سودانايل:
2025-03-10@02:22:09 GMT

حوار مع صديقي ال ChatGPT الحلقة (79)

تاريخ النشر: 4th, January 2025 GMT

د. أحمد جمعة صديق
جامعة الزعيم الازهري

حوار اليوم:
• مع ان الصورة قاتمة جدا فهل هناك دولة افريقية افادت من استقلالها عمليا من المستعمر الاوربي؟
• كان وراء هذه النجاحات بعض الرجال والنساء المخلصين لهذه القارة هل ناتي على ذكر اسماء بعضهم؟
• الاستقلال يجب ان يكون لحظة للتأمل في الماضي والعمل على تغيير الحاضر والمستقبل.

كيف ذلك؟
• كيف نرى السودان في هذا السياق .. هل نحتفي باستقلالنا ام نبكي علي استغلالنا؟
***********************
بالرغم من التحديات الكبيرة التي تواجهها معظم الدول الإفريقية بعد الاستقلال، هناك بعض الدول التي تمكنت من تحقيق نجاحات ملحوظة في مختلف المجالات، وأفادت من استقلالها عمليًا، من خلال تحسين أوضاعها الاقتصادية، السياسية، والاجتماعية بشكل عام. يمكن استعراض بعض هذه الدول التي استطاعت أن تحقق بعض المكاسب نتيجة لاستقلالها عن المستعمرين الأوروبيين.
1. غانا: رائدة الاستقلال والتنمية الاقتصادية
• الاستقلال المبكر والإنجازات الاقتصادية: تعتبر غانا من أوائل الدول الإفريقية التي نالت استقلالها في عام 1957 تحت قيادة كوامي نكروما، وكان لها دور ريادي في الحركات التحررية في القارة. على الرغم من التحديات التي واجهتها بعد الاستقلال، إلا أن غانا حققت بعض المكاسب الاقتصادية والاجتماعية الكبيرة.
• إصلاحات في التعليم والصحة: غانا استثمرت في تطوير قطاع التعليم والصحة، مما ساعد في رفع مستوى معيشة السكان وتحسين نوعية الحياة. كما أن البلاد أصبحت نموذجًا لعدد من الإصلاحات الاقتصادية التي حاولت التحول من اقتصاد يعتمد على المواد الخام إلى اقتصاد أكثر تنوعًا.
• الاستقرار السياسي النسبي: رغم بعض الاضطرابات السياسية في تاريخها الحديث، تمكنت غانا من تجنب العديد من الحروب الأهلية التي عانت منها دول أخرى في القارة. ومنذ بداية القرن الواحد والعشرين، أصبحت غانا واحدة من أكثر الدول الإفريقية استقرارًا سياسيًا، مما جذب الاستثمارات الأجنبية.
2. رواندا: من الدمار إلى التنمية
• الانتقال من الحرب إلى الاستقرار: رواندا تعد واحدة من الدول الإفريقية التي حققت تحولًا كبيرًا بعد الاستقلال، وخاصة بعد فترة مأساوية من الإبادة الجماعية في 1994. عقب هذه الكارثة، اتخذت الحكومة الرواندية خطوات ضخمة في تحقيق التنمية الاقتصادية، والعدالة الاجتماعية، والاستقرار السياسي.
• النمو الاقتصادي: استطاعت رواندا أن تحقق نموًا اقتصاديًا مستدامًا في العقدين الأخيرين، حيث تم تنويع الاقتصاد وتحقيق تقدم في مجالات التكنولوجيا والخدمات والسياحة. هذا النمو كان نتيجة للسياسات الحكيمة التي اتبعتها الحكومة بعد الإبادة الجماعية.
• العدالة الاجتماعية: رواندا تبنت سياسة "المصالحة الوطنية"، حيث كان التركيز على إعادة بناء العلاقات بين مختلف المجموعات العرقية. كما أن نسبة تمثيل المرأة في البرلمان الرواندي هي من الأعلى في العالم، حيث تساهم المرأة بشكل كبير في صنع القرار والتنمية الاجتماعية.
3. السنغال: الاستقرار الديمقراطي والتنمية المستدامة
• الاستقلال المبكر: نالت السنغال استقلالها عن فرنسا في عام 1960، وأصبحت واحدة من الدول الإفريقية التي حققت استقرارًا سياسيًا مبكرًا.
• الاستقرار الديمقراطي: تتمتع السنغال بتاريخ طويل من الديمقراطية والاستقرار السياسي مقارنة بالكثير من الدول الإفريقية الأخرى. لم تشهد البلاد انقلابات عسكرية أو صراعات أهلية كبيرة، ما ساعد على تحقيق نمو مستدام في مجالات التعليم والصحة.
• الاقتصاد المتنوع: على الرغم من كون السنغال تعتمد في البداية على الزراعة، إلا أن الحكومة السنغالية عملت على تنويع الاقتصاد، وجذب الاستثمارات الأجنبية في قطاعات مثل السياحة والطاقة المتجددة. السنغال أيضًا نجحت في تطوير البنية التحتية، مما ساعد على زيادة فرص العمل وتحسين مستوى المعيشة.
4. بوتسوانا: النجاح في الحكم الرشيد والتنمية الاقتصادية
• التقدم في الحكم الرشيد: بوتسوانا تعتبر مثالًا نادرًا في إفريقيا من حيث الاستقرار السياسي والحكم الرشيد بعد الاستقلال. حصلت بوتسوانا على استقلالها عن المملكة المتحدة في عام 1966، وسرعان ما أصبحت واحدة من الدول الأكثر استقرارًا في القارة.
• الاقتصاد القوي: يعتمد اقتصاد بوتسوانا بشكل كبير على صناعة التعدين، خاصة استخراج الألماس، ولكنه قام بتطوير قطاعات أخرى أيضًا، مثل السياحة والزراعة. الإدارة الحكيمة لعائدات الألماس سمحت ببناء احتياطيات ضخمة من العملات الأجنبية، مما ساعد على استقرار الاقتصاد.
• التنمية الاجتماعية: حققت بوتسوانا تقدمًا ملحوظًا في مجالات التعليم والصحة، وواجهت تحديات كبيرة مثل تفشي فيروس نقص المناعة المكتسبة (HIV)، ولكنها تمكنت من تطوير استراتيجيات فعالة للحد من تأثيرات الوباء.
5. كينيا: التحول نحو التكنولوجيا والتنمية الاقتصادية
• الاستقلال والتقدم التكنولوجي: رغم أن كينيا لم تحقق النجاح الكامل في جميع مجالات التنمية، إلا أنها حققت تقدمًا كبيرًا في العقدين الأخيرين في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. أصبح قطاع التكنولوجيا في كينيا واحدًا من أبرز القطاعات الناشئة في إفريقيا.
• نمو اقتصادي: كينيا من بين الدول التي حققت نموًا اقتصاديًا مستدامًا، وتعتبر من أكبر اقتصادات شرق إفريقيا. توسع قطاع الخدمات والسياحة والتمويل من العوامل التي ساهمت في هذا النمو.
• الابتكار في مجال الموبايل: كينيا تعد من الدول الرائدة في مجال الدفع عبر الهاتف المحمول، حيث ابتكرت خدمة "M-Pesa" التي مكنت ملايين من المواطنين من الوصول إلى الخدمات المالية بسهولة.
خلاصة:
نعم، هناك دول إفريقية استفادت بشكل عملي من استقلالها وحققت نجاحات ملموسة في مختلف المجالات. دول مثل غانا، رواندا، السنغال، بوتسوانا، و كينيا قدمت نماذج إيجابية في الاستقرار السياسي، والتنمية الاقتصادية، والتحول الاجتماعي. هذا النجاح يعود إلى حكوماتها التي تبنت سياسات رشيدة، وركزت على التعليم، والتنمية الاقتصادية المستدامة، وتعزيز الحكم الديمقراطي. ورغم وجود تحديات مستمرة في هذه الدول، إلا أن هناك دروسًا مستفادة يمكن أن تعزز فرص النجاح في دول أخرى.
