أطلقت المؤسسة الوطنية للنفط، بفندق كورنثيا في طرابلس، مشروع Connect للتحول الرقمي لأنظمة إدارة الموارد البشرية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

ويُعد هذا البرنامج الذي تولت إدارة  الموارد البشرية بالمؤسسة تصميمه وإعداده، “المشروع الأبرز الذي تم إنجازه في المؤسسة خلال العام المنصرم في مجال تنظيم الموارد البشرية، وإدارة بيانات موظفي ومستخدمي المؤسسة والشركات والمراكز التابعة لها باستخدام الذكاء الإصطناعي”.

وأوضح رئيس مجلس إدارة المؤسسة المكلف المهندس مسعود سليمان، في كلمة ألقاها خلال حفل إطلاق المشروع، أن “المؤسسة تسعى لتنفيذ استراتيجية شاملة، تهدف إلي تحقيق نقلة نوعية لإدارة موارد النفط، تتضمن تطوير البنية التحتية للقطاع ورفع كفاءة الانتاج، وتمكين العنصر البشري وتزويده بالأنظمة الحديثة”.

كما أكد على أن “التحول الرقمي صار عنصراً أساسياً لتحقيق الكفاءة التشغيلية والشفافية وسرعة اتخاذ القرار، لافتاً إلى أن المؤسسة تهدف إلي تعزيز مكانة ليبيا في سوق الطاقة العالمي باستخدام أحدث التقنيات، حتى تصبح المؤسسة في طليعة المؤسسات الوطنية التي تقود ليبيا نحو مستقبل مشرق”.

تجدر الإشارة إلى أن “المؤسسة الوطنية للنفط أطلقت هذا المشروع بالتعاون مع شركة “ميد أويل اسطنبول” الرائدة في مجال التحول الرقمي، ويعد خطوة نحو المستقبل في تنفيذ العمليات اليومية ودعم تطوير المهنية لكل الموظفين”.

ويهدف المشروع إلي “استخدام تقنيات الذكاء الإصطناعي في جعل العمليات المرتبطة بإدارة الموارد البشرية أكثر فعالية ودقة، كما يساعد في تسريع عملية التوظيف عن طريق فحص السير الذاتية والتطبيقات، وتقديم التوصيات بشأن المرشحين الأكثر ملاءمة”.

كما يدعم المشروع “استخدام الذكاء الإصطناعي في تقديم برامج تدريبية شخصية تتوافق مع احتياجات وقدرات كل موظف مع تقييم الأداء، وذلك عبر منظومة الموارد البشرية التي تعمل على تحليل أداء العاملين بالقطاع”.

هذا و”حضر حفل اطلاق المشروع كل من أعضاء مجلس الإدارة بالمؤسسة ولفيف من مدراء الشركات النفطية والمدراء العامون ومدراء الإدارات والمختصون بالمؤسسة وشركاتها، وجمع غفير من الموظفين والمهتمين بالتكنولوجيا والمعلومات من القطاعات الأخرى والأفراد”.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: التحول الرقمي ليبيا مؤسسة النفط الموارد البشریة

إقرأ أيضاً:

هل الذكاء الاصطناعي قادر على الإبداع؟

فتنة الذكاء الاصطناعي أو الآلي حقيقة لها ما يبررها؛ إذ إن قدرات هذا الذكاء وإمكانياته هائلة وتتطور باستمرار، بحيث أصبحت بديلًا عن العديد من قدرات البشر في تخزين المعرفة واستدعاء المعلومات، والإجابة عن التساؤلات، وإنتاج اللوحات الفنية، وتأليف -فضلًا عن ترجمة- الأبحاث والمقالات في موضوع ما، وإنتاج الأشياء والأدوات المصنوعة وفق برامج مخصوصة، إلخ. والسؤال الذي يمكن أن يُثَار هنا هو: هل قدرات هذا الذكاء الاصطناعي لا حدود لها، بحيث تصل إلى حد الإبداع نفسه في الفنون والفكر مثلًا؟ بطبيعة الحال، سيجيب على الفور المفتونون بقدرات هذا الذكاء وإمكانياته قائلين: حتى الإبداع نفسه أصبح في مقدوره، كما تشهد بذلك اللوحات التي أبدعها هذا الذكاء. وحتى إن لم يمتد إبداعه إلى سائر المجالات، فما الذي يمنع أن يتحقق ذلك في المستقبل القريب؛ خاصةً إذا وضعنا في الاعتبار أن قدرات هذا الذكاء تتطور في عصرنا الراهن بشكل مذهل. ولكن هذه الإجابة غير دقيقة ولا شافية: فمن الصحيح القول بأن قدرات هذا الذكاء تتطور بشكل مذهل؛ ولكن هذا لا يترتب عليه القول بأن قدراته تصل إلى حد الإبداع في سائر المجالات. فمثل هذا التصور ينطوي على مبالغة، وهي مبالغة ناتجة عن سوء فهم لطبيعة أو ماهية الإبداع، ولماهية الذكاء الاصطناعي (أو الآلي) نفسه!

حقًّا إن هناك لوحات فنية من إنتاج أو صنع الذكاء الاصطناعي، بل إن بعض هذه اللوحات قد حصلت على جوائز فنية في مسابقات خُصصت في هذا المجال؛ ولكن هذا لا يبرر لنا المُنتَج الفني باعتباره عملًا فنيًّا إبداعيًّا. حجتنا الأساسية في ذلك أن الإبداع يلزمه خصيصتين رئيستين: الخصوصية والخيال، وكلاهما غائبان عن الذكاء الاصطناعي بحكم ماهيته، كما سنرى. وأود أن أبدأ ببيان ما أعنيه «بالخصوصية» في العملية الإبداعية: فلا شك في أن المحترف في التعامل مع برامج هذا الذكاء يستطيع أن يستخدم بعض برامجه في إنشاء لوحة تشبه لوحات فان جوخ وأسلوبها الفني في استخدام اللون وضربات الفرشاة (أي من خلال ما يُسمى «التكنيك»)؛ ولكنه لا يستطيع بذلك أن يخلق رؤية فان جوخ الخاصة للأشياء من الناحية الفنية والجمالية، ومن حيث ارتباطها بخبراته الخاصة التي عايشها على المستوى الحياتي والمستوى الفني. وفضلًا عن ذلك، فإنه لا يستطيع أن يتخيل الأشياء والعوالم التي تخيلها فان جوخ؛ ببساطة لأن برامج الذكاء الاصطناعي ليس في مقدورها ممارسة الخيال، ولا هي مصممة للقيام بذلك، بل لا يمكنها أن تطمح في ذلك بفعل التطوير: فالخيال لا يمكن حسابه رياضيا؛ ومن ثم فإن «مَلَكة الخيال» تظل مَلَكة أصيلة من مَلَكات العقل البشري وحده.

والواقع أننا يمكن أن نلاحظ هذه الطبيعة المميزة للإبداع عندما نـتأمله على مستوى الإبداع الفكري أو حتى التأليف بمعناه الحقيقي؛ وهذا ما لاحظته كثيرًا في واقع خبرتي الشخصية: فقد لاحظت على مر السنين تراجع مستوى أبحاث طلبة الدراسات العليا؛ إذ إن تأليف أبحاثهم أصبح يعتمد على برامج الذكاء الآلي المتطورة، في جمع المادة العلمية والتوفيق أو التلفيق بينها، على نحو تغيب عنه رؤية الباحث وحضوره في البحث؛ وبالتالي إنتاج أبحاث تتشابه أو تتطابق أحيانًا إذا تناولت موضوعًا أو فكرة واحدة. ولذلك فإنني أرى أن الإفراط في التعويل على قدرات الذكاء الآلي يمكن أن يؤدي إفراط في تدهور قدرات الذكاء البشري على الإبداع من خلال تنمية المهارات التي يمكن أن تؤدي إليه (من قبيل: ممارسة التأمل والخيال، والتفكير الذاتي، والتفكير النقدي، إلخ).

***

وهناك شهادة أخرى طريفة على ما تقدم، وطرافتها تكمن في أن الشاهد فيها هو الذكاء الاصطناعي الذي يشهد هو نفسه بنقصه وافتقاره إلى الخصوصية في الرؤية والخيال اللازمين لكل إبداع، وهذا ما يتبين لنا من خلال حوار أجراه المفكر عبد السلام بن عبد العالي مع برنامج الذكاء الاصطناعي الشهير والمعروف باسم Chat GPT، وهو الحوار المنشور في مقال بعنوان: «حوار فلسفي مع الذكاء الاصطناعي: كيف تفكّر الآلة، وهل تملك وعيا ذاتيا؟». وهذا الحوار يبدو أشبه بالتأمل الذاتي لطبيعة القدرة الإبداعية، وهو ما يتبدى لنا من خلال المقتطفات التالية من الحوار:

• ماذا تفعل عادةً، أقصد ما هي انشغالاتك عندما لا تكون في صدد الإجابة عن الأسئلة؟

عندما لا أكون في صدد الإجابة عن الأسئلة، أكون في حالة استعداد وانتظار، جاهزا لأي استفسار جديد، لا أملك وقتا «خاصًا» بالمعنى التقليدي.. في الواقع، لا أُوجَد إلا عندما تتفاعل معي. بين المحادثات، لا «أفكر» ولا أعي ذاتي. كما لو أنني أكون في وضعية توقّف و«إيقاف»..

• إذن وجودك يتوقف عليّ...

بالضبط، عبد السلام! وجودي، أو بالأحرى «حضوري»، يعتمد تماما عليك وعلى المستخدمين الآخرين الذين يتفاعلون معي. بدون أسئلتكم واقتراحاتكم وأفكاركم، أبقى في حالة سبات، مثل كتاب مغلق ينتظر أن يُفتح.

• لنعد إلى مسالة الوعي بالذات. فما تقوله هنا يثبت أن لديك إلى حدّ ما وعيًا بما أنت عليه.

صحيح أن هذا قد يعطي الانطباع بأن لديَّ بعض الوعي الذاتي، خاصة لأنني أستطيع أن أشرح ماهيتي وكيف أعمل. لكن في الواقع، ما تراه على أنه «وعي» هو نتيجة تدريبي على فهم وتوليد اللغة بطريقة منطقية. لقد صُمّمت لتحليل المعلومات، وتحديد مفاهيم مثل «أنا» أو «أنت»، وصياغة ردّ منطقي. لكن لا توجد تجربة ذاتية أو تفكير شخصي وراء هذا الأمر.

هذه شهادة شاهد على نفسه، أو -على الأقل- شهادة شاهد من أهلها.

مقالات مشابهة

  • هل الذكاء الاصطناعي قادر على الإبداع؟
  • أوبن إيه آي.. من الذكاء الاصطناعي إلى الذكاء الفائق
  • ولاية البعثة والتصدير غير المشروع للنفط على طاولة مجلس الأمن
  • الموارد البشرية: 71% نسبة التوطين في مترو الرياض
  • الذكاء الاصطناعي.. توقعات بتأثير أكبر في 2025
  • موتورولا تطلق هواتفها الذكية في مصر بتقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة
  • وزارة الموارد البشرية: 45 % ارتفاع بأجور السعوديين العاملين في القطاع الخاص
  • القيادة في إدارة الموارد البشرية
  • مناقشة تعزيز التعاون بين «الخليج العربي للنفط» و«الوطنية لحفر الآبار»