13 يناير خلال 9 أعوام.. 52 شهيداً وجريحاً في جرائم حرب ضد الإنسانية بغارات العدوان السعودي الأمريكي على اليمن
تاريخ النشر: 14th, January 2025 GMT
يمانيون../
تعمد العدوانُ السعوديّ الأمريكي، في اليوم الثالث عشر من يناير خلالَ الأعوام: 2016م، و2017م، و2018، و2022م، ارتكابَ جرائم الحرب، والإبادة الجماعية، بغاراتِه الوحشيةِ، وقنابله العنقودية، على المدنيين والأعيان المدنية في مناطق متفرقة بمحافظات، صنعاء، وصعدة، وتعز، والحديدة وعمران.
ما أسفر 22شهيداً و30 جريحاً، غالبيتهم أطفال ونساء، وبينهم جريمة اغتيال مرتزقة العدوان للمحامي فيصل الأسدي، وتدمير للمنازل، ومستشفى 48، ومحلات تجارية، وسوق واستراحة، ومدارس، وروضة الشهداء، والطريق العام، ومخزن كتب مدرسية، وورش، ومعدات زراعية، ومزارع، وتلويث البيئة وتفخيخ الحياة، بالأسلحة المحرمة دولياً، وحرمان مئات الأسر من ممتلكاتها ومآويها، ومصادر دخلها، واستهداف للسكينة العامة، وحقوق الأجيال في التعلم والحياة، ومضاعفة المعاناة بحق المدنيين الأبرياء.
وفيما يلي أبرز التفاصيل:
13 يناير 2016.. 7 شهداء وجرحى من أسرة واحدة في جريمة حرب لغارات العدوان على منزل القملي بعمران:
في الثالث عشر من يناير، 2016م، أضاف العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب، ومجزرة وحشية، بغاراتها على أسرة المواطن محسن صالح القملي، تحت سقف منزلها، في مديرية حوث، بمحافظة عمران، أسفرت عن شهيدين، و5 جرحى، جلهم أطفال ونساء، وتحويل المنزل إلى مقبرة جماعية، وكومة من الدمار والخراب والدماء والأشلاء، والدخان والغبار، وترويع الأهالي، وأضرار في المنازل والممتلكات المجاورة.
في تلك الليلة المشؤومة، كان أفراد أسرة القملي يرتبون فرش نومهم، بعد عناء يوم من العمل والتعلم، وتربية الأطفال، فيما كان طيران العدوان يحوم في سماء عمران منذ أول الليل عله يجد له أي هدف مدني كالعادة، فيما الأسرة تعيش لحظاتها اليومية ببساطة، الأطفال يلعبون، والآباء يشاركون في أحاديث عائلية دافئة، فجأة، ضربت الغارات المتتالية المنزل، ودمرته على ساكنيه، ونفثت جدرانه وسقوفه وأحجاره في كل اتجاه، وتساعدت سحب الدخان ونيران اللهب، الغبار الكثيف يملأ المكان، والصراخ يصدح في الأجواء، عندما تلاشى الدخان، ظهرت الصورة المأساوية، منزل مدمر، وأحلام متناثرة، وأرواح بريئة قد فارقت حياة معيلها وزوجته، وبقي الأطفال جرحى ويتامى، يعانون مرارة الحياة، وفقد أبويهم”.
هرع الأهالي لإسعاف الجرحى وانتشال جثث الشهداء، ولكن العدوان لا يزال يتربص بهم ليستهدفهم مجدداً بغارة خامسة، أخرت الإنقاذ، وأرعبت الجموع، وزادت الجريمة وحشية إلى وحشيتها.
شهيدان من الأسرة، هما محسن القملي وزوجته، و5 جرحى آخرون، بينهم أطفال ونساء، ومسعفون، يتألمون في المستشفى، جيران المنزل يهرعون للمساعدة، والنزوح في آن واحد، وتهدئة الأطفال المصابين بالصدمة، المشهد مؤلم، يبعث على الحزن والأسى، ويجسد وحشية الحرب التي لا تميز بين كبير وصغير.
