إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تطرح خطة لجعل السجائر غير مسببة للإدمان.. لكن مصيرها بيد ترامب
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
كشفت السلطات الفيدرالية الأمريكية عن خطة طموحة تهدف إلى الحد من إدمان السجائر عبر تقليل نسبة النيكوتين فيها، وهو اقتراح طالما دعت إليه جماعات مكافحة التدخين، لكنه يواجه عقبات قد تؤخر تنفيذه لفترة طويلة.
جاء هذا الاقتراح من إدارة الغذاء والدواء (FDA) في الأيام الأخيرة من ولاية الرئيس جو بايدن، مما يقلل من احتمالية تنفيذه الفعلي، ولم يعلق الرئيس المنتخب دونالد ترامب أو مرشحوه لمناصب صحية على هذه الخطة، على الرغم من أن جهودًا مماثلة قادها سكوت غوتليب، مفوض إدارة الغذاء والدواء السابق، تم تأجيلها خلال ولاية ترامب الأولى.
وإذا تمت الموافقة على الخطة، فمن المتوقع أن تواجه معارضة قوية من شركات التبغ الكبرى مثل رينولدز أمريكان وألتريا، والتي قد تلجأ إلى القضاء لتأخير التنفيذ، وأشارت إدارة الغذاء والدواء إلى أن تقليل النيكوتين قد يساعد حوالي 13 مليون مدخن على الإقلاع عن التدخين خلال عام واحد، كما قد يمنع 48 مليون شاب من البدء في التدخين.
ووفقًا للخطة، سيتم تحديد مستوى النيكوتين بحيث لا يعود قادرًا على خلق الإدمان أو الحفاظ عليه. وتؤيد جماعات مكافحة التدخين هذه الفكرة بشدة، إذ حث روبرت فرانسيس كينيدي، مرشح ترامب لمنصب وزير الصحة، على دعم الخطة إذا تم تأكيد تعيينه.
Relatedدول أوروبية جديدة تشدّد الإجراءات ضدّ التدخين.. هل سيُصبح ممنوعاً في الهواء الطلق؟بريطانيا تحظر التدخين قرب المدارس والمستشفيات والملاعبفي سابقة عالمية.. كندا تفرض طباعة تحذيرات من خطر التدخين على كل سيجارةويعد التدخين سببًا رئيسيًا لأكثر من 480 ألف حالة وفاة سنويًا في الولايات المتحدة بسبب السرطان وأمراض القلب والسكتة الدماغية وأمراض أخرى مرتبطة بالتبغ.
وترجع فكرة الحد من النيكوتين إلى الصلاحيات الواسعة التي منحها الكونغرس لإدارة الغذاء والدواء في عام 2009 لتنظيم صناعة التبغ. ومع ذلك، واجهت الجهود السابقة للوكالة معارضة قضائية من شركات التبغ، بما في ذلك محاولات إضافة تحذيرات مصورة على علب السجائر.
المصادر الإضافية • أب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية حظر التدخين.. مشروع في مهب الريح وسط انقسامات داخل البرلمان الأوروبي تقرير: المنازل الخالية من التدخين في أوروبا تصل إلى 70% خارطة طريق لمستقبل خالٍ من التدخين دونالد ترامبالولايات المتحدة الأمريكيةمنع التدخينالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل قطاع غزة حركة حماس دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وقف إطلاق النار إسرائيل قطاع غزة حركة حماس دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وقف إطلاق النار دونالد ترامب الولايات المتحدة الأمريكية منع التدخين إسرائيل دونالد ترامب قطاع غزة حركة حماس الصراع الإسرائيلي الفلسطيني وقف إطلاق النار غزة أسرى شرطة محكمة محادثات مفاوضات سوريا إدارة الغذاء والدواء یعرض الآن Next
إقرأ أيضاً:
المحاكم الأمريكية..خط المقاومة الأخير ضد ترامب وماسك
تعرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحليفه الملياردير إيلون ماسك لانتكاسة أخرى في خطتهما لإصلاح الحكومة الأمريكية من خلال تسريح الموظفين، وخفض الإنفاق، وتفكيك البيروقراطية في أكبر اقتصاد في العالم.
