لجريدة عمان:
2025-01-08@02:04:23 GMT

عمق السياسة الخارجية العمانية وجوهرها

تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT

عمق السياسة الخارجية العمانية وجوهرها

ليس من الصعب فهم السياسة الخارجية العمانية، لكن، أيضا، ليس من السهل تمثلها بالكامل في نموذج آخر لدولة أخرى؛ فالأمر معقد جدا لأنه مرتبط بسياق تاريخي وبثقافة المجتمع العماني وبنيته المعرفية التي تشكلت عبر أزمنة مختلفة وفي ظروف تاريخية كان لها سياقاتها الخاصة والعامة، وأيضا مرتبط بالموقع الجغرافي لسلطنة عمان خاصة وأن هذا الأخير هو العامل الأساسي في بناء مسار السياسات الخارجية لأي دولة.

وتؤثر العوامل السابقة على الثابت في السياسة الخارجية العمانية أو المتغير؛ لأن المتغير هنا لا يمكن قراءته دون مرجعية ثقافية وتاريخية وجغرافية فهو مرتبط بمحددات لا تخرج عن مبادئ المجتمع العماني وقيمه ومصالحه وموقعه الجغرافي.. وهامش المتغير في السياسة العمانية هامش محدود مرتبط بتطور العالم من حولنا أو تغيره وتبدل توجهاته.. وفي ذلك ميزة المرونة التي تتمتع بها السياسة العمانية القادرة على استيعاب المتغيرات من حولها وبناء تصورات حولها انطلاقا من القيم والمبادئ الثابتة للمجتمع العماني.

لكن الثابت اليوم لدى الجميع أن السياسة الخارجية العمانية سياسة حكيمة ومتزنة، ومع تجربة الأحداث أثبتت هذه السياسة نجاحها وقدرتها على قراءة الأحداث بشكل دقيق. ومن أهم الركائز التي تقوم عليها السياسة العمانية ركيزة المصداقية فهي صادقة مع الجميع وبعيدة عن الأجندات ذات التوجهات الأيديولوجية أو المصالح التي تبنى على ضياع أو خراب مجتمعات أخرى، وهذا ما بات راسخا في الصورة الذهنية التي شكلها العالم عن سلطنة عُمان خلال العقود الماضية، وهي مستمرة اليوم وهي مصدر قوة ناعمة لسلطنة عُمان، وتعول عليها الدبلوماسية العمانية كثيرا في بناء علاقاتها مع العالم من حولنا سواء كانت العلاقات سياسية أو اقتصادية أو ثقافية.

ومن المهم في سياق محاولة فهم السياسة العمانية قراءة مكانة الجغرافيا في بناء أركان هذه السياسة، فالجغرافيا أحد أهم محددات بناء السياسات؛ لأن الجغرافيا ثابتة لا تتغير رغم أنها أيضا، عامل ديناميكي يتأثر بالمتغيرات العالمية.

لذلك لا بد أن تُقرأ السياسة الخارجية العمانية، وتحدد الأدوار الاستراتيجية التي تقف عليها من منطلق الموقع الجغرافي لعُمان: الحدود الدولية والمواني الواقعة عند ملتقى التجارة العالمية وكذلك إشرافها على مضيق هرمز وقربها وبعدها من المواقع الجغرافية التي تصنع أحداث المنطقة. وعلى مر التاريخ كان الموقع الجغرافي عاملًا مهمًا في سلطنة عُمان وأسهم بشكل كبير في كل التطورات والنقلات التي شهدتها، وعندما توظف سلطنة عُمان هذا العامل التوظيف الصحيح وتديره بذكاء فهو ينعكس على استقرارها ورخائها.

وسبقت الإشارة أعلاه أن الموقع الجغرافي يتمتع بالديناميكية والتغير تبعا لتحولات العالم من حولنا فإن الموقع الجغرافي العماني يشهد خلال السنوات الأخيرة تغيرات من نوع جديد ليس من السهل التحكم بها وهي التغيرات المناخية التي تؤثر على سلطنة عُمان بشكل واضح جدا، ورغم اعتقاد البعض أن هذا العامل بعيد عن تأثيره في بناء السياسات الخارجية للدول إلا أنه مؤثر بشكل عميق في بناء التحالفات ودعم المبادرات التي ما كان يمكن أن تكون أساسية قبل عقد واحد من الزمن فيما هي اليوم ذاهبة إلى الصدارة.