يقول أحد أقارب الأسرة: “من وقت المغرب وطيران العدوان يحوم في سماء عمران، وبعد ساعات ما سمعت إلا بالغارات على المنزل، بشكل متتابع أربع غارات، وما لقيت الأطفال والنساء إلى جوار منازل الجيران والأحجار تفرقن في كل اتجاه، ومحسن كان مدفون في التراب إلى منتصف جسده، ونحن نخرجه وجت الغارة الخامسة وما دريت بنفسي إلا بين الدمار، واستشهدت كريمتي وزوجها، وجرح بقية أفراد الأسرة أطفال والنساء، أبرياء لا ذنب لهم، ما عمل هذا المواطن تاجر يطلب الله على رزق عياله في محلاته”.
مأساة أسرة القملي ليست سوى نموذج واحد من آلاف القصص المأساوية التي ينتجها العدوان السعودي الأمريكي، في كل يوم، تسقط قنابل على منازل الأبرياء، وتحصد أرواحاً غالية، هذا الاستهداف المتعمد جريمة حرب وإبادة جماعية بحق الإنسانية، تضاف إلى سجل جرائم العدوان، وتكشف عن الوجه القبيح لمرتكبيها، وتطالب المجتمع الدولي بالتحرك لمحاسبتهم وتقديمهم للعدالة.
13 يناير 2016.. طيران العدوان يدمر منازل ومزارع المواطنين في صعدة:
وفي اليوم والعام ذاته، سجل العدوان السعودي الأمريكي، جريمة حرب إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني، مستهدفاً منازل ومزارع المواطنين في منطقة معبار بمديرية مجز، محافظة صعدة بغاراته الوحشية المباشرة، أسفرت عن دمار واسع وخسائر في الممتلكات، وترويع الأهالي، وموجهة نزوح نحو المجهول، ومضاعفة المعاناة.
غارات العدوان حول حياة الأبرياء في قرية معبار، إلى جحيم، دمرت منازلهم وحقولهم، وزرعت الرعب في القلوب، في الوقت الذي كانوا يعيشون حياتهم البسيطة، ويزرعون أراضيهم، ويبنون بيوتهم، ويربون أطفالهم، لكن في لحظة، تغير كل شي، دوت الانفجارات، وارتفعت أعمدة الدخان، وانهارت المنازل، وتحولت الحقول الخضراء إلى رماد.
قصص مأساوية لا تُنسى خرجت من بين أنقاض المنازل المدمرة، عائلات فقدت مأواها، ومزارعون فقدوا مصدر رزقهم، وأطفال فقدوا ألعابهم وذكريات طفولتهم، المشهد مؤلم، يبعث على الحزن والأسى، ويجسد وحشية العدوان، وجرائمه المستمرة بحق المدنيين، دون أن تميز بين كبير وصغير.
يقول أحد المزارعين: “نحن مواطنين عاديين ضربونا نصف الليل ما ذنبنا، أفقرونا ما معنا وين نرقد، والحمد لله على كل حال، المنزل والمزرعة كل شيء تدمر، ونحن محرومين من الكهرباء والمياه والطرقات، وجاء العدوان يوفي ويدمر مآوينا ويدمرها فوقنا، إذا العدوان فيه شجاعة يواجه في الجبهات، 3 مزارع و2منازل دمرت، ولو يقصف بكل أسلحة العالم ما نخضع”.
جريمة العدوان في معبار ليست الأولى، ولن تكون الأخيرة، كل يوم، تستهدف طائرات العدوان المدنيين الأبرياء، تدمر منازلهم، وتقتل أحلامهم، هذه الجرائم لن تسقط بالتقادم، وسوف يحاسب مرتكبوها عاجلاً أم آجلاً.
13 يناير 2016.. العدوان يغتال المحامي الأسدي بمعين وغاراته تستهدف بني الحارث بصنعاء:
وفي اليوم والعام ذاته، حلق طيران العدوان على سماء مديرية بني الحارث، بالتزامن مع تحرك خلاياها في مديرية معين، لتغتال المحامي فيصل الأسدي، في حي الرقاص، وتدمر منازل وممتلكات المواطنين في منطقة العذرة بصاروخين أحدهما لم ينفجر، في جريمتي حرب جديدتين تضاف إلى سجل جرائمه بحق الشعب اليمني.
بني الحارث: غارات تقصف منطقة عذرة
سماء بني الحارث تشتعل، في منطقة بيت العذري، بمديرية بني الحارث، هزت انفجارات عنيفة المكان، بعد أن استهدف طيران العدوان المنطقة بصاروخين، لم ينفجر أحد الصواريخ، مما زاد من الرعب والخوف في نفوس الأهالي، هذه الجريمة البشعة تضاف إلى سجل طويل من الجرائم التي ارتكبها العدوان بحق المدنيين الأبرياء، مستهدفاً منازلهم ومزارعهم وممتلكاتهم.
