"ملمس الضوء" للإماراتية نادية النجار تدخل القائمة الطويلة لجائزة "البوكر"
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
ضمن القائمة الطويلة لجائزة "البوكر"، ترشحت رواية "ملمس الضوء" للأديبة الإماراتية نادية النجار، للجائزة العالمية للرواية العربية، التي ينظمها مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة، وتم الإعلان عن عناوين 16 رواية اشتملت عليها القائمة الطويلة.
من خلال أحداث الرواية يتعرف القرّاء على عوالم المكفوفين
وأكدت نادية النجار: "أن جائزة البوكر تعتبر من أهم الجوائز المرموقة في الوطن العربي، حيث يترقب القُرّاء والكُتاب والمهتمون في الأدب، الأعمال المرشحة والموجودة ضمن قائمتها كل عام"، قائلة: "وجود روايتي ضمن القائمة الطويلة لهذه السنة مهم جدا بالنسبة لي، لأنه يسلط الضوء عليها، ويزيد من عدد قرائها".
وفي إطار ردها على موقع 24، حول مدى توقعها لوصول روايتها للقائمة الطويلة، أجابت النجار: "صدقاً عندما أكتب لا أفكر في الجوائز، ولا أضع أية احتمالات، ولكن لا أنكر فرحتي الكبيرة بوصول "ملمس الضوء" إلى القائمة، وأتمنى أن تصل إلى القُراء، وتحظى بالقبول".
وأضافت: أن رواية "ملمس الضوء" صدرت عن منشورات المتوسط -إيطاليا، وأن الشخصية الرئيسية في الرواية، نورة، راوية الأحداث، عمياء، لكنها تروي الأحداث من خلال صور فوتوغرافية يتعرف عليها تطبيق إلكتروني، ويشرح محتواها، وسيتعرف القارئ من خلال الأحداث على عوالم المكفوفين، ونظرتهم الفريدة لما حولهم في غياب حاسة النظر، من خلال السمع، والتذوق والشم واللمس.
وعبر التاريخ الشخصي لأفراد عائلة نورة وسيرة جدّها الذي كان يهوى التصوير، نعود بالزمن إلى الوراء، ونكتشف تاريخ الخليج العربي عامة، وتاريخ دبي قبل اكتشاف النفط، والبحرين خلال المرحلة الأولى لاكتشافه.
وتتكون الرواية من 4 فصول أو أجزاء: باب الصوت، باب الرائحة، باب المذاق، باب اللمس.
ومن أجواء الرواية المقطع التالي:
كنتُ أقضي الساعات في قراءة تلك الكتب، ألمسُ خلايا النقاط الستة المرتبة في صفين متوازيين متساويين وأمشي عليها بسبَّابتي من اليسار إلى اليمين وأنا أُثبّت السَّطر بسبابتي الأخرى كي لا أضيع، اسم سيف يتكون من 3 خلايا، الأولى حرف السين الذي يتكون من ثلاث نقاط بارزة: نقطتان يسارًا في الصف الثاني والثالث، ونقطة يمينًا في الصف الأول، ثم يأتي حرف الياء الذي يتكون من نقطتين بارزتين: نقطة بارزة يسارًا في الصف الثاني، ونقطة يمينًا في الصف الأول، أمّا حرف الفاء فيتكون من ثلاث نقاط بارزة: نقطتان يسارًا على الصف الأول والثاني، وواحدة يمينًا على الصف الأول، قد يبدو ذلك صعبًا على المبصرين، ولكنه كان بابًا أتلصص منه على حيواتٍ أخرى؛ لأتخيّلَ كيف ينطُّ الأرنبُ، وألمسُ ندف الثلج في ليالي الشتاء الباردة، وأمسحُ دمعة أمّ فقدت ابنًا في حربٍ اختلقها البشر، وأستشعر خوف لاجئ يعبر بحرًا أو برًّا إلى حدود أخرى، كما تفعل الكتب السمعية بي الآن.
