سودانايل:
2025-02-02@10:43:34 GMT

هل اندلعت الحرب بذريعة سياسية أم دستورية؟

تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT

Was the War Ignited by Political or Constitutional Pretext?

بروفيسور/ مكي مدني الشبلي
المدير التنفيذي – مركز مأمون بحيري، الخرطوم

تمهيد:
ظلت التناقضات الثانوية بين القوى المدنية والعسكرية لثورة ديسمبر بعد إسقاطها نظام الإنقاذ الفاسد نسبية وعابرة، انطوت على خلاف كمي، وربما شخصي حول السلطة. وفي غياب الحنكة والتدبر من كلا المدنيين والعسكريين تحولت التناقضات الثانوية إلى تناقضات جوهرية، ثم تحورت لعداء نوعي بين فصائل الثورة العسكرية والمدنية.

وأدى الفشل في تسلسل وتدرج معالجة التناقضات الجوهرية والثانوية إلى إجهاض تحقيق أهداف ثورة ديسمبر. وقد تجلَّى ذلك التشظي في انشطار قوى الحرية والتغيير المدنية إلى المجلس المركزي (تقدم)، والكتلة الديمقراطية، وانفلاق الكتلة العسكرية إلى الجيش والدعم السريع والحركات المسلحة. وقد قاد هذا الإخفاق إلى إهمال تناقض قوى الثورة المدنية والعسكرية مع النظام السابق حتى توَرُّم مؤيدوه لدرجة لعبهم دوراً جوهرياً في تخطيط وتنفيذ انقلاب 25 أكتوبر المنبوذ، ثم إشعال وتأجيج حرب 15 أبريل المدمرة. وبدورها أفرزت هذه الحرب واقعاً مريراً ساد فيه الاستقطاب الحاد، ليس فقط بين كتلة المدنيين وكتلة العسكريين، بل تعدى ذلك ليبعثر مكونات كلتا الكتلتين لشراذم مسلحة متناحرة تحسم تناقضاتها وخلافاتها بالتخوين والقتل. وقاد ذلك لطفح مؤشرات انزلاق السودان للحرب الأهلية. وقد تجلت المؤشرات العسكرية للحرب الأهلية في انتشار السلاح بين مختلف الفصائل والمجموعات المدنية. وبرزت نذر الحرب الأهلية في المؤشرات الاجتماعية المتمثلة في ضعف الثقافة الوطنية واستبدالها بالانتماءات القبلية والإثنية. وتجسدت المؤشرات الإنسانية للحرب الأهلية في تدهور الوضع الإنساني وتعطل الخدمات الأساسية في جميع أقاليم السودان. وفاقم كل هذه المؤشرات لاندلاع الحرب الأهلية في السودان شواهد ازدياد تنافس القوى الإقليمية والدولية على النفوذ في السودان.
هل المُسَوِّغ الحقيقي للحرب سياسي أم دستوري؟
تتسم العلاقة بين الدستور والسياسة بالجدلية والتعقيد، ولكن الحاكمية في النظم الحديثة هي للدستور بشكل أساسي. فالدستور هو القانون الأعلى في الدولة، ويحدد المبادئ والقواعد الأساسية التي تحكم النظام السياسي، ويضع الإطار القانوني الذي يجب أن تنضبط به الممارسة السياسية. كما يرسم الدستور الملامح الرئيسية للهوية الوطنية ويحدد مكوناتها الأساسية، ويضع الأسس القانونية للمواطنة بتحديد الهوية الدينية للدولة، ومكانة الشريعة في التشريع، وإتاحة استيعاب التنوع الثقافي والعقدي بين الجماعات المختلفة.
وعلى الرغم من حاكمية الدستور، فقد شاع في أوساط المتابعين والمحللين أن السبب الحقيقي وراء حرب أبريل سياسي وليس دستوري. وادعوا تمظهُر السبب السياسي في الصراع على السلطة بين الجيش وقوات الدعم السريع، والخلاف حول توقيت دمج قوات الدعم السريع في الجيش النظامي، وتعثر المسار الديمقراطي وعملية الانتقال السياسي، وفشل الجهود السياسية في التوصل إلى توافق حول تسليم السلطة للمدنيين، والرغبة في السيطرة على موارد البلاد.
ولكن برغم هذه الأسباب السياسية الظاهرية، إلا أن الذرائع الجوهرية لإشعال الحرب في أبريل 2023 كانت ذات طابع دستوري، وهي التي قادت لتعميق الخلافات السياسية والتعجيل بالحرب. ذلك أن الخلافات السياسية كانت بارزة في السطح بمجرد سقوط النظام السابق ولكنها لم تؤدِ لنشوب صدام مسلح عندما أُبعِد من رئاسة المجلس العسكري الفريق أول عوض أبنعوف، وانضم للمجلس محمد حمدان دقلو يوم 13 أبريل 2019. وفي يوم 24 أبريل أُقصِي من المجلس العسكري لأسباب سياسية كلٌ من الفريق أول عمر زين العابدين والفريق أول جلال الدين الشيخ الطيب والفريق أول شرطة الطيب بابكر بسبب انتمائهم السياسي الصارخ للإسلاميين. ولكن لم يؤدِ كل ذلك لنشوب الحرب في ذلك الوقت.