يقول أحد الأهالي : “العدوان استهدف القرية بصاروخين وما فيها أي سبب يدعي للاستهداف، لا معسكرات ولا مباني حكومية ولا شيء، فيها مواطنون فقراء، قاصدين الله بعد أحوالهم، وفي صاروخ لم ينفجر بعد، والأهالي خائفون لو ينفجر بين الأطفال والنساء، وهذا عدوان غاشم، ولكنه لا يثنينا عن الاستمرار في الصمود، والحمد لله رب العالمين على المؤمنين حجاب، ومهما ضربونا فهم الخاسرون”.
معين: جريمة اغتيال المحامي فيصل الأسدي من قِبَل مرتزقة العدوان
وفي نفس اليوم، وفي حي الرقاص بمديرية معين، اغتيل المحامي الحقوقي فيصل الأسدي على يد مرتزقة العدوان، هذه الجريمة النكراء تكشف عن حجم الانتهاكات التي ترتكبها العدوان، وخلاياه، وعملائه في الداخل، والتي تستهدف كل من يقف في وجه الظلم والاستكبار، والدفاع عن شعبه ووطنه بالكلمة والقول والحرف، من أجل الحرية والاستقلال.
تسببت الجريمة بتداعيات خطيرة، على المستوى الأمني، وبات الناس يخافون على حياتهم من الاغتيالات، في محاولة للنيل من قدرات الأجهزة الأمنية في العاصمة صنعاء، وخدمة لقوى العدوان.
يقول أحد أصدقاء المحامي: “كنا داخل سوق قات الرقاص، خرجنا أنا وهو وكان فوق السيارة، وجاء اثنين فوق متر، أطلقوا عليه النار مباشرة، وحاولنا نلحقهم ما قدرنا، لحقهم أحد أصحابنا وضاعوا عليه”.
أحد الأطباء في المستشفى للاستشاري اليمني بصنعاء يقول: “وصلت حالة المحامي الساعة الثامنة والنصف صباحاً، وعاده على قيد الحياة، وكانت الطلقة في القلب في الجهة اليسرى، وهي نافذة إلى الجهة الأخرى، والمريض كان في طور النزاع، ونحن حاولنا أن نعمل له إنعاش قلبي ورئوي في العناية المركزية لمدة ساعة أو ساعتين، لكن الضربة أصابت القلب مباشرة، وكانت الحالة خارج السيطرة”.
الربط بين الجريمتين: يجمع بين هاتين الجريمتين خيط واحد، وهو العدوان الأمريكي السعودي، فمن جهة، نرى الطيران الحربي يقصف المدنيين من السماء، ومن جهة أخرى، نرى عناصر العدوان على الأرض ترتكب جرائم الاغتيال، هذا يدل على أن العدوان يعمل بشكل منهجي ومتكامل لتدمير اليمن وقتل أبنائه.
13 يناير 2017.. 38 شهيداً وجريحاً في جريمتي حرب بغارات العدوان على المدنيين والأعيان المدنية بتعز:
وفي اليوم ذاته من العام 2017م، أضاف العدوان السعودي الإماراتي، الأمريكي، إلى سجل جرائمه جريمة جديدة بحق الشعب اليمني، مستهدفاً بغاراته الجوية الغادرة، استراحة مسافرين وناقلة وقود في سوق الربيعي بمديرية التعزية، مخلفاً دماراً هائلاً ووقوع 17 شهيداً و13 جريحاً.
التعزية: مجزرة سوق الربيعي
كان سوق الربيعي، كغيره من الأسواق الشعبية في اليمن، مكاناً للحياة والنشاط، فيه يتلاقى البائعون والمشترون، ويتبادلون أطراف الحديث، ويقضون وقتاً ممتعاً، ولكن في ذلك اليوم المشؤوم، تحول السوق إلى ساحة حرب، حيث حصدت غارات العدوان أرواح الأبرياء ودمرت ممتلكاتهم.