• كان وراء هذه النجاحات بعض الرجال والنساء المخلصين لهذه القارة هل ناتي على ذكر اسماء بعضهم؟
بالفعل، كان وراء هذه النجاحات التاريخية في بعض الدول الإفريقية رجال ونساء مخلصين ومؤثرين لعبوا دورًا كبيرًا في تحقيق الاستقلال، وفي بناء دولهم بعد التحرر من الاستعمار. هؤلاء القادة استخدموا حكمتهم، وشجاعتهم، ورؤيتهم للمستقبل في مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. إليك بعض الأسماء البارزة التي كان لها دور كبير في نجاحات إفريقيا بعد الاستقلال:
1. كوامي نكروما (غانا)
• دوره: كوامي نكروما هو أول رئيس لجمهورية غانا بعد استقلالها عن بريطانيا في 1957. كان من القادة الأكثر تأثيرًا في الحركة الاستقلالية في إفريقيا، ولعب دورًا بارزًا في النضال ضد الاستعمار البريطاني.
• إرثه: كان نكروما من المدافعين عن الوحدة الإفريقية، وأحد المؤسسين لحركة الوحدة الإفريقية، التي تطورت لاحقًا إلى الاتحاد الإفريقي. كما كان داعمًا كبيرًا للتعليم والتنمية الاقتصادية في غانا، وعُرف بحلمه لتأسيس قارة إفريقية موحدة.
2. نيلسون مانديلا (جنوب إفريقيا)
• دوره: يُعتبر نيلسون مانديلا رمزًا للنضال ضد نظام الأبارتهايد العنصري في جنوب إفريقيا. قاد حركة التحرير في البلاد وواجه قسوة السلطات الاستعمارية لنحو 27 عامًا في السجون.
• إرثه: بعد الإفراج عنه في عام 1990، أصبح أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا في 1994. قاد بلاده إلى نهاية نظام الأبارتهايد وعزز المصالحة الوطنية بين الأعراق المختلفة. يُعتبر مانديلا رمزًا للسلام والمصالحة، وأحد أعظم قادة القرن العشرين.
3. أميناتا ديالو (مالي)
• دورها: على الرغم من أنها قد تكون أقل شهرة عالميًا، تعتبر أميناتا ديالو إحدى الشخصيات المؤثرة في حركة الاستقلال في مالي، وكانت من بين النساء البارزات اللاتي شاركن في النضال السياسي ضد الاستعمار الفرنسي.
• إرثها: أسهمت ديالو في تعزيز مكانة المرأة في السياسة والمجتمع المالي، وشاركت بشكل كبير في تشكيل السياسة الحديثة في مالي بعد الاستقلال.
4. جوليوس نيريري (تنزانيا)
• دوره: نيريري كان رئيس تنزانيا الأول بعد استقلالها عن بريطانيا في 1961. قاد التنزانيين نحو التحرر وطبق سياسة الاشتراكية التي عرفت بـ "Ujamaa"، التي تعني الزراعة الجماعية والتنمية الاجتماعية.
• إرثه: رغم التحديات الاقتصادية، عمل نيريري على بناء دولة تنزانيا على أسس من الوحدة الوطنية والسلام، وكان مؤمنًا بالاستقلال الكامل عن القوى الأجنبية. ساعد في وضع الأسس للاستقرار السياسي في تنزانيا.
5. باتريس لومومبا (الكونغو الديمقراطية)
• دوره: باتريس لومومبا كان أول رئيس وزراء للكونغو الديمقراطية بعد استقلالها عن بلجيكا في 1960. كان من أبرز قادة حركة التحرر الوطني في القارة، وله دور محوري في نضال الكونغو ضد الاستعمار البلجيكي.
• إرثه: كان لومومبا رمزًا للحرية والعدالة، لكنه اغتيل بعد فترة قصيرة من توليه منصبه بسبب التدخلات الخارجية والصراعات الداخلية. ورغم مقتله، يعتبر اليوم شهيدًا ورمزًا للنضال الإفريقي من أجل الحرية.
6. ليوبولد سيدار سنغور (السنغال)
• دوره: ليوبولد سيدار سنغور كان أول رئيس للسنغال بعد استقلالها عن فرنسا في 1960. كان شاعرًا وفيلسوفًا ورجل دولة، وأحد المفكرين الأفارقة البارزين.
• إرثه: سنغور كان ملتزمًا بالقيم الإنسانية، والديمقراطية، وحقوق الإنسان، وكان يشجع على الوحدة الإفريقية. كان أيضًا من المدافعين عن الهوية الثقافية الإفريقية وحافظ على التعددية الثقافية في السنغال.
7. هيلين ماندلا (جنوب إفريقيا)
• دورها: زوجة نيلسون مانديلا وناشطة حقوقية، لعبت دورًا كبيرًا في دعم نضال زوجها وفي الحركات الاجتماعية والسياسية في جنوب إفريقيا.
• إرثها: رغم الصعوبات الشخصية والسياسية، كانت هيلين ماندلا صامدة وملتزمة بتقديم الدعم للمساواة بين الأعراق في جنوب إفريقيا، وتمكنت من ترك بصمة كبيرة في تاريخ النضال ضد التمييز العنصري.
8. توماس سانكارا (بوركينا فاسو)
• دوره: توماس سانكارا كان رئيس بوركينا فاسو في الفترة من 1983 إلى 1987، وكان معروفًا برؤيته الثورية والإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية. قاد البلاد نحو تغيير جذري بعيدًا عن الفساد والمحسوبية.
• إرثه: تبنى سياسات تقدمية في مجالات مثل التعليم والصحة، ودافع عن استقلال إفريقيا اقتصاديًا. رغم قتله في انقلاب عام 1987، ظل سانكارا رمزًا للثورة في إفريقيا ومناضلًا ضد الإمبريالية.
9. كينياتا جيكا (كينيا)
• دوره: جيكا كينياتا كان أول رئيس لكينيا بعد استقلالها عن بريطانيا في 1963. كان كينياتا من القادة البارزين في حركة "ماو ماو" التي ساعدت في تحرير كينيا من الاستعمار البريطاني.
• إرثه: رغم التحديات التي واجهها في حكمه، ساهم كينياتا في بناء كينيا الحديثة، وعزز وحدة الشعب الكيني تحت شعار "إفريقيا واحدة".
10. ألفا كوناري (مالي)
• دوره: ألفا كوناري هو أحد أبرز القادة في مالي بعد الاستقلال، وكان أول رئيس منتخب ديمقراطيًا في البلاد.
• إرثه: ساهم كوناري في تعزيز الديمقراطية في مالي، ووضع البلاد على مسار التحول الديمقراطي في التسعينيات.
خلاصة:
كانت إفريقيا مليئة برجال ونساء مخلصين ذوي رؤى ثاقبة ومبادئ قوية حول كيفية بناء قارة حرة ومستقلة. هؤلاء القادة ساهموا في توجيه إفريقيا نحو التحرر والاستقلال، ووضعوا الأسس للتنمية والعدالة الاجتماعية، رغم التحديات العديدة التي واجهوها. إسهاماتهم لا تزال تلهم الأجيال الجديدة في إفريقيا والعالم أجمع.
• كيف نرى السودان في هذا السياق .. هل نحتفي باستقلالنا ام نبكي علي استغلالنا؟
السؤال الذي تطرحه يعكس حالة من التوتر الداخلي الذي يشعر به الكثيرون في السودان، خاصة في ظل الظروف المعقدة التي تمر بها البلاد. في هذه اللحظات التاريخية، يظل الاحتفال بالاستقلال أو الحزن على الاستغلال مسألة ذات طابع مزدوج، حيث يتداخل التاريخ السياسي والاجتماعي مع التحديات الحالية.
