جولة بأهم 8 أماكن في الإسكندرية تستحق الزيارة شتاءا
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
الإسكندرية ليست مجرد مدينة ساحلية في مصر؛ إنها بوابة للتاريخ والتعددية الثقافية ومزيج من الجنسيات والأعراق. ولا عجب في ذلك فقد كانت تلك المدينة التي أسسها القائد المقدوني الإسكندر الأكبر عام 332 قبل الميلاد عاصمة مصر وأهم مدن البحر المتوسط قديما، وحتى دخول القائد العربي عمرو بن العاص عام 641 ميلادي (21 هجري) مصر وتحول عاصمتها إلى الفسطاط، التي أصبحت اليوم جزء من القاهرة العاصمة الحالية.
وتحت حكم العرب المسلمين أصبحت المدينة رباط مصر البحري وثغره التي وفد إليها أولياء الله الصالحون من الأندلس والمغرب، وتركوا لنا أضرحتهم ومساجدهم تُخلد ذكراهم. هي الإسكندرية التي أعاد إليها الروح حُكم "محمد علي باشا"، الذي سمح بوفود الأجانب إليها من كل حد وصوب، كانت في تلك الفترة العاصمة الثانية المدللة التي يقطنها الأوروبيون، وكأنها باريس صغيرة في أرض مصر.
في الشتاء، تتميز الإسكندرية بهدوء نابض بالحياة، حين تنخفض درجات الحرارة، ويصبح الطقس معتدلا مع نسمات بحرية منعشة، ويختفي زحام المصيفين المعتاد، ما يجعل المدينة مثالية للتجول والاستكشاف دون عناء الصيف. كما أن السماء الملبدة بالغيوم تعطي مشاهد البحر والكورنيش جمالا خلابا، فبدء من فصل الخريف إلى نهاية فصل الشتاء تتمتع الإسكندرية بسحرٍ خاص، حين يغسل شوارعها المطر، ويرمي البحر الهائج بعضا من مياهه على الشوارع. كما أن المشي بمحاذاة الشاطئ في ليالي الشتاء الباردة كفيل بخلق حالة بهجة بداخلك لا تعرف كيف نبتت في قلبك، في جو مثالي للمتعة والتأمل.
يتميز شتاء الإسكندرية بهدوء نابض بالحياة حيث يعتدل الطقس مع نسمات بحرية منعشة (الجزيرة)ولهذه الأسباب؛ إليك أهم الأماكن التي تستحق زيارتها عند مجيئك للإسكندرية ستأخذك إليها "الجزيرة نت":
منطقة بحريأهم وأشهر أحياء الإسكندرية التي تعكس تاريخها وثقافتها الشعبية، كانت هذه المنطقة موطنًا لفنار الإسكندرية العظيم، أحد عجائب الدنيا السبع، الذي كان يضيء للملاحة في الميناء الشرقي.
إعلانوعندما تهدم الفنار مع مرور الزمن، بُنيت قلعة قايتباي في نفس موقعه، مستخدمة بعضًا من أحجار الفنار. تأسست القلعة في نهاية عصر المماليك خلال القرن التاسع الهجري (الخامس عشر الميلادي) بأمر من السلطان المملوكي الأشرف قايتباي، وكانت جزءًا من منظومة التحصينات الدفاعية لمصر لحمايتها من تهديد العثمانيين حيث تطل مباشرةً على البحر.
واجهة قلعة قايتباي المطلة على الميناء الشرقي للإسكندرية (الجزيرة)اليوم، تُعتبر القلعة واحدة من أبرز معالم الإسكندرية التاريخية وحي بحري على وجه الخصوص، ويمكنك الاستمتاع بجولة داخل القلعة لاستكشاف تفاصيلها المعمارية، وكذلك زيارة متحف الأحياء المائية على بعض خطوات منها، الذي يعرض نماذج لبعض الكائنات البحرية التي تعيش في مياه الإسكندرية.
