بوابة الفجر:
2025-04-10@05:03:25 GMT

مؤمن الجندي يكتب: عندما ينطق الوجه

تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT

في رحلتنا مع البشر، نُبحر في بحار وجوههم، نغوص في أعماق نظراتهم، ونلتقط من تعابيرهم ما يعكس ألوان أرواحهم، الوجوه هي القصائد التي تكتبها الحياة على محيا الإنسان، والمرآة التي تعكس أصدق ما في داخله، لكن، كم مرة قرأنا قصيدةً مشوهة؟ وكم مرة انخدعنا بمرآة زائفة تخفي وراءها ما لا يُرى؟

ملامح الوجه تحمل الصدق كعباءة تُظهر ما يخفيه القلب، إلا في وجوه أولئك الذين يتقنون لعبة الأقنعة! هناك وجوه تُباغتك بتناقضها، شخص يتحدث إليك بابتسامة، لكن عينيه تحملان شيئًا من الغضب، أو ربما الخوف، وحينما تسأله سؤالًا بريئًا، تُفاجأ بتعابير وجه تتلوى، لا تكشف عن إجابة، بل تزرع في قلبك الريبة.

مؤمن الجندي: هل أنت حر أم تحت السيطرة بلا أجرة؟ مؤمن الجندي يكتب: البنطلون في وزارة الهوى مؤمن الجندي يكتب: إعدام حصان مؤمن الجندي يكتب: وصفة للفوضى

لم يمر سؤالي لمحمد الشناوي، حارس مرمى الأهلي، في المؤتمر الصحفي قبيل مواجهة سيراميكا كليوباترا بنصف نهائي بطولة كأس السوبر المصري 2024 الذي أقيم في العاصمة الإماراتية أبوظبي، مرور الكرام! لقد أصبح "تريند" في مصر يتناوله جمهور "السوشيال ميديا" وبرامج التوك شو الرياضي، بعد أن برق لي الحارس بعينين تحملان أكثر مما ينطقه اللسان، ثم طلب استيضاح السؤال مما اضطرني إلى شرحه بإسهاب، وجاء رده بعد الكلمات التقليدية: "مش عاوز الموضوع ده يتفتح تاني"!، فعرفت أن الشناوي من القلوب الطيبة التي يكشف وجهها ما في داخله.

كان السؤال بسيطًا، لكنه لمس وترًا حساسًا في قلب الحقيقة! حاول أن يُخفي ما يدور في داخله، لكن وجهه انكشف، وتعابيره خانته.. بدا وكأنه يريد أن ينقل الهجوم الجماهيري إليّ -وهو ما حدث-، أن يجعلني المتهم في أعين المشاهدين! ومع ذلك، أثبتت الأيام أن السؤال كان مهنيًا بامتياز، وأن النقطة التي أثرتها كانت جذرًا لمشاكل داخل الملعب وخارجه، كان البعض يرفض الاعتراف بها، وهذا هو طبيعة عملنا أن نستخرج الحقيقة من المصدر نفسه ليس من وحي خيالنا.

الوجوه الحقيقية لا تخشى المواجهة، ولا تُجيد الاختباء! هي وجوه تحمل الصدق في قسماتها، تبتسم فتُشرق أرواحها، وتعبس فتُظهر ما يُثقِل قلوبها، أما أولئك الذين يهربون من الأسئلة، فإنهم يعيشون في صراع دائم مع أنفسهم، لقد هرب الشناوي من سؤالي ولم يعبر عما يدور في خاطره وهو خطأ! وهاجمني الجمهور دفاعًا عن لاعبه وهذا حقه، لكن لماذا يهاجم الجمهور حارسه الآن بعد اكتشاف الأمر الذي طرحته؟ وباتت المطالبات بجلوسه احتياطيًا الأبرز لدى الجمهور.. وسيجلس الشناوي هذه المرة مجبرًا لأول مرة لمصطفى شوبير الذي سيكون الحارس الأساسي، مما قد يزيد من تعابير وجهه الفترة المقبلة!

في النهاية، الحياة ميدان مفتوح للوجوه الحقيقية، فلا تصمد الأقنعة إلا للحظات عابرة قبل أن تُسقطها نظرة فاحصة أو كلمة صادقة! في عالم مليء بالوجوه، لا تكن ممن يُحاولون تغطية الحقائق، فالصدق وحده هو الوجه الذي لا يُنسى، وهو المرآة التي تعكس النقاء مهما اشتدت الرياح من حولها.

للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: محمد الشناوي ازمة الشناوي مصطفى شوبير حارس الأهلي مؤمن الجندی یکتب

إقرأ أيضاً:

عندما تُباع العدالة

 

في خطوة تكشف حجم الانحياز الفاضح لجرائم الاحتلال الإسرائيلي، أعلن رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان، انسحاب بلاده من المحكمة الجنائية الدولية، متذرعًا بأن المحكمة أصبحت “مسيسة”، جاء هذا القرار بعد إصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو، على خلفية جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتُكبت في غزة، هذه الخطوة، التي تُمثل طعنة في خاصرة العدالة الدولية، تؤكد أن أوربان مستعد للوقوف في وجه القانون لحماية قاتل الأطفال، لكن هذا القرار لا يعبر عن جميع المجريين، فهناك أصوات حرة ترفض التواطؤ مع الإجرام وتؤمن بسيادة العدالة.

لطالما كانت حكومة أوربان من أبرز المدافعين عن الاحتلال الإسرائيلي في أوروبا، لكن أن يصل الأمر إلى حد الانسحاب من المحكمة الجنائية الدولية، فهذا ليس مجرد موقف سياسي، بل هو إعلان شراكة صريح مع مجرمي الحرب، وشرعنة للدماء المسفوكة في غزة.

ورغم أن هذا القرار صادر عن الحكومة، فإن الشعب المجري ليس كتلة واحدة خلف أوربان، هناك أصوات مجرية حرة، من مفكرين وصحفيين وناشطين في حقوق الإنسان، يرفضون أن تُلطَّخ سمعة بلادهم بالتواطؤ مع الاحتلال، ويؤمنون بأن العدالة يجب أن تطبق على الجميع، بما في ذلك القتلة الذين أوغلوا في دماء الأبرياء في غزة.

أوربان لم يعترض يومًا على المحكمة الجنائية عندما كانت تستهدف دولًا أخرى، لكنه قرر فجأة أنها “مسيسة” حينما اقتربت من ملاحقة إسرائيل، هذا النفاق السياسي يكشف أن انسحاب المجر لم يكن دفاعًا عن مبادئ العدالة، بل كان خطوة استباقية لحماية حلفائه من الملاحقة، في تحدٍّ وقح للعدالة الدولية وللدماء الفلسطينية التي سالت تحت القصف الإسرائيلي.

بينما تئن غزة تحت آلة الحرب، ويُقتل الأطفال في مجازر موثقة، يقرر أوربان أن يكون عائقًا أمام محاسبة القتلة، إنه قرار يعكس مدى استعداد بعض الحكومات لبيع مبادئ العدالة مقابل مكاسب سياسية وتحالفات مشبوهة، لكن مهما حاولوا، فلن يتمكنوا من محو الحقيقة، الاحتلال مجرم، ومجرمو الحرب لن يهربوا من المحاسبة إلى الأبد.

انسحاب المجر من المحكمة الجنائية الدولية ليس مجرد موقف سياسي، بل هو سقوط أخلاقي مدوٍّ لحكومة أوربان، التي فضّلت حماية مجرمي الحرب على الالتزام بمبادئ العدالة الدولية، لكن يبقى السؤال: هل سيصمت أحرار المجر أمام هذه الخيانة الصريحة للقانون والقيم الإنسانية؟ أم أنهم سيرفعون صوتهم رفضًا لتحويل بلادهم إلى ملاذ للفارين من المحاسبة؟

إن المستقبل وحده سيكشف إن كان الشعب المجري سيرضخ لسياسات أوربان المتخاذلة، أم أن هناك من سيقف ليقول: ليس باسمنا، ولن تكون المجر شريكًا في التغطية على مجازر الاحتلال، العدالة قد تتعثر، لكنها لا تموت، وستبقى غزة شاهدة على من تآمر ومن قاوم، ومن دافع عن الحق ومن باعه بأبخس الأثمان.

 

مقالات مشابهة

  • عندما تُباع العدالة
  • مش مجرد كلمات.. خالد الجندي: 3 مفاتيح لتحقيق التوبة النصوح
  • خالد الجندي يوضح مفهوم التوبة
  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: الشبكة التي نتخبط فيها
  • انعقاد المقابلات الشخصية للمرشحين لرئاسة لجان الشهادة الثانوية الأزهرية في السويس
  • الجوع ..الوجه الآخر للحرب
  • الحبّ الفلسفي
  • لقاء المهندس ابراهيم محمود
  • مريم عادل الجندي تنشر صورا من كواليس مسلسل منتهي الصلاحية
  • ترك المكياج على الوجه قبل النوم يسرع ظهور التجاعيد