في محكمة نيويورك يوم الجمعة، مددت القاضية جانيت فارغاس قراراً يمنع ماسك من الوصول إلى نظام الخزانة الذي يوزع تريليونات الدولارات من المدفوعات.
وبحسب تقرير لصحيفة "فايننشال تايمز"، يعد هذا الحكم أحدث دليل على أن أكبر عائق أمام ترامب وسلطته التنفيذية ليس الكونغرس أو الحزب الديمقراطي، بل المحاكم الأمريكية.
قال رئيس منظمة "المواطنون من أجل المسؤولية والأخلاقيات في واشنطن" نوح بوكبيندر، وهي مجموعة رفعت دعاوى قضائية ضد إدارة ترامب بسبب خططها لتسريح الموظفين الحكوميين: "الملاذ المؤسسي الوحيد هو المحاكم".
وأضاف: "رد فعل الكونغرس كان ضعيفاً للغاية... وإذا لم يدافع عن سلطاته الرقابية والتشريعية والمالية، فسوف يفقد كل سلطته ولن يكون قادراً على أداء دوره الدستوري في نظام الضوابط والتوازنات".
يمنح الدستور الأمريكي الرئيس سلطات واسعة، لكنه يمنح الكونغرس سلطة كبيرة، لا سيما فيما يتعلق بجمع الأموال العامة وإنفاقها، كما يكلف المحاكم بمهمة فرض الحدود على السلطتين الأخريين.
ومع ذلك، فقد أصدر ترامب منذ توليه منصبه عدداً كبيراً من الأوامر التنفيذية التي شملت بعض القرارات المتعلقة بالإنفاق أو بوقف الإنفاق الذي خصصه الكونغرس.
US judges are the last line of resistance against Donald Trump https://t.co/K7NudD0Q68
— FT World News (@ftworldnews) February 17, 2025بينما لم يُظهر المشرعون الجمهوريون أي رد فعل يُذكر تجاه هذه التحركات، فإن المحامين والقضاة كانوا أكثر صراحة.
فقد أمر قاضٍ اتحادي في رود آيلاند الأسبوع الماضي الإدارة الأمريكية برفع التجميد عن المدفوعات المخصصة لأكبر معهد أبحاث طبية في البلاد وللمشاريع المتعلقة بالطاقة النظيفة، واصفاً خطط تعليق التمويل الفيدرالي بأنها "على الأرجح غير دستورية".
تثير هذه الأحكام قلق ترامب لدرجة أنه وحلفاءه بدأوا في مهاجمة مبدأ الرقابة القضائية على السلطة التنفيذية، مدعين أن ذلك قد يهدد الديمقراطية نفسها.
وكتب ترامب على منصة "تروث سوشال" يوم السبت: "من ينقذ بلاده لا ينتهك أي قانون".
أما ماسك فكتب على منصة "إكس" يوم الخميس: "إذا كان بإمكان أي قاضٍ في أي مكان إيقاف أي إجراء رئاسي في كل مكان، فنحن لا نعيش في ديمقراطية".
If ANY judge ANYWHERE can stop EVERY Presidential action EVERYWHERE, we do NOT live in a democracy.
— Elon Musk (@elonmusk) February 13, 2025يؤكد الخبراء القانونيون، أن القضاء أصبح أكثر أهمية في ظل هجوم إدارة ترامب على أشكال الرقابة الأخرى، مثل الخدمة المدنية، التي تتعرض لخفض الميزانيات ومحاولات إغلاق الهيئات التنظيمية، وكذلك المراقبين المستقلين مثل المفتشين العامين للوكالات الفيدرالية، حيث تم طرد أكثر من 12 منهم.
في هذا السياق، استقال العديد من كبار المدعين في مانهاتن، بمن فيهم دانييل ساسون، المدعية العامة المؤقتة التي عينها ترامب لمنطقة جنوب نيويورك، بعد صدور أمر حكومي بإسقاط قضية فساد ضد عمدة نيويورك، إريك آدامز.
