مجلس النواب المصري يمنح النيابة مراقبة وسائل الاتصال مدى الحياة (شاهد)
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
وافق مجلس النواب المصري على منح النيابة العامة سلطة إصدار أوامر بضبط أو مراقبة أو الاطلاع على وسائل الاتصال، بما في ذلك الحسابات على منصات التواصل الاجتماعي، والبريد الإلكتروني، والهواتف المحمولة.
جاء ذلك في جلسة وافق فيها المجلس على 40 مادة من مشروع قانون الإجراءات الجنائية، من المادة 62 حتى المادة 102، وهي المواد التي تشكل الفصول الأربعة الأولى من الباب الثالث، الخاص بالتحقيق بمعرفة النيابة العامة.
كما جاءت الموافقة خلال جلسة شهدت رفض مطالب من بعض النواب بإلغاء سرية التحقيقات، وكذلك رفض مطالب أخرى بالنص على تصوير التحقيقات بالصوت والصورة.
ويعد منح مجلس النواب هذه السلطة للنيابة العامة٬ بعد الحصول على إذن مسبب من القاضي الجزئي. كما يشترط أن تكون مدة الإذن 30 يومًا كحد أقصى، مع إمكانية تجديدها لفترة أو فترات مماثلة.
ونصت لمادة (79) من مشروع قانون الإجراءات الجنائية، كما أقرها مجلس النواب، على أن يجوز لعضو النيابة العامة، بعد الحصول على إذن من القاضي الجزئي، أن يصدر أمرًا بضبط جميع الخطابات والرسائل والبرقيات، والجرائد، والمطبوعات، والطرود.
كما يجوز له أن يأمر بمراقبة الاتصالات السلكية واللاسلكية، وحسابات مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي ومحتوياتها غير المتاحة للعامة، والبريد الإلكتروني، والرسائل النصية أو المسموعة أو المصورة على الهواتف أو الأجهزة أو أي وسيلة تقنية أخرى، وضبط الوسائط الحاوية لها أو إجراء تسجيلات لأحاديث جرت في مكان خاص، وذلك إذا كان لذلك فائدة في كشف الحقيقة في جناية أو جنحة يعاقب عليها بالحبس لمدة تزيد على ثلاثة أشهر.
وأوجبت المادة في فقرتها الثانية أن يكون الأمر بالضبط، أو الاطلاع، أو المراقبة، أو التسجيل لمدة لا تزيد على ثلاثين يومًا. ويصدر القاضي الإذن المشار إليه مسببًا بعد اطلاعه على الأوراق والتحقيقات، مع إمكانية تجديده لمدة أو لمدد أخرى مماثلة.
نواب يرفضون
ورفض مجلس النواب التعديل المقترح من النائبين فريدي البياضي ومحمد عبد العليم داود على المادة 79.
من جانبه، اعترض البياضي على مد فترة المراقبة والمصادرة أكثر من مرة لمتهم واحد في القضية، بينما قال داود: "هناك ناس اختفت في مستشفى الأمراض العقلية والسجون لمدد طويلة، ثم خرجوا بعدها عواجيز"، مضيفًا أن الشعب المصري عانى من كلمة "مدد"، مطالبًا بالنص على مدة محددة أو مدتين كحد أقصى.
وعلّق وزير الشؤون النيابية على المقترح قائلاً: "فرضًا أننا نتابع قضية كبيرة وخيوطها ممتدة، فهل نضع نصًا يعيق الوصول للحقيقة والعدالة طالما الأمر منوط بإذن القاضي؟"، مشيرًا إلى أن السلطة القضائية تخضع للقانون ولرقابة المحاكم العليا.
بدوره، أكد إبراهيم الهنيدي، رئيس اللجنة التشريعية، أن الضمانة الأساسية لحماية الحريات تكمن في أن يصدر الإذن من النيابة بعد عرضه على القاضي.
وفي سياق الجلسة٬ أكد رئيس مجلس النواب، حنفي جبالي، أن ما نُشر في بعض المواقع الإلكترونية حول أن المراقبة أصبحت متاحة على نطاق واسع هو أمر غير صحيح على الإطلاق.
وأوضح أن المراقبة، وفقًا للقانون، لا تتم إلا بناءً على أمر قضائي يصدر من قاضٍ، ووفق ضوابط قانونية مشددة، وفي حالات التحقيق في جرائم الجنايات أو الجنح التي يعاقب عليها القانون بعقوبة تزيد مدتها على الحبس ثلاثة أشهر.
#حنفي_جبالي رئيس مجلس النواب: لا تتمُّ مراقبة الاتصالات السلكية واللاسلكية ومواقع التواصل الاجتماعي إلا بناءً على أمرٍ قضائيٍّ يصدرُ من قاضٍ ووفقَ ضوابطِ قانونيةٍ مشدَّدةٍ pic.twitter.com/ugM40TN4Vj — المصري اليوم (@AlMasryAlYoum) January 13, 2025
جاء ذلك في كلمة المستشار جبالي خلال افتتاح الجلسة العامة لمجلس النواب، والتي تناول فيها ما نُشر في بعض الوسائل الإعلامية الإلكترونية.
