الجزيرة:
2025-03-12@06:43:01 GMT

نوع خطير من القمع يظهر في أوروبا

تاريخ النشر: 9th, January 2025 GMT

نوع خطير من القمع يظهر في أوروبا

في نوفمبر/ تشرين الثاني، وقفت النخبة السياسية الهولندية بشكل كبير إلى جانب مشجعي كرة القدم الإسرائيليين بعد قيامهم بأعمال شغب في أمستردام وتحريضهم على العنف مع السكان المحليين. لم يتوقف الظلم عند السردية المشوهة التي اختار السياسيون الهولنديون تبنيها.

وفرت هذه الاشتباكات للحكومة اليمينية في هولندا ذريعة مناسبة لطرح مجموعة من الإجراءات التي تستهدف بوضوح مجتمع المسلمين في البلاد.

شملت هذه المقترحات، التي ربما كانت موجودة منذ فترة طويلة في جعبتهم، سحب الجنسيات المزدوجة أو تصاريح الإقامة المؤقتة للمهاجرين إذا اعتُبروا "معادين للسامية"، مع التنويه إلى أنه في المناخ السياسي الحالي، يتم تصنيف أي تصريح ينتقد الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة على أنه معاداة للسامية أو إرهاب.

تشمل الإجراءات الأخرى منع ما يسمى بالمنظمات المعادية للسامية من الحصول على تمويل عام، واعتبارها كيانات إرهابية ووضعها على قوائم العقوبات، وحظر شبكة دعم الأسرى الفلسطينيين "صامدون"، وتجريم "تمجيد الإرهاب".

حتى الآن، نفذت الحكومة إجراءً واحدًا فقط من هذه المقترحات، وهو إنشاء "فريق عمل لمكافحة معاداة السامية". ويبقى أن نرى ما إذا كانت المقترحات الأخرى ستُنفذ ومتى.

إعلان

بالنسبة لأي شخص تابع من كثب ما قامت به ألمانيا خلال الخمسة عشر شهرًا الماضية، قد يبدو خطاب وأفعال الحكومة الهولندية مألوفًا. فالألمان، على مدار العام الماضي، بذلوا جهودًا لدعم إسرائيل مع تجريم واستهداف مجتمع المسلمين واللاجئين والمهاجرين. بذلك، أسسوا سابقة، بدأت دول أوروبية أخرى باتباعها.

في يونيو/ حزيران، أقرّ البرلمان الألماني قانونًا جديدًا للجنسية يفرض "اختبار معاداة السامية" على المتقدمين، ويمنع منح الجنسية لأي شخص يُعتبر "معاديًا للسامية"، أو غير ملتزم بمبدأ ألمانيا الأساسي الداعم بلا شروط لدولة إسرائيل. تعتمد المعايير على تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست (IHRA)، الذي يخلط بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية.

قد يؤدي الإعجاب بمنشور على وسائل التواصل الاجتماعي يحمل شعارات مثل "من النهر إلى البحر" أو يتهم إسرائيل بقتل الأطفال إلى رفض طلب الحصول على الجنسية. حتى إن المواطنين مزدوجي الجنسية قد لا يكونون في مأمن، حيث يسمح القانون الألماني للسلطات بسحب الجنسية في غضون 10 سنوات من منحها، على الرغم من أن المعايير لذلك تظل مرتفعة ونادرًا ما تُختبر.

في أكتوبر/ تشرين الأول، وافق المشرعون الألمان على سياسات هجرة جديدة تسمح للدولة بإلغاء وضع اللاجئ للأفراد الذين يُعتبرون متبنين لـ "معاداة السامية".

في نوفمبر/ تشرين الثاني، أصدر البرلمان الألماني قرارًا يستهدف الأفراد والمجموعات المنتقدة لإسرائيل. ينص القرار على استبعاد أولئك الذين يُعتبرون "معادين للسامية" وفق تعريف (IHRA)، أو يدعمون حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات، وفرض العقوبات (BDS) من أي مبادرات تمويل عامة، حتى لو كان عملهم غير مرتبط تمامًا بفلسطين.

كما يدعو القرار إلى "استخدام الخيارات القمعية" و"القانون الجنائي والإقامة واللجوء والجنسية" ضد أولئك الذين يُعتبرون "معادين للسامية".

إعلان

على الرغم من أن القرار غير ملزم، فإنه لا يمكن الطعن فيه قانونيًا، ومن المحتمل أن يكون له تأثير كبير على مجتمع مدني يعتمد بشكل كبير على تمويل الحكومة، كما قد يؤدي إلى تطبيع انتهاك حقوق طالبي اللجوء والمهاجرين. وتحذر ناديا سمور، المستشارة القانونية البارزة في المركز الأوروبي لدعم القانون، من أن القرار "سوف يرسخ استخدام قانون الهجرة كأداة للاضطهاد".

بعد أقل من أسبوعين من التصويت على القرار، استشهدت مؤسسة ألمانية به في قرارها سحب جائزة معمارية منحت لفنان وقّع خطابًا يدين إسرائيل.

ليست التهديدات "بإجراءات قمعية" جديدة بالنسبة للمجموعات والمنظمات التي تركز على التضامن مع فلسطين في ألمانيا. منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، واجهت هذه المجموعات قمعًا واسع النطاق، وعنفًا من الشرطة، ومراقبة مشددة، كما جُمدت حساباتها المصرفية، وألغيت مظاهراتها وفعالياتها، أو حُظرت بالكامل مثل "صامدون".

أطلقت منظمات حقوقية تحذيرات بشأن الاتجاه الاستبدادي في ألمانيا. حذرت هذه المنظمات من انتهاك حرية الرأي والتعبير والتجمع والفنون والحرية الأكاديمية. في بيان مشترك، انتقدت منظمات المجتمع المدني الكبرى القرار باعتباره مُمكِّنًا لـ "انتهاكات خطيرة للحقوق الأساسية والإنسانية وعدم يقين قانوني كبير".

في سياسات اللجوء، شهدنا كيف أن التدابير المناهضة للهجرة الأكثر تدميرًا في بلد ما تُنتقد في البداية، ثم تُطبع، وفي النهاية تُعتمد من قبل دول أخرى. يبدو أن نمطًا مشابهًا يتكشف مع قمع الاحتجاجات ضد إسرائيل، حيث يبدو أن هولندا تتبع الانزلاق الألماني نحو الاستبداد. وهي ليست الدولة الوحيدة التي تفعل ذلك.

في ديسمبر/ كانون الأول، مررت فرنسا مشروع قانون قد يحرم الأجانب المدانين بأعمال تمييزية على أساس العرق أو الدين أو الأصل الوطني من الجنسية أو التجنيس أو الإقامة. جاء ذلك بعد اقتراح قانون في أكتوبر/ تشرين الأول يجعل من "تمجيد الإرهاب"، وإنكار وجود إسرائيل، ومقارنة اليهود أو إسرائيل بالمحرقة، أفعالًا غير قانونية.

إعلان

في محاولة لإسكات النشطاء المؤيدين لفلسطين، قدمت المملكة المتحدة تعريفًا جديدًا للتطرف في مارس/ آذار من العام الماضي يمنع الجماعات "المتطرفة" من تلقي تمويل حكومي أو الاجتماع مع المسؤولين.

المقلق هو عدم وجود رد فعل شعبي كافٍ ضد هذه الاتجاهات الاستبدادية. في هولندا، تركز الغضب الشعبي على التصريحات العنصرية التي أدلى بها المسؤولون الهولنديون بعد أعمال العنف.

كان هناك بعض الاعتراض في نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني عندما قبل البرلمان الهولندي اقتراحًا يطلب من الحكومة جمع بيانات حول "المعايير والقيم" للمواطنين الهولنديين من خلفية مهاجرة.

كانت هذه البيانات تهدف إلى "تقديم رؤى حول اندماجهم الثقافي" و"معالجة المشكلات بطريقة مستهدفة". بعد غضب على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن الاقتراح التمييزي الواضح، وعد رئيس الوزراء الهولندي بعدم التصرف بناءً على الاقتراح.

لكن لم يكن هناك تعبئة على نطاق أوسع للاحتجاج على أي من الإجراءات القمعية الأخرى أو إيقاف تنفيذها. وهذا هو الحال في أماكن أخرى من أوروبا أيضًا.

يجب على الأوروبيين أن يفهموا أن الدفاع عن حرية التعبير لا يهم الفلسطينيين فقط أو أولئك الذين يعبرون عن التضامن معهم. تاريخ أوروبا مليء بالأمثلة التي توسع فيها القمع الذي استهدف مجموعة واحدة ليشمل آخرين أيضًا.

يجب أن نطالب حكوماتنا بحماية حقوق الناس في التعبير عن الرأي، واتخاذ الإجراءات ضد الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة، وكذلك التواطؤ الأوروبي فيها. تجاهل القضية سيتيح للاستبداد أن ينتشر في أوروبا دون رادع.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات معاداة السامیة قانون ا الذین ی تعریف ا

إقرأ أيضاً:

تقرير حقوقي: البحرين تواصل اعتقال الأطفال وتعذيبهم رغم العفو الملكي

 أصدر تحالف حقوقي دولي يضم هيومن رايتس ووتش ومنظمة أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين (ADHRB) تقريرًا حديثًا يوثّق استمرار الاعتقالات والانتهاكات ضد الأطفال في البحرين، رغم العفو الملكي الصادر في أبريل 2024 الذي شمل 40 قاصرًا.