استراحة المسافرين، التي كانت ملاذاً للراحة، تحولت إلى كومة من الأنقاض، والناقلة التي كانت توفر الوقود اللازم لحياة الناس، انفجرت مخلفة حريقاً هائلاً دمر كل ما حوله، لم يفرق القصف بين كبير وصغير، ولا بين رجل وامرأة، ولا بين تاجر وزائر.
يقول أحد المسعفين: “هذه أنقاض الاستراحة الشعبية وهذه جثث وأشلاء مواطنين مقاوتة وأصحاب مترات ودبابات، وعمال، وهي لوكندة بسيطة، استهدفت بـ 5 غارات الساعة التاسعة مساءً، وهذه جثة محترقة، وهذه قاطرة محملة بمادة الديزل احترقت، كان الناس نائمين، لا ذنب لهم فاستهدفهم العدوان بغاراته الوحشية، ودمر حياتهم وحياة أسرهم ودمر الممتلكات”.
مشاهد الجثث المتفحمة والمقطعة والدماء المسفوكة، والدمار والنيران من كل مكان، والسيارات والمحلات والدراجات النارية، كلها تحولت إلى رماد، تعكس مستوى الإجرام السعودي الأمريكي، وإبادته وجرائم حربه بحق الشعب اليمني، ومدى التواطؤ الأممي والدولي عن هذه الجرائم.
استمرت علمية انتشال الجثث وتجميع الأشلاء، وإسعاف الجرحى لليوم الثاني على التوالي، في مشاهد تقشعر لها الأبدان، وبدأ أهالي التعزية في تشييع الشهداء، وإقامة العزاء في عدد من المناطق التي خيم عليها الحزن العميق، واحتزم الرجال جعبهم وبنادقهم، وتوجه الشباب إلى معسكرات التدريب والتأهيل للحاق بالجيش اليمني في معركة التصدي للعدوان، وباتت عيون الأطفال والنساء تذرف الدموع، وسط معاناة متضاعفة، أفقدت العديد من الأسر معيلها، ومصادر عيشها.
استهداف المدنيين والأعيان المدنية جريمة حرب متكلمة الأركان، تضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليات قانونية وإنسانية وأخلاقية، والتنصل عن القيام بها، مشاركة في ارتكاب الجرائم، وعامل مشجع على استمرار العدوان والحصار والإبادة الجماعية وجرائم الحرب بحق الإنسانية في اليمن.
المخاء: مجزرة جديدة
في نفس اليوم الذي شهد فيه سوق الربيعي مجزرة مروعة، ارتكب طيران العدوان جريمة أخرى بحق المدنيين في مديرية المخاء، حيث استهدف مطعماً شعبياً، مخلفاً شهيدين و6 جرحى.
كان المقهى كغيره من المقاهي الشعبية مكاناً للتجمع والحديث، فيه يجتمع المسافرون والمغتربون عن أهلهم، الأصدقاء والأقارب، ويتناولون وجباتهم، ويستمتعون بوقتهم، ولكن في لحظة تحول هذا المكان الآمن إلى ساحة حرب، من طرف واحد، حيث حصدت غارة جوية سعودي أمريكية أرواح الأبرياء.
الضحايا كانوا من المدنيين العزل، الذين لم يشكلوا أي تهديد على أحد، كانوا يمارسون حياتهم اليومية، حتى باغتهم الموت من السماء، هذه الجريمة البشعة تكشف عن وحشية العدوان، الذي لا يترك مكاناً آمناً للمدنيين.
يقول صاحب المقهى وهي يبكي ويبحث عن جثة ابنه محمد تحت الدمار: “يا الله يا رب ابني محمد، يا غارتاه، فيدعوه أحد المسعفين: ها هو محمد ميت، وهذه جثته، فيهرع إليه ويحتضن جثته، في مشهد إنساني يدمي القلوب، وفي لحظة أب يودع فلذة كبده”.
13 يناير 2017.. القنابل العنقودية تسفك الدماء وتزرع الخراب في بركان صعدة:
في جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائم الحرب التي يرتكبها العدوان السعودي الأمريكي بحق الشعب اليمني، استهدف طيران العدوان يوم 13 يناير 2017 م، منطقة بركان بمديرية رازح الحدودية في محافظة صعدة بخمس غارات جوية، شملت استخدام القنابل العنقودية المحرمة دولياً، هذه الجريمة البشعة كشفت عن مدى استهتار قوى العدوان بحياة المدنيين الأبرياء والقوانين الدولية الإنسانية.