كتب مساعد المدعي العام للمنطقة الجنوبية لنيويورك هاغان سكوتن، في خطاب استقالة شديد اللهجة: "فقط شخص غبي أو جبان هو من يمكن أن يوافق على إسقاط هذه التهم الجنائية".
قد تصل بعض الدعاوى القضائية ضد إجراءات ترامب إلى المحكمة العليا، التي تنقسم حالياً بين ستة قضاة محافظين وثلاثة ليبراليين، بعد أن عين ترامب ثلاثة قضاة يمينيين خلال ولايته الأولى.
وقد طلبت إدارة ترامب بالفعل من المحكمة العليا إلغاء حكم يمنعها من إقالة رئيس مكتب المستشار الخاص هامبتون ديلينغر، وهي وكالة تحمي المبلغين عن الفساد في الحكومة.
تعرضت المحكمة العليا لانتقادات متزايدة في السنوات الأخيرة بسبب قراراتها المثيرة للجدل، والتي غالباً ما تنقسم على أسس أيديولوجية. ففي أحد الأحكام العام الماضي، منحت الأغلبية المحافظة ترامب حصانة واسعة من الملاحقة الجنائية عن أفعاله كرئيس، مما أثار تساؤلات خطيرة حول مساءلة الرؤساء، بحسب التقرير.
???? BREAKING: Fox News reports that Trump’s @TheJusticeDept is dropping the case against Mayor Eric Adams—just months after Adams spent his time groveling to Trump.
This isn’t justice. This is corruption in plain sight. The rule of law is officially dead. pic.twitter.com/qooJbkvIFp
لكن بعض الخبراء القانونيين يرون أن إدارة ترامب قد تخسر في المحكمة العليا إذا تم النظر في قضية الطعن في خطته للحد من منح الجنسية بالولادة، حيث يجادل معارضو الخطة بأنها تنتهك التعديل الرابع عشر للدستور، الذي ينص على أن "كل الأشخاص المولودين أو المجنسين في الولايات المتحدة هم مواطنون أمريكيون".
أما السيناريو الأكثر خطورة فهو إذا رفض الرئيس الامتثال لأوامر المحكمة، مما قد يؤدي إلى أزمة دستورية لم تشهدها الولايات المتحدة منذ الحرب الأهلية، حين تجاهل الرئيس أبراهام لنكولن أمراً من المحكمة العليا بمنع احتجاز الأفراد دون مذكرة قضائية.
في هذه الحالة، قد تصدر المحاكم أوامر بازدراء الحكومة ضد المسؤولين، لكن الأستاذة جيليان ميتزغر من كلية الحقوق بجامعة كولومبيا أوضحت أن مثل هذا الإجراء نادر للغاية، وقد يثير تساؤلات جديدة حول مدى امتثال المسؤولين له.
أشار القاضي الفيدرالي في رود آيلاند اليوم الإثنين، إلى أن هناك أدلة على أن الحكومة استمرت في حجب بعض الأموال الفيدرالية، في انتهاك لأمر سابق، مما يثير تساؤلات حول قدرة القضاء الأمريكي على ضمان امتثال إدارة ترامب لأحكامه. وقد بررت الحكومة ذلك بمشاكل في أنظمة الدفع.
يرى أستاذ القانون بجامعة شيكاغو أزير هوك، أن حركة "اجعل أمريكا عظيمة مجدداً" قد تشعر بالتحرر إذا لم يكن للقضاء سلطة على السلطة التنفيذية، لكنه أضاف أن ذلك قد يؤدي إلى فوضى قانونية غير مسبوقة.
وقال: "إذا لم يعد هناك صوت واحد يحدد القانون، فإن الأمر لن يفتح الباب فقط أمام مزاعم السلطة المطلقة للرئيس، بل سيؤدي إلى تداخل أصوات متعددة، بدلاً من وجود سلطة موحدة تفسر القانون".
وختم حديثه بالقول: "لا أحد يعرف كيف سيبدو هذا السيناريو، لكنني لا أعتقد أنه سيكون كما يتخيله مؤيدو ترامب المتشددون