عميد كلية الزراعة والطب البيطري بالإنابة في جامعة الإمارات لـ«الاتحاد»: القطاع الزراعي أهم محاور التنمية والاستدامة في الدولة
تاريخ النشر: 5th, January 2025 GMT
إبراهيم سليم (أبوظبي)
أكد الدكتور محمد عبدالمحسن اليافعي، عميد كلية الزراعة والطب البيطري بالإنابة في جامعة الإمارات العربية المتحدة، أن القطاع الزراعي بمختلف مكوناته النباتي والحيواني والسمكي يعتبر ركيزة مهمة للاقتصاد الوطني بالدولة، لأنه قطاع تقليدي ويشكل جزءاً مهماً من تاريخ وثقافة الدولة، وكان وما يزال يوفر فرص عمل كثيرة، ويعتبر مصدر رزق للكثيرين، وحتى بعد النهضة المباركة ما زال العديد من المواطنين ينخرطون في قطاع النشاط الزراعي والإنتاج الحيواني، وقد توسعت هذه القطاعات مؤخراً، موفرةً فرص عمل واسعة للمواطنين.
وأضاف الدكتور محمد عبدالمحسن اليافعي في حوار مع «الاتحاد» أن الحكومة الرشيدة قد وضعت من ضمن أهم أولوياتها توفير الأمن الغذائي للمواطن، حيث أطلقت حكومة دولة الإمارات العربية المتحدة الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي، التي تهدف إلى أن تكون دولة الإمارات الأفضل عالمياً في مؤشر الأمن الغذائي العالمي بحلول عام 2051، كما تهدف إلى تطوير إنتاج محلي مستدام ممكّن بالتكنولوجيا، وتكريس التقنيات الذكية في إنتاج الغذاء.
وقال اليافعي: «مما لاشك فيه أن التغيرات الكبيرة في المناخ، والزيادة المطردة في الأوبئة، والمشاكل البيئية المختلفة كما في العالم أجمع، تؤثر سلباً على القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني، وتجعل الاعتماد على الاستيراد من الخارج عرضة لتحديات كثيرة يجب وضعها في الاعتبار، ولذلك فإن من أولويات الدولة تطوير القطاعات المنتجة بأنواعها المختلفة، وبخاصة القطاعات المنتجة للغذاء النباتي والحيواني، ومن المهم أن نؤكد أن هذا النهج في الدولة يتسم بمراعاة كبيرة للموارد الحيوية وصيانتها والحفاظ على البيئة بمختلف قطاعاتها بصورة واضحة في توجهات الدولة على أوسع نطاق.
وأشار إلى التطور الذي طرأ على الزراعة في الدولة بشكل متسارع على رغم وجود عدة تحديات، مثل ندرة موارد المياه، والملوحة، وانتشار بعض الآفات الزراعية، ومشاكل متعلقة بالتخزين والتسويق، ولكن بفضل الجهود الكبيرة التي قام بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، تم تطوير وتنمية القطاع الزراعي، بشقيه النباتي والحيواني، في الدولة، بشكل متسارع، مما أدى إلى زيادة الرقعة الزراعية والثروة الحيوانية.
وبيّن أن الجوائز التشجيعية تعتبر من المبادرات الرائدة التي تطلقها القيادة الرشيدة، لما لها من دور مهم في تشجيع الأعمال والممارسات والإنجازات المتميزة والرائدة، فالجوائز تخلق روح التنافس التي هي أساس أي إبداع أو تميز، وخاصة إذا كان هذا القطاع إنتاجياً ويمس الحياة اليومية للفرد والمجتمع. وبرعاية ودعم من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير ديوان الرئاسة، أطلقت هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية جائزة للتميز الزراعي تحت اسم: «جائزة الشيخ منصور بن زايد للتميز الزراعي» بهدف تحفيز القطاع الزراعي وتأكيد أهميته بشقيه النباتي والحيواني، والذي يمثل عصب الحياة للمواطن والدولة، وتشجيع المزارعين المتميزين وتكريمهم.