وفي مقطع آخر من الرواية تقول الكاتبة:
وبعدها بأيام التقى بمطر لأول مرة في المدرسة الأحمدية، كان يصغره بعامٍ وأشهر، إلا أنهما كانا في الصف نفسه، جذبَه شيءٌ ما نحو الفتى الأسمر الهادئ، صاحب الجبهة العريضة المحدّبة والأسنان الكبيرة البارزة إلى الأمام، ابن الغوَّاص الذي يسكن أحد العُرش المتوارية، وراء البيوت ذات الجدران العالية والأبراج الهوائية في منطقة الشندغة، أصبحا رفيقين، يجلسان متجاورَين في الفصل، ويتمشيان معًا وقت الفسحة، ويُصليان معًا في المسجد القريب، ولا يفترقان سوى عند موعد عودة مطر إلى البرّ الآخر، فيتّجهان معًا إلى ضفة الخور القريبة من الشندغة، ويودّع صديقه، الذي يرفع كندورته، ويربط أطرافها على وسطه الضئيل، ثم يضعُ دفتره وأوراقه القليلة على رأسه، ويسير في المياه الضحلة إلى الضفة الأخرى، ظلاّ هكذا 4 سنوات، بعدها تركَ عليّ المدرسة، وتبعه رفيقه، كانا الأفقرَ والأشدَّ اجتهادًا.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية جائزة البوكر القائمة الطویلة الصف الأول ا فی الصف من خلال
إقرأ أيضاً:
هذا هو حصان طروادة الذي سيفكّك الغرب
لا أدري إن كان تعبير الانسلاخ عن الغرب، مُعبّرًا عمّا يُعرف بالإنجليزية بـ de-westernisation، وهو توجّه عالمي يسعى إلى إزاحة الغرب من سؤدده، من أجل عالم متعدّد الأقطاب، يقطع مع الأحادية السياسية والاقتصادية التي طبعت العلاقات الدولية لأكثر من ثلاثة عقود، أي أنه ينازع الولاياتِ المتحدة سؤددَها، ويدعو إلى مؤسسات مالية غير تلك المرتهنة بالغرب، مثل صندوق النقد الدولي (IMF)، والبنك الدولي (World Bank)، من خلال مؤسّسات مالية بديلة.
وهو يدعو، ضمن ما يدعو إليه، إلى نزع الدولار من وضعيته كعملة وحيدة للمبادلات التجارية، ويُقرّ بظهور أقطاب جدد، منها مجموعة "بريكس" التي لم تَعُد محصورة في مؤسسيها الخمسة الأوائل، ومنها الجنوب الشامل، ومجموعة العشرين، إلى جانب الدول الكبرى التي تستند إلى حضارة، مثل الصين، وروسيا، والهند.. كما يسعى هذا الاتجاه، إلى تفعيل دور الأمم المتحدة، والائتمار بالقانون الدولي.
لا يقف هذا التوجّه عند مساءلة الهيمنة الغربية على الساحة الدولية والاقتصادية فحسب، بل يذهب إلى مساءلة القيم الغربية، ومنها حقوق الإنسان التي تظل، وَفق رؤيته، انتقائية، ومنها الديمقراطية التي تعرف اهتزازًا، ومنها الليبرالية التي تُفضي، ضمن ما تفضي إليه، إلى تحلّل قيم التضامن، وتهديد الأسرة، وتؤول اجتماعيًا إلى هيمنة أوليغارشيات نافذة، وإلى استعداء الآخر، أو ما يُعرف بالكزِنوفوبيا، ممّا يُغذّي التوتر داخل المجتمعات الغربية، ويُهدّد العيش المشترك.
إعلانحدثان طرآ مؤخرًا يرسّخان هذا المدّ نحو الانسلاخ عن الغرب، سيكون لهما ما بعدهما، أي أنه ستتمخض عنهما تداعيات جيوسياسية كبرى، من شأنها أن تؤثر سلبًا على الغرب:
أوّلهما، زيارة وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، إلى روسيا، ولقاؤه بنظيره الروسي لافروف، وما تمخض عن اللقاء من تطابق رؤى من أجل عالم متعدد الأقطاب.
كان ذلك في أفق التحضير لزيارة الرئيس الصيني إلى روسيا (لم يتحدد بعد مكان الزيارة) لحضور حفل الذكرى الستين للانتصار على النازية، أو ما يسمى في الأدبيات الروسية الرسمية بـ"الحرب الوطنية الكبرى".
والحدث الثاني، هو قرار الرئيس الأميركي رفع الرسوم الجمركية على دول العالم، مما ينسف عمليًا العولمة، وكانت حصان طروادة الولايات المتحدة، حيث كانت العولمة مرادفًا للأمركة.
التوجّه الجديد الذي استنّه الرئيس الأميركي ينسف العولمة ويُرسّخ ما يُسمّى بـ de-coupling أي أن القاعدة الذهبية للعولمة، رابح/رابح، تهتز، حيث لا يُقابل رابح بالضرورة رابحًا آخر، ويؤول إلى ما يسميه الاقتصاديون بقاعدة خاسر/خاسر.
قرار رفع الرسوم الجمركيّة من قِبل الولايات المتحدة، تمخّض عنه ردّ مماثل من قِبل الصين، برفع الرسوم على الصادرات الأميركية، مما يحرم الولايات المتحدة من حاجتها إلى المواد الغنية الضروريّة لصناعة الرقائق الرقمية، وهو القرار الذي يُدخِل العالم بالتبعية في حروب تجارية.
يُجمع كثير من المراقبين الدوليين على أن تهدئة الرئيس الأميركي ترامب حيال روسيا مؤخرًا، وما رافق ذلك من غلظة على رئيس أوكرانيا، كان بهدف إخراج روسيا من محور بكين، أو ما يسمى في الأدبيات الرسمية للبلدين "صداقة بلا حدود"، من أجل استقطابها في حِضن الغرب.