وأوضح التقرير أن السلطات البحرينية ما زالت تمارس الاعتقال التعسفي بحق الأطفال، لا سيما الذين يعبّرون عن آرائهم بحرية أو يشاركون في احتجاجات سلمية. ووثقت "أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين" اعتقال 11 قاصرًا دون أوامر قضائية، تعرضوا للتعذيب النفسي والجسدي، والاحتجاز المطوّل دون محاكمة عادلة، وحُرموا من التمثيل القانوني والاتصال بأسرهم.

تصاعد القمع وانتهاكات خطيرة

وأشار التقرير إلى أن حملات القمع تصاعدت منذ أكتوبر 2023، حيث وثقت المنظمات الحقوقية استهداف 32 قاصرًا بين أغسطس وديسمبر 2023، تعرّضوا للضرب والتهديدات، وصودرت ممتلكاتهم أثناء الاعتقال. كما أكد التقرير أن 344 شخصًا اعتُقلوا بين أكتوبر 2023 ونوفمبر 2024 بسبب تضامنهم مع القضية الفلسطينية.

وأفادت الشهادات بأن الأطفال المحتجزين يعانون من ظروف احتجاز سيئة في سجن الحوض الجاف، تشمل الحرمان من الرعاية الصحية والتعليم، والاكتظاظ، وسوء التغذية، بالإضافة إلى القيود المفروضة على ممارسة الشعائر الدينية.

وفي هذا السياق، قال حسين عبد الله، المدير التنفيذي لمنظمة" أمريكيون من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان في البحرين": "لا يمكننا الحديث عن أي إصلاح حقيقي في البحرين. العفو الملكي لم يكن سوى واجهة زائفة، إذ امتلأت السجون مجددًا بأطفال جدد يواجهون نفس القمع والتعذيب."

وفي أبريل 2024، أصدر ملك البحرين، حمد بن عيسى آل خليفة، مرسومًا ملكيًا ساميًا يقضي بالعفو عن 1584 محكومًا في قضايا جنائية وقضايا تتعلق بـ"إثارة الشغب". تم هذا العفو بمناسبة اليوبيل الفضي لتولي جلالته مقاليد الحكم وتزامنًا مع عيد الفطر المبارك. يهدف هذا الإجراء إلى تعزيز تماسك المجتمع البحريني وحمايته، مع مراعاة المبادئ الإنسانية والاجتماعية للمحكومين.

من المهم ملاحظة أن العفو الملكي لم يشمل القضايا المتعلقة بأمن الدولة والإرهاب، والجرائم المتعلقة بإهانة الذات الإلهية أو الأنبياء، وقضايا العنف ضد الأطفال وذوي الإعاقة.

دعوات للإفراج والمحاسبة

ودعا التقرير الحكومة البحرينية إلى الإفراج الفوري عن جميع الأطفال المعتقلين تعسفيًا، وتحسين ظروف الاحتجاز، ومحاسبة المسؤولين عن الانتهاكات. كما ناشد المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، للضغط على البحرين لاحترام التزاماتها الحقوقية.

يأتي هذا التقرير في ظل تصاعد الضغوط الدولية على البحرين بسبب سجلها الحقوقي، وسط دعوات متزايدة لإجراء إصلاحات قانونية لحماية حقوق الأطفال وفقًا للمعايير الدولية.

إقرأ أيضا: تقرير يتهم الولايات المتحدة بدعم البحرين في انتهاكها لحقوق الإنسان

مقالات مشابهة

  • قسم تعلن تزايد الهجمات التركية على تشرين
  • مهلةُ القائد.. بين هندسة الوعي وإعادة تعريف القوة الناعمة
  • ساعات تفصلنا لانتهاء المهلة التي حددها زعيم الحوثيين باستئناف الهجمات على إسرائيل والبحر الأحمر
  • أستراليا: توقيف 14 شخصاً لتنفيذهم هجمات معادية للسامية
  • الدراما السورية من القمع والرقابة إلى الحرية والانعتاق
  • مغردون ينددون بقرار إسرائيل قطع الكهرباء عن غزة فماذا قالوا؟
  • تقرير حقوقي: البحرين تواصل اعتقال الأطفال وتعذيبهم رغم العفو الملكي
  • استعداداً لانتخابات تشرين.. مجلس المفوضين يصدّق تحديث سجلات الناخبين
  • الجبهة الشعبية تدين بشدة حملة القمع الأمريكية ضد الناشطين المتضامنين مع شعب فلسطين
  • والي الجزيرة يصدر قرارا لحماية المدنيين بالولاية