تجسس على المواطنين
انتقد الكاتب الصحفي المصري جمال سلطان٬ موافقة مجلس النواب الذي وصفه "برلمان المخابرات".
مجلس النواب المصري، المعروف شعبيا بلقب "برلمان المخابرات"، حيث تم اختيار غالبية أعضائه من قبل الأجهزة الأمنية، برئاسة القاضي حنفي جبالي، أحد مخططي انقلاب 2013، يوافق علي منح المخابرات والأمن الوطني حزمة إجراءات خطيرة لمحاصرة المواطنين وترهيبهم وتقنين التجسس الدائم والشامل عليهم،… pic.twitter.com/j2VMt0S2gC — جمال سلطان (@GamalSultan1) January 13, 2025
وقال سلطان عبر حسابه على منصة إكس " يوافق المجلس على منح المخابرات والأمن الوطني حزمة إجراءات خطيرة لمحاصرة المواطنين وترهيبهم وتقنين التجسس الدائم والشامل عليهم".
أما الكاتب الصحفي عمار على حسن فعلق على القانون قائلا " وكأنهم في حاجة إلى إذن هيئة رهن إشارتهم".
وكأنهم في حاجة إلى إذن هيئة رهن إشارتهم. pic.twitter.com/41nVpLvkOt — عمار علي حسن Ammar Ali Hassan (@ammaralihassan) January 12, 2025
وقال المدير التنفيذي لمؤسسة حرية الفكر والتعبير، محمد عبد السلام٬ إن نصوص مشروع قانون الإجراءات الجنائية تنتهك الحق في المحاكمة العادلة وما يرتبط به من حقوق للدفاع القانوني والمتهمين.
????#بيان
يستكمل مجلس النواب اليوم مناقشة #قانون_الإجراءات_الجنائية، بعد إقرار 61 مادة دون تعديلات على مضمونها، وتجدد مؤسسة حرية الفكر والتعبير اليوم رفضها للمشروع الذي يخالف #الدستور المصري والمواثيق الدولية في مواد عديدة، والذي تستمر إجراءات تمريره "دون أي اهتمام بالاعتراضات التي… pic.twitter.com/9ETeGOpr8V — AFTE (@afteegypt) January 12, 2025
وأوضح أن المشروع يتيح منع المتهم ودفاعه من الحصول على صور من أوراق القضية، وعدم تمكينهم من الاطلاع على التحقيقات.
كما أشار إلى أن صلاحيات مأموري الضبط القضائي تزداد بموجب المشروع، حيث يُسمح لهم بالقيام ببعض أعمال التحقيق، بينما يحق للنيابة مراقبة الاتصالات دون تحديد سقف زمني ودون الحصول على إذن من القاضي الجزئي.
ويذكر أنه في 17 تموز/ يوليو 2018، أقر مجلس النواب المصري قانونًا يسمح للدولة بالإشراف على مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي.
ونص القانون على اعتبار أي حساب شخصي على مواقع التواصل الاجتماعي، أو أي مدونة، أو أي موقع على الإنترنت، يتابعه أكثر من 5 الاف شخص، منفذًا إعلاميًا يخضع لقانون الإعلام.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية حقوق وحريات مجلس النواب المصري حنفي جبالي مصر مجلس النواب حنفي جبالي المزيد في سياسة حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات حقوق وحريات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قانون الإجراءات الجنائیة مجلس النواب المصری التواصل الاجتماعی الحصول على pic twitter com قانون ا على من
إقرأ أيضاً:
كيف يمكن للذكاء الاصطناعي إعادة كتابة الإنترنت؟
تبنت شركات تكنولوجية كبرى الذكاء الاصطناعي من خلال نماذجها مثل "كوبايلوت" من مايكروسوفت و"جيميني" من غوغل و"شات جي بي تي" من "أوبن إيه آي"، وتعمل هذه الشركات على جعل نماذجها متاحة للجمهور على الإنترنت بعد أن كانت محصورة في مختبرات الاختبار.
ولعل أغلب المستخدمين يتساءلون: كيف تعمل هذه النماذج؟ وعند سؤال "جي بي تي 3" (GPT-3) عن هذا، أجاب أن الذكاء الاصطناعي يستخدم تقنية متخصصة في الإكمال التلقائي المتطور، وبدلا من مجرد اقتراح الكلمة التالية تحلل هذه النماذج العلاقات الإحصائية بين الكلمات في كميات ضخمة من النصوص لتتمكن من تخمين الجملة أو الفقرة التالية بناء على ما كتبه المستخدم سابقا.
وقال جيمس فينسنت من موقع "ذا فيرج" معلقا "هذه الأدوات الذكية ليست أكثر من أنظمة إكمال تلقائي ضخمة تعمل على التنبؤ بالكلمة التالية في أي جملة، أي إنها ليس لديها قاعدة بيانات مشفرة من الحقائق للاعتماد عليها، فهي تمتلك فقط القدرة على كتابة بيانات تبدو معقولة، وهذا يعني أن لديها ميلا لتقديم معلومات خاطئة على أنها حقائق، فالمعلومة التي تبدو معقولة ليس شرطا أن تكون حقيقية".
ولعل أحد أهم الطرق التي يعمل بها الذكاء الاصطناعي لإعادة كتابة الإنترنت هي إنشاء المحتوى وهي عملية تتطلب من الكتاب والمحررين والمصممين إنشاء مقالات ومدونات ومواد تسويقية وغيرها، ولكن أدوات الذكاء الاصطناعي قادرة على إنجاز كل هذا وبوقت قياسي.
إعلانوهناك كثير من الشركات والمواقع اعتمدت الذكاء الاصطناعي في إنشاء ملخصات الأخبار ووصف المنتجات وحتى كتابة مقالات كاملة، وهذا ما أعطى فرصة في التوسع من خلال نشر كميات كبيرة من المحتوى الموجه، مما يتيح للمواقع نشر كميات هائلة من المحتوى لجمهور مختلف ومجالات مختلفة.
ولكن هل يمكن الوثوق بالذكاء الاصطناعي في كتابة محتوى حقيقي ومؤثر؟ يثير هذا التحول تساؤلات عن مستقبل إنشاء المحتوى. فمع زيادة قدرة الذكاء الاصطناعي تزداد المخاوف حول الأصالة والمصداقية وإمكانية التضليل. فعلى سبيل المثال، أثار التزييف العميق المُنشأ بالذكاء الاصطناعي والمقالات المضللة نقاشات حول الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام، وقد تعهدت شركات مثل "أوبن إيه آي" وغوغل بتنفيذ إرشادات وأدوات أكثر صرامة للكشف عن هذه المخاطر والتخفيف منها، ولكن التحدي لا يزال كبيرا.
ولأن الإنترنت يبدأ من بحث غوغل على الأغلب، فمن المهم معرفة أن عملية البحث التقليدية تعتمد على الكلمات الرئيسية والخوارزميات لتقديم النتائج، بينما نماذج الذكاء الاصطناعي مثل "جيميني" تفعل أكثر من ذلك، فهي قادرة على فهم سياق الجملة ومعرفة الغاية وراء استفسار المستخدمين ولهذا تقدم نتائج مخصصة أكثر دقة وملاءمة.
إن تأثير الذكاء الاصطناعي على وسائل التواصل والمجتمعات الإلكترونية عميق جدا، إذ تستخدم منصات مثل فيسبوك وإنستغرام وإكس الذكاء الاصطناعي لتنسيق المحتوى وتوصية الأصدقاء وحتى اكتشاف السلوك الضار مثل التنمر أو خطاب الكراهية أو حتى التعرف على الصور المسيئة، وهذا جعل وسائل التواصل أكثر جاذبية، ولكنها في الوقت نفسه أثارت مخاوف بشأن ما يُعرف "بغرف الصدى" وهي مكان افتراضي يتعرض فيه المستخدمون للمحتوى الذي يعزز معتقداتهم فقط.
إعلانويثير الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في وسائل التواصل تساؤلات مهمة عن الخصوصية والانحياز وإمكانية التلاعب. ومع ازدياد كفاءة خوارزميات الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالسلوك البشري وتأثيره، تزداد المخاوف حول كيفية استخدام هذه السلطة.
وتواجه منصات التواصل ضغوطا متزايدة لضمان شفافية أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها ونزاهتها، لا سيما في ما يتعلق بمسائل مثل خصوصية البيانات والتحيز الخوارزمي.
مستقبل الويب في عصر الذكاء الاصطناعيمع استمرار تقدم الذكاء الاصطناعي، فإن تأثيره على الإنترنت سوف يتعمق أكثر، ونحن نتوجه نحو مستقبل حيث لا يكون الذكاء الاصطناعي مجرد أداة أو مساعد بل جزءا أساسيا في البنية التحتية للويب، حيث يشكل كل شيء من كيفية العثور على المعلومات إلى طريقة تفاعل المستخدمين مع بعضهم على الإنترنت.
ونماذج الذكاء الاصطناعي مثل "شات جي بي تي" و"جيميني" تُبشّر بعصر جديد من استخدام الإنترنت تتلاشى فيه الحدود بين المحتوى البشري والمحتوى المُنشأ بالذكاء الاصطناعي، وتبدو فرص الابتكار لا حصر لها. ومع ذلك، فإن هذا التطور يأتي مصحوبا بتحديات يجب معالجتها مثل ضمان الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي وحتى إدارة تأثيره على الوظائف والمجتمع ككل.
وفي ظل هذا المشهد المُتغير، يُعيد الذكاء الاصطناعي كتابة الإنترنت الذي نعرفه، مُغيرا ليس فقط كيفية استخدامنا له، بل ماهيته وما يمكن أن يُصبح عليه. ومع احتضان هذه التغييرات يمكن تسخير قوة الذكاء الاصطناعي بطرق تُعزز الإبداع البشري والتواصل والفهم مع مراعاة الآثار الأخلاقية والمجتمعية المُصاحبة له.