مؤمن الجندي يكتب: قلوب بلا أقنعة
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
في عالم يمتلئ بالصخب والمظاهر الخادعة، تظل النية الصادقة هي النور الخفي الذي يهدي الأرواح ويجمع القلوب.. سلامة النية ليست مجرد فضيلة، بل هي جوهر الإنسانية الذي يمنحنا القدرة على رؤية الجمال في الآخرين، والتواصل معهم بمحبة خالصة! التواضع مع كل من حولنا، مهما بلغنا من شأن أو مكانة، هو ما يجعلنا عظماء بحق، ويُضفي على حياتنا معنى أعمق وقيمة أبقى، فالحياة لا تُقاس بما نملكه، بل بما نقدمه للقلوب التي نعبرها، وكيف نترك فيها أثرًا من نور لا يزول.
تأخذنا الحياة في سباق مستمر، حيث يندفع الكثيرون خلف النجاح والمجد، غير مدركين أن القلب النقي والنية الصادقة هما الزاد الحقيقي الذي يظل خالدًا في ذاكرة الناس.. هنا، تتجلى لنا قصص تحمل في طياتها الدروس، مثل علاقة اللاعب محمود كهربا بشخصية رائعة ونفيسة مثل "أمح الدولي"، أحد أصحاب الهمم.
شاهدت فيديو يجمع كهربا وأمح، حيث ذهب الأول له بغرفته في المستشفى التي يعالج فيها ومعه "تورتة" وعدد من الأصدقاء للاحتفال بعيد ميلاد "أمح".. الحقيقة رأيت في هذه العلاقة البسيطة والملهمة معاني الإنسانية الخالصة، كهربا - برغم شهرته وبريق الأضواء من حوله - يحتضن "أمح" بحبٍ عفوي وروح نقية، لا فرق بين لاعب مشهور ورجل بسيط يحمل قلبًا كبيرًا!
من وجهة نظري، هذا التواضع يجسد رسالة أعمق من مجرد لقاء عابر أن العظمة الحقيقية تكمن في القدرة على التواصل مع القلوب بصدق وشفافية، بعيدًا عن مظاهر الحياة المادية.
عندما يظهر محمود كهربا إلى جانب "أمح الدولي"، تشعر وكأن العالم قد تلاشى، وحل مكانه فضاءٌ نقي يفيض بالمحبة والود.. في هذه اللحظات، يتحدث الصمت، وتبوح النظرات بكل ما يعجز اللسان عن قوله.. ترى كهربا يضحك مع "أمح"، يمازحه بحبٍ، ويحمله كأنه جزء من روحه. هنا، يظهر المعدن الحقيقي للإنسان، معدنه الذي لا تصقله الشهرة ولا يفسده المال.
سلامة النية هي المفتاح الذي يفتح أبواب القلوب"أمح" من جانبه ليس مجرد متلقٍ لهذه المشاعر؛ بل هو نبع من العطاء، يرد الحب بحب أكبر، ويجعل كل من حوله يشعر بقيمته، كما لو كان يحمل رسالة ربانية ليذكرنا بأن القلوب الطيبة كنز لا يُقدر بثمن.
سلامة النية ليست مجرد فضيلة، بل هي جوهر العلاقات البشرية.. النية الصافية تجعلنا نرى الجمال في أبسط الأمور، وتساعدنا على مدّ جسور المحبة مع الآخرين. عندما تكون النية خالصة، تتحول الحياة إلى مساحة من النور.
كهربا، برغم ما قد يواجهه كلاعب من تحديات وضغوط، لم يغفل عن أهمية أن يكون قدوة حقيقية في هذا الموقف! موقفه مع "أمح" يرسل رسالة للجميع لا يهم مدى نجاحك أو مكانتك، إذا لم تحمل في داخلك تواضعًا وحبًا للآخرين، فإن نجاحك ناقص.
