بوابة الفجر:
2025-02-20@23:23:44 GMT

مؤمن الجندي يكتب: الحقونا

تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT

في ليلة هادئة، تحت سماء يملؤها الدعاء والأمل، وقف رجل بين جموع الحجيج في الحرم المكي، حيث تعلو الأصوات بالتكبير والتهليل، وحيث تلتقي القلوب على الطهارة والخشوع.. لكنه، وسط تلك الروحانيات، رفع يديه إلى السماء ليسأل الله.. لا بالرزق ولا بالعفو، بل بالدعاء على لاعب كرة قدم في الفريق المنافس لناديه!

مؤمن الجندي يكتب: الرحلة الأخيرة مؤمن الجندي يكتب: بالونة مزدوجة مؤمن الجندي يكتب: وصفة للفوضى مؤمن الجندي يكتب: حين تتلاشى الألوان

كانت لحظة لا تصدق، أشبه بمشهد سريالي ينتمي إلى رواية خيالية لا إلى واقع نعيشه! هنا، في أقدس بقاع الأرض، حيث تتجرد الأرواح من أحقادها، وُلدت كلمات حارقة تعكس ثقافة مشوهة تجاوزت حدود الملاعب لتتغلغل في القيم والأخلاق.

 

توقفت أمام هذا المشهد مذهولًا: ألهذا الحد بلغ الهوس؟ ألهذا الحد استبد التعصب بالعقول حتى استباح قدسية المكان وأفسد قدسية الروح؟ دعوات لا تنم عن روح رياضية أو حتى إنسانية! وبدأت أسأل نفسي متى وصلنا إلى هذه النقطة؟ كيف يمكن أن تتحول الحماسة الرياضية إلى نيران تحرق الأخلاق قبل أن تصيب الآخرين؟

الرياضة التي كنا نراها مساحة للتنافس الشريف وروح الجماعة، تحولت في بعض الأوساط إلى حرب خفية، وقودها المشجعون، وسلاحها السخرية، وميادينها المدرجات والشاشات.. إنه عالم يزداد ظلامًا، حيث تنقلب الموازين، وتتوه المعاني، وتضيع المبادئ في زحام الهتافات.

وعلى الجانب الآخر، يتحول بعض المشجعين إلى قنابل موقوتة، يترقبون أقل شرارة لإشعال فتنة، معتقدين أن قصف الجبهات والسخرية من المنافسين هي السلاح الأمثل لإظهار الانتماء لناديهم! في ظل غياب الوعي، يصبح الهتاف في المدرجات أقرب إلى معركة، والشاشة الصغيرة منصة لتصفية الحسابات.

هل من حل؟

من وجهة نظري، الإعلام الرياضي يلعب الإعلام دورًا مزدوجًا؛ فمن جهة، يُسلط الضوء على الجوانب الإيجابية للرياضة، لكنه من جهة أخرى، قد يسهم في تأجيج التعصب من خلال التحليلات المتحيزة أو إثارة القضايا الجدلية بلا وعي.

وأرى أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت منصة لتعزيز السخرية من المنافسين ونشر الكراهية في شكل تعليقات ومقاطع فيديو تسخر بلا حدود، مما يُغذي العداء بين الجماهير، في ظل غياب القوانين الرادعة وضعف الرقابة والعقوبات على السلوكيات المسيئة في الملاعب أو خارجها، مما يمنح الفرصة لاستمرار هذه الممارسات.

على وزارة الرياضة وكافة الأطراف المعنية التدخل فورًا، ليس فقط لمعالجة الظاهرة، بل لاقتلاع جذورها، يجب وضع خطة شاملة تتضمن من وجهة نظري:

1. إطلاق حملات توعية مواكبة: نشر ثقافة الروح الرياضية عبر وسائل الإعلام والمدارس والجامعات.

2. عقوبات صارمة: فرض غرامات أو عقوبات رياضية على الأندية التي تسمح لجماهيرها أو لاعبيها بتجاوز حدود الأخلاق.

3. برامج تأهيلية للاعبين: تدريب اللاعبين على التعامل مع الضغوط والجماهير بأسلوب لائق، وتحفيزهم ليكونوا قدوة للجماهير.

4. تنظيم دورات للمشجعين: تخصيص ورش عمل تُعلم الجماهير أهمية التشجيع الإيجابي وأثره على فريقهم ومجتمعهم.

