاستشعار.. توفر الابتكارات المخصصة لكبار السن والمعتمدة على الذكاء الاصطناعي فرصاً لمواجهة التحديات وتحسين رفاهية كبار السن.
وكانت الروبوتات تقتصر إلى حد كبير حتى الآن على القطاع الصناعي، لكنها اليوم تهمّ بدخول حياة الناس، بحسب مشاركين في معرض لاس فيغاس للتكنولوجيا.
فالذكاء الاصطناعي سيحدث ثورة في الرعاية الصحية لفئة كبار السن من خلال توفير مراقبة ورعاية فعالة وشخصية.
اقرأ أيضاً.. الإمارات الأولى «أوسطياً» في استخدام الذكاء الاصطناعي بالتصنيع الدوائي
توفر الأجهزة القابلة للارتداء المزودة بخوارزميات الذكاء الاصطناعي، تتبع العلامات الحيوية بشكل مستمر ، وتنبيه مقدمي الرعاية أو المتخصصين الطبيين في الوقت الفعلي..حيث تعمل هذه التكنولوجيا كنظام إنذار مبكر للمشكلات الصحية المحتملة، مما يسمح بالتدخلات السريعة ويقلل من مخاطر الآثار السلبية.
فالمساعدون الافتراضيون الذين يعملون بنظام الذكاء الاصطناعي، يتولون مهمة تذكير كبار السن بتناول الأدوية، وجدولة المواعيد، وتقديم نصائح مفيدة حول إدارة الحالات المزمنة.
العيش المستقل والخصوصية
في مختلف أنحاء العالم، تزداد نسبة الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 65 عاما بوتيرة أسرع من ارتفاع نسبة فئات الشباب، بحسب الأمم المتحدة.
أنظمة المنزل الذكي المدمجة مع الذكاء الاصطناعي تتكيف مع الروتين اليومي لكبار السن. حيث يمكن للمساعدين الذين يتم تنشيطهم صوتيًا مثل Alexa أو Google Assistant القيام بمهام مختلفة مثل تشغيل الأضواء وضبط درجة حرارة الغرفة وطلب البقالة.
وأيضا توفر أنظمة مراقبة المنزل التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، السلامة من خلال اكتشاف حوادث السقوط وغيرها من الحوادث وإخطار خدمات الطوارئ إذا لزم الأمر.وتستحوذ الأدوات الصحية على حيز كبير من الاهتمام.
اقرأ أيضاً.. أكثر من مجرد شاشات.. هكذا يطور الذكاء الاصطناعي أجهزة التلفاز
وثمة أجهزة كثيرة يُفترض أن تسهّل حياة المسنّين رغم فقدانهم بعض القدرات، بهدف البقاء في منازلهم بأمان واستقلالية، منها أجهزة تنبيه طبية وأجهزة رقمية لقياس ضغط الدم وكراس متحركة كهربائية وكاميرات متصلة.
وبالإضافة إلى الأجهزة الصحية، تركز بعض الشركات اهتمامها على الصحة النفسية.
وابتكرت شركة "ستارلينغ ميديكال" جهازا يتم تثبيته بكراسي المراحيض، تم عرضه في معرض لاس فيغاس للإلكترونيات.
حيوانات أليفة آلية
أحد الاهتمامات الرئيسية للمسنين هو كيفية التقدم في السن بسلام في منازلهم. ويشعر نحو 90% من كبار السن في الولايات المتحدة بالقلق من عدم تحقيق ذلك، بحسب دراسة صدرت عن منظمة "ايه ايه آر بي" ومنظمي معرض لاس فيغاس للإلكترونيات.
وفي معرض لاس فيغاس للإلكترونيات، عرض توم ستيفنز "تومبوت"، وهو كلب آلي مستوحى من جرو "لابرادور ريتريفر"، يهز ذيله وينبح وينام.
وتعتزم شركته "تومبوت" تصنيع قطة روبوتية لمحبي القطط مشابهة للكلب الآلي، لتكون رفيقة مريحة مع صيانة غير مكلفة كثيرا. ويؤكد ستيفنز أن "الناس يبتسمون ويريدون أن يكونوا قريبين منها، ويعتنوا بها ويراقبوا حالتها، رغم إدراكهم أنها روبوت وليست حيوانا فعليا".
