عربي21:
2025-01-08@20:28:18 GMT

القلق الغربي من حرية العربي ومقاوم المحتل

تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT

أعادت المواقف السياسية المرتبطة بالتغيير الحاصل في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد، تأكيد ثوابت غربية وأمريكية عن النفاق المتبع مع قضايا عربية، منها التحرر من الاستبداد والاحتلال معا. الرسائل التي حملها زوار دمشق من باريس وبرلين والاتحاد الأوروبي، تحمل شروط ما يجب أن يكون ولا يكون لإقامة علاقة "سليمة" مع سوريا ما بعد الأسد، من منطلق خوف هذه الدول على العلاقة التي تحكم نظام الحكم الجديد مع الشعب السوري، وربط مسألة رفع العقوبات عن سوريا بهذه الشروط، بما يفضح تذكير الشعوب بسياسة الابتزاز الغربي للشعوب، لأن أسباب فرض العقوبات ارتبطت بجرائم النظام السابق وسلوكه، ونظريا من المفترض أن تزول مع زوال النظام، لكن ما اتُخذ من مواقف غربية يؤكد جملة مفضوحة من السياسة الغربية والأمريكية حيال مسألة حقوق الإنسان والأقليات والمرأة وفصل الدين عن الدولة، والأهم المواقف الرسمية من القضية الفلسطينية وجرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة.



لقد منحت تجربة المواقف الأمريكية والغربية، من حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، الشرح الوافي لأبعاد النفاق من مسألة القلق على حقوق الإنسان والديمقراطية، والكيل بمكيالين عند التطرق للشرعية الدولية وقوانينها، بالانحياز المطلق للاحتلال، وتوفير كل مستلزمات الجريمة من قنابل وذخائر وتوفير مظلة سياسية له بالمحافل الدولية. وهنا ينبغي علينا عدم تضخيم مسألة القلق التي يبديها بعض السياسيين في الغرب ممن توافدوا على دمشق في الآونة الأخيرة، لاستكشاف المسار السوري الجديد.

منحت تجربة المواقف الأمريكية والغربية، من حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، الشرح الوافي لأبعاد النفاق من مسألة القلق على حقوق الإنسان والديمقراطية، والكيل بمكيالين عند التطرق للشرعية الدولية وقوانينها، بالانحياز المطلق للاحتلال، وتوفير كل مستلزمات الجريمة من قنابل وذخائر وتوفير مظلة سياسية له بالمحافل الدولية
فالمواقف التي عبر عنها وزيرا خارجية فرنسا جان نويل بارو ونظيرته الألمانية أنالينا بيربوك، حول حماية الأقليات وتأكيد الوجود بجانب المسيحيين، وما إلى هنالك من مواقف تتعلق بمسألة رفع العقوبات وحقوق المرأة، فهذه نغمة مكشوفة الهدف لأن من كان يتشاطر هذا القلق في المنطقة هم السوريون أنفسهم، ضحايا هذا التصنيف والتهميش الذي رسخه النظام البائد، بعد نزع المواطنة عنهم وسلبهم حريتهم وكرامتهم والدوس على كل القوانين المحلية والدولية، ومن يمارس جرائم ضد الأطفال والنساء ويرتكب إبادة جماعية في غزة ضد الوجود الفلسطيني كله يحظى بدعم القلقين جدا على الأقليات والمكونات السورية.

إن منطق الاستمرار أو التعامل مع التجارب الماضية لمواقف غربية وأمريكية من قضايا المنطقة، وعلى رأسها قضية فلسطين وقضايا التحرر العربي من الاستبداد، عبر حقبة أو فكر سياسي استعلائي استعماري، لم يتغير حين وُضع تحت اختبار حقيقي مباشر، وفي مواجهة جرائم الحرب والإبادة الجماعية في غزة، فكانت التطلعات والآراء الثقافية والسياسية والأخلاقية لخطاب غربي مهيمن بشكل فعال ضد مقاومة الاحتلال والثورات العربية، مع بروز تحالفات يمينية شعبوية في الغرب تدعم الثورات المضادة باستحضار الموجة المشحونة بفزاعة محاربة الإرهاب والإسلاموفوبيا والتحريض على اللاجئين، مما خلق حالة من الضيق والتندر عند البعض الغربي من مراقبة هزيمة "قيم" المحتل، وسقوط سرديته، فمذابح المستعمر الصهيوني استهدفت النسبة الأكبر من النساء والأطفال في غزة، لا بل الجرائم مستمرة على الهواء مباشرة، ضد كل بُنى المجتمع الفلسطيني، والتي بررتها وزيرة الخارجية الألمانية في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بأن لإسرائيل الحق في قتل المدنيين بقصف المناطق التي يعيشون فيها، إذا كان هناك "إرهابيون يسيئون استخدامها".

