أستاذ صدرية يحذر: «حقنة البرد» قاتلة وتسبب الفشل الكلوى
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
مع دخول فصل الشتاء وانخفاض درجات الحرارة قد تزداد حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسى ونزلات البرد والانفلونزا والتهاب الشعب الهوائية ويمكن أن تتفاقم مشاكل التنفس خلال فصل الشتاء بسبب عدة عوامل منها التعرض للهواء البارد والجاف وخاصة عند الأفراد الذين يعانون الربو أو مرض الانسداد الرئوى المزمن وهذا يمكن أن يجعل التنفس أكثر صعوبة ويمكن أن يؤدى إلى أعراض مثل السعال وضيق التنفس.
يقول الدكتور ياسر مصطفى أستاذ ورئيس قسم الأمراض الصدرية بكلية الطب جامعة عين شمس طبيعى أن أمراض عدوى الجهاز التنفسى العلوى والسفلى تزيد مع دخول فصل الشتاء بسبب إغلاق الأماكن وتقليل التهوية فمن المعروف أن أدوار الالتهابات خاصة الفيروسية مثل البرد والانفلونزا والكورونا التى ما زالت موجودة ولكن بشكل أقر من الأول تزيد فى الشتاء مع دخول المدارس فنجد طلبة المدارس والجامعات يجلسون بالقرب من بعض فى أماكن مغلقة لفترات طويلة وبالتالى تكون العدوى انتشارها أسرع وعند العودة إلى المنزل ينقلون العدوى إلى أهاليهم.
وينصح الدكتور ياسر مصطفى بضرورة الاهتمام بشيئين الأول إصابة الانسان بعدوى الجهاز التنفسى وخاصة العلوى ومعظمها تكون اصابات فيروسية دون قلق الناس منها فالكثير يسأل هل كورونا موجودة؟ نعم موجود ولكن المتحورات الجديدة كلها ضعيفة هى صحيح سريعة الانتشار وتسبب حرارة عالية وآلاما شديدة فى الجسم وأعراضا مشابهة لأعراض البرد أحيانا وفى بعض الحالات يكون إسهالا لكنه أقل ويكون لها مواصفات خاصة مثل فقدان حاسة الشم فى بعض الحالات ولكن العلاج لها يكون عبارة عن راحة تامة وإعطاء السوائل والفيتامينات مثل فيتامين «سى» والزنك ومسكنات وخوافض للحرارة ومضادات الفيروسات وهى مختلفة عن المضادات الحيوية.
وينصح الدكتور ياسر مصطفى بعدم تناول المضادات الحيوية بشكل عشوائى فالمريض مجرد أن يشعر بألم فى الحلق وقبل أن يسخن يأخذ مضادا حيويا وهذا خطأ لأنه يسبب مقاومة للمضادات الحيوية وعندما نحتاج الى المضاد الحيوى لا يأتى بأى نتيجة مع المريض.
ويضيف الدكتور ياسر مصطفى هناك بعض الحالات لديها مشاكل فى الجهاز التنفسى السفلى مثل الالتهابات الرئوية والنزلات الشعبية فإذا كانت بسبب إصابة فيروسية لا نأخذ مضادات حيوية وإذا كانت فى أعراض لمدة أكثر من أربعة أيام مع ارتفاع فى درجة الحرارة لا بد أن يتوجه المريض لطبيب متخصص واحتمال يحتاج إلى عمل أشعة لأن هناك أدوارا تنتهى بالتهاب رئوى وتحتاج إلى علاج معين.
وينبه الدكتور ياسر مصطفى إلى أن مرضى الأمراض المزمنة خاصة أمراض الرئة مثل الربو والسدة الشعبية والتليف الرئوى فى خطورة عندما يصابون بهذه الأمراض لأنها تزيد العبء على الرئة لديهم وتدخلهم فى انتكاسات حادة قد تسبب خطورة على حياتهم وأنصحهم بأخذ التطعيمات والأمصال اللازمة قبل فصل الشتاء مثل مصل الانفلونزا وهو مهم جدا وليس له علاقة نهائيا بالكورونا وهو تطعيم موجود من 30 سنة تحت إشراف منظمة الصحة العالمية ويتغير حسب التركيب الجينى للفيروس كل سنة وننصح به مرضى الأمراض المزمنة سواء كانت أمراضا رئوية أو غير رئوية مثل أمراض القلب والكلى والسكر والكبد وأمراض الأعصاب المزمنة ويوجد أمصال أخرى للمكورات الرئوية والمكورات هى مجموعة البكتيريا التى تسبب النزلات الشعبية والالتهابات الرئوية ولها أمصال يجب أن تؤخذ بنظام معين للمرضى كبار السن فوق سن الـ65 سنة وأصحاب الأمراض المزمنة.