يعد فقدان الذاكرة والتدهور المعرفي من التحديات الشائعة بين كبار السن. يمكن أن تساعد تطبيقات الذكاء الاصطناعي في الدعم المعرفي وتعزيز الذاكرة والتحفيز الذهني. توفر تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) تجارب غامرة يمكنها تحسين الوظيفة الإدراكية واسترجاع الذاكرة.
روبوتات الدردشة والمرافقة الافتراضية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي، توفر لكبار السن الرفقة والمشاركة في المحادثات ولعب الألعاب المعرفية لتحفيز العقل. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للروبوتات الاجتماعية المعتمدة على الذكاء الاصطناعي تخفيف الشعور بالوحدة والعزلة بين كبار السن، وتذكيرهم بمواعيد الدواء، وتسهيل التواصل مع أحبائهم من خلال مكالمات الفيديو.
مستحضرات التجميل
مع التقدم في السن، تميل الرؤية إلى أن تصبح ضعيفة وتصبح حركة اليدين أقل ثباتا، مما يعقّد من عملية وضع المكياج.
ابتكرت شركة "غروبو بوتيكاريو" البرازيلية نموذجا أوليا يستخدم الذكاء الاصطناعي لوضع المكياج بطريقة مثالية.
وتقول ميلين هاراغوتشي باديلها، وهي باحثة في شركة "بوتيكاريو"، خلال أحد العروض "نحن نؤمن بأن الجمال للجميع. إنه مهم جدا للثقة بالنفس"، مضيفة انّ "التعليقات التي نتلقاها من المستهلكين مؤثرة جدا".
في الوقت الراهن، لم يصبح النموذج الأولي الذي يتضمّن مسندا للذقن وكاميرا وذراعا مفصلية، جاهزا لتركيبه في الحمامات.
روبوتات شبيهة بالبشر
لا تحظى تقنيات كثيرة أخرى باهتمام، لأنّ الأشخاص الذين لم ينشأوا في عصر الإنترنت قد يجدون هذه الأجهزة الجديدة غريبة.
وقال مارك ثيرمان، كبير مسؤولي الاستراتيجية في شركة الروبوتات العملاقة "بوسطن ديناميكس" إن التقدم التكنولوجي وانخفاض التكلفة الإفرادية لهذه المنتجات "ستمهد على الأرجح الطريق أمام روبوتات المرافقة بحلول نهاية العقد الحالي".
وتوضح كريس غاردنر، نائبة رئيس جمعية المتقاعدين الأميركية (AARP) أن"الأفراد سيمتلكون روبوتات شبيهة بالبشر قادرة على فعل كل شيء، بالطريقة نفسها التي يمتلكون بها سيارة".
حلول التنقل
يعد الحفاظ على الحركة أمرًا ضروريًا لأسلوب حياة نشط ومستقل لكبار السن. فتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي تعزز خيارات النقل لكبار السن، مما يضمن رحلات أكثر أمانًا ويسهل الوصول إليها لنقل لكبار السن. السيارات ذاتية القيادة المجهزة بأنظمة الذكاء الاصطناعي تساعد كبار السن على السفر بشكل مستقل، وخاصة أولئك الذين لا يستطيعون القيادة بسبب القيود الجسدية أو الإعاقات الإدراكية. هذه المركبات تتكيف مع احتياجات كبار السن، وتوفر المساعدة الشخصية وتقلل الاعتماد على وسائل النقل العام. فتطبيقات الملاحة المدعومة بالذكاء الاصطناعي أيضًا تقدم إرشادات في الوقت الفعلي، مع الأخذ في الاعتبار عوامل مثل قيود التنقل، وظروف حركة المرور، وإمكانية الوصول، لجعل التنقل أسهل وأكثر كفاءة.
فرص واعدة
يمثل دمج تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في حياة كبار السن فرصة واعدة لمواجهة التحديات الناجمة عن التقدم في السن.