سأقولها وأتمنى أن نتحرك، لا بد أن يحاول كل مسؤول في موقعه العمل مباشرة على الأزمة  قبل أن تقضي علينا جميعًا ولا ننس مجزرة بورسعيد! فالرياضة هي مرآة للمجتمع، وإذا استمر التعصب في الهيمنة، فإن الخطر لن يقتصر على الملاعب فقط، بل سيؤثر على النسيج الاجتماعي ككل.. لذلك، لا بد من وقفة جادة وشجاعة لإعادة ضبط البوصلة، حتى لا نستيقظ يومًا على كارثة مميتة سببها مباراة كرة قدم.

في النهاية، يبقى السؤال مطروحًا هل يمكننا أن نعيد للرياضة وجهها النبيل، أم أننا سنظل رهائن للتعصب الذي يهدد بتدمير كل ما هو جميل وسط مسؤولين ودن من طين والثانية من عجين؟ الحقونا!

للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: جماهير الأهلي جماهير الزمالك وزارة الشباب والرياضة الاتحاد المصرى لكرة القدم امام عاشور مؤمن الجندی یکتب

إقرأ أيضاً:

رودري يكشف تفاصيل تعافيه من إصابة الصليبي: أعود أقوى من أي وقت مضى

أكد رودري، نجم خط وسط مانشستر سيتي، تحسن حالته البدنية مع استمرار عملية تعافيه من الإصابة التي تعرض لها في بداية الموسم، مشيرًا إلى أنه لا يشعر بأي مشكلات في الركبة، لكنه يركز حاليًا على استعادة قوته العضلية استعدادًا للعودة إلى الملاعب.  

تفاصيل الإصابة ومرحلة العلاج

تعرض رودري لإصابة قوية بقطع في الرباط الصليبي للركبة خلال مواجهة فريقه أمام آرسنال، التي انتهت بالتعادل (2-2) في سبتمبر الماضي، ما أجبره على الابتعاد عن الملاعب لفترة طويلة. ومنذ ذلك الحين، خضع لبرنامج علاجي مكثف لاستعادة جاهزيته.  

رسائل طمأنة لجماهير السيتي

في تصريحات نقلها الموقع الرسمي لمانشستر سيتي، تحدث رودري عن تطورات تعافيه، قائلًا: "أشعر أنني في حالة جيدة للغاية، ولا أعاني من أي عدم استقرار في الركبة الأهم بالنسبة لي الآن هو استعادة القوة في عضلات الفخذ الرباعية، فهذا هو المفتاح الأساسي للعودة بقوة".

وأضاف: "هناك دائمًا فجوة بين ما يفكر فيه العقل وما يستطيع الجسد تنفيذه، لذلك أعمل على إعادة التوازن بينهما، وأشعر أنني أحقق تقدمًا جيدًا في هذا الجانب".  

استغلال فترة الغياب بشكل إيجابي

 وأوضح رودري أنه يحاول الاستفادة من هذه الفترة بشكل إيجابي، قائلًا: "أحاول أن أكون إيجابيًا خلال هذه المرحلة، وأستغل الوقت في القيام بأشياء لم أعتد عليها من قبل، مثل السفر إلى الولايات المتحدة".

وأضاف: "أقضي وقتًا مع عائلتي وأعمل على تطوير أجزاء مختلفة من جسدي، وأعد الجماهير بأنني سأعود أقوى من أي وقت مضى".  

موعد العودة المحتمل

لم يحدد رودري موعدًا دقيقًا لعودته إلى الملاعب، لكن إشاراته الإيجابية حول تعافيه قد تكون مؤشرًا على اقتراب لحظة مشاركته مجددًا مع كتيبة بيب جوارديولا، التي تفتقد بشدة لخدماته في وسط الملعب.

مقالات مشابهة

  • عباس شومان: الأزهر يبذل جهودا لإرساء مبدأ المواطنة ونبذ التعصب المذهبي
  • وزير الأوقاف: التعصب الداء الأكبر.. ولا استعلاء في الإسلام
  • أرسنال يعلن غياب لاعبه حتى نهاية عام 2025
  • مراسلون بلا حدود: ليبيا في المرتبة 143 في مؤشر حرية الصحافة
  • ديوان شعري ومسبحة.. شخصية دينية تتسلم أغراضًا لنصرالله كهدية (صورة)
  • إدراج اسم البطل العسكرى نبيل الوقاد أول شهداء حرب اليمن بمشروع حكاية شارع
  • جاهزية المرافق والملاعب بالدورة
  • بيبرس لأئمة وباحثي ألمانيا: التعصب والجهل أهم أسباب فوضى الفتوى الإلكترونية
  • "الرياضة التونسية" تواجه مثيري الشغب
  • رودري يكشف تفاصيل تعافيه من إصابة الصليبي: أعود أقوى من أي وقت مضى