عملية "المغازلة" تلك تقتضي تنازلًا، من خلال الاعتراف بحقوق روسيا على المناطق الناطقة بالروسية في أوكرانيا، في إقليم الدونباس، مثلما أعرب ممثل الرئيس ترامب ستيف ويتكوف.
إعلانالتحوّل يشبه في بعض النواحي التقارب الذي حدث بين الولايات المتحدة في عهد نيكسون والصين، في ظل الحرب الباردة، لعزل الاتحاد السوفياتي.
لكن، هل يتكرر التاريخ؟ وهل سيتخلى بوتين عن ولاء راسخ مع الصين، ومشاريع كبرى مشتركة، وإطار طموح، في إطار منظمة شنغهاي، لفائدة شيء افتراضي مع الولايات المتحدة، وعلى تاريخ من التوجس، والعهود المُخْلفة، أو ما يسميه الرئيس بوتين بـ"إمبراطورية الكذب"، في إشارة إلى الولايات المتحدة، التي لم تحترم التزامها بعدم توسيع الناتو، ودعمت ما تسميه موسكو "بثورات الألوان"، أي قلب أنظمة من خلال مظاهرات مُدبّرة؟
القمة الصينية الروسية المرتقبة بمناسبة الذكرى الستين للانتصار على النازية لن تكون مجرد لحظة احتفالية، بل محطّة لرسم معالم عالم جديد خارج هيمنة الغرب، وتعدّ بلا مراء إحدى المحطات الكبرى لهذا التوجّه الذي ينزع الغرب من سؤدده، أو الانسلاخ عنه.
الطريف أن الولايات المتحدة، أو على الأصح ترامب، هو من أدوات الانسلاخ عن الهيمنة الغربية، وذلك من خلال التحلل من القواعد التي تضعها الولايات المتحدة إذا صادف أنها لم تَعُد تخدم مصالحها، وهو ما يُغذي التوجس منها.
الولايات المتحدة التي كانت رافعة لحرية المبادلات التجارية، هي من يتخلى عنها لفائدة "الحمائية"، والولايات المتحدة العمود الفقري للناتو ورأس حربته، هي من يُقوّضه بإضعاف أوروبا، الحليف الإستراتيجي الطبيعي لها.
والولايات المتحدة التي كانت تزعم أنها هزمت الاتحاد السوفياتي، ليس بالرؤوس النووية، ولكن بالحرية ونظام السوق، وزعمت نفس الشيء في الحرب على الإرهاب، هي من يتخلى عن القيم لفائدة الصفقات.
والولايات المتحدة التي انتصبت نصيرًا لنظام عالمي جديد، يقوم على احترام القانون الدولي، وعدم تغيير الخرائط الدولية بالقوة، هي من يجنح للقوة، ويُلوّح بها لتغيير الخرائط الدولية.
إعلانبرهنت الولايات المتحدة على قوتها في علاقاتها مع أوروبا، التي من دون مظلتها، تظل جبلًا سفحه من صلصال، كما يُقال، أيْ عملاقًا اقتصاديًا وقَزَمًا عسكريًا.
وأظهرت الولايات المتحدة هيمنتها في الشرق الأوسط، وحيّدت القوى الدولية والإقليمية التي من شأنها أن تنازعها دورها في المنطقة.
وتظل الولايات المتحدة متميزة على روسيا من خلال قوتها الاقتصادية الضاربة، ولها تميزها على الصين من خلال أحلافها العسكرية، وقوتها العسكرية.
لكن، هل يمكن أن تبزّ الصين وروسيا، مجتمعتَين، فيما يسميه إستراتيجيون أميركيون "اللعبة الطويلة"؟ وهل يمكن أن تُبقي على رصيد الثقة مع أوروبا بعد الذي رشح من الرئيس الأميركي ونائبه حيالها، من تحلل من الالتزامات بل واحتقار؟ وحتى على مستوى الشرق الأوسط، فاللعبة لصالح الولايات المتحدة لم تُحسم.
التوجّه الذي ترعاه الولايات المتحدة على مستوى العلاقات الدولية، بتغليب منطق القوة على القانون، والتحلل من الالتزامات الدولية، من شأنه أن يُفرز ردود فعل، وقد تكون القمة الصينية الروسية بداية تحوُّل لا يصبّ في صالح الولايات المتحدة، يمكن أن تتولد عنه تداعيات كبرى على مستوى الساحة الدولية.
ينبغي أن نشير إلى أن الخيارات الحمائية للولايات المتحدة لها كلفة اقتصادية على الاقتصاد الأميركي نفسه، وعلى دخل المواطنين الأميركيين، ومن شأن هذه التكلفة أن تنعكس على خيارات الناخب الأميركي مستقبلًا.
للناخب الأميركي كلمته حول خيارات الإدارة الأميركية الحالية، التي لا تخدم على المدى الطويل مصالحها الإستراتيجية. الترامبية مرشحة لأن تعزّز الانسلاخ عن الغرب، وتؤجّج أزمة داخلية فيه، وداخل الولايات المتحدة نفسها.
الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline