صيام النصف من رجب.. 4 طاعات يستحب الإكثار منها
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
فضل الصيام في شهر رجب، خصَّ الله عز وجل عبادة الصيام من بين العبادات بفضائل وخصائص عديدة، منها: أولًا: أن الصوم لله عز وجل وهو يجزي به، كما ثبت في البخاري (1894)، ومسلم (1151) من حديث أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي».
يوجد عدد من الطاعات ينبغي على المسلم فعلها والإكثار منها خلال شهر رجب والأشهر الحرم بشكل عام، وهي:
1- الإكثار من العمل الصالح، والاجتهاد في الطاعات، والمبادرة إليها والمواظبة عليها ليكون ذلك داعيًا لفعل الطاعات في باقي الشهور.
2- اغتنام العبادة في هذه الأشهر، وأبرزها الصيام والصلاة.
3- ترك الظلم خاصة في شهر رجب وباقي الأشهر الحرم.
4- الإكثار من إخراج الصدقات.
فضل صيام الأيام البيض لشهر رجب 2025في العديد من المنافع الدينية والدنيوية، فمن الناحية الدينية يعد صيام الأيام البيض من كل شهر عربي وصية نبوية ذكرت في الأحاديث النبوية الصحيحة، وبالتالي فمن يحرص على صيامها فقد أصاب هدي النبي صلى الله عليه وسلم.
يحصل المسلم على فضل صيام الأيام البيض بحصوله على فضل وثواب صيام النافلة، كما يضمن الوقاية من النار فالصوم جُنة بضم الجيم، لأنه إمساك عن الشهوات والنار محفوفة بالشهوات، وإذا كف المسلم نفسه عن الشهوات في الدنيا كان ذلك ساترا له من النار في الآخرة.
من جانبها، أوضحت دار الإفتاء المصرية فضل صيام الأيام البيض، مؤكدة أن الأيام البيض هي أيام الليالي التي يكتمل فيها القمر ويكون بدرًا، وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من وسط كل شهر عربي، وسميت بذلك لأن القمر يكون فيها في كامل استدارته وبياضه، وصيام هذه الأيام سنة يثاب فاعلها ولا يأثم تاركها.
أجر صيام الأيام البيض بأجر صيام الدهر كله
عن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صام من كل شهر ثلاثة أيام فذلك صيام الدهر، فأنزل الله عز وجل تصديق ذلك في كتابه: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} اليوم بعشرة أيام".
فإذا ما حرص المسلم على صيام الأيام البيض في كل شهور العام الهجري، فصيام اليوم الواحد منها يعادل صيام عشرة أيام، وبالتالي فإن صيام الثلاثة أيام يعادل أجر صيام 30 يوما أي شهرا كاملا، وبحساب هذا الأجر على العام كله سيحصل العبد على أجر صيام الدهر كله والله يضاعف لمن يشاء في الأشهر المباركة مثل شهر رجب وشعبان.
هناك العديد من الأحاديث النبوية التي تدل على صيام الأيام البيض وفضلها فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: «أَوْصَانِي خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِثَلاثٍ: صِيَامِ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيْ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ» (رواه البخاري ومسلم).
وما يدل على فضل صيام الأيام البيض لشهر رجب 2023 من الأحاديث النبوية الصحيحة ما يلي:
عن أبي ذر قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: إِذا صُمْتَ مِنَ الشَّهْرِ ثَلاثًا، فَصُمْ ثَلاثَ عَشْرَةَ، وَأَرْبعَ عَشْرَةَ، وخَمْسَ عَشْرَةَ رواه الترمِذيُّ وقال: حديثٌ حسنٌ.
وعن قتادة بن ملحان قَال: كانَ رَسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يأْمُرُنَا بِصِيَامِ أَيَّامِ البيضِ: ثَلاثَ عشْرَةَ، وأَرْبَعَ عَشْرَةَ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ. رواهُ أَبُو داودَ.
وعنْ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا، قال: كانَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لاَ يُفْطِرُ أَيَّامَ البِيضِ في حَضَرٍ وَلا سَفَرٍ. رواهُ النسَائي بإِسنادٍ حَسنٍ.