الموقف الفرنسي لم يبتعد عن نظيره الألماني، عندما تعلق الموضوع بتنفيذ مذكرة المحكمة الجنائية الدولية، لاعتقال رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه الأسبق يوآف غالانت، بتهم ارتكاب جرائم حرب في غزة، ومنحه استثناء وحصانة في حال زيارته فرنسا.

العوامل والملامح والظروف المشتركة لمنطق الاستعلاء الغربي والأمريكي بالتعاطي مع الملفات العربية، هو بالضبط ما يجب أن تتعاطى معه قوى التغيير في سوريا الجديدة، وهو ما يجب أن يكون تراكما للحاضر الفلسطيني والعربي بكل نتائجه، لأن ملمح التحول المضاد لتطلعات الشعب السوري، قد بدأ بشكل ناعم من خلال تسجيل العديد من المواقف الغربية تحت غطاء جس نبض القيادة الجديدة، واعتلاء منبر القلق على حقوق الإنسان والمرأة والأقليات، وبموازاة عزف وسائل اعلام الاستبداد العربي على الوتر الغربي في الحالة السورية من التعبير عن القلق على أمنها، وعلى مستقبل البلاد ووحدة أراضيها، وهي التي بقيت داعمة لنظام الإجرام الأسدي طيلة 14 عاما وحتى لحظة هروبه.

الهامش المتاح أمام خطاب غربي يهتم بقضايا المنطقة، هو تعاطف بجوانب إنسانية محددة، وبالحديث عن استعداد لتقديم مساعدات غذائية ودوائية كما في الحالة السورية، والإعراب عن القلق في الحالة الفلسطينية وصمت عن جرائم الإبادة والحرب في غزة وعجز عن ردعها، ونفاق في مسألة حل الدولتين، والمجال يضيق هنا بالحديث عن الهوامش الغربية ضمن إطار أيديولوجي مصطنع
مجمل المخاوف الغربية مما جرى في سوريا بعد الثامن من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، مقتبسة من نمط تفكير استعلائي مصدرها نظرة دونية للعقل العربي، ولذلك سببت الحالة السورية ألما واضحا عند المتهافتين نحو دمشق، فهذا نموذج قدم نفسه متسامحا متنورا كما يمكن أن يساعد على إلهام إنجازاته العظيمة في التخلص من الطاغية السوري حسما لكثير من الشعوب المقهورة والمضطهدة بعد الثورات المضادة، ولمثل هذه النهاية التي انتهى إليها نظام الإجرام والسجون والتحطيم الشامل للمجتمع السوري، أن تناضل شعوب عربية، لأن المشكلة والقضية لا تنحصر فقط في تنميط صورة العربي في الدونية والتطرف والإرهاب، بقدر ارتباط هذه المعضلة مع خطاب عربي قاصر عن المواطنة وسيادة القانون. فالزائر الغربي لدمشق على سبيل المثال الفرنسي والألماني الذي اجتمع مع ما أطلق عليها أقليات؛ لم يسمع منها مفهوما عن المواطنة وسيادة القانون التي يتساوى الجميع تحتهما، وأخذ من زواره قشور القلق على مكون قد يتعرض للتهديد وفق رغبة الزائر.

أخيرا، الهامش المتاح أمام خطاب غربي يهتم بقضايا المنطقة، هو تعاطف بجوانب إنسانية محددة، وبالحديث عن استعداد لتقديم مساعدات غذائية ودوائية كما في الحالة السورية، والإعراب عن القلق في الحالة الفلسطينية وصمت عن جرائم الإبادة والحرب في غزة وعجز عن ردعها، ونفاق في مسألة حل الدولتين، والمجال يضيق هنا بالحديث عن الهوامش الغربية ضمن إطار أيديولوجي مصطنع، وبعيد عن متن القضايا العربية الموضوعة في إطار مليء بالانفعالات والتحيز الدفاعي عن المستبد والمحتل وجرائمه، هو مضمون الخطاب الغربي والأمريكي الذي يحكم علاقته مع القضايا العربية، بمضمون استعلائي قشرته القلق على مصير أقليات شكلت عمق هوية مجتمعاتها عبر التاريخ، اتخذ الاحتلال هذه السردية للسيطرة والاستبداد سخرها في التباكي على مصيرها ووجودها، وحقيقة الأمر يراد لها البقاء في مسلسل التدمير الذاتي لسرقة مستقبل وحاضر المنطقة، بإفشال أي عملية تغيير وتحرير يقدم عليها عربي الحرية ومقاوم الاحتلال.

x.com/nizar_sahli

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه سوريا الغربي الفلسطينية الحرية سوريا فلسطين حرية الغرب مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الحالة السوریة حقوق الإنسان القلق على فی الحالة فی غزة

إقرأ أيضاً:

استبعاد “إسرائيلي” لنجاح خطة ضم الضفة الغربية وغور الأردن

#سواليف

كشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن الأسبوع الماضي شهد انعقاد مؤتمر استثنائي جمع عشرات النشطاء والشخصيات العامة ورؤساء السلطات التابعة لليمين في فندق رمادا بالقدس المحتلة، نظمه مجلس تجمع #المستوطنات #اليهودية بالضفة الغربية “يشع”، برئاسة عضو الكنيست أفيحاي بوفارون، لوضع الأساس لخطة تنفيذية يسعى لإنجازها في السنوات المقبلة، مفادها تهيئة الظروف لتحويل #الضفة_الغربية و #غور_الأردن لجزء لا يتجزأ من #دولة_الاحتلال.

وأكد، الجنرال شاؤول أريئيلي، الحاكم الأسبق للواء غزة، ورئيس دائرة المفاوضات بمكتب رئيس الوزراء، ورئيس مجموعة أبحاث “تمرور-بوليتوغرافيا”، والمحاضر بجامعة رايخمان، أن “هذه #الخطة ولدت من فهم الاتجاهات الحالية في المشروع الاستيطاني للضفة الغربية، لأنه وفقا للاتجاهات الحالية فإنه خلال أربع سنوات لن يتجاوز عدد #المستوطنين فيها 570 ألفاً، الأمر الذي يدفع قادتهم لإعداد هذه الخطة، تحضيرا لدخول الرئيس دونالد ترامب للبيت الأبيض”.

وأضاف في مقال نشره موقع زمن إسرائيل، أن “هذه الخطة الاستيطانية الخطيرة تقوم على أربعة مبادئ أساسية: أولها إنشاء أربع مستوطنات جديدة، إحداها حريديم وأخرى درزية، وثانيها تحويل هذه المستوطنات الاستراتيجية إلى مدن إسرائيلية، وثالثها تطبيق اختصاص المجالس الإقليمية على المنطقة الواقعة بين المستوطنات، وتطبيق السيطرة الإسرائيلية على المنطقة المفتوحة، ورابعها إنشاء سلطات بلدية عربية تحل محل السلطة الفلسطينية”.

مقالات ذات صلة السلطة الفلسطينية تسلم منفذة عملية طعن برام الله.. وإدانات 2025/01/07

وأوضح أنه “بالنسبة للمبدأ الأول من الخطة فيمكن الافتراض أنه سيتم العثور على يهود متشددين ليستقروا في هذه المستوطنات، رغم أن المدينتين الحريديتين، بيتار عيليت وموديعين عيليت، عانتا من توازن الهجرة السلبي في الماضي، وبعد خمس سنوات، سيكون العامل المهم هو موقع المدينة، في ظل المحاولة الفاشلة مع مستوطنة عمانوئيل المقامة قبل 40 عاما في قلب الضفة الغربية، وعدد سكانها اليوم 5500 نسمة”.

وبين أنه “إذا لم تكن تقع هذه المستوطنة الجديدة على الخط الأخضر وغرب السياج الأمني، فإن فرص ازدهارها منخفضة للغاية، أما في المدينتين الأخريين، فيجب أن نتذكر أن اليهود العلمانيين يتخلون عن الضفة الغربية، لأنهم في 2010 شكلوا 36% من عددهم الإجمالي، أما اليوم فنسبتهم 26% فقط”.

وأكد أن “المبدأ الثاني يقوم على تحويل مستوطنات معاليه أفرايم وإفرات وعاليه ونحاليئيل وكريات أربع إلى مدن إسرائيلية، مع أن الأولى تأسست قبل خمسين عاما، وعدد سكانها 1692 نسمة فقط”.

