دار فوز: حاضنة الفكر الثوري والإبداع الأدبي
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
"نحنا ونحنا الشرف البازخ
دابي الكر شباب النيل"
خليل فرح
في عشرينيات القرن الماضي، بدأت الحركة التنويرية في السودان تتبلور، وسط مشهد ثقافي واجتماعي متغير أعقب سقوط دولة المهدية واستعادة السودان عام 1889. وفي هذا الزخم النضالي والثوري، برز خليل فرح كمغني وشاعرٍ وطني وثائر، لذلك عبّرت أعماله عن الوعي المتزايد بأهمية النضال ضد الظلم والاستعمار.
في حي المورده الامدرماني كانت دار السيدة فوز واحدة من أهم المنابر التي احتضنت هذا الفكر المتجدد. لم تكن مجرد مكانٍ للقاء المثقفين وصفوة المجتمع، بل أصبحت رمزًا للإبداع وحاضنة للنقاشات الثقافية والفكرية. هناك، بدأ خليل فرح في كتابة أشعاره الثورية، التي تناولت قضايا الوطن والحرية، وكان يعرضها على رواد الدار، مما جعلها مصدر إلهامٍ وميدانًا لتطوير أفكاره.
لعبت السيدة فوز دورًا مهمًا في دعم خليل فرح وتحفيزه. كانت تُدرك قيمة ما يقدمه من إبداع، وتسهم بكلماتها وتشجيعها في تعزيز ثقته بنفسه. كما كانت تُدير النقاشات داخل الدار بوعي وذكاء، مما خلق بيئة مثالية لنضوج الأفكار وتفاعلها.
لم تكن دار فوز مجرد مكانٍ لتبادل الآراء، بل أصبحت مركزًا ثقافيًا ساهم في صياغة ملامح مرحلة جديدة من الوعي السوداني، حيث التقت الإبداع مع النضال الوطني، فكانت شاهدًا على ميلاد أعمالٍ أدبية خالدة ما زالت تُلهم الأجيال حتى يومنا هذا.
في قيدومة علي المك سوف نحاول الاجابة على الاسئلة ادناه لكي نقترب اكثر من فريد عصره خليل فرح ان شاء الله..
1.السيدة فوز: من هي؟ وما الذي جعل دارها مميزة؟
2.خليل فرح: يمكن إضافة تفاصيل عن شخصيته وتأثيره الأدبي في الحركة الوطنية.
3.رواد الدار: من كانوا؟ وما طبيعة النقاشات التي دارت هناك؟
4.التأثير العام: كيف ساهمت تلك الجلسات في تشكيل الحركة التنويرية أو الوطنية بشكل أوسع؟..
عثمان يوسف خليل
osmanyousif1@icloud.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: خلیل فرح
إقرأ أيضاً:
ولي عهد أبوظبي يشهد الجلسة الرمضانية الثالثة لمجلس محمد بن زايد بعنوان” التسامح والتعايش في الفكر الإسلامي”
شهد سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، الجلسة الرمضانية الثالثة التي نظمها مجلس محمد بن زايد في موسمه الحالي، تحت عنوان “التسامح والتعايش في الفكر الإسلامي”.
تحدث خلال الجلسة ـ التي عقدت في مقر المجلس في جامع الشيخ زايد الكبير في أبوظبي ــ الدكتور شايع الوقيان باحث وكاتب من المملكة العربية السعودية متخصص في مجال الفلسفة والفكر الإنساني، حيث استهلها بتسليط الضوء على مفهوم التسامح بدءاً من جذوره في التراث الإسلامي، وتأثيره في المجتمعات عبر التاريخ، وصولاً إلى تأكيد الحاجة في الوقت الحاضر إلى تعزيز قيمة التسامح واستدامتها كونها وسيلة لتحقيق التعايش المنشود.
وتناولت الجلسة أهمية التسامح بوصفه ركيزة أساسية للتنمية وتعزيز السلم الاجتماعي..إضافة إلى كون المجتمعات التي تنتهج سياسات قائمة على التسامح والاندماج والتعددية الثقافية تتمتع بقدرة أكبر على تحقيق الازدهار والاستقرار.
وشدد المتحدث على أن التسامح ليس مجرد فضيلة أخلاقية بل ضرورة إستراتيجية لتعزيز الاستقرار والتنمية في المجتمعات .. وتناول التسامح بكونه مفهوماً أخلاقياً في التراث العربي الديني والعلمي والفلسفي.
وقال إن التسامح يقوم على أربعة أركان رئيسية وهي، إفساح المجال للآخرين بما يتيحه من تعدد الأصوات والآراء والاعتراف بالاختلاف كونه حقيقة إنسانية طبيعية بجانب الإيمان بالتنوع بوصفه عامل إثراء للمجتمع وأن التعايش المشترك غاية للتسامح.
وأكد أن الإسلام رسخ مبادئ التسامح والتعايش عبر مفهوم الكرامة الإنسانية التي تشكل أساس الاحترام المتبادل بين الأفراد والمجتمعات.
وأشار إلى التسامح في الفكر الإسلامي القديم وأهمية مبادئه في تعزيز التعاون والاحترام المتبادل بين الناس ومدى إسهام هذه القيمة في بناء مجتمعات متماسكة وقوية.
وتطرق الباحث إلى أهم مبادئ التسامح، ومنها الإحسان الذي يدعو إلى التعاون ومعاملة الآخرين بالحسنى، بجانب الإيمان بالتنوع والاختلاف الذي يسهم في تطور المجتمع واستقراره، إضافة إلى مبدأ التواصل الحضاري والاستفادة من تجارب الآخرين والتفاعل مع الثقافات المختلفة، فضلاً عن العفو والتجاوز عن الأخطاء كونها جزءاً من الطبيعة البشرية ومبدأ المساواة الذي يضمن حقوقاً متساوية لجميع البشر، مشدداً على أن القيمة الإنسانية لا تتحدد بالمعتقدات أو الأعراق، بل بما يقدمه الفرد من خير إلى مجتمعه والبشرية.
وشارك في الجلسة الدكتور مشهد العلاف أستاذ مشارك في كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الشارقة، والدكتورة فاطمة الدهماني رئيسة قسم التسامح والتعايش في جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، واللذان تحدثا عن دور المؤسسات التعليمية ووسائل الإعلام والمنصات الرقمية والشباب في غرس ثقافة التسامح، بجانب أهمية الفنون في التواصل ونشر التسامح والتعايش لما لها من دور وتأثير في تقديم المشتركات التي تجمع بين البشر جميعاً .. فيما أدار الجلسة أحمد اليماحي مقدم برامج في شبكة أبوظبي للإعلام.
وستبث الجلسة يوم غد السبت 22 مارس في الساعة الخامسة مساءً على تلفزيون أبوظبي وقناة مجلس محمد بن زايد على اليوتيوب.