الاحتفال بالاستقلال:
يمكن أن يكون الاستقلال حدثًا تاريخيًا مهمًا يعكس رغبة شعب السودان في التحرر من الاستعمار والانعتاق من القيود المفروضة عليه من القوى الخارجية. الاستقلال كان رمزًا للطموح الوطني والمستقبل الأفضل. ولذلك، فإن الاحتفاء بهذا الاستقلال يمكن أن يكون بمثابة تعبير عن الأمل في تحقيق دولة عادلة ومزدهرة تضمن حقوق المواطنين وتعزز من سيادة الوطن.
البكاء على الاستغلال:
في المقابل، وبعد مرور أكثر من 60 عامًا على الاستقلال، يجد الكثيرون أن السودان لم يحقق الكثير من آماله. هناك شعور عميق بالاستغلال، سواء من قبل قوى داخلية مثل الأنظمة الحاكمة التي استغلت السلطة لمصلحتها الخاصة، أو من قبل قوى خارجية حاولت فرض نفوذها على السياسات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد. هذه الحالة من الاستغلال جعلت الكثيرين يشعرون أن السودان لم يحقق الاستقلال الحقيقي.
الواقع المعقد:
الواقع السوداني اليوم يتسم بالصراعات الداخلية المستمرة، من التوترات السياسية إلى التحديات الاقتصادية والمعيشية. رغم ذلك، لا تزال هناك رغبة قوية في الشعب السوداني من أجل تغيير الوضع وتحقيق تطلعاته. في هذا السياق، قد يكون الوقت مناسبًا لإعادة تقييم الاستقلال في ضوء هذه التحديات، وأن نسعى جميعًا لبناء مستقبل مختلف، يتجاوز الانقسامات الداخلية والتدخلات الخارجية.
بالمجمل، يمكننا أن نرى أن الاحتفال بالاستقلال لا يجب أن يكون مجرد مناسبة للذكرى، بل لحظة للتأمل في الماضي والعمل على تغيير الحاضر والمستقبل، بحيث يكون الاستقلال حقيقيًا وملموسًا في حياة الناس.
• الاستقلال يجب ان يكون لحظة للتأمل في الماضي والعمل على تغيير الحاضر والمستقبل. كيف ذلك؟
نعم، الاستقلال ليس مجرد ذكرى تاريخية أو مناسبة للاحتفال بالعالم الماضي، بل هو فرصة مهمة لتقييم ما تم تحقيقه منذ لحظة الاستقلال وحتى اليوم. ومن هذا المنطلق، يمكن أن يصبح الاستقلال لحظة للتأمل في الماضي والعمل على تغيير الحاضر والمستقبل. إليك كيف يمكن أن نرى ذلك:
1. التأمل في الماضي
الاستقلال هو لحظة نادرة في تاريخ أي أمة، ولذا يجب أن نُعيد النظر في ما مررنا به كدولة. هل تحقق حلم الشعب في العيش في وطن حر ومستقل؟ كيف كان الواقع بعد الاستقلال؟ هل كانت التحديات التي واجهتها البلاد نتيجة للاستعمار أم كانت نتاجًا لسياسات داخلية فاشلة أو انتهازية؟
التأمل في الماضي يُساعدنا على فهم أسباب الأزمات الحالية. مثلاً، إذا كان الاستقلال قد جاء بعد صراعات مع الاستعمار، فإن تلك الصراعات ربما تركت آثارًا طويلة الأمد في الهياكل الاجتماعية والسياسية. تأملنا في هذه الحقائق قد يساعد في فهم أعمق لمشاكلنا الحالية.