ضرب العدوان للمنطقة بـ 5 غارات عنقودية، لم يكن استهداف منطقة بركان بالصدفة، بل يأتي في سياق حملة ممنهجة تستهدف المدنيين والبنية التحتية في اليمن، فالقنابل العنقودية التي تتفجر إلى مئات الشظايا الصغيرة، تقتل وتشوه عشوائياً، ولا تميز بين المدنيين والمقاتلين، وتظل غالبيتها موقوتة التفجير، بالأطفال الذاهبين إلى مدارسهم ومراعيهم، والفلاحين والعمال الذاهبين إلى مزارعهم، والعائدين إلى منازلهم.
وأسفرت الغارات عن عدد من الجرحى بينهم أطفال، وتدمير مساحات واسعة من الأراضي الزراعية، وتخريب الممتلكات الخاصة والعامة، هذا التدمير الشامل يهدد الأمن الغذائي للسكان، ويحرمهم من مصدر رزقهم الأساسي.
ويعد استخدام القنابل العنقودية، انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، والقوانين والأعراف الدولية لحقوق الإنسان، فاتفاقية حظر استخدام القنابل العنقودية، التي وقعت عليها العديد من الدول، تحظر إنتاج وتخزين واستخدام ونقل هذه الأسلحة الخطيرة، فكيف باستهداف القرى المزارع والمنازل بها.
ويترك استخدام القنابل العنقودية آثاراً إنسانية كارثية، تؤدي إلى عشرات الشهداء والجرحى، ونفوق المواشي، وتلغيم المزارع، وتقييد الحركة، وتشريد العائلات، وتلوث البيئة، وتهديد حياة الأجيال القادمة.
يقول أحد شهود العيان: “هذه القنابل العنقودية بين المزرعة كي نتعامل معها منها ما انفجر ومنها ما لم ينفجر، أقترب طفل ووالده من قنبلة فانفجرت بهما، هذه جرائم بحق الإنسانية، وهذا سلاح محرم يقتلونا به”.
ويشير القانون الدولي الإنساني إلى أن الحروب يجب أن تخاض وفق قواعد محددة تحمي المدنيين والبنية التحتية المدنية، كما يحظر القانون الدولي استخدام الأسلحة التي تسبب أضراراً عشوائية واسعة النطاق.
إن استهداف منطقة بركان بالقنابل العنقودية هو جريمة حرب لا يمكن السكوت عنها، يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته، وأن يضغط على قوى العدوان لوقف انتهاكاتها الجسيمة للقانون الدولي الإنساني، كما يجب على المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان أن تتخذ إجراءات عاجلة لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.
13 يناير 2017.. العدوان يدمر مركز أبو منصور للمعدات الزراعية في ضربة موجعة للأمن الغذائي بالحديدة:
في جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائم العدوان الأمريكي السعودي بحق الشعب اليمني، استهدف طيران العدوان يوم 13 يناير 2017 م، مركز أبو منصور للمعدات الزراعية بمديرية الضحي في محافظة الحديدة، هذا الاستهداف المباشر لقطاع الزراعة يمثل ضربة موجعة للأمن الغذائي في المحافظة، ويؤكد استمرار العدوان في استهداف المدنيين والبنية التحتية الحيوية.
لم يكن استهداف مركز أبو منصور حادثاً عارضاً، بل يأتي في إطار حملة ممنهجة تستهدف القطاع الزراعي في اليمن. فمنذ بداية العدوان، تعرضت المزارع والحقول والمخازن الزراعية للقصف المتكرر، ما أدى إلى تدمير مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وتشريد المزارعين.
أسفرت غارة العدوان على مركز أبو منصور عن خسائر فادحة في المعدات الزراعية والمباني، ما أدى إلى تعطيل عمل المركز وتوقف تقديم الخدمات للمزارعين، هذا يعني أن المزارعين سيواجهون صعوبات كبيرة في زراعة أراضيهم وحصاد محاصيلهم، مما سيؤدي إلى نقص في الإنتاج الزراعي وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
شهادات المواطنين، تحدث عدد من المزارعين عن حجم الدمار الذي خلفته الغارة، مؤكدين أن هذا الاستهداف يهدف إلى تجويع الشعب اليمني وحرمانه من أبسط مقومات الحياة، قال أحد المزارعين: “لقد دمر العدوان مصدر رزقنا الوحيد، وكيف سنعيل أسرنا بعد الآن؟” وأضاف مزارع آخر: “هذا المركز كان يقدم لنا كل ما نحتاجه من أدوات ومعدات زراعية، والآن أصبحنا بلا شيء”.
تداعيات هذا الاستهداف تتجاوز الخسائر المادية، لتشمل أبعاداً إنسانية وخيمة، فالتضرر من القطاع الزراعي يعني تفاقم أزمة الغذاء في اليمن، وزيادة معاناة ملايين اليمنيين الذين يعانون بالفعل من سوء التغذية والجوع.
يقول أحد الأهالي: “هذه مخرطة وورشة تبع المواطنين، وصاحبها غلبان، وهذا ظلم، وهذا قطع غيار للمعدات الزراعية، وهو مركز لقطع غيار المعدات الزراعية، أنا أعمل فيها لا يوجد فيها سلاح ولا شيء، والحمد لله اليوم جمعة ما في أحد مداوم، ولو كنا مداومين لرحنا ضحية لهذه الغارات”.
إن استهداف مركز أبو منصور للمعدات الزراعية جريمة حرب جديدة تضاف إلى سجل جرائم العدوان الأمريكي السعودي، وهذا الاستهداف الممنهج للقطاع الزراعي يهدف إلى تدمير البنية التحتية اليمنية وتجويع الشعب اليمني، يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته، وندعو كافة المنظمات الدولية والإنسانية إلى التنديد بهذه الجريمة، وتقديم الدعم اللازم للمزارعين المتضررين من العدوان.
13 يناير 2018.. تدمير روضة الشهداء ومدرسة والطريق العام بغارات العدوان على صعدة:
في استمرار لجرائمه البشعة، ارتكب طيران العدوان الأمريكي السعودي، في يوم 13 يناير 2018م، سلسلة من الغارات الجوية على محافظة صعدة، مستهدفاً هذه المرة منشآت مدنية حيوية ومواقع مدنية آمنة، مما يؤكد استهدافه الممنهج للمدنيين والبنية التحتية في اليمن.
الصفراء: استهداف روضة الشهداء ومدرسة حمزة
استهدف طائرات العدوان بغاراته الجوية روضة الشهداء ومدرسة حمزة ومخزناً للكتب المدرسية، بمنطقة الحمزات بمديرية الصفراء، أسفرت عن تدمير جزء كبير من روضة الشهداء، وتدمير المدرسة، ومحتوياتها، وتلف آلاف الكتب المدرسية، هذه الجريمة البشعة تكشف عن حقد العدوان على التعليم والمعرفة، وعن سعيهم إلى حرمان أطفال اليمن من حقهم في التعليم.
روضة الشهداء حولتها غارات العدوان إلى حفرة عملاقة ونثرت وأضاعت جثامين ومراقد الشهداء ومعالمهم، وباتت عظامهم مختلطة بالتراب والشظايا ووزعتها الغارات في كل اتجاه، في مشهد صادم، يعبر عن مدى حقد العدوان على هؤلاء الشهداء، حتى وهم في مراقدهم تحت التراب”.
أهالي وذوي الشهداء في هذه الروضة تحركوا لتفقد أباءهم وأخواهم وأبنائهم، وأقرابهم الشهداء، وتفقد ما بقي وما تدمر بهذه الغارات الوحشية.
يقول أحد الأهالي من فوق الروضة: “هذا عمل لا يرضي الله ولا رسوله، هذا عمل سلمان الملعون لعنه الله إلى يوم القيامة، بعد نصف الليل استهدف الشهداء إلى مقابرهم، في عملية لا تغفر له، ولا يتقبلها شعبنا اليمني، وهذه بعض من أشلاء وجثث الشهداء التي أخرجت من باطن الأرض بصواريخ وقنابل العدوان”.
وفي غارات العدوان على المدرسة، تحرك الطلاب بالعشرات إلى مدرستهم ليجدوها كومة من دمار، كما هو مخزن الكتب المدرسية، ويقول أحد الطلاب من فوق دمار المدرسة: “جرائم العدوان السعودي الغاشم على مدرسة وكتب ، ما عملت به المدرسة، هدفه يحرمنا من التعليم، لكن والله لو نسير ملح ما نفرط في مواجهته والتصدي لمخططاته، وسنواصل حقنا في التعليم مهما كانت الصعوبات لو نقرأ في الجروف والجبال”.
مدير المدرسة الأستاذ علي الحمزي يقول: “ما استهدفه العدوان كان مخزن، ودمر مخزن الكتاب المدرسي الذي كنا مستعدين لتوزيعه على الطلاب بعد انتهاء نصف العام الدراسي الأول، وكان المفروض أن يختبر الطلاب اليوم، ولكن لم نجد مدرسة بعد لاختبارهم فيها، ولكن إن شاء الله نعيد تأهيل المدرسة، ونسأل الله أن يستمر صمود العملية التعليمية في المباني المدرسية أو الخيام او الجبال أو أينما كانت، وسنقهر العدوان بأي شكل من الأشكال وسيتعلم أبناؤنا مهما كانت الظروف والعوائق”.
سحار: استهداف الخط العام بمنطقة المقاش
في جريمة أخرى، استهدف طيران العدوان الخط العام بمنطقة المقاش بمديرية سحار، هذا الاستهداف يهدف إلى شل الحركة وتعطيل الحياة اليومية للمواطنين، وحرمانهم من أبسط الخدمات.
يقول أحد الأهالي: “هذه شظية جتنا في الخط وشطت عليا كفر السيارة، إثر غارة للعدوان من الليل على الطريق العام، لكنا صامدون رغم المعاناة”.
تأثير الجرائم، أسفرت هذه الغارات عن خسائر مادية كبيرة، وتسببت في حالة من الرعب والخوف بين صفوف المدنيين، وتدمير البنية التحتية والمصالح العامة، ومضاعفة المعاناة.
13 يناير 2022.. جريمة حرب بغارات العدوان على مستشفى 48 بصنعاء:
وفي اليوم المشؤوم ذاته من يناير عام 2022م، تحولت أجواء مدينة صنعاء إلى جحيم، حينما شن طيران العدوان السعودي الأمريكي، غارات هستيرية استهدفت محيط مستشفى 48 النموذجي بمديرية السبعين، لم يكن هذا الاستهداف العشوائي مجرد اعتداء عادي، بل كان جريمة حرب بكل المقاييس، استهدفت أضعف الفئات في المجتمع، المرضى والجرحى، الذين لجأوا إلى المستشفى طلباً للشفاء والراحة.
قبل الغارة: كان مستشفى 48 قبل الغارة ملجأً آمناً للمرضى والجرحى، حيث يتلقون الرعاية الطبية اللازمة، بينهم نساء وأطفال، وكبار سن، كانت الأجنحة مليئة بالمرضى، بعضهم يتألم، وبعضهم يائس، وبعضهم يصارع المرض، كان الأطباء والممرضون يعملون بلا كلل لإنقاذ حياة المرضى.
أثناء الغارة: فجأة هزت الغارات الوحشية المستشفى، وتحولت أجواء الأمان إلى رعب وهلع، هرب المرضى من أسرتهم، وصرخوا طلباً للمساعدة، انهارت أجزاء من المبنى، وتطاير الزجاج، وانقطعت الكهرباء، كان المشهد مأساوياً صادماً، يختلط صراخ المرضى بدوي الغارات وصوت الطيران المعادي.
بعد الغارات: بعد أن هدأت الانفجارات، ظهرت حجم الكارثة، دمرت أجزاء كبيرة من المستشفى، وتضررت المعدات الطبية، وتناثرت الأدوية على الأرض، أصيب عدد من المرضى والعاملين، وحُرم المرضى من الرعاية الطبية اللازمة.
أسفرت الغارات عن تداعيات مادية وبشرية ونفسية وقانونية وإنسانية وسياسية، حيث تكبد المستشفى خسائر مادية فادحة، ما أثر على قدرته على تقديم الخدمات الطبية للمرضى، وإصابة عدد من المرضى والعاملين، وحالة من الرعب والخوف بين صفوف المرضى وأهاليهم، وآثاراً نفسية عميقة، حيث يعانون من اضطرابات نفسية نتيجة لما شاهدوه وعاشوه.
كما امتدت الأضرار على منازل ومحلات وممتلكات المواطنين المجاورة، وأجبرت عشرات الأسر على النزوح والحرمان من مآويها، خشية معاودة الغارات عليها.