وقال اليافعي: إن الجائزة تركز على تعزيز وتنمية المنتج المحلي واتباع أنظمة زراعية حديثة، وتعزيز منظومة الأمن الغذائي، ومكافأة الأسر المنتجة المتميزة. وإن إطلاق هذه الجائزة سيكون له أثر إيجابي على القطاع الزراعي بالدولة، مما سيؤدي إلى زيادة الإنتاج المحلي كماً ونوعاً، ويعزز منظومة الأمن الغذائي؛ وسيقلل من الاستيراد الخارجي، ويشجع الشباب على دخول المجال الزراعي والاستثمار، وفتح مشاريع زراعية ذات عائد اقتصادي مجدٍ، ولتعزيز رؤية الدولة وأهدافها المعلنة لتحقيق الأمن الغذائي ورفع جودة المنتجات الزراعية. فقد أولت الدولة التعليم وتأهيل الكوادر الوطنية المدربة أولوية قصوى، وتقوم كلية الزراعة والطب البيطري في جامعة الإمارات العربية المتحدة، ومنذ عقود طويلة، بتأهيل هذه الكوادر الوطنية على أحدث المستويات والتقنيات المتطورة، وذلك بوضع أفضل برامج التأهيل والتدريب المعتمدة محلياً ودولياً.
وفيما يتعلق بكلية الزراعة والطب البيطري في جامعة الإمارات العربية المتحدة، ودورها في تحقيق النهضة الزراعية، قال: «إن كلية الزراعة والطب البيطري، تعد صرحاً وطنياً فريداً وشريكاً فعالاً واستراتيجياً في النهوض بقطاع الزراعة في الدولة، حيث ترفد الكلية سوق العمل بخريجين على مستوى علمي وعملي عالٍ، يمتلكون المهارات والخبرات. وتقوم الكلية ببناء علاقات قوية مع شركائها الاستراتيجيين في القطاع الحكومي والخاص لتبادل الخبرات وإيجاد الحلول، كما تقوم بإجراء الأبحاث العلمية والتطبيقية لإيجاد حلول للتحديات التي تواجه الزراعة في الدولة، كما تبني علاقات مع المزارعين والاستفادة من خبراتهم وتقديم المشورة لهم».
وأكد اليافعي أن «كلية الزراعة والطب البيطري تركز على التكنولوجيا والابتكار في مجال التدريس والأبحاث، وهنالك أبحاث مبتكرة في مجال تغير المناخ والاستدامة والاستزراع السمكي والثروة الحيوانية واستخدام الذكاء الاصطناعي في الإنتاج الزراعي والزراعة المائية وغيرها، كما ترتكز المناهج متعددة التخصصات الجديدة على مفهوم النظم المتكاملة وتشمل الزراعة الإنتاجية، وإعداد الأغذية، والأعمال الزراعية، وصحة الحيوان والموارد الطبيعية، والبيئة».
وقال د. اليافعي: «تمتلك دولة الإمارات ثروة حيوانية مهمة، إذ تقدر المصادر أن عدد الإبل في الدولة يتجاوز 450 ألف رأس، فيما تقدر قطعان الماعز والأغنام بحوالي 5 ملايين رأس، وبالتالي فإن هذه الثروة الحيوانية تشكل عنصراً مهماً للأمن الغذائي والاقتصاد الوطني على حد سواء. ويقدر إجمالي حجم الثروة الحيوانية في إمارة أبوظبي وحدها، بناء على إحصائيات 2022، بنحو 3 ملايين و502 ألف و937 رأساً من الضأن والماعز والإبل والأبقار، بزيادة نحو 126 ألفاً و455 رأساً، بما نسبته 3.7% عن عام 2021، حيث كان عددها 3 ملايين و376 ألفاً و482 رأساً. كما يشهد قطاع الدواجن بالدولة نمواً متسارعاً بنوعيه اللاحم والبياض».
ولفت اليافعي إلى توسع تلك القطاعات بصورة كبيرة خلال العقود الماضية، لما تجده من دعم من الدولة بمختلف قطاعاتها، وتفضيل المستهلك للمنتجات المحلية الطازجة. وكان من المهم جداً أن تقوم الدولة بدعم هذا القطاع وذلك لعدة أسباب، أهمها توفير الأمن الغذائي للمواطن مع ضمان جودة المنتجات المحلية لما عرفت به الدولة من تطور كبير في عمليات ضبط جودة المنتجات بأنواعها.