وتابع، “كان من المفترض أن يقدم المجلس الخدمات لسكان غور ا لأردن، لكن عددهم لا يتجاوز 7500 نسمة، وليس فيها صناعة أو زراعة أو سياحة، أما الثانية فارتفع سكانها إلى 12392 نسمة، وتعاني من ميزان هجرة سلبي خلال السنوات الثلاث الماضية، ومساحة بنائها 1400 دونما فقطـ، وقريبة جدًا من القدس وبيتار عيليت، ولن تجتذب إليها يهودا متشددين أو علمانيين”.

وأضاف، أن “المستوطنة الثالثة غرب بنيامين فهي صغيرة، وبعيدة عن طرق المرور الرئيسية، ويعيش فيها 744 شخصًا في مساحة تقل عن 200 دونما، أما المستوطنة الرابعة فتضم 7600 نسمة فقط، وتعاني من توازن هجرة سلبي منذ عقد من الزمن، وهي الأضعف اقتصاديا، وتقع في قلب تجمع سكاني فلسطيني يقارب 850 ألف نسمة”.

وأشار أن “المبدأ الثالث من الخطة الاستيطانية تتعلق بتطبيق اختصاص المجالس على كافة مناطق (ج) في الضفة الغربية، مما يعني مضاعفة اختصاصها بعشرة أضعاف، بحيث ستنمو مساحتها من 72 كم2 إلى 680 كم2، مما سيسمح بالسيطرة على جميع المواقع الأثرية، التي يصل عددها في المنطقة “ج” إلى 2000 موقع، وجميع عشرات المواقع السياحية خارج المستوطنات”.

وحذر أن “المبدأ الرابع المتعلق بتطبيق السيطرة، وإنشاء سلطات بلدية لـ 400 ألف فلسطيني يعيشون في المنطقة (ج) سيتطلب ميزانية حالية، على غرار شرقي القدس، تبلغ 15 مليار شيكل سنويا، يضاف إليها عشرات المليارات المخصصة للبنى التحتية والمؤسسات”.

وكشف أنه “في حال تم ضم المنطقة (ج) من الضفة الغربية، فسيزداد طول حدود دولة الاحتلال مع الأراضي الفلسطينية من 311 كم على طول الخط الأخضر إلى 1800 كم، أي ثلاثة أضعاف طول حدود إسرائيل كلها وإذا تم اتخاذ قرار بإقامة عائق، فستكون التكلفة 60 مليار شيكل إضافية، وتعبئة احتياطية دائمة للأنشطة الأمنية المستمرة، كما أن أكثر من نصف المنطقة (ج) مملوكة للقطاع الفلسطيني الخاص من سكان منطقتي (أ و ب)، مما يعني تعذر وصولهم لأراضيهم، أو ذهاب الاحتلال لمصادرتها”.

وختم بالقول إنه “بعيدا عن عدم جدوى هذه الخطة، فإن الافتراض بأن إسرائيل ستكون قادرة على تحمل تبعاتها الاقتصادية أو الأمنية أو السياسية تقترب من الخيال”.

مقالات مشابهة

  • صندوق النقد العربي: الحالة المالية العامة للبنان تتفاقم بسبب غياب التمويل
  • المنطقة العسكرية الساحل الغربي تعبن تولي تأمين وحماية مصفاة الزاوية لتكرير النفط
  • تسليم تأمين مصفاة الزاوية للمنطقة العسكرية الساحل الغربي، وإعلان مستمر عن “استهداف أوكار”
  • المنطقة العسكرية «الساحل الغربي» تستلم تأمين «شركة الزاوية» لتكرير النفط
  • إسرائيل تهدد بـ«غزة ثانية» في الضفة الغربية بعد عملية «كدوميم »
  • نائب أمير تبوك يطلع على نسب الإنجاز في المشروعات التي تنفذها أمانة المنطقة
  • استبعاد “إسرائيلي” لنجاح خطة ضم الضفة الغربية وغور الأردن
  • جيش الاحتلال ينسحب من القطاع الغربي لجنوب لبنان قبيل انتشار الجيش اللبناني في المنطقة
  • ‏الجيش الإسرائيلي يطلق عملية للبحث عن منفذي عملية إطلاق النار التي وقعت في قلقيلية في شمال الضفة الغربية