أما إذا كنت تفضل الهواء الطلق، فيمكنك الجلوس على الصخور الضخمة المصممة لصد الأمواج بينما تستمتع بصوت البحر. يمكنك أيضًا تجربة ركوب "الفلوكة"، وهي قارب صغير يُدار بالمجاديف، للتجول في الميناء الشرقي ومشاهدة القلعة من زاوية مختلفة.
الميناء الشرقي للإسكندرية يتيح لزواره فرصة التجول بواسطة "الفلوكة" وهي قارب صغير يدار بالمجاديف (الجزيرة)ولا تنسَ تجربة الأطباق البحرية الطازجة في أحد المطاعم المطلة على البحر، أو تذوق الآيس كريم في المحلات المنتشرة على طول الشاطئ في حي بحري. وأخيرًا، لا تفوّت تجربة الأتوبيس الأحمر السياحي، وهو أتوبيس مكشوف ونقطة انطلاقه بحي بحري بالقرب من القلعة، يأخذك في رحلة على طول كورنيش الإسكندرية للاستمتاع برؤية البحر.
الأتوبيس السياحي بالإسكندرية الذي ينطلق بالقرب من القلعة وعلى طول الكورنيش (الجزيرة) منطقة المنشيةالمنشية هي قلب الإسكندرية النابض بالحياة ومركزها التجاري، تعود أسواقها إلى العصور العثمانية، حيث كان سوق الترك وسوق المغاربة ملتقى للتجار القادمين من الشرق إلى الغرب. لاحقًا، عُرفت المنطقة بـ"ميدان القناصل"، الذي أصبح مقرًا لتجمع التجار الأجانب ومركزًا للنشاط التجاري في المدينة.
زنقة الستات أشهر شوارع منطقة المنشية والمركز التجاري في الإسكندرية (الجزيرة)يتوسط الميدان تمثال برونزي لمؤسس مصر الحديثة، محمد علي باشا، محاطًا بحديقة تضفي عليه طابعًا كلاسيكيا. أحد أبرز معالم المنشية هو سوق الذهب، حيث تنتشر محلات الصاغة القديمة التي تعرض مشغولات ذهبية أنيقة. ومن هناك، لا تفوّت زيارة "زنقة الستات"، أشهر شوارع المنشية. ورغم أن الكثيرين يظنون أن اسمه يعود لضيق مساحته، إلا أن كلمة "زنقة" في الأصل مغربية وتعني "حارة صغيرة".
إعلانوتشتهر المنشية أيضًا بأسواقها الشعبية، مثل سوق السبع بنات وشارع فرنسا، التي تمزج بين البضائع التقليدية والشعبية والتذكارية. تزداد هذه الأسواق بريقاً وجذباً خاصة عندما ترتدي ثوب الاحتفال بشهر رمضان الكريم، حيث تتحول هذه الأسواق إلى مهرجان شعبي يمتلئ بالأضواء والزينة، حيث يتوافد الناس من كل مكان لشراء احتياجاتهم وسط أجواء مفعمة بالحيوية.
جانب من منطقة الصاغة أو سوق الذهب في حي المنشية (الجزيرة)التجول في أزقة وأسواق المنشية يمنح الزائر نوع آخر من المُتعة فلا بد لك من أخذ جولة في أزقة أسواق الإسكندرية تُمكّنك من استكشاف ثقافة المدينة الشعبية يحمل وعاداتها وكذلك تقاليد أهلها.
محطة الرمل وشارع فؤادمحطة الرمل تعد واحدة من أبرز مناطق وسط الإسكندرية التي تحتفظ برونقها التاريخي ومبانيه ذات الطراز الأوروبي القديم. تتألق المنطقة بميدانها الذي ينطلق منه ترام الإسكندرية الشهير، وتزدحم بالمقاهي القديمة ومطاعم المأكولات المتنوعة، والمحال التجارية التي تحمل التي تعرض منتجات عصرية وكلاسيكية.
أحد شوارع محطة الرمل تحت المطر ويظهر به الترام أقدم وسيلة مواصلات بالإسكندرية (الجزيرة)وأما شارع فؤاد، فهو أحد أقدم شوارع الإسكندرية المتفرعة من محطة الرمل، ويتزين بمبانيه ذات الطراز الكلاسيكي الأوروبي، التجول في هذه المنطقة يأخذك في رحلة إلى الماضي، حيث يمكنك أن تشاهد تفاصيل معمارية رائعة باعتباره وجهة مثالية للمشي وبخاصة ليلاً.
يعج الشارع بالمباني التاريخية الراقية، والمسارح مثل مسرح سيد درويش أو أوبرا الإسكندرية، ويتفرع منه شارع النبي دانيال معقل الكتب والمجلات الثقافية في الإسكندرية، بالإضافة إلى المطاعم التي تقدم مأكولات متنوعة في أجواء هادئة وفخمة.
فندق في محطة الرمل ويبدو جليا عليه الطابع المعماري الأوروبي (الجزيرة) المتحف اليوناني الرومانييُعد المتحف اليوناني الروماني من أعرق متاحف الإسكندرية الذي أعيد افتتاحه مؤخرًا، وهو من أقدم المتاحف المخصصة لحضارة اليونان والرومان في العالم. يعرض هذا المتحف تاريخ الإسكندرية خلال العصرين اليوناني والروماني وكذلك العصر البيزنطي.
المتحف اليوناني الروماني نافذة على حضارة الإسكندرية القديمة (رئاسة مجلس الوزراء المصري)سترى عند زيارته مجموعة بديعة من آثار هذه العصور القديمة في رحلة تاريخية عبر الزمن وشواهده من التماثيل، والقطع الأثرية النادرة، والعملات، والمومياوات التي تُبرز حضارة الإسكندرية في تلك الفترة. كما يمكنك الجلوس للاستراحة في ساحته الخارجية الفسيحة المطلة على شارع فؤاد.
مكتبة الإسكندريةعلى أنقاض مكتبة الإسكندرية القديمة، بُنيت المكتبة الجديدة لتعيد دورها التاريخي كمنارة للمعرفة، فهي ليست مجرد مكتبة وحسب، بل مجمع ثقافي يقدم العديد من الخدمات لزواره. تضم المكتبة ملايين الكتب، وعدة متاحف مثل متحف الرئيس المصري الراحل السادات ومتحفًا للآثار ومتحف المخطوطات، وقاعات للفن الحديث، كما تشمل مركز القبة السماوية العلمي وهو مكانًا مثاليًّا للاستمتاع بالتعليم الممزوج بالمرح تستقطب الشباب والنشء.
جانب من واجهة مكتبة الإسكندرية التي تعد وجهة ثقافية فريدة تستحق الزيارة (الجزيرة)كما يمكنك حضور الندوات والمعارض الفنية والحفلات الغنائية في مكتبة الإسكندرية، مما يجعلها وجهة ثقافية سكندرية فريدة تستحق الزيارة.
إعلان مقابر كوم الشقافة وعمود السواريتقع مقابر كوم الشقافة في حي كرموز الذي كان قديمًا قرية للصيادين تٌعرف باسم راقودة قبل إنشاء الإسكندرية، تُعد من أبرز معالم الإسكندرية القديمة، وتُبرز مزيجًا فريدًا من العمارة الجنائزية الفرعونية والرومانية ليس لها مثيل في مصر.
زخارف منحوتة بالحجر تمثل مناظر جنائزية في مقابر كوم الشقافة الأثرية (الجزيرة)تحتوي هذه المقابر على زخارف منحوتة في الحجر تدمج بين أساطير الحضارتين. على مقربة من المقابر، يقع عمود السواري، الذي يُعتبر أعلى نصب تذكاري روماني في مصر، حيث يرتفع حوالي 27 مترًا. يُعتقد أن العمود شُيّد في القرن الثالث الميلادي تخليدًا للإمبراطور دقلديانوس، ويُعد شاهدًا مهيبًا على عظمة الماضي الروماني في الإسكندرية.