وقال اليافعي: «إن هذا البرنامج يهدف إلى تحقيق الأمن الغذائي من خلال تدريب الطلاب على أحدث التقنيات والممارسات في مجال تربية الحيوانات وإنتاجها، ويشمل ذلك تدريب الطلاب على مجموعة واسعة من المواضيع مثل تحسين سلالات الحيوانات، وإدارة الرعاية والتغذية للحيوانات وتوفير بدائل الأعلاف، والتكاثر والتربية، والصحة الحيوانية، وتقنيات التصنيع والتخزين للمنتجات الحيوانية، ومما لاشك فيه أن هذه المبادرة ستزيد من فرص الاستثمار في مجالات الإنتاج الحيواني المختلفة، مما يؤدي لزيادة فرص توظيف الخريجين بالدولة ودعم مشاريع الشباب في مجالي الإنتاج الحيواني والسمكي، وتشجيع الطلاب على دراسة هذه التخصصات المهمة، وهذا بدوره يؤدي لتطوير القطاع الزراعي والتوسع به للوصول إلى تحقيق الأمن الغذائي».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: قطاع الزراعة جامعة الإمارات القطاع الزراعي الإمارات الأمن الغذائي كلية الزراعة الزراعة الزراعة المستدامة جائزة الشيخ منصور بن زايد للتميز الزراعي الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي کلیة الزراعة والطب البیطری الإمارات العربیة المتحدة تحقیق الأمن الغذائی النباتی والحیوانی فی جامعة الإمارات القطاع الزراعی دولة الإمارات فی الدولة
إقرأ أيضاً:
التعليم العالي: معهد بحوث الإلكترونيات يشارك في ورشة عمل حول الذكاء الزراعي
شارك معهد بحوث الإلكترونيات في فعاليات ورشة العمل "النماذج المحوسبة والذكاء الزراعي وتقنيات الذكاء الاصطناعي وزراعة الجيل الخامس"، والتي جرى تنظيمها على هامش المؤتمر الدولي للنظم الذكية المتقدمة للتنمية المستدامة، وذلك بالتعاون بين اتحاد مجالس البحث العلمي العربية، وأكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا، ووزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والمنظمة العربية للتنمية الزراعية.
وخلال فعاليات ورشة العمل، ألقت د.شيرين محمد عبدالقادر محرم رئيس معهد بحوث الإلكترونيات ورئيس مجلس إدارة مدينة العلوم والتكنولوجيا لأبحاث وصناعة الإلكترونيات محاضرة بعنوان "تقنيات الجيل الخامس للزراعة الذكية في الوطن العربي" حيث استعرضت أبرز التطورات التكنولوجية في مجال الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة التي تهدف إلى تحسين الإنتاج الزراعي بشكل مستدام وفعال، مع تقليل التأثيرات البيئية، وتحسين استهلاك الموارد، كما تناولت أهمية دمج التكنولوجيا الحديثة، مثل: الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء، البيانات الضخمة، والطائرات دون طيار لمراقبة المحاصيل وتوزيع الموارد بشكل أكثر كفاءة، وأشارت إلى جهود الدول العربية في هذا المجال، بالإضافة إلى جهود معهد بحوث الإلكترونيات في مجال الزراعة الدقيقة.
شهدت الفعالية مشاركة أكثر من 30 خبيرًا من مختلف الدول العربية، من تخصصات علمية متنوعة، وخلفيات إدارية من القطاعين الحكومي والخاص، تغطى جميع مجالات البحث العلمي والتكنولوجيا، والزراعة المستدامة، وتم عرض العديد من الأبحاث العلمية المتقدمة، والحلول المبتكرة التي تم تنفيذها في عدة دول عربية.