وخلافاً للذرائع السياسية المزعومة لنشوب الحرب فإن المسوغات الدستورية هي التي دفعت التيار الإسلامي العريض لمعارضة الاتفاق الإطاري باعتباره مكرِّساً للدستور العلماني ومتجاهلاً لتطبيق الشريعة الإسلامية. واعتقد الإسلاميون أن الاتفاق الإطاري تقف خلفه إرادة القوى الخارجية ذات الأجندة الخبيثة التي تستهدف عقيدة البلاد، واتهموا القوى الموقعة على الاتفاق الإطاري بأنها تهدف لتفكيك الجيش والقوات النظامية لإقامة سودان علماني. وذلك فضلاً عن معارضة الإسلاميين لوقوف الدولة على مسافة واحدة من جميع الهويات الثقافية والإثنية والجهوية والدينية التي تبناها الاتفاق الإطاري، مما اعتبره السياسيون الإسلاميون وجناحهم في الجيش توجهاً صريحاً لفصل الدين عن الدولة. ومن ثم صنَّفوا الاتفاق بالمتعارض مع هويتهم الإسلامية ومشروعهم للدستور الإسلامي القائم على الحاكمية الإلهية. وعليه نظم الإسلاميون تظاهرات ضد الاتفاق ومناوئة للبعثة الأممية في السودان برئاسة فولكر بيرتس واعتبروا الاتفاق الإطاري ومبعوث الأمم المتحدة مجهضين لرؤيتهم لدستور الدولة السودانية المرتكز على الشريعة الإسلامية. وعلى الرغم من محدودية عدد المشاركين في هذه الاحتجاجات التي نظمها التيار الإسلامي العريض ضد المرجعية الدستورية للاتفاق الإطاري، إلا أنها لعبت دوراً في زيادة التوتر السياسي الذي قاد لاندلاع الحرب. وهنا تجدر الإشارة للتشابه الكبير بين هذه المظاهرات المحدودة التي قادت لحرب أبريل 2023، واعتصام القصر المحدود الذي قاد لانقلاب ديسمبر 2021، حيث كان الإسلاميون سبباً في النكبتين متعللين بذرائع دستورية ضد مقاصد ثورة ديسمبر الشعبية في التحول المدني الديمقراطي.
أما بالنسبة لمسوغات الحرب الدستورية المتراكمة منذ سقوط نظام الإنقاذ فتشمل خلو الوثيقة الدستورية من آليات دمج قوات الدعم السريع في الجيش، وآليات واضحة لإصلاح المنظومة الأمنية والعسكرية، مما أدى إلى نزاع حول توقيت وكيفية الدمج والإصلاح. كما كان غياب المرجعية الدستورية التي تحدد القيادة الأعلى للقوات المسلحة سبباً للصراع حول من يتولى قيادة القوات المسلحة، إذ يرى الدعم السريع أن القائد الأعلى يجب أن يكون الرئيس المدني، بينما يرى الجيش أن يكون القائد الأعلى من القوات المسلحة.
ومن ناحية أخرى، أدى التأخير في تشكيل المحكمة الدستورية حرمان المتهمين من النظام السابق من الحق الدستوري في التقاضي أمام أعلى سلطة قضائية. وفضلاً عن ذلك تشمل الذرائع الدستورية التاريخية لاشتعال حرب أبريل غياب آليات فاعلة في الوثيقة الدستورية لتحقيق العدالة الانتقالية ومحاسبة المسؤولين عن انتهاكات النظام السابق وما يتعلق بذلك من الخلاف حول آليات وحدود تفكيك مؤسسات النظام السابق. وذلك فضلاً عن شمول الاتفاق الإطاري لنص صريح يدعو لإطلاق عملية شاملة لصناعة دستور جديد. وأخيراً وليس آخراً كان انقلاب الجيش على الوثيقة الدستورية وتجميد بنودها ذات الطابع المدني في ديسمبر 2021 سبباً لتعميق الخلاف بين الجيش والدعم السريع الذي اعتذر للشعب السوداني عن المشاركة في الانقلاب، ورأي في تجميد بعض بنود الوثيقة الدستورية نكوصاً عن التحول المدني الديمقراطي الذي نادت به ثورة ديسمبر الشعبية. وتشمل البنود التي أجمدها الانقلاب المواد المتعلقة بمجلس السيادة وتكوينه، وتشكيل مجلس الوزراء وطريقة تكوينه وسلطاته، وتكوين المجلس التشريعي وتشكيله، وتنظيم الشراكة بين المكونين المدني والعسكري، وتجميد عمل لجنة إزالة التمكين حتى يتم مراجعة طريقة عملها.
وعليه فإن الأوضاع القاهرة التي فرضتها حرب أبريل تتطلب معالجة الجذور الدستورية للأزمة وبذور الصراعات المستقبلية، مع التركيز على قضايا الهوية وطبيعة الدولة والحكم الفدرالي والديمقراطية التوافقية والعدالة والتنمية المستدامة، وإعادة تأسيس البناء الدستوري على توافق حول مشروع وطني يعالج القضايا الأساسية التي أفرزتها الحرب، وإنهاء الصراع المسلح ضمن عملية سياسية واحدة بين طرفي الحرب والقوى المدنية تؤطرها المرجعية الدستورية للوصول إلى اتفاق سلام وإعلان سياسي يُضمَّنان في الوثيقة الدستورية المعدَّلة، والتأكيد على مبادئ أساسية مثل وحدة وسيادة السودان، والمواطنة كأساس للحقوق والواجبات دون تمييز، وإقامة دولة مدنية ديمقراطية فيدرالية. بحيث ترمي هذه الآليات إلى معالجة الخلافات السياسية والعسكرية وتحقيق استقرار سياسي طويل الأمد بعد الحرب.
نزع فتيل الاستقطاب المُرَكَّب ودرء نذر الحرب الأهلية يتطلب التدرج عبر ثلاث مراحل متتابعة:
يتطلب إزالة خطورة التشظي الشرس الذي هيمن على الفضائين العسكري والمدني في أعقاب حرب أبريل اتباع منهج متدرج لمعالجة هذا الوضع المتفاقم بحيث يرتكز على ثلاث مراحل متتابعة غير متداخلة. تنطوي المرحلة الأولى على تفاوض بين الجيش والدعم السريع لوقف إطلاق النار الإنساني بمراقبة وحماية عسكرية إقليمية بإشراف الاتحاد الإفريقي. وتقتضي الحنكة السياسية حصر هذه المرحلة فقط في طرفي الإحتراب الجيش والدعم السريع، والوسطاء الإقليميين والدوليين، واستبعاد حواضنهما السياسية من المدنيين بحيث لا يلعبون دوراً يتجاوز المراقبة عن بُعد. ذلك أن إقحام السياسيين في هذه المرحلة الأولى يفسدها ويحبط تحقيق مراميها باختزال قضاياها في جدال عقيم للسياسيين الداعمين لطرفي الاقتتال تؤججه القنوات الفضائية بإشعال المواجهات اللفظية المعهودة بين الطرفين.
أما المرحلة الثانية لإيقاف الحرب فتتطلب توفير فضاء آمن للحوار السياسي الوطني بعد وقف إطلاق النار يمهد لاستعادة بريق شعارات ثورة ديسمبر المغدورة بمشاركة واسعة من القوى الحية المدنية والسياسية وعلى رأسها لجان المقاومة التي ضحت بالأرواح والدماء لقيادة ثورة ديسمبر المنتصرة على النظام السابق. إذ ينحصر دور الجيش والدعم السريع في هذه المرحلة الثانية على المراقبة عن بُعد بما يؤدي هذا الدور لانسحابهما التام من الساحة السياسية بعد الاندماج في جيش مهني قومي واحد وموحد، قانع بدوره النمطي المتمثل في حماية الحدود وحفظ الأمن وتأمين التحول المدني الديمقراطي.
وعلى الرغم من التتابع الزمني بين المرحلتين (chronological order)، إلا أن التحضير لهما يمكن أن يبدأ بين الجانبين المدني والعسكري بالتوازي (parallel) على انفراد، دون التقائهما وجها لوجه في أي من المرحلتين. ذلك أن الفطنة المؤدية لإنهاء الحرب تقتضي نأي السياسيين عن المرحلة الأولى والاكتفاء بمراقبتها، وابتعاد العسكريين عن المرحلة الثانية والاكتفاء بتأمينها وحمايتها. إذ أن أي مشاركة من الجانبين في مرحلة الآخر ستفسد المرحلتين معاً. بيد أن نأي العسكريين والمدنيين من اللقاءات المشتركة لا يعني عدم تحاورهما منفردين حول سبب الحرب، ومُحرِّشاتها، وسبل إيقافها.
وتبدأ المرحلة الثالثة مباشرة بعد فلاح المرحلتين الأولى والثانية في الوصول لرؤى مشتركة داخل كل من الكتلتين المدنية والعسكرية. وبالتالي يصبح الجانبان مهيئين للحوار المشترك حول المرجعية الدستورية لإدارة الفترة الانتقالية بعد الحرب بما يضمن خروج العسكريين من السياسة تحقيقاً للتحول المدني الديمقراطي المستدام باتباع نهج متوازن يجمع بين العدالة وجبر الضرر، والمصالحة والتسامي، وإعادة بناء النسيج الاجتماعي لضمان تحقيق السلام والاستقرار بإنهاء الحرب، ضمن عملية سياسية واحدة تشمل طرفي الحرب والقوى المدنية، للوصول إلى اتفاق سلام وإعلان سياسي يُضمَّنان في المرجعية الدستورية. ويجدر التأكيد على أن الإطار الذي يجمع بين المدنيين والعسكريين هذه المرة ليس "الشراكة" كما كان خلال الانتقال السابق، بل تنحصر العلاقة بعد الحرب في مجرد "التنسيق" بين الجانبين لتحقيق الخروج الكامل للعسكريين من الساحة السياسية.

