في زحام الحياة وانشغال الناس بمشاغل الدنيا، يظل القرآن الكريم النور الذي يُضيء الطريق للمؤمن، يرشدنا إلى ما ينفعنا في دنيانا وآخرتنا، ومن بين سور القرآن الكريم التي تحمل فضلًا عظيمًا وتأثيرًا خاصًا على حياة المسلم، تأتي سورة الملك، التي عُرفت بين العلماء والمفسرين بـ"المنجية" و"الحافظة" و"المجادلة"، لفضلها الكبير في حماية قارئها من عذاب القبر وشفاعتها له يوم القيامة.

فضل سورة الملك في السنة النبوية:

سورة الملك، التي تبدأ بآية: "تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ"، هي سورة تحمل معاني العظمة والقدرة الإلهية. وقد وردت أحاديث كثيرة تؤكد فضلها، منها قول النبي ﷺ:
"إنَّ سورةً من القرآن ثلاثونَ آيةً شفعت لرجلٍ حتى غُفِرَ له، وهي: تبارك الذي بيده الملك" (رواه الترمذي وحسنه الألباني).

وفي حديث آخر، قال ﷺ:
"سورة تبارك هي المانعة من عذاب القبر" (رواه الترمذي).

تُظهر هذه الأحاديث المكانة الفريدة لهذه السورة، حيث تُعد حرزًا وأمانًا للمؤمن، تشفع له عند الله، وتحميه من أهوال القبر وعذابه.

لماذا سميت بـ"المنجية"؟

سورة الملك تُركز في آياتها على عظمة خلق الله وقدرته المطلقة، وتُعيد الإنسان إلى تأمل ملكوت الله وتذكّر نعمه التي لا تُحصى. هذه المعاني تُربي في قلب المؤمن الخشوع والتسليم لقدرة الله، مما يجعله دائم التعلق بالخالق ويزيد من إيمانه.

تُسمى بـ"المنجية" لأنها تَحول بين قارئها وعذاب القبر، وتشفع له يوم القيامة، كما ورد في أحاديث النبي ﷺ. ومن أسمائها أيضًا "المجادلة"، لأنها تجادل عن صاحبها حتى يُغفر له.

تلاوتها.. عبادة يومية وسكينة للقلب:

لمن أراد أن يحظى ببركات سورة الملك، فإن جعلها وردًا يوميًا يُعد من أسهل وأجمل العبادات. يمكن قراءتها:

قبل النوم: فقد ورد عن النبي ﷺ أنه كان لا ينام حتى يقرأها.في أوقات التأمل: لأن معانيها تحث على التفكر في خلق الله.بعد الصلاة: لزيادة البركة واستحضار فضلها.أثر سورة الملك على حياة المسلم:

سورة الملك ليست مجرد آيات تُقرأ، بل هي مدرسة إيمانية تُعلمنا:

التوكل على الله: حيث تُبرز قدرة الله الشاملة، مما يزرع في قلب المؤمن يقينًا بأن الله هو المدبر لكل شيء.حسن استغلال الوقت: فآياتها تدعو للتأمل في قيمة الحياة والعمل للآخرة.التفكر في الخلق: تدفع القارئ للتفكر في السماوات والأرض وعظمة خلق الله.تعزيز الأمل: تذكير بأن رحمة الله واسعة وأن القرب منه يمنح المؤمن السكينة.كيف تحافظ على تلاوتها يوميًا؟ضع لنفسك تذكيرًا يوميًا بقراءتها قبل النوم.استمع إليها أثناء القيام بأعمالك اليومية.احفظها مع مرور الوقت لتكون جزءًا دائمًا من قلبك ولسانك.سورة الملك.. شفاء ورحمة:

لا تتوقف فوائد سورة الملك عند الشفاعة أو الحماية من عذاب القبر، بل إن تأثيرها يمتد لتُصبح نورًا يضيء حياة المسلم، تملأ قلبه بالسلام والطمأنينة. في وقتٍ تشتد فيه أزمات الحياة، تظل كلمات الله عز وجل هي الملجأ، وسورة الملك هي باب من أبواب الطمأنينة واليقين.

ابدأ الآن، اجعل سورة الملك رفيقة قلبك، تذكر فضلها، واستشعر بركتها في حياتك اليومية، فليس هناك ما هو أجمل من أن يكون للإنسان حرزٌ من القرآن يُنير له طريقه في الدنيا والآخرة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سورة الملك القرآن القران الكريم فضل سورة الملك الملك المنجية الحافظة المجادلة من عذاب القبر سورة الملک ا یومی ا

إقرأ أيضاً:

محاريب الهُدى وميادين الثقافة..