ويحدد الدكتور ياسر مصطفى العلاج أنه لا بد أن نوقف العلاجات الشعبية وأن يأخذ المريض الراحة التامة ومخفضات الحرارة والفيتامينات والسوائل التى يمكن أن تساعده على الشفاء وإذا تطور الأمر خلال 48 ساعة فلا بد أن يتوجه للطبيب ولا داعى لأخذ حقنة الانفلونزا لأنها أحيانا تحتوى على كورتيزون.. ان حقنة البرد خطيرة وتحتوى على «كورتيزون- مسكن- مضاد حيوى» وإذا كان المريض لديه استعداد للفشل الكلوى قد يصاب به وهذه الحقنة جريمة وأنصح بعدم أخذها وعدم تناول مجموعة الانفلونزا سواء أقراصا أو شرابا.
وينصح الدكتور ياسر مصطفى الأطفال فى الشتاء بالتغذية السليمة وتناول الخضراوات والفواكه الغنية بالفيتامينات خاصة أن فاكهة الشتاء كلها غنية بفيتامين «سى» بدلا من تعودهم على العادات الغذائية السيئة مثل تناول المقليات والوجبات السريعة وأن نعودهم على تناول السلطة والبرتقال والجزر والعسل أما الأطفال الذين يعانون حساسية فى الصدر فلا بد من أخذ الأمصال وسرعة علاج أدوار البرد وعزل الطفل وعدم الذهاب إلى المدرسة حتى لا يتسبب فى نقل العدوى إلى زملائه بل لا بد من الراحة والعرض على طبيب الأطفال وأخذ العلاج المناسب حتى لا يصاب بالتهاب رئوى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فصل الشتاء درجات الحرارة البرد والإنفلونزا الشعب الهوائية الجهاز التنفسى فصل الشتاء
إقرأ أيضاً:
عندما يأتي الشتاء
بقلم : هادي جلو مرعي ..
الغيمات في السماء حيث أنظر لهن بيض ورمادية، وبعضها يتكتل فيبدو كالجبال البعيدة التي أرغب بالوصول إليها هربا من البشر الذي أكرههم، وربما نظرت الى تلكم الغيمات أملا في أن يحالفني الحظ لأكون فوقها، أو مختلطا بها في حلم مخاطبا حبيبة ما
هل ترين الغيمات؟
قالت: نعم
فقلت: سأكون معها بعد قليل هربا من الحياة
فإذا ذابت في السماء ذبت معها، وكنت حلما منسيا، هل تذكرين آذار شهر الغيمات البيض، والسحر المنتشي؟
كل شيء تغير، وكل شيء يكاد يكون سيئا كأنها لحظات أخيرة من لعبة خاسرة يجب أن نعيشها ونتحملها. فالنهايات ليست بأيدينا، وهي قدر ننتظره وينتظرنا لنتعانق في مكان ما في القيامة، أو في مكان يراه الله مناسبا لذلك العناق.
حتى الشتاء لم يعد يأتي يالطريقة التي نرجوها، ولم تعد لياليه طويلة مؤنسة كما يراها البعض ومفيدة. فالحياة أصبحت أكثر ديناميكية ومملة للغاية، والناس لاتعرف ماتريد بالضبط، قد نكابر ونعلن إننا نعرف مانريد، وإننا فلاسفة هذا العصر، وبأيدينا يكمن حل المعضلات، وتلافي الأخطاء، وإصلاح ماخربته أيادي العابثين، ويبدو الكذب على وجوهنا مثل مساحيق تجميل مغشوشة على وجه بنت للتو لم تتعود إستخدام أحمر الشفاه، ولا الكحل، ولا الألوان التي تصبغ الخدين وتجملهما.
لاأدري لم أصبحت موقنا بفساد الطرفين. القاتل والمفتول، المفتري والمفترى عليه، الظالم والمظلوم؟ ها نعم عرفت لأن البيئة الإنسانية هي بيئة عصابة بشرية من أشخاص كثر إشتركوا في سرقة مال، أو بضاعة، وحين تقاسموها دب الخلاف بينهم، وصاروا يقتتلون عليها، فمات من مات، وغنم من غنم، وذهب القتلى بنوايا السوء، وعلق بالقاتلين ذنب قتلهم أشباهههم الذين شاركوهم الذنب الكبير، ولكنهم لم يقاسموهم المغنم الحقير.
الناس هنا تمسكوا بالدنيا بوصفها البدء والنهاية، وبوصفها كل شيء، وليس بعدها شيء، وإنهم حين يرحلون فإنهم لن يلاقوا شيئا من الحساب والعقاب، فكل ذلك لا يعنيهم، فمنهم من يسرق، ومنهم من يقتل ويتجبر ويطغى، ويشارك الآخرين أرزاقهم بالباطل. الفساد صار حالة عامة لم يعد يتورع عنها الناس، ولذلك لم يعد هناك الكثير ممن يتورعون عن السرقة والإحتيال والنفاق والنصب والميل الى الدس والنميمة، والبحث عن المغانم حتى لو بغدر وبطعنة نجلاء في الظهر.
عندما يأتي الشتاء كانت الأحلام بالسعادة تتوالى، والليالي الجميلة تصدح بالغناء
أيها العصفور غني
فالغنا سر الوجود
صرنا مجرد أشباح في زمن العولمة، لاقيمة لنا سوى إننا نتصارع على مكاسب زائلة، وكل الفصول ميداننا الذي نتصارع فيه.