melshibly@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الجیش والدعم السریع المدنی الدیمقراطی الوثیقة الدستوریة الاتفاق الإطاری النظام السابق الدعم السریع ثورة دیسمبر الأهلیة فی حرب أبریل

إقرأ أيضاً:

الورشة التحضيرية للعملية السياسية بعد الحرب: الفرص والتحديات أمام القوى المدنية

اختتمت ورشة العمل التحضيرية للعملية السياسية بعد الحرب أعمالها في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا هذا الأسبوع، بمشاركة واسعة من القوى السياسية السودانية، بما في ذلك شخصيات تنتمي إلى الحركة الإسلامية السودانية، وأحزاب من مختلف الطيف السياسي، إضافة إلى مجموعات مدنية.

أهمية الورشة في السياق السياسي السوداني
تأتي هذه الورشة في وقت بالغ التعقيد، حيث تستمر الحرب بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع منذ أبريل 2023، مما أدى إلى تمزق النسيج السياسي والاجتماعي للبلاد، وتدهور الأوضاع الإنسانية بشكل غير مسبوق. وعليه، فإن أي محاولة لتأسيس عملية سياسية بعد الحرب تتطلب توافقًا واسعًا بين القوى السياسية والمدنية والمجموعات المسلحة، وهو ما تسعى إليه مثل هذه المبادرات.

أهداف القوى المدنية من المشاركة في الورشة
تسعى القوى المدنية، من خلال هذه الورشة، إلى تحقيق عدد من الأهداف التي يمكن أن تؤثر بشكل جوهري على مستقبل السودان السياسي، ومن أبرزها:
وقف الحرب وإيصال المساعدات الإنسانية
تعتبر هذه الأولوية القصوى للقوى المدنية التي ترى أن استمرار الحرب يعمق الأزمات السياسية والاجتماعية ويهدد بتمزيق وحدة السودان. لذلك، تحاول هذه القوى الدفع نحو اتفاق لوقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق المتضررة.