مؤمن الجندي يكتب: بالونة مزدوجة مؤمن الجندي يكتب: إعدام حصانفي النهاية، كل يوم نعيشه في عالم يضج بالأنانية والمظاهر، نحن بحاجة لأن نتعلم من هذه العلاقة! فلنسعَ جميعًا إلى سلامة النية، ولنجعل قلوبنا مساحة مفتوحة للجميع.. وأنت، عزيزي القارئ، لا تنتظر أن تصبح نجمًا أو مشهورًا لتُظهر طيبتك.. كن بسيطًا وصادقًا في نواياك مع من حولك، وستجد أن العالم يبادلك حبًا بحب، وعطفًا بعطف.. سلامة النية هي المفتاح الذي يفتح أبواب القلوب، قلوب بلا أقنعة!
للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: كهربا محمود كهربا أمح الدولي الأهلي الدوري المصري الكرة المصرية مؤمن الجندی یکتب
إقرأ أيضاً:
بعد طول انتظار| زفاف نادية ويوسف في الـ80 يخطف القلوب
في مشهد إنساني مؤثر، اجتاحت قصة حب استثنائية مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، محققة تفاعلاً واسعاً وإعجاباً كبيراً بين المستخدمين. لم تكن هذه القصة عن شباب في مقتبل العمر، بل عن نادية ويوسف، سيدة ورجل تجاوزا السبعين، ليؤكدا معاً أن العمر ليس عائقاً أمام الحب ولا مانعاً لتحقيق الأحلام.
نادية ويوسف... قلب ينبض بالحياةنادية، سيدة مصرية تبلغ من العمر 79 عاماً، تعيش الحياة بإيمان راسخ بأن "العمر مجرد رقم". لم تسمح لتقادم السنوات أن يطفئ شعلة شبابها، بل تواصل تحدي الزمن بطاقتها وإيجابيتها. وهي لا تكتفي فقط بالتفكير الإيجابي، بل تنخرط فعلياً في الحياة: تشارك في بطولات السباحة، وتتابع دراستها الأكاديمية، وتؤمن أن الإنسان لا يجب أن يتوقف عن الحلم.
قررت نادية اتخاذ خطوة جديدة في مسار حياتها، فاختارت أن تتزوج من رفيق دربها وصديق عمرها يوسف، البالغ من العمر 81 عاماً. الزواج الذي وصفه الكثيرون بأنه "أجمل زفاف شهدته مواقع التواصل"، شكّل لحظة فرح وإنسانية لا تُنسى.
حفل زفاف استثنائي ومشاعر دافئةقصة الزواج لم تكن لتأخذ هذا الصدى لولا الصورة التي نشرها كريم، زوج ابنة نادية، عبر حسابه على فيسبوك، مرفقاً إياها بسرد مؤثر للحب الذي جمع العروسين. قال كريم في منشوره: "كان الحفل من أكثر حفلات الزفاف دفئاً التي حضرتها في حياتي". وأوضح أن الزوجين قررا قضاء شهر العسل، ثم العودة لاستكمال دراسة الماجستير والمشاركة في بطولات رياضية ضمن فئة "الماسترز".
هذه الخطوة الجريئة من نادية لم تمر مرور الكرام، بل لاقت تفاعلاً واسعاً على الإنترنت، حيث امتلأت التعليقات بالتهاني والدعوات بالسعادة، مع رسائل من رواد مواقع التواصل يعبرون فيها عن إعجابهم وإلهامهم بهذه القصة.
إلهام بلا حدودأصبحت نادية ويوسف رمزاً حقيقياً للأمل والشغف المتجدد بالحياة، ودليلاً حياً على أن الحب لا يعرف عمراً ولا يتقيد بزمان. قصتهما ألهمت آلاف الأشخاص الذين فقدوا الأمل أو ظنوا أن فرص السعادة والحب تذبل مع التقدم في السن.
الحياة تبدأ عندما نؤمن بهاقصة نادية ويوسف ليست فقط عن زواج في سن متقدمة، بل عن الإيمان بالحياة، والمضي قدماً دون الالتفات للعقبات العمرية أو الاجتماعية. لقد أثبتا أن القلب النابض قادر على كتابة فصول جديدة من الحب مهما تقادم الزمن. فالحياة، كما تقول نادية، لا تتوقف طالما ما زال في القلب نبض.