وعنْ مُعاذةَ العَدَوِيَّةِ أَنَّها سَأَلَتْ عائشةَ رضيَ اللَّه عَنْهَا: أَكانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يصومُ مِن كُلِّ شَهرٍ ثلاثةَ أَيَّامٍ؟ قَالَت: نَعَمْ. فَقُلْتُ: منْ أَيِّ الشَّهْر كَانَ يَصُومُ؟ قَالَتْ: لَمْ يَكُن يُبَالي مِنْ أَيِّ الشَّهْرِ يَصُومُ. رواهُ مسلمٌ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: أعمال شهر رجب صيام النصف من رجب المزيد فضل صیام الأیام البیض صلى الله علیه وسلم ام البیض شهر رجب
إقرأ أيضاً:
دعاء الأيام البيض وفضل صيامها.. نافذة إيمانية تتجدد كل شهر
يبحث المسلم دومًا عن الوسائل التي تقربه إلى الله تعالى وتزيد من رصيده في ميزان الحسنات، ومن هذه الوسائل الجليلة صيام الأيام البيض، وهي أيام 13 و14 و15 من كل شهر هجري.
وأُطلق عليها هذا الاسم لأن القمر فيها يكون مكتملاً، فتبدو الليالي منيرة بيضاء، ولهذا سُمّيت بـ"البيض".
وحثّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم على صيام هذه الأيام، وجعلها من السنن المؤكدة التي واظب عليها، كما جاء في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صوم ثلاثة أيام من كل شهر صوم الدهر كله" (رواه البخاري ومسلم).
وهذا الحديث يبين لنا أن من اعتاد صيام الأيام البيض كأنه قد صام الدهر كله، لأن الحسنة بعشر أمثالها، وثلاثة أيام × عشرة = ثلاثون، أي ما يعادل صيام شهر كامل.
فضل صيام الأيام البيض
صيام الأيام البيض يحمل في طياته فوائد عظيمة من الناحيتين الدينية والنفسية. فمن الناحية الدينية، فإنه سبب لغفران الذنوب وتكفير السيئات، كما أنه يقرّب العبد من ربه ويُدخل الطمأنينة في قلبه.
أما من الناحية النفسية، فإن الصيام يُعلّم الصبر ويزيد من قوة الإرادة، ويُشعر المسلم بروحانية مختلفة خلال هذه الأيام المميزة.
وورد عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يا أبا ذر، إذا صمت من الشهر ثلاثاً فصم ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة" (رواه الترمذي). وهذا الحديث يوضح بشكل مباشر أن الأيام البيض هي المرادة بالصيام المستحب.
الدعاء في الأيام البيض
كما يُستحب الإكثار من الدعاء في هذه الأيام المباركة، خصوصاً أثناء الصيام، إذ إن دعاء الصائم لا يُرد بإذن الله، كما جاء في الحديث الشريف: "ثلاث دعوات لا ترد: دعوة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر" (رواه البيهقي وحسنه الألباني). ومن الأدعية المستحبة في هذه الأيام:
اللهم اجعلنا من الصائمين القائمين الذين ترضى عنهم في الدنيا والآخرة.
اللهم اجعل هذه الأيام بداية خير لنا، واغفر ذنوبنا، ويسر أمورنا، وبارك لنا في أرزاقنا.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار.
اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت.
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعفُ عنا.
ويجدر بالمسلم في هذه الأيام أن يكثر من قراءة القرآن، والاستغفار، والصدقة، وصلة الأرحام، فكلها أعمال صالحة تُضاعف الأجور وتعظم الثواب.
كيفية الاستعداد لصيام الأيام البيض
من الجميل أن يستعد المسلم لصيام الأيام البيض بوضع نية مسبقة، والاطلاع على التواريخ الهجرية حتى لا تفوته، كما يُفضل تحضير وجبة سحور خفيفة لتعينه على الصيام، وأن يغتنم وقت النهار في الذكر والدعاء، وأن يبتعد عن المعاصي والغفلة حتى يكون صيامه كاملاً نافعًا له في دنياه وآخرته.
صيام الأيام البيض نافذة إيمانية يفتحها الله عز وجل لعباده في كل شهر، ليغتنموا من ورائها الأجر والثواب، وليُجددوا صلتهم به، ويُصفّوا قلوبهم من شوائب الحياة.
فما أجمل أن يكون للمرء عادة شهرية من الطاعات، يتقرب بها إلى ربه، ويحرص فيها على طهارة قلبه وصفاء روحه. فلنحرص على هذه الأيام، ولنجعل منها محطة للارتقاء الإيماني والتزكية الروحية، والله ولي التوفيق.