 

في ميادين الصراع مع اليهود لابُد من الوعي لابُد من البصيرة حتى تخرج الأمة في النهاية مُنتصرة وإلا ستُهزم، لاشي أخطر من الضلال وما أسوأ ما وصلت إليه أُمتنا من الجهل والتنكُر للقيم والتخلي عن المبادئ الدينية والمسخ للهُوية والثقافة القرآنية طُمست كل معالم الحياة الكريمة التي رسمها الله سبحانه وتعالى في المنهج القويم كتابه المُحكم الكريم.

مسيرة علمٌ وجهاد تُشكل الحصانة الصلبة والقاعدة الثابتة التي تحفظ عزة الأوطان والشعوب والأجيال تؤهلها في كافة المُستويات لتكون قادرةٌ على النهوض بمسؤولياتها وتُجسد النموذج الراقي والحضارة الثابتةُ البُنيان بما يضمن لها الاستمرارية والرعاية من قِبل الله تعالى.

الدورات الصيفية لها أهميتها القصوى حيثُ أنها ضرورةٌ مُلحة لإنقاذ الأجيال الناشئة من هجمة الغزو الشرسة فلذلك يسعى العدو لتشويه هذه الدورات في وسائله الإعلامية وشن حملات مُعادية ضدها والقائمين عليها، وما يجب علينا هو إدراك حجم خطورة المرحلة التي تتطلب منا جميعاً المُساندة الجادّة لهذه الدورات والدفع بأبنائنا نحوها واستنهاض وعي مُجتمعنا بأهميتها وغايتها المُقدسة.

من أخطر ما تواجهه الشعوب بما فيها العربية هي الحرب الفكرية والثقافية التي تحتل العقول وتستوطن النفوس وتُدجن الأمة بالثقافة المُنحلة من كل معاني السمو الإنساني والكمال الأخلاقي الثقافة التي تصنع الذل والإستكانة والخنوع تحت رحمة اليهود.

هُدى الله سبحانه وتعالى وثقافة القرآن هي الامتداد الصحيح لمنهجية الإسلام ورموزه من أنبيائه وأعلام الهدى من آل البيت عليهم السلام، وتزرع في أوساط الأجيال الولاء لهم والعداء لأعدائهم من اليهود والنصارى وتعزز في نفوسهم ومشاعرهم الثقة بالله والتوكل والاعتماد عليه في مواجهة أهل الكتاب.

هذه الثورة الفكرية المُستنيرة التي تحظى برعاية من القيادة الحكيمة ممثلةً بعلم الهدى وقائد الأمة السيد “عبد الملك بدر الدين الحوثي” يحفظه الله وكآفة العُلماء والثقافيين والنُشطاء وكل الشرائح المُجتمعية هي الكفيلة بازهاق الضلال من واقعنا، وبعث النور في أمتنا والتوجه نحو بناء للحضارات قائم وفق تعاليم الدين الإسلامي الصحيح الخالي من الشوائب الدخيلة والأفكار الظلامية الهدامة هي التي ستُفشل كل مشاريع الفساد.

الدورات الصيفية هي العودة نحو الله، هي العودة نحو القرآن وقرنائه، هي العودة نحو الحياة الكريمة التي تحفظ كرامتك كإنسان، هي العامل المهم للحفاظ على هُويتنا اليمنية الإيمانية، هي مشكاة النور التي تُبدد الظلام هي الجيل القرآني الذي يقلع الفساد ويُزيل عروش الطغيان، هي زوال أمريكا، هي نهاية إسرائيل فالويل لكم من جيل تربى ونما في ظل القرآن وهدي القرآن وقرناء القرآن والويل لكم من هذا الجيل.

مقالات مشابهة

  • أفضل دعاء قبل النوم.. احرص على ترديده يوميًا
  • التفكيكية والبعد الصوفي في النص الروائي لروايات الطيب صالح (2)
  • الخثلان يوضح الأعمال التي تُدخل الإنسان الجنة بلا عذاب.. فيديو
  • محاريب الهُدى وميادين الثقافة..
  • آية تجلب لك الرزق فورا.. رددها كل يوم قبل ذهابك للعمل
  • هل تجوز قراءة القرآن في الركوع والسجود؟.. الإفتاء تجيب
  • حكم التأمين على الحياة .. اعرف الأدلة من القرآن والسُنة
  • الجلال قرين الجمال.. مقتنيات مكتبة الملك عبد العزيز العامة من المصاحف الشريفة النادرة
  • أفضل الأدعية من القرآن والسنة.. رددها الآن
  • إذا أردت ألا ترى الفقر ويكثر رزقك.. الشعراوي: علم أولادك هذه السورة