التأسيس لحوار سياسي شامل
القوى المدنية، التي شاركت في هذه الورشة، تدرك أن أي حل سياسي مستدام يجب أن يكون شاملاً، بحيث يشمل كل الفاعلين السودانيين من مختلف الخلفيات السياسية، بما في ذلك القوى الرافضة للحرب وتلك التي شاركت فيها.
استعادة الحكم المدني والتحول الديمقراطي
يمثل إنهاء الحكم العسكري وإعادة السودان إلى مسار الحكم المدني مطلبًا أساسيًا للقوى المدنية، التي تسعى إلى إعادة بناء مؤسسات الدولة على أسس ديمقراطية ودستورية تعكس تطلعات الشعب السوداني.

محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات
تحاول بعض القوى المدنية الدفع نحو آلية لمحاسبة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات التي وقعت خلال الحرب، سواء من طرف القوات المسلحة أو قوات الدعم السريع، وذلك لضمان تحقيق العدالة الانتقالية وعدم إفلات الجناة من العقاب.

تفكيك بنية الاستبداد وإصلاح المؤسسات

القوى المدنية تدرك أن أي تسوية سياسية بعد الحرب يجب أن تتضمن إصلاحات هيكلية في المؤسسات الأمنية والقضائية والاقتصادية، لضمان عدم تكرار التجارب السابقة التي أدت إلى إعادة إنتاج الأنظمة السلطوية.

التحديات التي تواجه القوى المدنية
على الرغم من الأهداف الطموحة التي تسعى القوى المدنية لتحقيقها من خلال المشاركة في الورشة، إلا أن هناك عدة تحديات تعترض طريقها، أبرزها:

هيمنة القوى العسكرية على المشهد: لا تزال المؤسسة العسكرية طرفًا فاعلًا في الصراع، مما يجعل من الصعب تنفيذ أي اتفاق سياسي دون موافقتها أو ضغوط دولية فعالة.
التباينات داخل القوى المدنية: عدم وجود موقف موحد بين القوى المدنية يجعل من الصعب تحقيق تقدم ملموس، خصوصًا في ظل تباين وجهات النظر حول التعامل مع الإسلاميين والعناصر المرتبطة بالنظام السابق.
ضعف التأثير في المفاوضات الدولية: القوى المدنية لا تملك النفوذ الكافي لفرض أجندتها على المفاوضات الدولية والإقليمية، خاصة في ظل تدخل قوى إقليمية ودولية ذات مصالح متباينة في السودان.

الآفاق المستقبلية
إذا تمكنت القوى المدنية من تجاوز خلافاتها الداخلية، وتعزيز موقفها التفاوضي، وتوحيد مطالبها، فقد تنجح في التأثير على مخرجات أي عملية سياسية مستقبلية. ومع ذلك، فإن نجاح أي اتفاق سياسي سيعتمد على مدى قدرة جميع الأطراف، بما في ذلك العسكريون، على الالتزام بتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه، وتحقيق انتقال حقيقي نحو حكم مدني ديمقراطي.

في النهاية، تبقى هذه الورشة خطوة في طريق طويل وشاق، لكن نجاحها أو فشلها سيحدد إلى حد كبير ملامح السودان في المرحلة المقبلة.

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • “تاح تاح تاح تحسم بالسلاح”: الأغنية السياسية في الحرب (1-2)
  • أستاذ علوم سياسية: إسرائيل مارست كل أنواع الكذب والتضليل في عدوانها على غزة
  • أستاذ علوم سياسية: الاحتلال الإسرائيلي يمارس كل أنواع الكذب في حرب غزة
  • أستاذ علوم سياسية: الحكومة الإسرائيلية مارست كل أنواع الكذب والتضليل
  • أحمد المسلماني: الحرب العالمية الأولى والثانية نتاج نظريات ثقافية سياسية
  • تعرّف على المنظمة التي تلاحق مجرمي الحرب الإسرائيليين بجميع أنحاء العالم
  • الورشة التحضيرية للعملية السياسية بعد الحرب: الفرص والتحديات أمام القوى المدنية
  • حزب الأمة القومية السوداني يقدم مبادرة سياسية لوقف الحرب
  • المحكمة الدستورية تعلن دستورية 4 مواد من قانون الإجراءات المدنية والإدارية
  • الصحفيين والإعلاميين: خلال لقاء محافظ الدقهلية كلنا خلف الرئيس في جميع القرارات السياسية التي تحافظ على الأمن القومي