موقع عمود السواري والحديقة الأثرية المحيطة بحي كرموز بالإسكندرية (الجزيرة) كورنيش الإسكندريةالمشي على الكورنيش هي متعة مجانية خاصة في فصل الشتاء، حيث يختلف المشهد تماما عن الصيف الذي تكتظ فيه الشواطئ بالمصطافين. في الشتاء، يتحول الكورنيش إلى وجهة هادئة للتنزه والسير على الأقدام، مما يتيح لك فرصة الاستمتاع بأصوات الأمواج العذبة ورائحة البحر المنعشة.
المشي في كورنيش الإسكندرية فرصة للتمتع بأصوات الأمواج العذبة ورائحة البحر المنعشة (الجزيرة)يضم كورنيش الإسكندرية العديد من الشواطئ والمعالم المميزة، مثل شاطئ وكوبري ستانلي الذي يُعد وجهة مفضلة لالتقاط الصور التذكارية بالقرب من البحر. يمكنك أيضًا التنزه على الكورنيش بركوب عربات الحنطور التى تنتشر في الإسكندرية، وهي تقدم وسيلة مريحة تتيح مشاهدة الكورنيش حيث تسير العربات ببطء يسمح بالنظر إلى البحر.
كما تنتشر على طول الكورنيش المقاهي والمطاعم التي تقدم مجموعة متنوعة من الأطعمة والمشروبات والحلوى.
متحف المجوهرات الملكيةيوصف متحف المجوهرات الملكية في الإسكندرية بأنه تحفة معمارية رائعة تقع في حي زيزينيا بمنطقة الرمل، كان في الأصل قصرًا ملكيًا مملوك للسيدة زينب فهمي حفيدة محمد علي باشا قبل أن يتحول إلى متحف يعرض مجموعة فريدة من المجوهرات الملكية التي تنتمي إلى أسرة محمد علي باشا.
متحف المجوهرات الملكية يفتح للزائر مجالا للاطلاع على المجموعة الفريدة من مقتنيات أسرة محمد علي باشا (شترستوك)من خلال المعروضات المتنوعة مثل الحلي والتيجان والأوسمة الملكية، تنغمس في عالم من الرفاهة والثراء، لتكتشف لمحات من حياة آخر ملوك مصر في حقبة ليست ببعيدة عن الذاكرة.
إعلانهذه هي الإسكندرية؛ إنها تجربة شعورية متكاملة. كل شيء فيها، من طقسها اللطيف إلى روحها التاريخية، يدعوك للاستكشاف والتأمل. في فصل الشتاء، تقدم الإسكندرية مشاهد ساحرة لمحبي التصوير، سواء كانت قلعة قايتباي تحفها أمواج البحر الهائج، أو شوارع محطة الرمل بعبقها المعماري الأوروبي.
إنها ليست فقط وجهة للاستجمام، بل محطة تمنحك فرصة لإعادة شحن طاقتك والعودة إلى حياتك بذكريات دافئة، فلا تتردد في زيارتها في فصل الشتاء.
———
باحثة شغوفة بالكتابة والسفر
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات کورنیش الإسکندریة المجوهرات الملکیة مکتبة الإسکندریة الإسکندریة التی المیناء الشرقی فی الإسکندریة محمد علی باشا فصل الشتاء محطة الرمل على طول التی ت الذی ی
إقرأ أيضاً:
أماكن غامضة على الأرض يُزعم أنها بوابات للجحيم!
#سواليف
اكتشف #علماء #الآثار والخبراء العديد من الأماكن حول العالم التي يُعتقد أنها مداخل حقيقية إلى #الجحيم.