2. العمل على تغيير الحاضر
الاستقلال يجب أن يُحفزنا للتفكير في وضعنا الحالي. كيف يمكننا تحسين حالنا اليوم؟ هل نحن في حالة من الضعف السياسي أو الاقتصادي بسبب تركة الماضي أم بسبب الخيارات التي اتخذناها بعد الاستقلال؟
التحرر الحقيقي هو التحرر من الاستغلال الداخلي والخارجي، ومن تكرار الأخطاء التي وقعت في الماضي. على سبيل المثال، قد يكون من المفيد أن نتساءل:
• هل سياساتنا الاقتصادية اليوم تهدف إلى تحسين مستوى المعيشة للمواطن؟
• هل هناك نظام سياسي عادل يضمن المساواة للجميع؟
• هل نحقق الاستقلال الفعلي عن القوى الكبرى التي تحاول التأثير على قراراتنا الوطنية؟
العمل على تغيير الحاضر يتطلب رؤية استراتيجية وإرادة سياسية لإصلاح النظام السياسي والاقتصادي.
3. إعادة التفكير في المستقبل
الاستقلال يجب أن يكون بداية للانطلاق نحو بناء دولة مزدهرة. كيف نخطط لمستقبل أفضل لأجيالنا القادمة؟ الاستقلال لا ينتهي بمجرد الحصول على الحرية السياسية، بل هو استمرارية في تحقيق التنمية المستدامة وضمان العيش الكريم للجميع.
على سبيل المثال، يمكن أن يشمل العمل على المستقبل:
• تعزيز التعليم وتطويره ليصبح ركيزة أساسية لبناء الأمة.
• خلق فرص عمل وتشجيع المشاريع الصغيرة والمتوسطة.
• تحقيق العدالة الاجتماعية وتقليل الفجوات الاقتصادية بين الأفراد والمناطق.
الاستقلال هو فرصة لتأسيس أسس دولة قوية تعتمد على مؤسسات قوية، دولة تصنع قراراتها بنفسها، وتحقق مصالح شعبها.
الخلاصة
الاستقلال هو أكثر من مجرد تاريخ أو احتفالات. يجب أن يُحتفى به كحافز للتأمل في مسيرتنا الماضية، والعمل الجاد لتصحيح أخطائنا في الحاضر، وتحقيق حلم مستقبلي أفضل. إذا نظرنا إلى الاستقلال من هذا المنظور، فإنه يصبح دعوة للابتكار والإصلاح، ويعطي كل فرد في السودان الفرصة للمساهمة في بناء وطن مستدام ومزدهر.


aahmedgumaa@yahoo.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: والتنمیة الاقتصادیة التنمیة الاقتصادیة الاستقرار السیاسی الدول الإفریقیة ا بعد الاستقلال التعلیم والصحة الاستقلال یجب جنوب إفریقیا کان أول رئیس فی إفریقیا فی مجالات فی القارة استقرار ا فی تحقیق واحدة من من الدول ا کبیر ا یجب أن ی ما ساعد أن یکون فی مالی یمکن أن إلا أن فی عام فی هذا

إقرأ أيضاً:

عبد الغني زهرة في حوار لـ"البوابة نيوز": إنجازاتنا العظيمة تحققت فى شهر رمضان.. والشباب هم الأمل فى تقدمنا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

تتجلى مشاهد الإنجازات الحضارية للأمة الإسلامية وتسيطر على الأذهان فى شهر رمضان الكريم؛ ففى هذا الشهر الفضيل تتوالى الصور المشرقة فى تاريخ الأمة، حيث يعد هذا الشهر شاهدا على محطات فارقة فى مسيرة الحضارة الإسلامية، سواء من خلال الانتصارات العظيمة أو عبر القيم التى أرساها فى نفوس المسلمين. حول الإنجازات التى شهدها شهر رمضان ومسيرة الحضارة الإسلامية التقت “البوابة نيوز” الدكتور عبدالغنى زهرة، أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية بجامعة الأزهر، لنستعرض معه تأثير رمضان على مسيرة الحضارة الإسلامية، ونتأمل كيف يمكن استعادة روح هذه الحضارة فى العصر الحديث. وإلى نص الحوار.. 