بدوره يقول أحد الأطباء: “الساعة واحدة و27 دقيقة، في الليل استهدف العدوان المستشفى، وهو مكتظ بالمرضى من جميع أبناء المجتمع، وهذه الغارات أرعبت النساء والأطفال، وهذا يعبر عن وحشية وإجرام العدوان الظالم، ونطالب الجهات الدولية ومنظمة الصحة العالمية بتوفير الحماية والأمان للمنشآت الصحية في اليمن، ويتابع وصلتنا 4 حالات منها حالتان خطيرتان من عمال المستشفى إثر الغارات”.
إحدى الممرضات تقول: “كان معنا حالة ولادة ونعامل لها نخرجها، وفجأة سمعنا الغارات، خوفوا المرضى، وخفنا كلنا ، ونحن في أمان الله، وهذا قسم النساء والولادة، ما لنا أي ذنب، وكان الضرب على الجهة القريبة من قسم النساء، فحصل رعب كبير وخرج المرضى إلى الطوارئ، وحصل لحالة ارتفاعاً للسكر لـ500 درجة، فهذه جريمة مروعة بحق الأبرياء”.
وقانونياً، يعد استهداف المستشفيات جريمة حرب، ويجب على مرتكبي هذه الجريمة أن يحاسبوا، وهي جريمة ضد الإنسانية، استهدفت أضعف الفئات في المجتمع، واستمرار العدوان في استهداف المدنيين والبنية التحتية في اليمن، يزيد من معاناة الشعب اليمني.
إن استهداف مستشفى 48 هو جريمة بشعة لا يمكن السكوت عنها، يجب على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤولياته، وأن يضغط على قوى العدوان لوقف عدوانها ورفع الحصار عن الشعب اليمني، كما يجب على المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان أن تتخذ إجراءات عاجلة لمحاسبة مرتكبي هذه الجرائم.
ندعو العالم أجمع إلى التضامن مع الشعب اليمني، والوقوف إلى جانبه في وجه العدوان، والمنظمات الإنسانية إلى تقديم المساعدات الطبية والإغاثية للمتضررين من هذه الجريمة.
ختاماً، إن ما يحدث في اليمن هو جرائم حرب وإبادة ضد الإنسانية، بغارات العدوان السعودي الأمريكي المستمر في نهاية عامة التاسع، ولا يمكن السكوت عنها، ويجب على العالم أن يتحد لمواجهة هذه الجرائم، وحماية المدنيين الأبرياء، ومحاسبة المجرمين وتقديمهم للعدالة.
أمام هذه الجرائم الشعب اليمني الصامد يواجه آلة حرب عدوانية ضخمة، مدعومة بأحدث الأسلحة، بإرادة أقوى من كل هذه الأسلحة، ومصمم على مواصلة رفد للجبهات بقوافل المال والرجال، ونفيره العام للجهاد في سبيل الله، حتى تحقيق النصر والاستقلال.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: استخدام القنابل العنقودیة العدوان الأمریکی السعودی المدنیین والبنیة التحتیة العدوان السعودی الأمریکی استهدف طیران العدوان هذه الجریمة البشعة المدنیین الأبریاء غارات العدوان على بحق الشعب الیمنی یقول أحد الأهالی بغارات العدوان المجتمع الدولی أطفال والنساء هذا الاستهداف جرائم العدوان بحق المدنیین روضة الشهداء هذه الجرائم هذه الغارات العدوان فی بنی الحارث جریمة حرب وفی الیوم لم ینفجر فی الیمن فی جریمة مستشفى 48 فی الیوم یجب على عدد من
إقرأ أيضاً:
ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 46645 شهيدا
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة اليوم الثلاثاء، ارتفاع حصيلة الشهداء في القطاع إلى 46.645 والجرحى إلى 110.012 منذ السابع من تشرين الأول لعام 2023.
وذكرت الوزارة في تقريرها الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى من جراء العدوان الإسرائيلي المستمر لليوم الـ 466 على قطاع غزة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 4 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة وصل منها إلى المستشفيات 61 شهيدا و281 إصابة خلال الساعات الماضية.
وأكدت الوزارة أنه ما يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
اقرأ أيضاًاستشهاد 4 فلسطينيين جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي لمنزل بحي الدرج شرق غزة
استشهاد 21 فلسطينيا جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة من غزة
6 شهداء فلسطينيين جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي تجمعًا سكنيًا في غزة