ومن خلال تسخير قوة الذكاء الاصطناعي، يمكننا تحسين مراقبة الصحة، وتعزيز الحياة المستقلة، وتوفير المساعدة المعرفية، وتعزيز المشاركة الاجتماعية، وتعزيز خيارات النقل والتنقل. ومع استمرار الذكاء الاصطناعي في التقدم، فإن قدرته على التأثير بشكل إيجابي على حياة كبار السن سوف تنمو، مما يمكنهم من التقدم في السن بأمان، والحفاظ على كرامتهم، لينعموا بحياة سهلة ومريحة.
المصدر: الاتحاد - أبوظبيالمصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: التكنولوجيا المتقدمة الرعاية الصحية كبار السن الذكاء الاصطناعي التطبيقات الذكية الذکاء الاصطناعی التقدم فی السن معرض لاس فیغاس لکبار السن کبار السن من خلال
إقرأ أيضاً:
من يُلام في خطأ طبي يرتكبه الذكاء الاصطناعي؟
تُبشّر تقنيات الذكاء الاصطناعي المساعد بآفاقٍ واعدة لإحداث نقلة نوعية في الرعاية الصحية، من خلال مساعدة الأطباء في تشخيص المرضى وإدارتهم وعلاجهم. ومع ذلك، فإنّ التوجه الحالي لتطبيق الذكاء الاصطناعي المساعد قد يُفاقم التحديات المتعلقة بمنع الأخطاء وإرهاق الأطباء، بحسب موجز جديد أعده باحثون في جامعتي جون هوبكنز وتكساس.
ويُوضّح الموجز أنّ هناك توقعات متزايدة من الأطباء بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي للحدّ من الأخطاء الطبية.
ومع ذلك، لم تُوضَع بعد قوانين ولوائح مناسبة لدعم الأطباء في اتخاذ قراراتهم المُوجّهة بالذكاء الاصطناعي، على الرغم من التبني المُكثّف لهذه التقنيات في مؤسسات الرعاية الصحية.
المسؤولية الطبيةووفق "مديكال إكسبريس"، يتوقع الباحثون أن المسؤولية الطبية ستعتمد على من يعتبره المجتمع مُخطئاً عند فشل التقنية أو ارتكابها خطأً، ما يُخضع الأطباء لتوقعاتٍ غير واقعية بمعرفة متى يجب تجاوز الذكاء الاصطناعي أو الثقة به.
ويُحذّر الباحثون من أنّ مثل هذا التوقع قد يزيد من خطر الإرهاق، وحتى الأخطاء بين الأطباء.
تفسير التقنياتوقالت شيفالي باتيل، الأستاذة المشاركة من جامعة تكساس: "كان الهدف من الذكاء الاصطناعي تخفيف العبء، ولكنه بدلاً من ذلك يُلقي بالمسؤولية على عاتق الأطباء، مُجبراً إياهم على تفسير تقنيات لا يستطيع حتى مُبتكروها شرحها بالكامل".
وأضافت: "هذا التوقع غير الواقعي يُولّد تردداً ويُشكّل تهديداً مباشراً لرعاية المرضى".
ويقترح الموجز الجديد استراتيجياتٍ لمؤسسات الرعاية الصحية لدعم الأطباء من خلال تحويل التركيز من الأداء الفردي إلى الدعم والتعلم التنظيمي، ما قد يُخفف الضغط على الأطباء ويُعزز نهجاً أكثر تعاوناً لدمج الذكاء الاصطناعي.
وقال كريستوفر مايرز، الباحث المشارك: "إن توقع أن يفهم الأطباء الذكاء الاصطناعي ويطبقونه بشكل مثالي عند اتخاذ القرارات السريرية يُشبه توقع أن يُصمّم الطيارون طائراتهم الخاصة أيضاً أثناء تحليقهم بها".
وأضاف: "لضمان تمكين الذكاء الاصطناعي للأطباء بدلاً من إرهاقهم، يتعين على منظمات الرعاية الصحية تطوير أنظمة دعم تساعد الأطباء على تحديد متى وكيف يستخدمون الذكاء الاصطناعي حتى لا يضطروا إلى التشكيك في الأدوات التي يستخدمونها لاتخاذ القرارات الرئيسية".