■ كيف أثر شهر رمضان فى تشكيل القيم الحضارية لدى المسلمين؟
-رمضان لم يكن مجرد شهر عبادة وصيام، بل كان مدرسة متكاملة تنمى فى المسلمين قيما أساسية ساهمت فى بناء الحضارة الإسلامية. فى رمضان، يتجلى الصبر، وهو أساس أى نهضة حضارية؛ فالأمم لا تنهض إلا بالصبر على التحديات والعمل الجاد. كذلك، رمضان يعزز قيمة الإيثار والتكافل الاجتماعي، فالحضارات لا تُبنى إلا على العدل والتعاون بين أفراد المجتمع. إلى جانب ذلك، الانضباط والالتزام خلال الصيام يرسخان ثقافة احترام الوقت والانضباط، وهما عنصران مهمان لأى تقدم حضاري.
■ما أبرز الانتصارات الإسلامية التى حدثت فى رمضان، وكيف ساهمت فى بناء الحضارة الإسلامية؟
-رمضان كان دائما شهر الانتصارات العظيمة التى غيرت مسار التاريخ الإسلامي. على سبيل المثال، غزوة بدر الكبرى (٢هـ) كانت أول وأهم انتصار للمسلمين، حيث شكلت نقطة تحول فى بناء الدولة الإسلامية. أيضا، فتح مكة (٨هـ)، الذى كان بمثابة إعلان عن ترسيخ الدولة الإسلامية فى الجزيرة العربية؛ ومن الأمثلة التى تعكس قوة المسلمين الحضارية، معركة عين جالوت (٦٥٨هـ)، التى كانت سببا فى إيقاف المد المغولى وحماية التراث الإسلامى من التدمير. هذه الانتصارات لم تكن مجرد أحداث عسكرية، بل كانت لحظات فاصلة فى بناء حضارة قوية تستند إلى العدل والتسامح ونشر العلم. 
■كيف انعكست قيم الصبر والجهاد والتضحية، التى تتجلى فى رمضان، على نهضة الحضارة الإسلامية؟
-رمضان علم المسلمين أن النجاح يحتاج إلى صبر وتحمل، وهذه القيم انعكست فى اجتهادهم العلمى والفكرى على مدار التاريخ. العلماء المسلمون كانوا يسهرون الليالى فى البحث والتجربة، مدفوعين بنفس روح المثابرة التى يغرسها الصيام أما الجهاد فليس مقصورا على ساحات القتال، بل يشمل الجهاد بالعلم والعمل، وهو ما ساعد المسلمين على إنشاء حضارة مزدهرة امتدت من الأندلس إلى الصين. أما التضحية، فقد تجلت فى العمل الخيرى ورعاية الفقراء، مما أدى إلى مجتمعات متماسكة قادرة على الاستمرار والتطور.
■فى رأيك، ما أبرز التحديات التى تواجه الحضارة الإسلامية فى العصر الحديث؟
-هناك تحديات فكرية، حيث يعانى العالم الإسلامى من أزمة وعى ومعرفة، وهناك أيضا التحديات الاقتصادية والسياسية، حيث تواجه الدول الإسلامية مشكلات فى تحقيق التنمية المستدامة. كذلك، التأثير الثقافى الغربى أدى إلى ضعف الهوية الإسلامية لدى بعض الشباب، مما يستدعى ضرورة تعزيز الانتماء للحضارة الإسلامية. 
■كيف يمكن استعادة روح الحضارة الإسلامية فى ظل التغيرات العالمية المتسارعة؟
-الحل يكمن فى العودة إلى جوهر الإسلام، الذى يشجع على العلم والعمل والإبداع. يجب أن نواكب العصر بالتكنولوجيا والمعرفة، لكن دون أن نفقد هويتنا. أيضًا، لا بد من تجديد الخطاب الدينى ليكون أكثر ارتباطا بحاجات العصر، وتشجيع البحث العلمي، فالحضارات لا تبنى إلا بالعلم. 
■ هل يمكن للحضارة الإسلامية أن تقدم حلولًا لمشكلات العصر مثل التطرف والصراعات الثقافية؟
-بالطبع، فالإسلام نفسه دين وسطية وعدل، وإذا رجعنا للتراث الإسلامى سنجد أنه مليء بأمثلة للتسامح والتعايش. الحضارة الإسلامية فى أوجها كانت نموذجا للتعددية الثقافية، حيث عاش المسلمون والمسيحيون واليهود فى ظل دولة واحدة دون صراعات دينية. يمكننا استلهام هذا النموذج لحل المشكلات المعاصرة. 