كما تم تسليط الضوء على كيفية دمج هذه الحلول مع الممارسات الزراعية الحديثة؛ بهدف تحقيق الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، وتطبيقها في مختلف الدول العربية، حيث أوضحت هذه الورشة قدرة الدول العربية على التنافس على الساحة الدولية في مجالات الزراعة الذكية، والتكنولوجيا المتقدمة، كما قام عدد من الخبراء بعرض طرق مبتكرة لتحسين الإنتاجية الزراعية، باستخدام تقنيات متطورة، مثل: الذكاء الاصطناعي، البيانات الضخمة، الاستشعار عن بُعد، والروبوتات الزراعية، وتوظيف هذه التقنيات لتحسين إنتاجية المحاصيل، وتطوير أساليب الري، ومراقبة المحاصيل والتنبؤ بالأمراض والآفات، بالإضافة إلى زيادة كفاءة استخدام الموارد الطبيعية، والحد من تأثير التغيرات المناخية على الإنتاج الزراعي.
وقد أسفرت المناقشات عن عدد من التوصيات التي شملت عددًا من المحاور، منها المحور الأول المتعلق بالقيادة الإقليمية لتقنيات الزراعة الذكية، والذي يهدف إلى تحديث الخطط الإستراتيجية للتنمية الزراعية، وإنشاء شبكة عربية تضم خبراء التكنولوجيا؛ لتكون منصة لتبادل البيانات والخبرات في هذا المجال، وقد تم تكليف الدكتور كامل مصطفي السيد المدير الإقليمي للمنظمة العربية للتنمية الزراعية بإدارة الملف، وتضمن المحور الثاني تعزيز البنية التحتية والفضائية من خلال دعم تطبيقات الأقمار الاصطناعية؛ لتقديم خدمات البنية التحتية الرقمية لمختلف التطبيقات، مثل الزراعة الذكية، الري الذكي، والنقل الذكي، خاصة في المناطق النائية والريفية، وسوف يتولي إدارة الملف الدكتور هشام البدوي رئيس الإدارة المركزية للبحوث والتطوير بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرية، وتضمنت التوصيات أيضًا دعم تطبيقات التقنيات الكمومية في مجالات المعالجة الحاسوبية الفائقة لمراكز البيانات وأنظمة التشفير، والمجسات الكمومية، وإنترنت الكم.
كما ركزت التوصيات على ضرورة تعزيز القدرات الإقليمية من خلال إنشاء مركز بيانات وطني عربي عالي التقنية، مخصص لتطبيقات الزراعة الذكية والأمن الغذائي، بالإضافة إلى ميكنة الخرائط الجغرافية للدول العربية، وقد تولى الملف الدكتور يحيى عبد الله مستشار وزارة الاتصالات والتحول الرقمي بالسودان الأسبق، وتم التأكيد على أهمية المحور الرابع المتعلق بتنمية المهارات ونقل وتوطين التكنولوجيا، والذي يتضمن تشجيع البحث والابتكار في الزراعة الذكية بين الجامعات والمراكز البحثية على المستوى العربي، ودعم ريادة الأعمال والشركات الناشئة، وتوسيع نطاق عملها الجغرافي، وقد تولت الإشراف علي هذا الملف د. شيرين محمد عبد القادر محرم رئيس معهد بحوث الإلكترونيات ورئيس مجلس إدارة مدينة العلوم والتكنولوجيا لأبحاث وصناعة الإلكترونيات، وتضمنت التوصيات أيضًا تعزيز الابتكار ونقل وتوطين التكنولوجيا بشكل عام، مع التركيز بشكل خاص على تكنولوجيا التصنيع الزراعي.
تنفيذًا لتوجيهات الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالى والبحث العلمى بأهمية المشاركة فى الفعاليات الإقليمية والدولية؛ لدورها الكبير فى تعزيز التواصل بين المؤسسات الأكاديمية والبحثية على مستوى العالم، مما يتيح تبادل الخبرات والأفكار الحديثة فى مجالات التعليم العالى والبحث العلمي، كما تسهم هذه المشاركات فى مواكبة التطورات العالمية، وذلك فى إطار تفعيل مبدأ المرجعية الدولية، أحد محاور الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالى والبحث العلمي2030.