والتفوق والنجاح يكمن في إدارة واستيعاب وفهم كل هذه المحددات وغيرها الكثير لبناء سياسة خارجية يصفها العالم أجمع بالحكيمة والمتزنة والإنسانية.. وهنا يكمن التعقيد ولكن أيضا يكمن العمق الذي لا تستطيع رؤيته إلا سلطنة عُمان.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: السیاسة الخارجیة العمانیة السیاسة العمانیة الموقع الجغرافی فی بناء

إقرأ أيضاً:

السفير الرحبي: زيارة الدكتور بدر عبد العاطي إلى مسقط تؤكد عمق الروابط الأخوية التي تجمع البلدين

أكد السفير عبدالله بن ناصر الرحبي سفير سلطنة عمان لدى القاهرة، متانة العلاقات بين سلطنة عمان ومصر واصفًا إياها بأنها "نموذج يُحتذى به في التعاون العربي"، مشددا على أن هذه العلاقات تقوم على أسس الأخوة، والاحترام المتبادل، والعمل المشترك لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.


وقال السفير الرحبي ، في تصريحات صحفية خاصة،إن زيارة وزير الخارجية بدر عبد العاطي، إلى مسقط تؤكد عمق الروابط الأخوية التي تجمع البلدين، وأهمية التنسيق المستمر بينهما لمواجهة التحديات الراهنة التي تشهدها المنطقة، في إطار العلاقات الثنائية المتميزة التي تجمع البلدين .


وأضاف الرحبي إن زيارة وزير الخارجية تهدف إلى تعزيز أطر التعاون المشترك في مختلف المجالات، وتبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمة هذه القضايا، الحرب المأساوية على قطاع غزة، حيث تشدد مصر وسلطنة عمان على ضرورة إيقافها فوراً والعمل على إيصال المساعدات الإنسانية دون أي قيود، تأكيدًا على مواقفهما الثابتة لدعم الشعب الفلسطيني، مجددا موقف سلطنة عمان الراسخ بأن الحل العادل للقضية الفلسطينية يتمثل في الحوار والسلام العادل الذي يفضي إلى حل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية.


وأوضح أن الزيارة تُبرز توافق البلدين حول أهمية إيجاد حلول سياسية للأزمة السورية بما يحقق الأمن والاستقرار والأمل بحياة أفضل، للشعب السوري، في سياق دعم مشترك لرؤية عربية موحدة تجاه هذه القضايا، مشددا على موقف السلطنة بشأن وحدة الأراضي السورية واسترجاع الجولان السوري المحتل.


وفي هذا السياق، نوه السفير الرحبي إلى تأكيد مصر وسلطنة عمان بأن "من يعتقد أن الحرب وسيلة لتحقيق السلام فهو يعيش في وهم، وأن الحوار والدبلوماسية هما السبيل الأمثل لتحقيق حلول مستدامة تحفظ الحقوق وتنهي المآسي الإنسانية".


وأشار إلى أنه في إطار الزيارة ، من المقرر تنظيم لقاء بين رجال الأعمال العمانيين والمصريين بحضور الوزير بدر عبد العاطي وعدد من المسؤولين في سلطنة عمان، حيث يأتي هذا اللقاء ضمن جهود البلدين لتعظيم الاستفادة من الاستثمارات البينية وترويج الصادرات بين البلدين، بما يعزز التعاون الاقتصادي ويحقق التنمية المستدامة، لافتا إلى حرص السلطنة على خلق مناخ استثماري جاذب يعكس "رؤية عمان 2040"، في حين تسعى مصر لتعزيز شراكاتها الاقتصادية مع الأشقاء العرب لتحقيق تطلعات شعوب المنطقة، مشددا على أهمية التعاون الاقتصادي والثقافي بين البلدين، وضرورة البناء على النجاحات السابقة لتعزيز العلاقات الثنائية.


يشار إلى أن هذه هي الزيارة الأولى لوزير الخارجية بدر عبد العاطي إلى سلطنة عمان بعد توليه الوزارة، والتي تأتي في إطار تعميق العلاقات الثنائية وتوطيد التنسيق المشترك بما يخدم مصالح البلدين والشعبين الشقيقين.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية يختتم زيارته إلى العاصمة العمانية
  • السفير الرحبي: زيارة الدكتور بدر عبد العاطي إلى مسقط تؤكد عمق الروابط الأخوية التي تجمع البلدين
  • وزير الخارجية يؤكد على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع عُمان
  • سفير سلطنة عمان بالقاهرة: العلاقات المصرية العمانية نموذج يُحتذى في التعاون العربي
  • وصول وزير الخارجية والهجرة إلى العاصمة العمانية مسقط | صور
  • وزير الخارجية يصل إلى العاصمة العمانية مسقط
  • وزير الخارجية والهجرة يصل إلى العاصمة العمانية مسقط
  • سفير سلطنة عمان بالقاهرة: العلاقات المصرية العمانية "نموذج يُحتذى في التعاون العربي"
  • سفير سلطنة عمان بالقاهرة: العلاقات المصرية العمانية «نموذج يُحتذى في التعاون العربي»