ولكى نستفيد من الإرث الحضارى الإسلامى فى بناء مستقبل مشرق للأمة، علينا أولًا، أن نعيد قراءة التاريخ بعين ناقدة، لا أن نبقى أسرى الماضي. ثانيا، يجب أن نستفيد من القيم الإسلامية فى الإدارة والاقتصاد والتعليم. وثالثا، لا بد من الاستثمار فى الأجيال القادمة، فهم عماد أى حضارة؛ وأقول للشباب أنتم الأمل، فالحضارات لا تنهض إلا بسواعد أبنائها. عليكم بالعلم والعمل والاجتهاد، ولا تنسوا أن الحضارة الإسلامية لم تُبنَ على القوة وحدها، بل على المعرفة والإبداع.
نشر الوعى 
■ كيف يمكن تعزيز الوعى بدور الحضارة الإسلامية فى المناهج الدراسية ووسائل الإعلام، وهل يمكن أن نشهد عصرا جديدا لازدهار الحضارة الإسلامية؟
-المناهج التعليمية يجب أن تبرز الجوانب العلمية للحضارة الإسلامية، وليس فقط الفتوحات والانتصارات العسكرية. أما الإعلام، فعليه أن يتبنى خطابا إيجابيا عن الإسلام، بدلا من التركيز على النزاعات. 
نحن قادرون على أن نشهد عصرا جديدا لازدهار الحضارة الإسلامية، لكن بشرط أن نوحد جهودنا، وأن نعتمد على العلم والاقتصاد القوي، وليس على العواطف والشعارات. وهنا أقول رمضان فرصة عظيمة للعودة إلى الذات، ليس فقط على المستوى الروحي، ولكن أيضا على المستوى الحضاري. هذا الشهر علمنا أن الصبر والانضباط والعمل الجماعى هى مفاتيح أى نهضة. إذا أردنا أن نرى الحضارة الإسلامية فى أوج مجدها مرة أخرى، فعلينا أن نستثمر فى التعليم، وننهض بالاقتصاد، ونعيد إحياء روح الابتكار والإبداع. الأمة الإسلامية لديها من المقومات ما يجعلها تقود العالم، لكن ذلك لن يتحقق إلا إذا اجتمعنا على هدف واحد، وهو بناء مستقبل مشرق، قائم على العلم والأخلاق والقيم الإسلامية السامية. 

العدد الاليكتروني

مقالات مشابهة

  • مصر تودّع تصفيات بطولة إفريقيا للمحليين  
  • طارق النهري في حوار خاص لـ«البوابة نيوز»: أنا أبو البنات في "شباب امرأة".. و"إش إش" سيشهد العديد من المفاجآت
  • إنتصار : رحبت بظهوري بدون مكياج فى إش إش .. وتدربت بـ كوافير من أجل مسلسل 80 باكو l حوار
  • 30 ألف مُشجّع.. حضور الجماهير في مباريات الأندية المصرية بالبطولات الإفريقية
  • حوار الأمين.. إطلالة تلفزيونية لنعيم قاسم وهذا موعدها
  • عبد الغني زهرة في حوار لـ"البوابة نيوز": إنجازاتنا العظيمة تحققت فى شهر رمضان.. والشباب هم الأمل فى تقدمنا
  • عراقجي: إيران مستمرة في المفاوضات لكن لن تخضع للضغوط الأمريكية
  • المغرب مقرا لأول مكتب إقليمي لمؤتمر لاهاي للقانون الدولي الخاص في إفريقيا
  • الصين تتعهد بدعم الدول الإفريقية في تسريع تنميتها الاقتصادية
  • "ChatGPT" وسيط غير متوقع يعيد الوئام لبيت كاد ينهار