على الرغم من أن الجحيم في الفكر الديني لم يعد يعتبر مكانا ماديا، إلا أن بعض هذه المواقع قد ألهمت العديد من الأساطير والثقافات المختلفة حول وجود بوابات للعالم السفلي. وفي بعض الحالات، كشف العلماء عن أدلة قد تدعم وجود ظواهر غريبة في هذه الأماكن، ما يجعلها أقرب ما تكون إلى الجحيم على #الأرض. وإليكم بعضا من أشهر هذه الأماكن:
هيرابوليس: مدخل إلى الجحيم في تركيا
مقالات ذات صلة الزراعة المصرية تكشف عن تغيير كبير في البلاد لم يحدث منذ الفراعنة 2025/01/14 Izzet Keribar / Gettyimages.ruفي مدينة هيرابوليس الرومانية القديمة في تركيا، تم اكتشاف مدخل يُعتقد أنه يؤدي إلى العالم السفلي. ويعرف هذا المدخل بـ”البلوتونيوم” وكان يعتبر بابا إلى الجحيم من قبل سكان المنطقة في العصور القديمة. وفي تلك الأيام، كان الكهنة يضحون بالحيوانات داخل هذه المغارة، حيث كانت تموت الحيوانات على الفور بمجرد دخولها، في حين كان الكهنة يخرجون سالمين. وفي العصر الحديث، اكتشف العلماء أن هذا المدخل يقع فوق خط صدع بركاني نشط، وأن الغازات السامة، مثل ثاني أكسيد الكربون كانت تتصاعد من الكهف، ما كان يسبب موت الحيوانات بسرعة عند دخولها إلى هذا المكان. وتعد الغازات السامة في المنطقة قاتلة حتى اليوم، ما يجعل هذه المغارة تثير مخاوف الزوار.
هيكلا: الجبل الشيطاني في أيسلندا
Hafsteinn Karlsson / 500px / Gettyimages.ruيتميز هذا البركان بارتفاعه الذي يصل إلى 1491 مترا، وقد اكتسب سمعة شيطانية بعد ثورانه الكبير في عام 1104. وبعد هذا الانفجار الهائل، بدأت العديد من القصص تروج لفكرة أن “هيكلا” هو مدخل الجحيم، حيث كان يعتقد أن النار والحمم البركانية التي تتصاعد من الجبل تعكس قوة شيطانية.
وفي العصور الوسطى، كان يُنظر إلى البركان على أنه مرجل الجحيم. ومنذ ذلك الحين، استمر هيكلا في ثورانه عدة مرات، ما جعل من هذا البركان أحد الأماكن الشهيرة المرتبطة بالعذاب والدمار.
كهف Actun Tunichil Muknal في بليز
يعتقد أن كهف “Actun Tunichil Muknal” كان بمثابة مدخل إلى العالم السفلي لحضارة المايا في أمريكا الوسطى. ويطلق عليه اسم “كهف القبر الحجري”، وكان يُستخدم في العصور القديمة من قبل المايا كموقع لتقديم الأضاحي البشرية في محاولة لاسترضاء آلهة العالم السفلي “شيبالبا”.
ويحتوي الكهف على بقايا بشرية قديمة، بعضها كان قد قدم كأضحية في هذا المكان.
ويظل هذا الكهف يثير الفضول باعتباره أحد الأماكن التي كانت تُعتقد أنها مدخل إلى الجحيم في معتقدات المايا.
مطهر القديس باتريك في إيرلندا
في جزيرة “ستيشن” في أيرلندا، يوجد ما يُسمى “مطهر القديس باتريك”، وهو مكان كان يعتقد أنه يمثل مدخلا إلى الجحيم. وفي العصور الوسطى، كان هذا المكان يعتبر نقطة مهمة في الفهم المسيحي للحياة بعد الموت. ويقال إن القديس باتريك، الذي يعتبر مروجا للمسيحية في إيرلندا، وجد “حفرة المطهر” في هذا المكان، والتي كانت تمثل تجربة قاسية للموتى، حيث كانوا يتعرضون لرؤى عن العذاب والنار والوحوش. وكان هذا الكهف يعتقد أنه يجسد العواقب المخيفة التي قد يواجهها الخطاة قبل الخلاص. ومع مرور الوقت، أصبح “مطهر القديس باتريك” أحد أهم مواقع الحج في أوروبا في العصور الوسطى، واستمر في التأثير على تطور فكرة المطهر في المسيحية.